الاستغفار: هو طلب المغفرة من الله تعالى والتجاوز عن الذنب وعدم المؤاخذة به، وستره وعدم العقوبة ...
منذ 2024-12-18
الاستغفار: هو طلب المغفرة من الله تعالى والتجاوز عن الذنب وعدم المؤاخذة به، وستره وعدم العقوبة عليه، وعدم الفضيحة به.
🔹الاستغفار: عبادة من العبادات الجليلة والقُرَب العظيمة، سواء استغفر المرء لنفسه أو استغفر لغيره، فيستغفر المرء لنفسه ولوالديه ولذريته ولإخوانه الذين سبقوه بالإيمان، وللمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات.
🔹ويكفي لبيان عظمة الاستغفار مواظبة الأنبياء عليه ودعوة أقوامهم إليه وثناء الله تعالى على أهله ولَمَّا كان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أعرف الناس بالله كانوا أكثرهم خشيةً وإنابة له، وأشدُّهم تمسُّكًا بالاستغفار، وهكذا العلماء بعد الأنبياء في حيازة الخشية والإنابة، ولذلك نجد أهل العلم يُرغِّبون الناس في المحافظة على الاستغفار، لِما يعلمون ما فيه من السلامة ومحق الذنوب وتيسير الأمور.
🔹ملازمة النبي ﷺ للاستغفار.
ومما يدلُّ على فضله وكثرة خيره وبركته ملازمة النبي ﷺ له، والرسول ﷺ لا يفعل إلاَّ الأفضل من العمل، فضلاً عن الملازمة التامة له، فقد ثبت أنَّ النبي ﷺ واظب على الاستغفار، حتى كان شعارًا ظاهرًا له.
عـن الأغر المزني قال: قال رسول الله ﷺ: «إنه ليُغان على قلبي، وإني لأستغفر الله في كل يوم مائة مرَّة» [صحيح مسلم (2702)]
وقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «وَاللهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً.». [صحيح البخاري (6307)]
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: «إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ».. [سنن أبي داود (1516)، وعند الترمذي (3733) وابن ماجه (3814) بلفظ" التواب الغفور]
🔹الاستغفار هو شعار الأنبياء جميعًا.
فما من نبيٍّ إلا استغفر ودعا أمته إلى الاستغفار، قال تعالى على لسان آدم وحواء عليهما السلام وهما يستغفران الله: رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ " [الأعراف: 23].
وقال تعالى على لسان موسى عليه السلام: قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [القصص: 16]، وقال تعالى عن داود عليه السلام: وَظَـنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ [ص: 24]. وقال تعالى على لسان نوح عليه السلام وهو يعظ قومه: اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا [نوح: 10، 11]،
وقال تعالى على لسان هود عليه السلام وهو يعظ قومه: اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا، [هود: 52]، وقال تعالى على لسـان شعيب عليه السلام: وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ [هود: 90].
🔹قال قتادة: إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم، فأما داؤكم فالذنوب، وأما دواؤكم فالاستغفار.
وقال رياح القيسي: لي نيف وأربعون ذنباً، قد استغفرت لكل ذنب مائة ألف مرة.
وقال الحسن: لا تملُّوا من الاستغفار.
وقال بكر المُزَني: إن أعمال بني آدم تُرفع فإذا رُفعت صحيفةٌ فيها استغفار رُفعت بيضاء، وإذا رُفعت ليس فيها استغفار رفعت سوداء.
وعن الحسن قال: [أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقكم وأسواقكم، وفي مجالسكم أينما كنتم، فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة].
وقال بعض الصالحين لولده موصياً: "يا بني عود لسانك: اللهم اغفر لي، فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلاً"
ورئي عمر بن عبد العزيز في النوم فقيل له: ما وجدت أفضل؟ قال: الاستغفار.
