سلاح المؤمن! - وهناك موانع تمنع من إجابة الدعاء، منها: الدعاء بإثم أو قطيعة رحم، وأن يكون ...
منذ 3 ساعات
سلاح المؤمن!
- وهناك موانع تمنع من إجابة الدعاء، منها:
الدعاء بإثم أو قطيعة رحم، وأن يكون الداعي ممن يأكل المال الحرام، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: {يا أيُّها الرُّسُلُ كُلُوا مِن الطّيِّباتِ واعْملُوا صالِحًا}، وقال تعالى: {يا أيُّها الّذِين آمنُوا كُلُوا مِن طيِّباتِ ما رزقْناكُمْ}، ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يده إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام فأنى يستجاب لذلك) [رواه مسلم].
فلندع الله عز وجل في كل وقت، ولنرفع إليه حاجاتنا، ونسأله أن يصلح حالنا وحال المسلمين، وأن لا يسلط علينا بذنوبنا من لا يرحمنا، وأن ينصر الإسلام ودولته، وأن يمكن لها في الأرض وأن ينصرنا على القوم الكافرين، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
ثم إن الاستغفار هو طلب مغفرة الذنوب وستر العيوب من الله الغفور الرحيم، وقد جعل الله عز وجل للمستغفرين الصادقين ثواباً عظيماً في الدنيا والآخرة.
والاستغفار سبب زيادة قوة الأمم والأفراد، قال نبي الله هود عليه وعلى نبينا السلام: {ويا قوْمِ اسْتغْفِرُوا ربّكُمْ ثُمّ تُوبُوا إِليْهِ يُرْسِلِ السّماء عليْكُم مِّدْرارًا ويزِدْكُمْ قُوّةً إِلىٰ قُوّتِكُمْ ولا تتولّوْا مُجْرِمِين} [سورة هود: 52].
وفي ساحات القتال التي شهدت المواجهات بين أنبياء الله وأتباعهم من جهة وبين المكذبين الضالين من جهة أخرى، نجد أن الأنبياء ومن آمن بهم يقرنون بين طلب المغفرة وطلب النصر من الله، قال تعالى: {وما كان قوْلهُمْ إِلّا أن قالُوا ربّنا اغْفِرْ لنا ذُنُوبنا وإِسْرافنا فِي أمْرِنا وثبِّتْ أقْدامنا وانصُرْنا على الْقوْمِ الْكافِرِين} [سورة آل عمران: 147].
وسبب ذلك -والله أعلم- أن الداعي يريد النصر من الله، ولكن كيف يطلب النصر من الله وهو يرى نفسه مقصرا في جنب الله ومحملا بالذنوب والآثام، ولذا فهو يطلب من الله أن يطهره ويعفو عنه أولا، ثم يطلب حاجته الحالية الملحة وهي تثبيت الأقدام في مواجهة جنود إبليس والنصر على الكفر وأنصاره.
والاستغفار المقرون بالتوبة النصوح سبب لسعادة الدنيا والآخرة، قال تعالى: {وأنِ اسْتغْفِرُوا ربّكُمْ ثُمّ تُوبُوا إِليْهِ يُمتِّعْكُمْ مّتاعًا حسنًا إِلىٰ أجلٍ مُّسمًّى ويُؤْتِ كُلّ ذِي فضْلٍ فضْلهُ} [سورة هود: 3]، وهو سبب لأن يرحمنا الله ويحبنا: {واسْتغْفِرُوا ربّكُمْ ثُمّ تُوبُوا إِليْهِ} [سورة هود: 90].
ومن ثواب الاستغفار أن ينزل الله علينا بركات السماء ويفتح علينا بركات الأرض: الأموال والبنين وإنبات النبات وجريان الأنهار: {فقُلْتُ اسْتغْفِرُوا ربّكُمْ إِنّهُ كان غفّارًا * يُرْسِلِ السّماء عليْكُم مِّدْرارًا * ويُمْدِدْكُم بِأمْوالٍ وبنِين ويجْعل لّكُمْ جنّاتٍ ويجْعل لّكُمْ أنْهارًا} [سورة نوح: 10-12].
والله سبحانه لا ينزل عذابه ونقمته على أمة تستغفره وتتوب إليه {وما كان اللّهُ مُعذِّبهُمْ وهُمْ يسْتغْفِرُون} [سورة الأنفال: 33].
