• كنتم خير أمة إن شريعة الله الكاملة اقتضت نصح العباد وقيادتهم لما يعود عليهم بالنفع والفائدة، ...
منذ 2024-09-05
• كنتم خير أمة
إن شريعة الله الكاملة اقتضت نصح العباد وقيادتهم لما يعود عليهم بالنفع والفائدة، وإن كل حكم من أحكام الله لهو خيرٌ لنا ورحمة، فالله خلقنا وهو أعلم بنا، ومن علمه بنا أن جعل لنا طريقاً صالحاً يفضي بنا إلى دار الخلود، وإنَّ من شعائر الله العظيمة التي تقودنا لجادة الطريق: شعيرةَ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فإذا قصَّر المرء أو انحرف فإنَّ الله جعل له حقاً على المسلمين، وهو النصحُ له ونهيه عن منكره، وذلك -واللهِ- من رحمة الله به وبالمسلمين، فأمّا رحمة الله به فهو وجود من يذكِّره ويعود به إلى الحقّ، وأما رحمة الله بالمسلمين: فالمجتمع كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسد بالحمى والسهر.
وإذا فشا المنكر في المجتمع فسدَ وأفسد، وإذا انتشر الخير في المجتمع نزلت رحماتُ الله وعمَّت فضائله، ألم تقرؤوا قولَ الله: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} آل عمران [١١٠]، فالأمر بالمعروفِ فيه إصلاحٌ للفرد والمجتمع، والنهيُ عن المنكر فيه نصحٌ للفرد والمجتمع، بل فيه الخيريَّة المطلقة "كنتم خير أمة"، وإذا أردت أن تعرف عظيم هذه المنزلة فاقرأ معي قول الله: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا} فصلت [33]، وأعظمُ الدعوة: الأمرُ بالمعروف والنهي عن المنكر، فمهما سَرَحَ بك الفكرُ وجال بك الخاطرُ لتبحث عن أعظم الأعمال والأقوال فدونك قول الله {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ}، روى الإمام مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان).
وإذا أردت أن تعرف خطورة ترك هذه الشعيرة، فتأمل هذين المثالين: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ} لأنهم {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُّنْكَرٍ فَعَلُوهُ} المائدة [٧٨-٧٩]. ولمّا كتب الله على بني إسرائيل العذاب استثنى منهم فقال: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ} الأعراف [١٦٥]، فالأمرُ بالمعروف والنهي عن المنكر جالبٌ لرحمة الله، وتركه والتفريط به جالبٌ لعذاب الله وسخطه.
اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وصلّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم.
صحيفة النبأ – العدد 4
السنة السابعة - السبت 24 محرم 1437 هـ
مقال:
كنتم خير أمة
إن شريعة الله الكاملة اقتضت نصح العباد وقيادتهم لما يعود عليهم بالنفع والفائدة، وإن كل حكم من أحكام الله لهو خيرٌ لنا ورحمة، فالله خلقنا وهو أعلم بنا، ومن علمه بنا أن جعل لنا طريقاً صالحاً يفضي بنا إلى دار الخلود، وإنَّ من شعائر الله العظيمة التي تقودنا لجادة الطريق: شعيرةَ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فإذا قصَّر المرء أو انحرف فإنَّ الله جعل له حقاً على المسلمين، وهو النصحُ له ونهيه عن منكره، وذلك -واللهِ- من رحمة الله به وبالمسلمين، فأمّا رحمة الله به فهو وجود من يذكِّره ويعود به إلى الحقّ، وأما رحمة الله بالمسلمين: فالمجتمع كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسد بالحمى والسهر.
وإذا فشا المنكر في المجتمع فسدَ وأفسد، وإذا انتشر الخير في المجتمع نزلت رحماتُ الله وعمَّت فضائله، ألم تقرؤوا قولَ الله: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} آل عمران [١١٠]، فالأمر بالمعروفِ فيه إصلاحٌ للفرد والمجتمع، والنهيُ عن المنكر فيه نصحٌ للفرد والمجتمع، بل فيه الخيريَّة المطلقة "كنتم خير أمة"، وإذا أردت أن تعرف عظيم هذه المنزلة فاقرأ معي قول الله: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا} فصلت [33]، وأعظمُ الدعوة: الأمرُ بالمعروف والنهي عن المنكر، فمهما سَرَحَ بك الفكرُ وجال بك الخاطرُ لتبحث عن أعظم الأعمال والأقوال فدونك قول الله {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ}، روى الإمام مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان).
وإذا أردت أن تعرف خطورة ترك هذه الشعيرة، فتأمل هذين المثالين: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ} لأنهم {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُّنْكَرٍ فَعَلُوهُ} المائدة [٧٨-٧٩]. ولمّا كتب الله على بني إسرائيل العذاب استثنى منهم فقال: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ} الأعراف [١٦٥]، فالأمرُ بالمعروف والنهي عن المنكر جالبٌ لرحمة الله، وتركه والتفريط به جالبٌ لعذاب الله وسخطه.
اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وصلّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم.
صحيفة النبأ – العدد 4
السنة السابعة - السبت 24 محرم 1437 هـ
مقال:
كنتم خير أمة