صدى كلماته هز لندن وواشنطن أبو محارب المهاجر.. مجاهد أشغل الغرب حيا وميتا! • جندي من جنود الدولة ...
منذ 2024-10-18
صدى كلماته هز لندن وواشنطن أبو محارب المهاجر.. مجاهد أشغل الغرب حيا وميتا!
• جندي من جنود الدولة الإسلامية، نقل رسائلها إلى المشركين في الغرب، فأصبحت سيرته على كل لسان، وبات الضيف الدائم على مختلف وسائل الإعلام، ومادة للمحللين، الذين تسابقوا على تفسير حركاته وسكناته بتحليلاتهم السخيفة المصطنعة، تماما مثلما أصبح محط تساؤلات السياسيين وكبار جنرالات الحرب ودوائر المخابرات في مختلف البلدان.
قيل فيه الكثير، وحيكت عنه الروايات ونسجت عنه القصص، حتى جعلت منه وسائل الإعلام المختلفة، والمعادية منها على وجه التحديد، أسطورة جهادية، فباتت كلماته يتناقلها الخصوم قبل الأصدقاء، وتخفق لأجلها فرحا وسعدا قلوب الأحباب والأنصار، وتخفق منها خوفا وهلعا قلوب الأعداء والفجار، وارتعدت فرائص الغرب كلما ظهر حاملا سكينه التي يجز بها رقاب الكافرين، وبين يديه ذبيحته التي يتقرب بنحرها إلى رب الأرباب.
فمن هو هذا المجاهد الذي لفت انتباه العالم بأسره؟ وما حقيقة شخصيته؟ كيف كان يتعامل مع محيطه؟ وكيف كانت علاقته مع إخوانه المجاهدين؟ كيف هاجر ليصل أرض الخلافة؟ وكيف ارتقى إلى بارئه شهيدا؟ نحسبه والله حسيبه، أسئلة أخرى كثيرة يطرحها الكثير، بينهم أقرب الناس إليه، ممن لا يعرفون حتى هوية تلك الشخصية التي كانت تضع اللثام الجهادي وهي توغل في دماء الكفار؟!
إنه (أبو محارب المهاجر) أو "الجهادي جون" الذي هاجر به أبواه إلى عاصمة الضباب لندن، ونشأ في كنف الغرب الصليبي الكافر، لكنه أدرك مذ ريعان صباه حقيقة المجتمع الذي يحيط به، ما جعله متعلقا بدينه أكثر، مبغضا لأعداء الإسلام من الكفرة والملحدين، بعد أن فتح الله عليه ببصيرة نافذة، أدرك من خلالها العقيدة الصحيحة والمنهج السليم الذي زاغ عنه الكثير في أرض لا تعرف إلا محاربة الإسلام، ومجتمع شاذ يناهض التوحيد، لكنه فضْل الله الذي أنعم به على أبي محارب حينما اختاره وأعدّه لنصرة هذا الدين، مع ثلة أخرى من شباب المسلمين، هجروا المضاجع والفراش الوثير، وتركوا الدنيا وأداروا ظهورهم لملذاتها، وجعلوا كل همهم نصرة الإسلام والمسلمين، ورفع راية التوحيد.
كانت وسائل الإعلام الكافرة تنسب المجاهد أبا محارب المهاجر تارة إلى بلاد المغرب، وتارة إلى أرض الكنانة، وتارة إلى أوروبا ذاتها، ولادة ونشأة، ونسَبته بعض أجهزة المخابرات لهذا البلد وذاك، فسعى الغرب للتركيز على شخصه بالتحديد، محاولين إسباغ نوع من الغموض عليه، ثم ما فتئوا يتحدثون عن الشخص نفسه لا عن الرسالة، رغم إدراكهم أن أبا محارب لم يكن سوى جنديا في جيش الخلافة، كُلِّف بنحر علوج الغرب، وإيصال رسالة الدولة الإسلامية التي مهَرها وخَتَمها بدوره بنصل سكينه الحاد.
حارت في أبي محارب مخابرات الشرق والغرب وتتبعته، وتحديدا أجهزة المخابرات البريطانية، بعد رصْدها مؤشرات على انتمائه وحبه للجهاد، خصوصا بعدما أخذ يبذل جُل وقته بأمور متعلقة بالجهاد مع إخوة العقيدة من أصحابه، منهم (بلال البرجاوي) و (محمد صقر) تقبلهما الله، اللذين قُتلا في قصف صليبي عبر طائرات مسيّرة في الصومال بداية عام 1433 هـ، وهو ما جعله محط تتبع المخابرات البريطانية ورصدهم له.
