بعد عام من إعلان البيعة لأمير المؤمنين المكاسب الاستراتيجية لدولة الخلافة في ولاية خراسان • ...

منذ 2024-10-15
بعد عام من إعلان البيعة لأمير المؤمنين المكاسب الاستراتيجية لدولة الخلافة في ولاية خراسان

• ارتبطت العملية الكبرى لجنود الخلافة في ولاية خراسان، التي استهدفت مقر "قنصلية باكستان" في (جلال أباد)، في أذهان كثير من المتابعين، بالاجتماعات التي جرت قبل أيام قليلة منها في (إسلام أباد)، حيث التقى ممثلون عن حكومات كل من باكستان وأفغانستان والصين وأمريكا، من أجل التحضير للجولة الثانية من المفاوضات بين الحكومة الأفغانية الموالية للصليبيين في (كابول) وبين حركة (طالبان) الأفغانية الوطنية، وذلك بعدما توقفت المفاوضات لأكثر من 6 أشهر بعد اللقاء الأول الذي جمع الطرفين قرب العاصمة الباكستانية (إسلام أباد).

- "دخول (أختر منصور) في عملية السلام لن يوقف القتال ضد الصليبيين والمرتدين":

وكانت (طالبان) قد اشتركت في الجولة الأولى من المفاوضات بموافقة من جانب زعيمها الحالي (أختر منصور)، والذي تبين لاحقاً أنه القائد الفعلي للحركة منذ سنوات، حيث كان يقودها باسم (الملا عمر)، ويصدر البيانات بتوقيعه، حتى اكتشاف أمر هذه الخديعة، وإعلانهم أن (الملا عمر) قد توفي منذ سنوات، وأن (أختر منصور) كان يدير الحركة طوال هذه الفترة باسم أميرها السابق، وبذلك لم يبق أمامه إلا أن يعلن نفسه أميراً للحركة، ويبايعه قسم منها، فيما اعترض بعض قادتها ورفضوا زعامته للحركة، فاجتمعوا على زعيم آخر للحركة مبايعين له على أنه الأمير الحقيقي لها، ما أدى في المحصلة إلى حدوث تصدّعات في بنية الحركة لا زالت تهدد بانقسامها وتشظيها إلى جماعات متنازعة فيما بينها، خاصة وأن موضوع المفاوضات مع الحكومة المرتدة العميلة للأمريكيين هو أحد أسباب النزاع داخل الحركة، ما دفع (أختر منصور) وتياره إلى تأجيل الجولة الثانية من المفاوضات لستة أشهر ريثما يستتب له الوضع داخل الحركة، ويعزز نفوذه على عناصرها، ويقضي على خصومه أو يضعفهم على الأقل، مستخدماً لتحقيق ذلك أسلوب تصعيد الهجمات على الحكومة الأفغانية المرتدة والقوات الصليبية بشكل غير مسبوق ليرفع من أسهمه بين جنود الحركة وأنصارها والظهور بمظهر المقاتل الشرس للمحتلين وعملائهم كما تسميهم بيانات (أختر منصور) ومجلس شوراه "القيادي".

وفي الاجتماع الرباعي الذي دعت إليه، عرضت حكومة (إسلام أباد) تقديم قائمة بقادة (طالبان) الذين يقبلون التفاوض مع الحكومة، وأخرى للرافضين لذلك، حيث جاء رد الحكومة بأنها ستفاوض من يفاوضها، وستحارب من يرفض ذلك، وهم بالمحصلة التيار الرافض لإمارة (أختر منصور) وسياسته.

هذا الأمر كان أكثر ما يقلق الدوائر السياسية الأمريكية خصوصا والصليبية عموما، من أن تؤدي التشققات داخل الحركة إلى إعاقة مشروع "السلام" الذي يخططون لإدخال (طالبان) والحكومة فيه، وذلك بأن تدفع (أختر منصور) خشيته من انشقاق الرافضين عن حركته إلى الإبطاء في سيره نحو "السلام" مع الحكومة المرتدة في (كابول)، الدوائر ذاتها أكدت أن المخاوف من ذلك زادت بعد إعلان مجموعات من المجاهدين في خراسان بيعتهم لأمير المؤمنين، وإعلان الدولة الإسلامية عن ولاية خراسان وتعيين والٍ عليها، يقوم بتنفيذ أوامر وتوجيهات أمير المؤمنين في تلك البقعة من أرض الخلافة.

فوضوح منهج الدولة الإسلامية في الاستمرار في قتال المشركين والمرتدين حتى لا يبقى شرك في الأرض، وتكون العبادة والحكم لله وحده، يفرض على الواقع في خراسان أن دخول (أختر منصور) في "عملية السلام" مع الحكومة المرتدة لن يؤدي إلى وقف القتال، كما لن يؤدي إلى وقف نزيف الدم والمال الأمريكي في أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة في تاريخها وهي تدخل عامها السادس عشر، فجيش الخلافة مستمر في قتاله لكل طوائف الشرك والردة في خراسان، من صليبيين وطواغيت حاكمين بغير شريعة الله، بجيشهم وشرطهم، والأحزاب الموالية لهم، وللروافض والإسماعيلية، ولمشركي الصوفية، ولكل الطوائف الممتنعة عن شرائع الإسلام، ومنها حركة (طالبان) التي مما اقترفته إعلان أميرها الجديد (أختر منصور) ومجلس شوراه "القيادي" عن امتناعهم عن جهاد "دول الجوار" الكافرة المشركة، مبدين رغبتهم بإقامة علاقات حسنة معهم، بتحريفهم للأوامر الشرعية بالإحسان إلى الجوار، متغافلين عن حقيقة أن أغلب غزوات النبي -عليه الصلاة والسلام- كانت على القبائل المجاورة للمدينة، بل ولبعض سكانها وهم اليهود، ثم توسعت الفتوحات على أساس الأقرب فالأقرب، فالأقربون أولى بمعروف التوحيد أن يتم إبلاغه إليهم، وأولى بمعروف دحر الطواغيت عنهم.

• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 14
السنة السابعة - الثلاثاء 8 ربيع الآخر 1437 هـ
مقال:
بعد عام من إعلان البيعة لأمير المؤمنين
المكاسب الاستراتيجية لدولة الخلافة في ولاية خراسان
بعد عام من إعلان البيعة لأمير المؤمنين المكاسب الاستراتيجية لدولة الخلافة في ولاية خراسان

• وكأغلب الأحداث في الدولة الإسلامية، نجد أن إعلان ولاية خراسان جاء -بتوفيق رباني- في لحظة فارقة من تاريخ خراسان، حيث كان من ثماره انكشاف خدعة البيعات التي جُمعت (للملا عمر)، وطُلب من الأفراد والجماعات الالتزام بها، فما كان من كثير من جنود الحركة بعد قيام الخلافة إلا أن يكثروا من السؤال عن حياة (الملا عمر) ويطلبوا لقاءه ليعرضوا عليه بيعة الخلافة، وبعد كثير من الأخذ والرد بدأت المعلومات تتسرب عن وفاة (الملا عمر) منذ سنوات، وفي الوقت ذاته انكشفت حقيقة أن كل البيانات التي كانت تصدر باسمه طوال السنوات الماضية كانت محض افتراء عليه، وأن "مباحثات السلام" مع الحكومة لا علاقة له بها بعد أن جرى خداع عناصر الحركة أنها تجري بموافقة وتوجيه من الأمير المتوفى، وخوفاً من التحاق عناصرها بالدولة الإسلامية، أوقف (أختر منصور) مفاوضاته مرحلياً مع الحكومة المرتدة وصعّد من هجمات (طالبان) عليها وعلى القوات الصليبية، وبدون وجود الدولة الإسلامية في الساحة لم يكن (أختر منصور) ليحسب حساباً للرافضين لسياساته، فإصدار الفتوى بقتالهم لشقهم الصف لن يكون أمراً صعباً على مجلس شوراه، ولكن بوجودها اضطر إلى مراعاة توجهاتهم الرافضة "للسلام" مع الحكومة، ورفع سقف مطالبه في وجهها ووجه الدول الصليبية، خوفاً من انحياز الرافضين لسياساته إلى صفوف الدولة الإسلامية وبالتالي تقويتها أكثر على حساب حركته وعناصرها أكثر كلما سار في طريق المفاوضات، وانخفض مستوى وحجم قتاله للأعداء.

- "استراتيجية دولة الخلافة توزيع ثقل المعركة على المسلمين وتشتييت قوى المشركين":

إن المشروع العالمي لدولة الخلافة يقوم على أساس توزيع ثقل المعارك على كل المسلمين في الأرض، وتشتيت قوى المشركين على كامل مساحة العالم، وإن خراسان تمثل أحد أهم دعائم هذا المشروع، خاصة وأن هذه الساحة تمثل اليوم أكثر الساحات استنزافاً للصليبين ولمواردهم، ويحشد فيها عشرات الألوف من جنودهم، وجزء كبير من ترسانتهم العسكرية، كما أنها ستشكل في المستقبل القريب -بإذن الله- ساحة إشغال كبيرة للرافضة الذين تقاتلهم الدولة الإسلامية اليوم في العراق والشام، وفي الوقت نفسه تعمل الدولة الإسلامية على حشد المسلمين في هذه البقعة المهمة من العالم، بوقوعها بين بعض أهم قوى الكفر العالمي، حيث يحيط بها كل من الصين والهند وإيران وروسيا، وكلها دول تسعى لأن تكون من أقطاب الهيمنة الدولية، وفي الوقت نفسه فإنها من أشد أعداء الإسلام، وإن حشد المسلمين في مناطق خراسان وبخارى والهند والسند وما وراء النهر لقتالهم أمر ضروري جداً في حرب أهل الإسلام على المشركين، ولذلك نجد التخوف الكبير من الهند والصين وروسيا على وجه الخصوص من مجاهدي الدولة الإسلامية في ولاية خراسان، وذلك بسبب القرب الجغرافي الذي يتيح إمكانيات كبيرة في الاتصال في هذه المنطقة وعرة التضاريس مع مناطق (الإيغور) التي يحتلها الصينيون الشيوعيون، و(كشمير) التي يحتلها الهندوس، و مناطق (الأوزبك والطاجيك والكازاخ) التي يحتلها الطواغيت الموالون لموسكو، ومناطق فارس التي يحتلها الرافضة، و(البنجاب) و(وزير) التي يحتلها المرتدون من طواغيت باكستان، ومما يزيد من مخاوف هذه الدول انتساب الآلاف من المسلمين من هذه المناطق إلى الدولة الإسلامية، وقتالهم في صفوف جيشها في العراق والشام على وجه الخصوص.

إن ولاية خراسان ستزداد أهميتها بين ساحات الجهاد في السنوات القادمة، وسينصر الله بجنودها الإسلام وأهله، وستمتد منها دعوة التوحيد لتقهر الهندوس والبوذيين والشيوعيين والمرتدين، ويتوحد المسلمون في وسط آسيا وجنوبها كلهم تحت راية الخلافة، بإذن الله تعالى وحده.

• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 14
السنة السابعة - الثلاثاء 8 ربيع الآخر 1437 هـ
مقال:
بعد عام من إعلان البيعة لأمير المؤمنين
المكاسب الاستراتيجية لدولة الخلافة في ولاية خراسان

6682761216a48

  • 0
  • 0
  • 6

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً