قتال أمريكا.. قضية شرعية أوَّلاً • فأمريكا اليوم طاغوت يُعبد من دون الله، من حيث أنها حكومة ...
منذ 2024-12-13
قتال أمريكا.. قضية شرعية أوَّلاً
• فأمريكا اليوم طاغوت يُعبد من دون الله، من حيث أنها حكومة كافرة تحكم شعبها بغير ما أنزل الله، وتدين بدين الديموقراطية الشركي، وتحارب الله تعالى في حكمه باستباحة كل المحرمات، من الكفر بالله بدعوى الحرية إلى الزنا واللواط والخمر والميسر والربا وغيرها، وهي رأس الطواغيت في العالم، من حيث فرضها للأحكام الشركية على العالم كله، سواء باسم ميثاق الأمم المتحدة الشركي، أو بنصبها للطواغيت الحاكمين بغير ما أنزل الله، ودعمهم وتمويلهم وتسليحهم في حربهم على الإسلام والمسلمين، والدفاع عنهم وعن شرائع الشرك إذا ما خرج المسلمون عليها، ومن هذا المنطلق يكون جهاد هذا الطاغوت، وبهذا المنطلق يفترق أولياء الرحمن عن سواهم في قتالهم لأمريكا، بأن يكون القتال لإزالة هذا الطاغوت لإقامة حكم الإسلام مكانه، سواء داخل أمريكا ذاتها أو في العالم الذي تحكمه بجبروتها وطغيانها.
وإننا نعلم باستقراء التاريخ أن الشيوعيين الملاحدة هم من أشد الناس إعلانا للعداء لأمريكا، وتبعهم في ذلك الرافضة من أنصار الهالك الخميني الذين أطلقوا عليها لقب «الشيطان الأكبر»، وبعض الطواغيت العرب الذين شعروا بتهديد أمريكا لملكهم وعروشهم، ونعلم أن عداء هؤلاء لأمريكا هو لرغبتهم في إزالة حكمها الطاغوتي لنصب طواغيت آخرين مكانه، كطاغوت عبادة المادة الشيوعي، وطاغوت ولاية الفقيه الرافضي، وما شابه ذلك، ففي المعايير الضالة الجديدة، هل كان عداء هؤلاء المزعوم لأمريكا وقتالهم لها جهادا في سبيل الله؟! وهل كانت مئات الألوف إن لم يكن الملايين من الكفار في أنحاء العالم الذين دفعوا حياتهم في حروب مع أمريكا أو عملائها شهداء، منازلهم في الغرف العليا من الجنة؟!
إن دعاة الدين المُحدَث يزعمون أن حل كل مشاكل المسلمين يكون بكف أذى أمريكا عن التدخل في بلاد المسلمين، حيث سيتمكن المسلمون من هزيمة الطواغيت وإقامة دول وإمارات إسلامية، ومن ثم توحيد هذه الدول والإمارات في كيان واحد يطلقون عليه لقب الخلافة، متغافلين عن حقيقة أن الأرض تعج بالطواغيت الذين لا يقل أي منهم في عدائهم للإسلام عن أمريكا، وأن أيا منهم لن يرضى بقيام الدولة الإسلامية، فإذا قرّرت أمريكا أن تنعزل عن العالم وتكف عن التدخل في بلدان المسلمين ودعم الطواغيت الحاكمين من ملوك ورؤساء ويهود، فإلى من سينقل هؤلاء لقب «الشيطان الأكبر»؟ إلى روسيا أم إلى الصين أم إلى الهند أم إلى أي دولة تهيمن على العالم من بعد أمريكا؟
وإن أحداث الشام الأخيرة أكدت بما لا يدع مجالا للشك أن أمريكا إن كفت عن التدخل في بلاد المسلمين، فسيجد الطواغيت الحاكمون لها بدلاء كثر عن أمريكا ليستنصروهم على أهل الإسلام، فبعدما سعت فصائل الصحوات لاسترضاء أمريكا بكل طاقتها، رجاء عونها، وخوفا من بطشها، وبعد أن حصّلت رضا أمريكا عنها نوعا ما، فوجئت بالطائرات الروسية وهي تساند النظام النصيري ضدها وتقدم لها الغطاء الجوي لتقدّمها إلى مناطقهم.
