لله لا للوطن "٣" • بعضُ مفاسدِ دينِ الوطنيّة: خامساً: في الوطنيّة تعطيل لجهاد الطّلب: وهو أحد ...
منذ 2024-11-10
لله لا للوطن "٣"
• بعضُ مفاسدِ دينِ الوطنيّة:
خامساً: في الوطنيّة تعطيل لجهاد الطّلب: وهو أحد نوعي الجهاد في سبيل الله، والذي يكون بقتال الكفّار في عقر دارهم حتى تكون كلمة الله هي العليا، أمّا عند الوطنيّين فالجهاد لا يتجاوز الدّفاع عن حدود الوطن ضدَّ الاعتداء الخارجيّ، والغاية العظمى لهم هو الحفاظ على وحدة تراب الوطن وسلامة أراضيه.
لذلك تجد الكثير من الفصائل المنحرفة ممّن تلبّس بضلالة الوطنيّة يسارع في تطمين الطواغيت المجاورين للبلاد التي يقاتل فيها، إنّه لا يقصد من قتاله سوى "تحرير وطنه من المحتلّ"، وأنّه لن يشكل خطراً عليهم، وأنه حريص على علاقات "حسن الجوار" مع هؤلاء الطواغيت. وهذا الأمر تعطيل صريحٌ لفريضة الجهاد، وردٌّ للأحكام المعلومة من الدّين بالضّرورة في قتال الكفّار حيثما وُجدوا حتى يُعبد الله وحده، ويزول الشّرك من الأرض ويُحكم بما أنزل الله.
سادساً: في الوطنية الفُرقة والاختلاف: كونها تفرِّق بين المسلمين، وتجعلهم أوطاناً وقوميّات متنافرة، كلٌ منها يتعصَّب لأرضه وتاريخه وتراثه، فهي تفصل المسلم العربيّ عن أخيه المسلم العجَميّ، بل وتفرِّق بين العرب أنفسهم، فهذا عراقيّ وذاك سوريّ وهناك مصريّ...إلخ، وكذا تفرّق بين المسلمين العجم كالأتراك والكُرد والفرس، وفي ذلك تضادٌّ مع أمر الله بالتجمّع والاعتصام، كما في قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: ١٠٣]، وفيه مساس بأخوّة الدّين التي وصفها الله تعالى بقوله: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: ١٠]، وهي الصّورة النّاصعة التي جسّدها الصحابةُ (رضي الله عنهم)، فحمزة القرشي وبلال الحبشي وسلمان الفارسي جمعهم الإسلامُ لا الوطن.
سابعاً: الوطنية من دعاوى الجاهليّة: فالإسلامُ حارب دعاوى الجاهليّة سواء كانت مرتبطة بلون أو جنس أو عرق أو وطن أو مذهب... إلخ، ولا شكَّ أنَّ دعوة القوميّة والوطنيّة دعوة إلى غير الإسلام، قال شيخ الإسلام ابنُ تيمية: "كل من خرج عن دعوى الإسلام والقرآن من نسب أو بلد أو جنس أو مذهب أو طريقة، فهو من عزاء الجاهلية" [مجموع الفتاوى]، ولا شكَّ أنَّ أرباب القوميّة والوطنيّة يدعون إلى قوميّة عصبيّة ووطنيّة جاهليّة ويتفاخرون بالعروبة والوطن، والإسلام براءٌ منهم ومن مناهجهم الكفريّة.
• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 5
مقال: "لله لا للوطن"
السنة السابعة - السبت 2 صفر 1437 هـ
• بعضُ مفاسدِ دينِ الوطنيّة:
خامساً: في الوطنيّة تعطيل لجهاد الطّلب: وهو أحد نوعي الجهاد في سبيل الله، والذي يكون بقتال الكفّار في عقر دارهم حتى تكون كلمة الله هي العليا، أمّا عند الوطنيّين فالجهاد لا يتجاوز الدّفاع عن حدود الوطن ضدَّ الاعتداء الخارجيّ، والغاية العظمى لهم هو الحفاظ على وحدة تراب الوطن وسلامة أراضيه.
لذلك تجد الكثير من الفصائل المنحرفة ممّن تلبّس بضلالة الوطنيّة يسارع في تطمين الطواغيت المجاورين للبلاد التي يقاتل فيها، إنّه لا يقصد من قتاله سوى "تحرير وطنه من المحتلّ"، وأنّه لن يشكل خطراً عليهم، وأنه حريص على علاقات "حسن الجوار" مع هؤلاء الطواغيت. وهذا الأمر تعطيل صريحٌ لفريضة الجهاد، وردٌّ للأحكام المعلومة من الدّين بالضّرورة في قتال الكفّار حيثما وُجدوا حتى يُعبد الله وحده، ويزول الشّرك من الأرض ويُحكم بما أنزل الله.
سادساً: في الوطنية الفُرقة والاختلاف: كونها تفرِّق بين المسلمين، وتجعلهم أوطاناً وقوميّات متنافرة، كلٌ منها يتعصَّب لأرضه وتاريخه وتراثه، فهي تفصل المسلم العربيّ عن أخيه المسلم العجَميّ، بل وتفرِّق بين العرب أنفسهم، فهذا عراقيّ وذاك سوريّ وهناك مصريّ...إلخ، وكذا تفرّق بين المسلمين العجم كالأتراك والكُرد والفرس، وفي ذلك تضادٌّ مع أمر الله بالتجمّع والاعتصام، كما في قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: ١٠٣]، وفيه مساس بأخوّة الدّين التي وصفها الله تعالى بقوله: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: ١٠]، وهي الصّورة النّاصعة التي جسّدها الصحابةُ (رضي الله عنهم)، فحمزة القرشي وبلال الحبشي وسلمان الفارسي جمعهم الإسلامُ لا الوطن.
سابعاً: الوطنية من دعاوى الجاهليّة: فالإسلامُ حارب دعاوى الجاهليّة سواء كانت مرتبطة بلون أو جنس أو عرق أو وطن أو مذهب... إلخ، ولا شكَّ أنَّ دعوة القوميّة والوطنيّة دعوة إلى غير الإسلام، قال شيخ الإسلام ابنُ تيمية: "كل من خرج عن دعوى الإسلام والقرآن من نسب أو بلد أو جنس أو مذهب أو طريقة، فهو من عزاء الجاهلية" [مجموع الفتاوى]، ولا شكَّ أنَّ أرباب القوميّة والوطنيّة يدعون إلى قوميّة عصبيّة ووطنيّة جاهليّة ويتفاخرون بالعروبة والوطن، والإسلام براءٌ منهم ومن مناهجهم الكفريّة.
• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 5
مقال: "لله لا للوطن"
السنة السابعة - السبت 2 صفر 1437 هـ