- وجوب صلاة الجمعة: قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ ...
منذ 2024-12-19
- وجوب صلاة الجمعة:
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [الجمعة: 9-11].
قال القرطبي في تفسيره: «قوله تعالى: {وَذَرُوا الْبَيْعَ} منع الله عز وجل منه عند صلاة الجمعة، وحرمه في وقتها على من كان مخاطبا بفرضها، والبيع لا يخلو عن شراء فاكتفى بذكر أحدهما، كقوله تعالى: {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ}، وخص البيع لأنه أكثر ما يشتغل به أصحاب الأسواق».
ثم قال: «وفي وقت التحريم قولان: إنه من بعد الزوال إلى الفراغ منها، قاله الضحاك والحسن وعطاء، الثاني: من وقت أذان الخطبة إلى وقت الصلاة».
وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر وأبي هريرة -رضي الله عنهما- أنهما سمعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول على أعواد منبره: (لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين)، وعند ابن ماجه بلفظ: (لينتهين أقوام عن ودعهم الجماعات...) الحديث.
وعن أبي الجعد الضمري -وكانت له صحبة- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ترك ثلاث جمع تهاونا من غير عذر طبع الله على قلبه) [رواه أحمد والأربعة، وحسنه الترمذي].
- عواقب عدم شهود صلاة الجماعة:
إن المعصية بريد المعصية، وما من سيئة إلا وتدل على أختها، ولذا فإن لترك صلاة الجماعة عواقب كثيرة؛ منها:
أولا: غضب الله وعدم رضاه: قال تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: 4-5]، قال الطبري في تفسيره: «قال بعضهم: عني بذلك أنهم يؤخرونها عن وقتها، فلا يصلونها إلا بعد خروج وقتها».
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد ناسا في بعض الصلوات، فقال: (لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس، ثم أخالف إلى رجال يتخلفون عنها، فآمر بهم فيحرقوا عليهم بحزم الحطب بيوتهم) [متفق عليه].
ثانيا: تفويت الأجر: عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة) [متفق عليه].
ثالثا: الاتصاف بصفة من صفات المنافقين: عن أبي الأحوص قال: قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق قد عُلِم نفاقه، أو مريض، إن كان المريض ليمشي بين رجلين حتى يأتي الصلاة»، كما قال -رضي الله عنه- أيضا: «إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علمنا سنن الهدى، وإن من سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه» [رواهما مسلم].
رابعا: التشبه بالنساء: عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها) [رواه أبو داود، وصححه ابن خزيمة].
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين.
• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 22
السنة السابعة - الثلاثاء 5 جمادى الآخرة 1437 هـ
مقال:
وجوب صلاة الجماعة
ومشروعية إغلاق المحلات التجارية أثناء أدائها
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [الجمعة: 9-11].
قال القرطبي في تفسيره: «قوله تعالى: {وَذَرُوا الْبَيْعَ} منع الله عز وجل منه عند صلاة الجمعة، وحرمه في وقتها على من كان مخاطبا بفرضها، والبيع لا يخلو عن شراء فاكتفى بذكر أحدهما، كقوله تعالى: {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ}، وخص البيع لأنه أكثر ما يشتغل به أصحاب الأسواق».
ثم قال: «وفي وقت التحريم قولان: إنه من بعد الزوال إلى الفراغ منها، قاله الضحاك والحسن وعطاء، الثاني: من وقت أذان الخطبة إلى وقت الصلاة».
وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر وأبي هريرة -رضي الله عنهما- أنهما سمعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول على أعواد منبره: (لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين)، وعند ابن ماجه بلفظ: (لينتهين أقوام عن ودعهم الجماعات...) الحديث.
وعن أبي الجعد الضمري -وكانت له صحبة- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ترك ثلاث جمع تهاونا من غير عذر طبع الله على قلبه) [رواه أحمد والأربعة، وحسنه الترمذي].
- عواقب عدم شهود صلاة الجماعة:
إن المعصية بريد المعصية، وما من سيئة إلا وتدل على أختها، ولذا فإن لترك صلاة الجماعة عواقب كثيرة؛ منها:
أولا: غضب الله وعدم رضاه: قال تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: 4-5]، قال الطبري في تفسيره: «قال بعضهم: عني بذلك أنهم يؤخرونها عن وقتها، فلا يصلونها إلا بعد خروج وقتها».
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد ناسا في بعض الصلوات، فقال: (لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس، ثم أخالف إلى رجال يتخلفون عنها، فآمر بهم فيحرقوا عليهم بحزم الحطب بيوتهم) [متفق عليه].
ثانيا: تفويت الأجر: عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة) [متفق عليه].
ثالثا: الاتصاف بصفة من صفات المنافقين: عن أبي الأحوص قال: قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق قد عُلِم نفاقه، أو مريض، إن كان المريض ليمشي بين رجلين حتى يأتي الصلاة»، كما قال -رضي الله عنه- أيضا: «إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علمنا سنن الهدى، وإن من سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه» [رواهما مسلم].
رابعا: التشبه بالنساء: عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها) [رواه أبو داود، وصححه ابن خزيمة].
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين.
• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 22
السنة السابعة - الثلاثاء 5 جمادى الآخرة 1437 هـ
مقال:
وجوب صلاة الجماعة
ومشروعية إغلاق المحلات التجارية أثناء أدائها