لهذا أصبحت العيون تراقب أبا محارب هو وبقية أصحابه، في مراقبة دورية لا تنتهي، وأجهزة تنصت كان يلحظها الشاب المجاهد في كل مكان كان يتردد إليه، ثم تطورت لتصبح مداهمة للبيوت واعتقالات، ثم انتهت بمنع من السفر في آخر المطاف.
ورغم كل هذا التضييق ظل أبو محارب يحاول ساعيا للهجرة إلى أرض الجهاد، وفي كل مرة كان يحزم أمره وينطلق تخفق محاولته عبر استخدام المطارات، ومحطات القطار والموانئ، فالمخابرات كانت متيقظة، وتراقب تحركاته، دون أن تتمكن من اعتقاله لفترات طويلة لذكائه الذي يتميز به، وإحراجه للمحققين وتحايله عليهم بدهائه.
هذا المجاهد، الأوروبي المنشأ، لم يكن سوى شاب مسلم، بسيط الهيئة، باسم الثغر، بكّاء، محبا لأبناء دينه، ورغم ذلك فقد كان شرسا في ساح الوغى، باذلا نفسه في سبيل رب العزة، غيورا على الإسلام، فارسا مغوارا لا يشق له غبار، ما منعه جرح أو إصابة من خوض المعارك، جسورا لا يهاب المنايا، ولم تهزه يوما الرزايا، كان حين يقاتل على الجبهات يسعى لنيل الشهادة، ويترقب وينتظر أن يرزقه الله إياها مع قدوم كل معركة، فهي عنده المطلب والهدف والغاية، فهو ما خرج من داره في أوروبا إلا بحثا عنها، وما هجر الأهل والأحباب إلا سعيا إليها.
المصدر: صحيفة النبأ – العدد 15
السنة السابعة - الثلاثاء 15 ربيع الآخر 1437 هـ
قصة شهيد:
صدى كلماته هز لندن وواشنطن
أبو محارب المهاجر.. مجاهد أشغل الغرب حيا وميتا!
صدى كلماته هز لندن وواشنطن أبو محارب المهاجر.. مجاهد أشغل الغرب حيا وميتا!
• كان أبو محارب تقبله الله، ومنذ أن سلك طريق الجهاد، يمثل عقدة للمخابرات البريطانية، التي كانت دائمة التتبع له، لكنه وبفطنته وذكائه وتمويهه كان دائم الإيقاع بهم في فخاخه وشراكه، رغم وضوح توجهه الجهادي، ومع أنهم وضعوه على لائحة الممنوعين من السفر إلا أنه هاجر رغم أنوفهم، وخرج من بريطانيا متحديا مكتبها الخامس الداخلي (MI5)، ومكتبها السادس الخارجي (MI6)، واسكتلاندياردها، وكل أجهزتها الأمنية الأخرى، لكن كيف لهم أن يحيطوا شابا كأبي محارب بقيود الحصار وسوار المنع، فنجح في الإفلات من قبضتهم، رغم التشديد الكبير عليه.
لم تكن هجرته لأرض الخلافة كأي هجرة أخرى، فلقد كثرت طرقاتها، وتعددت شعابها ومتاهاتها، وطالت مدتها حتى بلغت ما يقارب الستين يوما، تنقّل فيها بين هذه الدولة الأوربية وتلك، وقطع مسافات شاسعة على قدميه، وقطع في مسيره غابات ووديانًا وعبر أنهارا ومستنقعات، وتسلَّق جبالا ومرتفعات، وتعرّض للاعتقال في طريق هجرته أكثر من مرة، وكان في كل مرة يحتال على أجهزة تلك البلدان الأمنية والاستخباراتية، فيخرج من شراكهم بتوفيق من الله أولا، وبفطنته ثانيا، حتى يسّر الله له الوصول إلى الشام، في العام الهجري 1434، ليدخلها بعد سفر طويل، وشوق كبير، وحلم يسعى لتحقيقه كبير.