ومن جانب آخر، فإن أمريكا وإن كانت الداعم للعدد الأكبر من الطواغيت الحاكمين لبلدان المسلمين، فإننا لو تجولنا في أقطار أخرى لوجدنا أمريكا تتراجع على مقياس العداوة -وفق المقياس المنحرف- إلى المرتبة الثانية، بل وقد تتحول عند بعض المنتسبين إلى الإسلام إلى صديق أو حليف في مواجهة حكومات أخرى أشد فتكا بالمسلمين في تلك الديار، كما هو الأمر بالنسبة لحكومة روسيا بالنسبة لدول آسيا الوسطى، والحكومة الهندوسية بالنسبة لدول شبه القارة الهندية، والحكومة الصينية الشيوعية بالنسبة للإيغور، والحكومة البوذية بالنسبة لأهل بورما، ولو جمعنا تعداد المنتسبين إلى الإسلام في هذه المناطق، سنجد أنهم يشكلون ما لا يقل عن ثلث المنتسبين إلى الإسلام في العالم، وكل هؤلاء يعتبر أن العدو الأول له هو حكومة طاغوتية أخرى غير أمريكا، بل -وكما أسلفنا- ستجد بعضهم يرون أمريكا صديقا وحليفا ضد الحكومات التي تسلطت عليهم!
إن الدولة الإسلامية بفضل من الله وحده هي أكثر من حقق النكاية في أمريكا، وقد مكن الله مجاهديها من إيقاع أكبر هزيمة بأمريكا في تاريخها في العراق، ولم تكن كمن جعل من قتال أمريكا وثنا يعبد من دون الله، يُترك لأجله أصل الدين وموالاة المشركين.
إن من يتكلم باسم الأمة المسلمة كلها، لا يصح منه أن ينظر إلى مصالحها من عين البلد الذي يعيش فيه، أو يتكلم باسمها باللغة التي يفهمها قومه فقط، فقضية الإسلام عامة، ويجب أن تشمل كل المسلمين، ويجب أن يكون التحريض ضد كل أعداء الإسلام، لكيلا تختلط الأمور على الناس فيظنوا أن عداء بعض الطواغيت لبعض، قد يجعل منهم أولياء للمسلمين، وينزع عنهم صفة الكفر والشرك، وبذلك فقط تستبين السبيل، ويتضح الطريق، ولله عاقبة الأمور.
◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 23
السنة السابعة - الثلاثاء 12 جمادى الآخرة 1437 هـ
مقتطف من مقال:
قتال أمريكا.. قضية شرعية أوَّلاً
• فأمريكا اليوم طاغوت يُعبد من دون الله، من حيث أنها حكومة كافرة تحكم شعبها بغير ما أنزل الله، وتدين بدين الديموقراطية الشركي، وتحارب الله تعالى في حكمه باستباحة كل المحرمات، من الكفر بالله بدعوى الحرية إلى الزنا واللواط والخمر والميسر والربا وغيرها، وهي رأس الطواغيت في العالم، من حيث فرضها للأحكام الشركية على العالم كله، سواء باسم ميثاق الأمم المتحدة الشركي، أو بنصبها للطواغيت الحاكمين بغير ما أنزل الله، ودعمهم وتمويلهم وتسليحهم في حربهم على الإسلام والمسلمين، والدفاع عنهم وعن شرائع الشرك إذا ما خرج المسلمون عليها، ومن هذا المنطلق يكون جهاد هذا الطاغوت، وبهذا المنطلق يفترق أولياء الرحمن عن سواهم في قتالهم لأمريكا، بأن يكون القتال لإزالة هذا الطاغوت لإقامة حكم الإسلام مكانه، سواء داخل أمريكا ذاتها أو في العالم الذي تحكمه بجبروتها وطغيانها.
وإننا نعلم باستقراء التاريخ أن الشيوعيين الملاحدة هم من أشد الناس إعلانا للعداء لأمريكا، وتبعهم في ذلك الرافضة من أنصار الهالك الخميني الذين أطلقوا عليها لقب «الشيطان الأكبر»، وبعض الطواغيت العرب الذين شعروا بتهديد أمريكا لملكهم وعروشهم، ونعلم أن عداء هؤلاء لأمريكا هو لرغبتهم في إزالة حكمها الطاغوتي لنصب طواغيت آخرين مكانه، كطاغوت عبادة المادة الشيوعي، وطاغوت ولاية الفقيه الرافضي، وما شابه ذلك، ففي المعايير الضالة الجديدة، هل كان عداء هؤلاء المزعوم لأمريكا وقتالهم لها جهادا في سبيل الله؟! وهل كانت مئات الألوف إن لم يكن الملايين من الكفار في أنحاء العالم الذين دفعوا حياتهم في حروب مع أمريكا أو عملائها شهداء، منازلهم في الغرف العليا من الجنة؟!
إن دعاة الدين المُحدَث يزعمون أن حل كل مشاكل المسلمين يكون بكف أذى أمريكا عن التدخل في بلاد المسلمين، حيث سيتمكن المسلمون من هزيمة الطواغيت وإقامة دول وإمارات إسلامية، ومن ثم توحيد هذه الدول والإمارات في كيان واحد يطلقون عليه لقب الخلافة، متغافلين عن حقيقة أن الأرض تعج بالطواغيت الذين لا يقل أي منهم في عدائهم للإسلام عن أمريكا، وأن أيا منهم لن يرضى بقيام الدولة الإسلامية، فإذا قرّرت أمريكا أن تنعزل عن العالم وتكف عن التدخل في بلدان المسلمين ودعم الطواغيت الحاكمين من ملوك ورؤساء ويهود، فإلى من سينقل هؤلاء لقب «الشيطان الأكبر»؟ إلى روسيا أم إلى الصين أم إلى الهند أم إلى أي دولة تهيمن على العالم من بعد أمريكا؟
وإن أحداث الشام الأخيرة أكدت بما لا يدع مجالا للشك أن أمريكا إن كفت عن التدخل في بلاد المسلمين، فسيجد الطواغيت الحاكمون لها بدلاء كثر عن أمريكا ليستنصروهم على أهل الإسلام، فبعدما سعت فصائل الصحوات لاسترضاء أمريكا بكل طاقتها، رجاء عونها، وخوفا من بطشها، وبعد أن حصّلت رضا أمريكا عنها نوعا ما، فوجئت بالطائرات الروسية وهي تساند النظام النصيري ضدها وتقدم لها الغطاء الجوي لتقدّمها إلى مناطقهم.
ومن جانب آخر، فإن أمريكا وإن كانت الداعم للعدد الأكبر من الطواغيت الحاكمين لبلدان المسلمين، فإننا لو تجولنا في أقطار أخرى لوجدنا أمريكا تتراجع على مقياس العداوة -وفق المقياس المنحرف- إلى المرتبة الثانية، بل وقد تتحول عند بعض المنتسبين إلى الإسلام إلى صديق أو حليف في مواجهة حكومات أخرى أشد فتكا بالمسلمين في تلك الديار، كما هو الأمر بالنسبة لحكومة روسيا بالنسبة لدول آسيا الوسطى، والحكومة الهندوسية بالنسبة لدول شبه القارة الهندية، والحكومة الصينية الشيوعية بالنسبة للإيغور، والحكومة البوذية بالنسبة لأهل بورما، ولو جمعنا تعداد المنتسبين إلى الإسلام في هذه المناطق، سنجد أنهم يشكلون ما لا يقل عن ثلث المنتسبين إلى الإسلام في العالم، وكل هؤلاء يعتبر أن العدو الأول له هو حكومة طاغوتية أخرى غير أمريكا، بل -وكما أسلفنا- ستجد بعضهم يرون أمريكا صديقا وحليفا ضد الحكومات التي تسلطت عليهم!
إن الدولة الإسلامية بفضل من الله وحده هي أكثر من حقق النكاية في أمريكا، وقد مكن الله مجاهديها من إيقاع أكبر هزيمة بأمريكا في تاريخها في العراق، ولم تكن كمن جعل من قتال أمريكا وثنا يعبد من دون الله، يُترك لأجله أصل الدين وموالاة المشركين.
إن من يتكلم باسم الأمة المسلمة كلها، لا يصح منه أن ينظر إلى مصالحها من عين البلد الذي يعيش فيه، أو يتكلم باسمها باللغة التي يفهمها قومه فقط، فقضية الإسلام عامة، ويجب أن تشمل كل المسلمين، ويجب أن يكون التحريض ضد كل أعداء الإسلام، لكيلا تختلط الأمور على الناس فيظنوا أن عداء بعض الطواغيت لبعض، قد يجعل منهم أولياء للمسلمين، وينزع عنهم صفة الكفر والشرك، وبذلك فقط تستبين السبيل، ويتضح الطريق، ولله عاقبة الأمور.
◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 23
السنة السابعة - الثلاثاء 12 جمادى الآخرة 1437 هـ
مقتطف من مقال:
قتال أمريكا.. قضية شرعية أوَّلاً