أبو حذيفة المغربيّ خاض معركته على جبهتين؛ عائلته والمرتدّين... وانتصر! • حينما أخذ يعدّ للهجرة ...
منذ 2024-09-26
أبو حذيفة المغربيّ خاض معركته على جبهتين؛ عائلته والمرتدّين... وانتصر!
• حينما أخذ يعدّ للهجرة تعرّض محل إقامته وسكناه لحريقٍ، فخسر كل حاجياته، بينها أمواله وأوراقه، ولم يخرج سوى بما يرتديه من ملابس العمل.
خشي أبو حذيفة لحظتها أنّ الله يريد اختبار صدقه إنْ كان سيثبت ويصرّ على سلك هذا الطّريق، أم أنه سيخضع للظروف العصيبة والعراقيل المتعدّدة، لكن كيف له ألّا يواصل السّير وهو يعرف صحة المنهج؟ بعدما هداه الله لفهم واقع الحال الذي ما عاد خافياً إلا على أعمى بصر وبصيرة، فازداد تمسّكاً أكثر من ذي قبل بالفكرة، وأجهد نفسه للحصول على ما يحتاجه ليكمل مهمة الهجرة والسّير على طريق الجهاد، فأوهم الجميع أنّه ذاهبٌ إلى بلده (المغرب)، لكنه غيّر وجهته لتكون دولة الإسلام هي قبلته.
تنقّل من مطارٍ إلى مطارٍ، ومن أرضٍ إلى أرضٍ، حتّى استقرّ به المقام قريباً من أراضي الدّولة الإسلاميّة، حيث لا يفصله عنها سوى مسافة يومٍ لا أكثر.
أقام في فندق، وحينما استيقظ في صباح اليوم التّالي وجد أنّ محفظته وبعض أشيائه قد سُرقت، فجلس في حيرةٍ من أمره، فهو لم يدفع بعدُ تكاليف الفندق، وطريقه ما يزال طويلاً، فبقي لأيام على هذه الحال، وقائمة فندقه باتت تتصاعد تكاليفها، ولا حلّ له يلوح في الأفق، حتى هداه الله للاتّصال ببعض معارفه طالباً منهم نجدته بتحويل قليلٍ من المال له، وهو ما كان.
فسارع إلى مغادرة الفندق لتبدأ آخر صعاب طريق الهجرة، التي يسّرها الله تعالى حتّى وصل إلى أرض الخلافة، وما أن اجتاز الحدود إلى الدّولة الإسلاميّة حتّى تنفس الصُّعداء، ثم خرّ على ركبتيه جاثياً باكياً من شدّة سعادته وفرحه، فاستقبله رجال حدود دولة الخلافة بالأحضان، واصطحبوه إلى دار الضّيافة، التي بقي فيها لعدّة أيّام، قبل أن يلتحق بالمعسكر الشّرعي، أولى محطّات حياته الجهاديّة.
وما أن انتهى من المعسكرات، وتمكّن من التّواصل من جديد مع عائلته، التي فوجئت بوجوده في أرض الخلافة، حتى فُتحت عليه جبهات عائليّة عدّة، فالكلّ يريد إقناعه بالعودة ظنّاً منهم أنّ هناك من غسل له دماغه، فكان يمتعض من هذا الأمر، ويردّد ويكثر من القول: ما لعائلتي؟ ألا تعلم بما جرى ويجري لنساء ديني؟! ألا تعلم عائلتي ما يحصل للأطفال الذين يُبادون؟ لا لسببٍ إلّا لأنّهم أبناءٌ لمسلمين، ألا تعلم عائلتي أنّا ما خُلقنا إلا لنجاهد في سبيل الله؟ ما لعائلتي؟ ما لعائلتي؟!!
• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 10
(قصة شهيد)
• حينما أخذ يعدّ للهجرة تعرّض محل إقامته وسكناه لحريقٍ، فخسر كل حاجياته، بينها أمواله وأوراقه، ولم يخرج سوى بما يرتديه من ملابس العمل.
خشي أبو حذيفة لحظتها أنّ الله يريد اختبار صدقه إنْ كان سيثبت ويصرّ على سلك هذا الطّريق، أم أنه سيخضع للظروف العصيبة والعراقيل المتعدّدة، لكن كيف له ألّا يواصل السّير وهو يعرف صحة المنهج؟ بعدما هداه الله لفهم واقع الحال الذي ما عاد خافياً إلا على أعمى بصر وبصيرة، فازداد تمسّكاً أكثر من ذي قبل بالفكرة، وأجهد نفسه للحصول على ما يحتاجه ليكمل مهمة الهجرة والسّير على طريق الجهاد، فأوهم الجميع أنّه ذاهبٌ إلى بلده (المغرب)، لكنه غيّر وجهته لتكون دولة الإسلام هي قبلته.
تنقّل من مطارٍ إلى مطارٍ، ومن أرضٍ إلى أرضٍ، حتّى استقرّ به المقام قريباً من أراضي الدّولة الإسلاميّة، حيث لا يفصله عنها سوى مسافة يومٍ لا أكثر.
أقام في فندق، وحينما استيقظ في صباح اليوم التّالي وجد أنّ محفظته وبعض أشيائه قد سُرقت، فجلس في حيرةٍ من أمره، فهو لم يدفع بعدُ تكاليف الفندق، وطريقه ما يزال طويلاً، فبقي لأيام على هذه الحال، وقائمة فندقه باتت تتصاعد تكاليفها، ولا حلّ له يلوح في الأفق، حتى هداه الله للاتّصال ببعض معارفه طالباً منهم نجدته بتحويل قليلٍ من المال له، وهو ما كان.
فسارع إلى مغادرة الفندق لتبدأ آخر صعاب طريق الهجرة، التي يسّرها الله تعالى حتّى وصل إلى أرض الخلافة، وما أن اجتاز الحدود إلى الدّولة الإسلاميّة حتّى تنفس الصُّعداء، ثم خرّ على ركبتيه جاثياً باكياً من شدّة سعادته وفرحه، فاستقبله رجال حدود دولة الخلافة بالأحضان، واصطحبوه إلى دار الضّيافة، التي بقي فيها لعدّة أيّام، قبل أن يلتحق بالمعسكر الشّرعي، أولى محطّات حياته الجهاديّة.
وما أن انتهى من المعسكرات، وتمكّن من التّواصل من جديد مع عائلته، التي فوجئت بوجوده في أرض الخلافة، حتى فُتحت عليه جبهات عائليّة عدّة، فالكلّ يريد إقناعه بالعودة ظنّاً منهم أنّ هناك من غسل له دماغه، فكان يمتعض من هذا الأمر، ويردّد ويكثر من القول: ما لعائلتي؟ ألا تعلم بما جرى ويجري لنساء ديني؟! ألا تعلم عائلتي ما يحصل للأطفال الذين يُبادون؟ لا لسببٍ إلّا لأنّهم أبناءٌ لمسلمين، ألا تعلم عائلتي أنّا ما خُلقنا إلا لنجاهد في سبيل الله؟ ما لعائلتي؟ ما لعائلتي؟!!
• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 10
(قصة شهيد)