ما أن وطئت قدمه أرض الشام حتى حمل سلاحه، بعدما ميَّز الغث من الفصائل من السمين، والمجاهد من مدعي الجهاد، والساعي لتحكيم شرع الله من المتاجر بالقضايا والأرواح، فراح يجاهد أعداء الله النصيرية في هذا الثغر وذاك، فأبلى بلاء حسنا، فشارك في معارك عديدة ضدهم، بينها مشاركته في معارك (سلقين) ومعركة فتح مطار (تفتناز) في ريف إدلب.
وما أن وقعت فتنة الشام، بعد نكث (الجولاني) بيعته لأمير المؤمنين، أبي بكر البغدادي تقبله الله، حتى سارع للانضمام إلى خندق الحق، خندق الدولة الإسلامية، فالمجاهد الذي انضم إلى الدولة الإسلامية حينما كانت تعمل في الشام تحت اسم "جبهة النصرة"، قبل غدر (الجولاني) ونكوصه، سرعان ما تبرأ من (الجولاني) وجدد البيعة لأمير المؤمنين أبي بكر البغدادي (تقبله الله).
وقد كان على دراية، عبر بصيرته النافذة التي حباه الله بها، أن كثيرا من الفصائل ذات الرايات المختلفة، والشعارات الطنانة، والأسماء الرنانة، إنما هي فصائل منافقة، تقف خلفها أجندات إقليمية ودولية مشبوهة، لا تختلف عن فصائل الردة وصحوات الضرار في العراق وغيرها من ساح الجهاد التي ابتليت بمثل أصحاب المنهج المنحرف أولئك، فما أن برزت الصحوات حتى أصبح أشد عليها من الحسام المهند، فقد كان له السبق في قتالهم في معارك الدولة الإسلامية، وأثناء قتاله لها أُصيب البطل الهمام برصاصة في ظهره أثناء محاولات استعادة السيطرة على حريتان في ذلك الوقت.
بقي جندي الدولة الإسلامية (أبو محارب المهاجر) شاهرا سيفه بوجه كل من تجرأ على محاربة الإسلام والمسلمين، وعلى رأسهم صحوات الخنا وجبهات الضرار حتى أعلنت الخلافة وأقيم صرحها ليصبح جندي الخلافة الأمين، الذي ما أغمد سيفه يوما، حتى بعد إصابته في حروب دولة الخلافة الإسلامية مع الصحوات، واستمر في قتال المرتدين ومن ذلك مشاركته في فتح الفرقة 17 في ولاية الرقة.
• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 15
السنة السابعة - الثلاثاء 15 ربيع الآخر 1437 هـ
قصة شهيد:
صدى كلماته هز لندن وواشنطن
أبو محارب المهاجر.. مجاهد أشغل الغرب حيا وميتا!
صدى كلماته هز لندن وواشنطن أبو محارب المهاجر.. مجاهد أشغل الغرب حيا وميتا!
• عُرف "الجهادي جون"، كما يحلو للإعلام الغربي أن يناديه، برسائله التي يخطها بدماء الكفرة ممن ينحرهم بسكينه. رسائل تدحرجت بين أسطرها الرؤوس، واهتزت لكلماتها أركان البيت الأسود الأميركي، وارتج لها عرش (اليزابيث)، وبلاط مملكة كانت لا تغيب الشمس يوما عن مستعمراتها، وارتعشت لها كنائس روما التي أرهبها وعيدُ قربِ فتحها والصلاة فيها. نعم لقد وصل صدى كلمات أبي محارب تقبله الله إلى كل ركن وزاوية من دهاليز أوروبا وشوارع أمريكا، وأسمعت كلماته من به صمم من ساستها ودهاقنتها.
كان لذلك الشاب، ابن جزيرة العرب، ذي السبعة وعشرين ربيعا، وجه آخر غير وجه الأسد الذي يخفيه ذلك اللثام، فلقد كان حسن الطباع، هادئا، مرحا مع إخوته المجاهدين، خادما لصغيرهم قبل الكبير، خجولا، لا ينفك عن التودد لأبناء الشهداء وتعليمهم، فقد كان يرى نفسه مسؤولا عن كل ابن شهيد، ولكل ابن شهيد حق عنده، فتراه يسارع لتفقد أبناء الشهداء ممن يعرف ولا يعرف، فكان يصطحب أبناء الشهداء إلى الحدائق العامة، ويتلو عليهم القرآن الكريم ويحفظهم سوره، كما أن كثيرا من إخوته المجاهدين كانوا لا يدركون أنه من أرعب أمريكا وهز أوروبا، فقد كان شديد الحرص على أن يكون جهاده خالصا لله، لا من أجل سمعة أو شهرة يراها زائفة، لا تقدم ولا تؤخر أمام ما أعده الله للمجاهدين المخلصين الصادقين، لهذا فكان يخشى الرياء كثيرا كثيرا.
قُتل أبو محارب، الذي نفر إلى ساح الجهاد من أرض لطالما حاربت دين الله، وغادرنا إلى جنان الرحمن، بإذن ربنا الأعلى، بعدما عاش بطلا ومات كالنخل واقفا، وترك خلفه فرحة وغصة، فرحة بما نال من شهادة، بإذن الله تعالى، وحسرة وغصة أن خسر المجاهدون أمثاله من الصادقين، نحسبه والله حسيبه.
وبمقتل الضرغام، الذي كان يكثر من سؤال الله أن يأخذ من دمه حتى يرضى، انتهت فصول مسرحية الإعلام الغربي، الذي حاول أن يشغل العالم بشخص المجاهد أبي محارب رحمه الله، لا برسالته التي يحملها، كأي جندي آخر في صفوف جيش دولة الخلافة، ولتنتهي بمقتله تلك الزوبعة الإعلامية التي كان يثيرها ذلك الإعلام المتخبط، الذي حاول أن يشغل الرأي العام بشخص أبي محارب، لا بفحوى الرسالة التي كانت حروفها تقطر من دماء الكفار الذين يتخطفهم الموت على يديه نحرا لتزيد كلمات رسائله فصاحة وبلاغة.
ترجل الفارس عن فرسه، بعد ثلاث سنين من الجهاد المتواصل، والتحق بقطار الشهداء الذي توقف في محطته، ليلتحق بمن سبق ممن جادوا بأرواحهم وأجسادهم ودمائهم، تاركا خلفه فتية وشبابا ورجالا يتسابقون في ميدان الجهاد أيهم يرتقي شهيدا أولا، فيكون من الخالدين بإذن الله، في تنافس محمود مشروع.
قتل (أبو محارب) في يوم خميس، وتحديدا في التاسع والعشرين من شهر محرم الحرام من هذا العام، 1437 هجريًّا، ليُزف إلى الحور العين، إن شاء الله تعالى، ولتبقى كلمات الجندي الأمين ورسائله خالدة يتناقلها الأعداء قبل الأنصار. الرجل الذي تناثر جسده أشلاء، بفعل استهداف طائرة صليبية بدون طيار لسيارة كان يستقلها، فرحل المحارب الذي لم يأنس يوما بدنياه حتى استقر في بلاد الشام، فكان ممن أكرمه الله بوجوده على ثرى أرض الشام يوم أعلنت الخلافة الإسلامية وعلا صرحها، ليتحقق بذلك حلم أبي محارب المهاجر في شهود هذا الحدث الذي كان المسلمون يترقبونه منذ عقود وقرون خلت، ثم يكرمه الله ثانية أن يرزقه، بإذنه سبحانه، شهادة متقبلة، على أرض الخلافة.
تقطع جسد (أبي محارب) أشلاء، وانتقل إلى الرفيق الأعلى لكن ذكراه وكلماته أبدا لن تموت بمقتله، فهو في جنان الفردوس نزلا، نحسبه، ولا نزكي على الله أحدا، فهذا وعد الله جزاء لمن أخلص النية وصدق الله، جل في علاه، أما كلماته، فلم تكن رسالة شخصية منه، بل كانت رسالة دولة لا تموت بموت جنودها وقادتها، بل تحيا بدمائهم شجرتها الوارفة التي تورق وتزهر بتضحياتهم. رسالة وصلت، تلتها رسائل بليغة من إخوة أبي محارب، ليس آخرها الرسالة التي وقعها جنود الخلافة بالدم وأرسلوها لفرنسا على طريقتهم الخاصة، ولن تكون بريطانيا، التي ركلها أبو محارب مهاجرا نحو دولة الإسلام، بمنأى عن تلك الرسائل، فحصة الأسد من نصيبها، بإذن الله تعالى، لإعلان حربها على المسلمين، وإيغالها في دماء أبناء الإسلام، والبريد سيصلها، بقوة الله، برسالة يشيب من هول فصاحتها الولدان!
• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 15
السنة السابعة - الثلاثاء 15 ربيع الآخر 1437 هـ
قصة شهيد:
صدى كلماته هز لندن وواشنطن
أبو محارب المهاجر.. مجاهد أشغل الغرب حيا وميتا!
• جندي من جنود الدولة الإسلامية، نقل رسائلها إلى المشركين في الغرب، فأصبحت سيرته على كل لسان، وبات الضيف الدائم على مختلف وسائل الإعلام، ومادة للمحللين، الذين تسابقوا على تفسير حركاته وسكناته بتحليلاتهم السخيفة المصطنعة، تماما مثلما أصبح محط تساؤلات السياسيين وكبار جنرالات الحرب ودوائر المخابرات في مختلف البلدان.
قيل فيه الكثير، وحيكت عنه الروايات ونسجت عنه القصص، حتى جعلت منه وسائل الإعلام المختلفة، والمعادية منها على وجه التحديد، أسطورة جهادية، فباتت كلماته يتناقلها الخصوم قبل الأصدقاء، وتخفق لأجلها فرحا وسعدا قلوب الأحباب والأنصار، وتخفق منها خوفا وهلعا قلوب الأعداء والفجار، وارتعدت فرائص الغرب كلما ظهر حاملا سكينه التي يجز بها رقاب الكافرين، وبين يديه ذبيحته التي يتقرب بنحرها إلى رب الأرباب.
فمن هو هذا المجاهد الذي لفت انتباه العالم بأسره؟ وما حقيقة شخصيته؟ كيف كان يتعامل مع محيطه؟ وكيف كانت علاقته مع إخوانه المجاهدين؟ كيف هاجر ليصل أرض الخلافة؟ وكيف ارتقى إلى بارئه شهيدا؟ نحسبه والله حسيبه، أسئلة أخرى كثيرة يطرحها الكثير، بينهم أقرب الناس إليه، ممن لا يعرفون حتى هوية تلك الشخصية التي كانت تضع اللثام الجهادي وهي توغل في دماء الكفار؟!
إنه (أبو محارب المهاجر) أو "الجهادي جون" الذي هاجر به أبواه إلى عاصمة الضباب لندن، ونشأ في كنف الغرب الصليبي الكافر، لكنه أدرك مذ ريعان صباه حقيقة المجتمع الذي يحيط به، ما جعله متعلقا بدينه أكثر، مبغضا لأعداء الإسلام من الكفرة والملحدين، بعد أن فتح الله عليه ببصيرة نافذة، أدرك من خلالها العقيدة الصحيحة والمنهج السليم الذي زاغ عنه الكثير في أرض لا تعرف إلا محاربة الإسلام، ومجتمع شاذ يناهض التوحيد، لكنه فضْل الله الذي أنعم به على أبي محارب حينما اختاره وأعدّه لنصرة هذا الدين، مع ثلة أخرى من شباب المسلمين، هجروا المضاجع والفراش الوثير، وتركوا الدنيا وأداروا ظهورهم لملذاتها، وجعلوا كل همهم نصرة الإسلام والمسلمين، ورفع راية التوحيد.
كانت وسائل الإعلام الكافرة تنسب المجاهد أبا محارب المهاجر تارة إلى بلاد المغرب، وتارة إلى أرض الكنانة، وتارة إلى أوروبا ذاتها، ولادة ونشأة، ونسَبته بعض أجهزة المخابرات لهذا البلد وذاك، فسعى الغرب للتركيز على شخصه بالتحديد، محاولين إسباغ نوع من الغموض عليه، ثم ما فتئوا يتحدثون عن الشخص نفسه لا عن الرسالة، رغم إدراكهم أن أبا محارب لم يكن سوى جنديا في جيش الخلافة، كُلِّف بنحر علوج الغرب، وإيصال رسالة الدولة الإسلامية التي مهَرها وخَتَمها بدوره بنصل سكينه الحاد.
حارت في أبي محارب مخابرات الشرق والغرب وتتبعته، وتحديدا أجهزة المخابرات البريطانية، بعد رصْدها مؤشرات على انتمائه وحبه للجهاد، خصوصا بعدما أخذ يبذل جُل وقته بأمور متعلقة بالجهاد مع إخوة العقيدة من أصحابه، منهم (بلال البرجاوي) و (محمد صقر) تقبلهما الله، اللذين قُتلا في قصف صليبي عبر طائرات مسيّرة في الصومال بداية عام 1433 هـ، وهو ما جعله محط تتبع المخابرات البريطانية ورصدهم له.
لهذا أصبحت العيون تراقب أبا محارب هو وبقية أصحابه، في مراقبة دورية لا تنتهي، وأجهزة تنصت كان يلحظها الشاب المجاهد في كل مكان كان يتردد إليه، ثم تطورت لتصبح مداهمة للبيوت واعتقالات، ثم انتهت بمنع من السفر في آخر المطاف.
ورغم كل هذا التضييق ظل أبو محارب يحاول ساعيا للهجرة إلى أرض الجهاد، وفي كل مرة كان يحزم أمره وينطلق تخفق محاولته عبر استخدام المطارات، ومحطات القطار والموانئ، فالمخابرات كانت متيقظة، وتراقب تحركاته، دون أن تتمكن من اعتقاله لفترات طويلة لذكائه الذي يتميز به، وإحراجه للمحققين وتحايله عليهم بدهائه.
هذا المجاهد، الأوروبي المنشأ، لم يكن سوى شاب مسلم، بسيط الهيئة، باسم الثغر، بكّاء، محبا لأبناء دينه، ورغم ذلك فقد كان شرسا في ساح الوغى، باذلا نفسه في سبيل رب العزة، غيورا على الإسلام، فارسا مغوارا لا يشق له غبار، ما منعه جرح أو إصابة من خوض المعارك، جسورا لا يهاب المنايا، ولم تهزه يوما الرزايا، كان حين يقاتل على الجبهات يسعى لنيل الشهادة، ويترقب وينتظر أن يرزقه الله إياها مع قدوم كل معركة، فهي عنده المطلب والهدف والغاية، فهو ما خرج من داره في أوروبا إلا بحثا عنها، وما هجر الأهل والأحباب إلا سعيا إليها.
المصدر: صحيفة النبأ – العدد 15
السنة السابعة - الثلاثاء 15 ربيع الآخر 1437 هـ
قصة شهيد:
صدى كلماته هز لندن وواشنطن
أبو محارب المهاجر.. مجاهد أشغل الغرب حيا وميتا!
صدى كلماته هز لندن وواشنطن أبو محارب المهاجر.. مجاهد أشغل الغرب حيا وميتا!
• كان أبو محارب تقبله الله، ومنذ أن سلك طريق الجهاد، يمثل عقدة للمخابرات البريطانية، التي كانت دائمة التتبع له، لكنه وبفطنته وذكائه وتمويهه كان دائم الإيقاع بهم في فخاخه وشراكه، رغم وضوح توجهه الجهادي، ومع أنهم وضعوه على لائحة الممنوعين من السفر إلا أنه هاجر رغم أنوفهم، وخرج من بريطانيا متحديا مكتبها الخامس الداخلي (MI5)، ومكتبها السادس الخارجي (MI6)، واسكتلاندياردها، وكل أجهزتها الأمنية الأخرى، لكن كيف لهم أن يحيطوا شابا كأبي محارب بقيود الحصار وسوار المنع، فنجح في الإفلات من قبضتهم، رغم التشديد الكبير عليه.
لم تكن هجرته لأرض الخلافة كأي هجرة أخرى، فلقد كثرت طرقاتها، وتعددت شعابها ومتاهاتها، وطالت مدتها حتى بلغت ما يقارب الستين يوما، تنقّل فيها بين هذه الدولة الأوربية وتلك، وقطع مسافات شاسعة على قدميه، وقطع في مسيره غابات ووديانًا وعبر أنهارا ومستنقعات، وتسلَّق جبالا ومرتفعات، وتعرّض للاعتقال في طريق هجرته أكثر من مرة، وكان في كل مرة يحتال على أجهزة تلك البلدان الأمنية والاستخباراتية، فيخرج من شراكهم بتوفيق من الله أولا، وبفطنته ثانيا، حتى يسّر الله له الوصول إلى الشام، في العام الهجري 1434، ليدخلها بعد سفر طويل، وشوق كبير، وحلم يسعى لتحقيقه كبير.
ما أن وطئت قدمه أرض الشام حتى حمل سلاحه، بعدما ميَّز الغث من الفصائل من السمين، والمجاهد من مدعي الجهاد، والساعي لتحكيم شرع الله من المتاجر بالقضايا والأرواح، فراح يجاهد أعداء الله النصيرية في هذا الثغر وذاك، فأبلى بلاء حسنا، فشارك في معارك عديدة ضدهم، بينها مشاركته في معارك (سلقين) ومعركة فتح مطار (تفتناز) في ريف إدلب.
وما أن وقعت فتنة الشام، بعد نكث (الجولاني) بيعته لأمير المؤمنين، أبي بكر البغدادي تقبله الله، حتى سارع للانضمام إلى خندق الحق، خندق الدولة الإسلامية، فالمجاهد الذي انضم إلى الدولة الإسلامية حينما كانت تعمل في الشام تحت اسم "جبهة النصرة"، قبل غدر (الجولاني) ونكوصه، سرعان ما تبرأ من (الجولاني) وجدد البيعة لأمير المؤمنين أبي بكر البغدادي (تقبله الله).
وقد كان على دراية، عبر بصيرته النافذة التي حباه الله بها، أن كثيرا من الفصائل ذات الرايات المختلفة، والشعارات الطنانة، والأسماء الرنانة، إنما هي فصائل منافقة، تقف خلفها أجندات إقليمية ودولية مشبوهة، لا تختلف عن فصائل الردة وصحوات الضرار في العراق وغيرها من ساح الجهاد التي ابتليت بمثل أصحاب المنهج المنحرف أولئك، فما أن برزت الصحوات حتى أصبح أشد عليها من الحسام المهند، فقد كان له السبق في قتالهم في معارك الدولة الإسلامية، وأثناء قتاله لها أُصيب البطل الهمام برصاصة في ظهره أثناء محاولات استعادة السيطرة على حريتان في ذلك الوقت.
بقي جندي الدولة الإسلامية (أبو محارب المهاجر) شاهرا سيفه بوجه كل من تجرأ على محاربة الإسلام والمسلمين، وعلى رأسهم صحوات الخنا وجبهات الضرار حتى أعلنت الخلافة وأقيم صرحها ليصبح جندي الخلافة الأمين، الذي ما أغمد سيفه يوما، حتى بعد إصابته في حروب دولة الخلافة الإسلامية مع الصحوات، واستمر في قتال المرتدين ومن ذلك مشاركته في فتح الفرقة 17 في ولاية الرقة.
• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 15
السنة السابعة - الثلاثاء 15 ربيع الآخر 1437 هـ
قصة شهيد:
صدى كلماته هز لندن وواشنطن
أبو محارب المهاجر.. مجاهد أشغل الغرب حيا وميتا!
صدى كلماته هز لندن وواشنطن أبو محارب المهاجر.. مجاهد أشغل الغرب حيا وميتا!
• عُرف "الجهادي جون"، كما يحلو للإعلام الغربي أن يناديه، برسائله التي يخطها بدماء الكفرة ممن ينحرهم بسكينه. رسائل تدحرجت بين أسطرها الرؤوس، واهتزت لكلماتها أركان البيت الأسود الأميركي، وارتج لها عرش (اليزابيث)، وبلاط مملكة كانت لا تغيب الشمس يوما عن مستعمراتها، وارتعشت لها كنائس روما التي أرهبها وعيدُ قربِ فتحها والصلاة فيها. نعم لقد وصل صدى كلمات أبي محارب تقبله الله إلى كل ركن وزاوية من دهاليز أوروبا وشوارع أمريكا، وأسمعت كلماته من به صمم من ساستها ودهاقنتها.
كان لذلك الشاب، ابن جزيرة العرب، ذي السبعة وعشرين ربيعا، وجه آخر غير وجه الأسد الذي يخفيه ذلك اللثام، فلقد كان حسن الطباع، هادئا، مرحا مع إخوته المجاهدين، خادما لصغيرهم قبل الكبير، خجولا، لا ينفك عن التودد لأبناء الشهداء وتعليمهم، فقد كان يرى نفسه مسؤولا عن كل ابن شهيد، ولكل ابن شهيد حق عنده، فتراه يسارع لتفقد أبناء الشهداء ممن يعرف ولا يعرف، فكان يصطحب أبناء الشهداء إلى الحدائق العامة، ويتلو عليهم القرآن الكريم ويحفظهم سوره، كما أن كثيرا من إخوته المجاهدين كانوا لا يدركون أنه من أرعب أمريكا وهز أوروبا، فقد كان شديد الحرص على أن يكون جهاده خالصا لله، لا من أجل سمعة أو شهرة يراها زائفة، لا تقدم ولا تؤخر أمام ما أعده الله للمجاهدين المخلصين الصادقين، لهذا فكان يخشى الرياء كثيرا كثيرا.
قُتل أبو محارب، الذي نفر إلى ساح الجهاد من أرض لطالما حاربت دين الله، وغادرنا إلى جنان الرحمن، بإذن ربنا الأعلى، بعدما عاش بطلا ومات كالنخل واقفا، وترك خلفه فرحة وغصة، فرحة بما نال من شهادة، بإذن الله تعالى، وحسرة وغصة أن خسر المجاهدون أمثاله من الصادقين، نحسبه والله حسيبه.
وبمقتل الضرغام، الذي كان يكثر من سؤال الله أن يأخذ من دمه حتى يرضى، انتهت فصول مسرحية الإعلام الغربي، الذي حاول أن يشغل العالم بشخص المجاهد أبي محارب رحمه الله، لا برسالته التي يحملها، كأي جندي آخر في صفوف جيش دولة الخلافة، ولتنتهي بمقتله تلك الزوبعة الإعلامية التي كان يثيرها ذلك الإعلام المتخبط، الذي حاول أن يشغل الرأي العام بشخص أبي محارب، لا بفحوى الرسالة التي كانت حروفها تقطر من دماء الكفار الذين يتخطفهم الموت على يديه نحرا لتزيد كلمات رسائله فصاحة وبلاغة.
ترجل الفارس عن فرسه، بعد ثلاث سنين من الجهاد المتواصل، والتحق بقطار الشهداء الذي توقف في محطته، ليلتحق بمن سبق ممن جادوا بأرواحهم وأجسادهم ودمائهم، تاركا خلفه فتية وشبابا ورجالا يتسابقون في ميدان الجهاد أيهم يرتقي شهيدا أولا، فيكون من الخالدين بإذن الله، في تنافس محمود مشروع.
قتل (أبو محارب) في يوم خميس، وتحديدا في التاسع والعشرين من شهر محرم الحرام من هذا العام، 1437 هجريًّا، ليُزف إلى الحور العين، إن شاء الله تعالى، ولتبقى كلمات الجندي الأمين ورسائله خالدة يتناقلها الأعداء قبل الأنصار. الرجل الذي تناثر جسده أشلاء، بفعل استهداف طائرة صليبية بدون طيار لسيارة كان يستقلها، فرحل المحارب الذي لم يأنس يوما بدنياه حتى استقر في بلاد الشام، فكان ممن أكرمه الله بوجوده على ثرى أرض الشام يوم أعلنت الخلافة الإسلامية وعلا صرحها، ليتحقق بذلك حلم أبي محارب المهاجر في شهود هذا الحدث الذي كان المسلمون يترقبونه منذ عقود وقرون خلت، ثم يكرمه الله ثانية أن يرزقه، بإذنه سبحانه، شهادة متقبلة، على أرض الخلافة.
تقطع جسد (أبي محارب) أشلاء، وانتقل إلى الرفيق الأعلى لكن ذكراه وكلماته أبدا لن تموت بمقتله، فهو في جنان الفردوس نزلا، نحسبه، ولا نزكي على الله أحدا، فهذا وعد الله جزاء لمن أخلص النية وصدق الله، جل في علاه، أما كلماته، فلم تكن رسالة شخصية منه، بل كانت رسالة دولة لا تموت بموت جنودها وقادتها، بل تحيا بدمائهم شجرتها الوارفة التي تورق وتزهر بتضحياتهم. رسالة وصلت، تلتها رسائل بليغة من إخوة أبي محارب، ليس آخرها الرسالة التي وقعها جنود الخلافة بالدم وأرسلوها لفرنسا على طريقتهم الخاصة، ولن تكون بريطانيا، التي ركلها أبو محارب مهاجرا نحو دولة الإسلام، بمنأى عن تلك الرسائل، فحصة الأسد من نصيبها، بإذن الله تعالى، لإعلان حربها على المسلمين، وإيغالها في دماء أبناء الإسلام، والبريد سيصلها، بقوة الله، برسالة يشيب من هول فصاحتها الولدان!
• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 15
السنة السابعة - الثلاثاء 15 ربيع الآخر 1437 هـ
قصة شهيد:
صدى كلماته هز لندن وواشنطن
أبو محارب المهاجر.. مجاهد أشغل الغرب حيا وميتا!