والاستغفار تجديد للعهد بين العبد وربه، وأنه ملتزمٌ لطاعة مولاه، يعود إلى ربه وإلى طاعته في كل وقت، وكلما أذنب وكلما غفل استغفر ربه سبحانه وتعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنه ليغان على قلبي -أي يأتي عليه شيء من الفتور- وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة) [رواه مسلم]. تلك كانت حاله صلى الله عليه وسلم، وهو المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
والمؤمن إذا انتهى من صلاته المكتوبة وكذلك صلاة الليل يستغفر الله عز وجل طالبا أن يغفر الله له ما كان في عبادته من تقصير وخلل، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلّم من الصلاة المكتوبة قال: (أستغفر الله) ثلاثاً. وقال الله تعالى عن المؤمنين: {وبِالْأسْحارِ هُمْ يسْتغْفِرُون} [سورة الذاريات: 18].
بل وحتى بعد مجيء النصر من الله، واندحار الكفار، ودخول الناس في دين الله أفواجاً، يأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالتسبيح المقرون بالحمد وبالاستغفار والتوبة {إِذا جاء نصْرُ اللّهِ والْفتْحُ * ورأيْت النّاس يدْخُلُون فِي دِينِ اللّهِ أفْواجًا * فسبِّحْ بِحمْدِ ربِّك واسْتغْفِرْهُ إِنّهُ كان توّابًا} [سورة النصر: 1-3].
فعلى المسلمين أن يستغفروا الله ويتوبوا إليه ويصلحوا أعمالهم ويعودوا إلى ربهم، وأن يسألوه النصر على أعداء الدين، مع طلب مغفرة الذنوب والعفو والرحمة من رب العالمين، كما علّمنا الله عز وجل في آخر سورة البقرة أن ندعو {واعْفُ عنّا واغْفِرْ لنا وارْحمْنا أنْت موْلانا فانْصُرْنا على الْقوْمِ الْكافِرِين} [سورة البقرة: 286]، جاء في حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- الذي أخرجه مسلم في صحيحه أن الله تعالى قال: (قد فعلت) أي قد أجبت من دعا بهذا الدعاء.
• صحيفة النبأ – العدد 21
السنة السابعة - الثلاثاء 28 جمادى الأولى 1437 هـ
مقال:
سلاح المؤمن!
- وهناك موانع تمنع من إجابة الدعاء، منها:
الدعاء بإثم أو قطيعة رحم، وأن يكون الداعي ممن يأكل المال الحرام، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: {يا أيُّها الرُّسُلُ كُلُوا مِن الطّيِّباتِ واعْملُوا صالِحًا}، وقال تعالى: {يا أيُّها الّذِين آمنُوا كُلُوا مِن طيِّباتِ ما رزقْناكُمْ}، ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يده إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام فأنى يستجاب لذلك) [رواه مسلم].
فلندع الله عز وجل في كل وقت، ولنرفع إليه حاجاتنا، ونسأله أن يصلح حالنا وحال المسلمين، وأن لا يسلط علينا بذنوبنا من لا يرحمنا، وأن ينصر الإسلام ودولته، وأن يمكن لها في الأرض وأن ينصرنا على القوم الكافرين، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
ثم إن الاستغفار هو طلب مغفرة الذنوب وستر العيوب من الله الغفور الرحيم، وقد جعل الله عز وجل للمستغفرين الصادقين ثواباً عظيماً في الدنيا والآخرة.
والاستغفار سبب زيادة قوة الأمم والأفراد، قال نبي الله هود عليه وعلى نبينا السلام: {ويا قوْمِ اسْتغْفِرُوا ربّكُمْ ثُمّ تُوبُوا إِليْهِ يُرْسِلِ السّماء عليْكُم مِّدْرارًا ويزِدْكُمْ قُوّةً إِلىٰ قُوّتِكُمْ ولا تتولّوْا مُجْرِمِين} [سورة هود: 52].
وفي ساحات القتال التي شهدت المواجهات بين أنبياء الله وأتباعهم من جهة وبين المكذبين الضالين من جهة أخرى، نجد أن الأنبياء ومن آمن بهم يقرنون بين طلب المغفرة وطلب النصر من الله، قال تعالى: {وما كان قوْلهُمْ إِلّا أن قالُوا ربّنا اغْفِرْ لنا ذُنُوبنا وإِسْرافنا فِي أمْرِنا وثبِّتْ أقْدامنا وانصُرْنا على الْقوْمِ الْكافِرِين} [سورة آل عمران: 147].
وسبب ذلك -والله أعلم- أن الداعي يريد النصر من الله، ولكن كيف يطلب النصر من الله وهو يرى نفسه مقصرا في جنب الله ومحملا بالذنوب والآثام، ولذا فهو يطلب من الله أن يطهره ويعفو عنه أولا، ثم يطلب حاجته الحالية الملحة وهي تثبيت الأقدام في مواجهة جنود إبليس والنصر على الكفر وأنصاره.
والاستغفار المقرون بالتوبة النصوح سبب لسعادة الدنيا والآخرة، قال تعالى: {وأنِ اسْتغْفِرُوا ربّكُمْ ثُمّ تُوبُوا إِليْهِ يُمتِّعْكُمْ مّتاعًا حسنًا إِلىٰ أجلٍ مُّسمًّى ويُؤْتِ كُلّ ذِي فضْلٍ فضْلهُ} [سورة هود: 3]، وهو سبب لأن يرحمنا الله ويحبنا: {واسْتغْفِرُوا ربّكُمْ ثُمّ تُوبُوا إِليْهِ} [سورة هود: 90].
ومن ثواب الاستغفار أن ينزل الله علينا بركات السماء ويفتح علينا بركات الأرض: الأموال والبنين وإنبات النبات وجريان الأنهار: {فقُلْتُ اسْتغْفِرُوا ربّكُمْ إِنّهُ كان غفّارًا * يُرْسِلِ السّماء عليْكُم مِّدْرارًا * ويُمْدِدْكُم بِأمْوالٍ وبنِين ويجْعل لّكُمْ جنّاتٍ ويجْعل لّكُمْ أنْهارًا} [سورة نوح: 10-12].
والله سبحانه لا ينزل عذابه ونقمته على أمة تستغفره وتتوب إليه {وما كان اللّهُ مُعذِّبهُمْ وهُمْ يسْتغْفِرُون} [سورة الأنفال: 33].
والاستغفار تجديد للعهد بين العبد وربه، وأنه ملتزمٌ لطاعة مولاه، يعود إلى ربه وإلى طاعته في كل وقت، وكلما أذنب وكلما غفل استغفر ربه سبحانه وتعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنه ليغان على قلبي -أي يأتي عليه شيء من الفتور- وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة) [رواه مسلم]. تلك كانت حاله صلى الله عليه وسلم، وهو المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
والمؤمن إذا انتهى من صلاته المكتوبة وكذلك صلاة الليل يستغفر الله عز وجل طالبا أن يغفر الله له ما كان في عبادته من تقصير وخلل، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلّم من الصلاة المكتوبة قال: (أستغفر الله) ثلاثاً. وقال الله تعالى عن المؤمنين: {وبِالْأسْحارِ هُمْ يسْتغْفِرُون} [سورة الذاريات: 18].
بل وحتى بعد مجيء النصر من الله، واندحار الكفار، ودخول الناس في دين الله أفواجاً، يأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالتسبيح المقرون بالحمد وبالاستغفار والتوبة {إِذا جاء نصْرُ اللّهِ والْفتْحُ * ورأيْت النّاس يدْخُلُون فِي دِينِ اللّهِ أفْواجًا * فسبِّحْ بِحمْدِ ربِّك واسْتغْفِرْهُ إِنّهُ كان توّابًا} [سورة النصر: 1-3].
فعلى المسلمين أن يستغفروا الله ويتوبوا إليه ويصلحوا أعمالهم ويعودوا إلى ربهم، وأن يسألوه النصر على أعداء الدين، مع طلب مغفرة الذنوب والعفو والرحمة من رب العالمين، كما علّمنا الله عز وجل في آخر سورة البقرة أن ندعو {واعْفُ عنّا واغْفِرْ لنا وارْحمْنا أنْت موْلانا فانْصُرْنا على الْقوْمِ الْكافِرِين} [سورة البقرة: 286]، جاء في حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- الذي أخرجه مسلم في صحيحه أن الله تعالى قال: (قد فعلت) أي قد أجبت من دعا بهذا الدعاء.
• صحيفة النبأ – العدد 21
السنة السابعة - الثلاثاء 28 جمادى الأولى 1437 هـ
مقال:
سلاح المؤمن!