يقول شيخ الإسلام: وإذا اجتهد واستعان بالله تعالى ولازم الاستغفار والاجتهاد فلا بد أن يؤتيه الله من فضله ما لم يخطر ببال وإذا رأى أنه لا ينشرح صدره ولا يحصل له حلاوة الإيمان ونور الهداية فليكثر التوبة والاستغفار وليلازم الاجتهاد بحسب الإمكان" الفتاوى الكبرى (3/ 99)
وصلِ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه. انشر تؤجر
🔹الاستغفار: عبادة من العبادات الجليلة والقُرَب العظيمة، سواء استغفر المرء لنفسه أو استغفر لغيره، فيستغفر المرء لنفسه ولوالديه ولذريته ولإخوانه الذين سبقوه بالإيمان، وللمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات.
🔹ويكفي لبيان عظمة الاستغفار مواظبة الأنبياء عليه ودعوة أقوامهم إليه وثناء الله تعالى على أهله ولَمَّا كان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أعرف الناس بالله كانوا أكثرهم خشيةً وإنابة له، وأشدُّهم تمسُّكًا بالاستغفار، وهكذا العلماء بعد الأنبياء في حيازة الخشية والإنابة، ولذلك نجد أهل العلم يُرغِّبون الناس في المحافظة على الاستغفار، لِما يعلمون ما فيه من السلامة ومحق الذنوب وتيسير الأمور.
🔹ملازمة النبي ﷺ للاستغفار.
ومما يدلُّ على فضله وكثرة خيره وبركته ملازمة النبي ﷺ له، والرسول ﷺ لا يفعل إلاَّ الأفضل من العمل، فضلاً عن الملازمة التامة له، فقد ثبت أنَّ النبي ﷺ واظب على الاستغفار، حتى كان شعارًا ظاهرًا له.
عـن الأغر المزني قال: قال رسول الله ﷺ: «إنه ليُغان على قلبي، وإني لأستغفر الله في كل يوم مائة مرَّة» [صحيح مسلم (2702)]
وقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «وَاللهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً.». [صحيح البخاري (6307)]
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: «إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ».. [سنن أبي داود (1516)، وعند الترمذي (3733) وابن ماجه (3814) بلفظ" التواب الغفور]
🔹الاستغفار هو شعار الأنبياء جميعًا.
فما من نبيٍّ إلا استغفر ودعا أمته إلى الاستغفار، قال تعالى على لسان آدم وحواء عليهما السلام وهما يستغفران الله: رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ " [الأعراف: 23].
وقال تعالى على لسان موسى عليه السلام: قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [القصص: 16]، وقال تعالى عن داود عليه السلام: وَظَـنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ [ص: 24]. وقال تعالى على لسان نوح عليه السلام وهو يعظ قومه: اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا [نوح: 10، 11]،
وقال تعالى على لسان هود عليه السلام وهو يعظ قومه: اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا، [هود: 52]، وقال تعالى على لسـان شعيب عليه السلام: وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ [هود: 90].
🔹قال قتادة: إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم، فأما داؤكم فالذنوب، وأما دواؤكم فالاستغفار.
وقال رياح القيسي: لي نيف وأربعون ذنباً، قد استغفرت لكل ذنب مائة ألف مرة.
وقال الحسن: لا تملُّوا من الاستغفار.
وقال بكر المُزَني: إن أعمال بني آدم تُرفع فإذا رُفعت صحيفةٌ فيها استغفار رُفعت بيضاء، وإذا رُفعت ليس فيها استغفار رفعت سوداء.
وعن الحسن قال: [أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقكم وأسواقكم، وفي مجالسكم أينما كنتم، فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة].
وقال بعض الصالحين لولده موصياً: "يا بني عود لسانك: اللهم اغفر لي، فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلاً"
ورئي عمر بن عبد العزيز في النوم فقيل له: ما وجدت أفضل؟ قال: الاستغفار.
يقول شيخ الإسلام: وإذا اجتهد واستعان بالله تعالى ولازم الاستغفار والاجتهاد فلا بد أن يؤتيه الله من فضله ما لم يخطر ببال وإذا رأى أنه لا ينشرح صدره ولا يحصل له حلاوة الإيمان ونور الهداية فليكثر التوبة والاستغفار وليلازم الاجتهاد بحسب الإمكان" الفتاوى الكبرى (3/ 99)
وصلِ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه. انشر تؤجر