سقوط دولة المرابطين وقيام دولة «ابن تومرت» - ابن تومرت، يبيح الكذب لنفسه، ويستبيح دماء المسلمين ...
منذ 2024-12-19
سقوط دولة المرابطين وقيام دولة «ابن تومرت»
- ابن تومرت، يبيح الكذب لنفسه، ويستبيح دماء المسلمين لنشر عقيدته وبدعه.
• عاد ابن تومرت إلى المغرب سنة 514 هـ حيث أقام في قرية تينمل بجبال الأطلس، فبدأ يدعو الناس إلى العقيدة الأشعرية الضالة، وادّعى أيضا العصمة لنفسه وأنه المهدي المنتظر، ولقب نفسه «المهدي بن تومرت»، وسمى جماعته «الموحدين»، تعريضا باسم المرابطين الذي اتهمهم بـ «التجسيم»، وعطّل ابن تومرت أسماء الله الحسنى وصفاته، كما ادعى أنه من سلالة الحسين بن علي رضي الله عنهما، مع كونه أعجميا من قبيلة صنهاجة البربرية.
وأظهر ابن تومرت بعد أن قويت شوكته، موقفه من دولة المرابطين وعقيدتها السلفية، حين وصفهم بالـ «مجسّمة» والمنافقين، وأفتى بكفرهم، واستحل دماءهم، وأقنع أتباعه أن قتال المرابطين خير من قتال النصارى والمجوس، كونهم «مجسّمة»، على عادة المبتدعة من معطلي الصفات في تشويه عقيدة أهل السنة، إنما كانت عقيدتهم عقيدة أهل السنة والجماعة، وهي إثبات أسماء الله وصفاته.
قال ابن تومرت في كتابه «أعز ما يطلب»: «لا يصح قيام الحق في الدنيا إلا بوجوب اعتقاد الإمامة في كل زمان إلى أن تقوم الساعة، ولا يكون الإمام إلا معصوما ليهدم الباطل، وإن الإيمان بالمهدي واجب، وإن من شك فيه كافر، وإنه معصوم فيما دعا إليه من الحق، وإنه لا يكابَر ولا يضاد ولا يدافَع ولا يعانَد ولا يخالَف ولا ينازَع، وأنه فرد في زمانه، صادق في قوله، وإن أمره قائم إلى قيام الساعة».
ابتدع ابن تومرت ما أسماه «التمييز» بين أهل الجنة والنار، فاستعان ابن تومرت برجل على شاكلته يُسمَّى أبا عبد الله الونشريسي وكان يُلقبه بالبشير لخداع الناس وإضلالهم، وقد طلب ابن تومرت من الونشريسي أن يخفي علمه وحفظه القرآن ويظهر أمام القبائل كأنه مجنون يسيل لعابه.
قال الذهبي في «سير أعلام النبلاء» وابن الأثير في «الكامل»: فلما كان عام تسعة عشر وخمسمائة، خرج يوما، فقال: تعلمون أن البشير -يريد الونشريسي- رجل أميّ، ولا يثبت على دابة، فقد جعله الله مبشرا لكم، مُطَّلعا على أسراركم، وهو آية لكم، قد حفظ القرآن والموطأ في ليلة، وتعلم الركوب، وقال: اقرأ، فقرأ من القرآن ما سألوه، وركب حصانا وساقه، فقال ابن تومرت: نبيكم -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن في هذه الأمة محدثين، وإن عمر منهم»، وقد صَحِبَنَا أقوام أطلعه الله على سرِّهم، ولا بد من النظر في أمرهم، وتيمم العدل فيهم، ثم نودي في جبال المصامدة: من كان مطيعا للمهدي فليأت، فأقبلوا يهرعون، فكانوا يُعرضون على البشير، فيُخْرِج قوما على يمينه، ويعدهم من أهل الجنة، وقوما على يساره، فيقول: هؤلاء شاكّون في الأمر، وهم يعلمون أن مآلهم القتل، فلا يفرّ منهم أحد، وإذا تجمع منهم عدد قَتَلهم ورماهم من الجبال».
وقد عمد ابن تومرت إلى هذه الحيلة للخلاص من خصومه، وممّن يشك أنهم يشكلون خطرا على دعوته ودويلته، فإن كان هذا حاله مع أتباعه، فكيف الأمر بخصومه؟ وقد سجل التاريخ تورط ابن تومرت بقتل عشرات الآلاف من المسلمين.
في سنة 541 هـ دخلت قوات «الموحدين» بقيادة عبد المؤمن بن علي مدينة مراكش، فاستباحوها وقتلوا أهلها، كما كانت عادة هذه الدولة الأشعرية الضالة، وقتلوا كل من ينتمي إلى قبيلة لمتونة، قبيلة المرابطين.
لما بدَّل أواخر سلاطين المرابطين وغيروا، استبدلهم الله، سنة الله التي لا تتحول.
كانت دعوة ابن تومرت دعوة تدميرية، قامت على أطماع دنيوية بحتة، بنت أسسها على جماجم المسلمين، واستندت إلى الكذب والتحايل وادعاء المهدوية والعصمة، ارتكزت على قبائل بربرية جاهلة بأمور دينها، «صائمة عن علوم الشريعة» كما وصفها بعض المؤرخين، فكان من نتائج تمرد ابن تومرت توقف جهاد المرابطين في الأندلس، وسحبهم خيرة جنودهم وقادتهم لرد عادية المتمردين، مما أدى لسقوط مدن وقرى أندلسية كثيرة بيد النصارى، كما أن ابن تومرت وخلفاءه من بعده فرضوا العقيدة الأشعرية على أهل المغرب بالحديد والنار، وكفّروا وقتلوا من يقول بغيرها، ولا زالت الأشعرية منتشرة بين طبقة أدعياء العلم في المغرب، والله المستعان.
فهذا التاريخ، وذي دروسه، فهل من معتبر؟ هذا وصلى الله وسلم على نبيّنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
• المصدر: مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 22
السنة السابعة - الثلاثاء 5 جمادى الآخرة 1437 هـ
من التاريخ:
سقوط دولة المرابطين وقيام دولة «ابن تومرت»
- ابن تومرت، يبيح الكذب لنفسه، ويستبيح دماء المسلمين لنشر عقيدته وبدعه.
• عاد ابن تومرت إلى المغرب سنة 514 هـ حيث أقام في قرية تينمل بجبال الأطلس، فبدأ يدعو الناس إلى العقيدة الأشعرية الضالة، وادّعى أيضا العصمة لنفسه وأنه المهدي المنتظر، ولقب نفسه «المهدي بن تومرت»، وسمى جماعته «الموحدين»، تعريضا باسم المرابطين الذي اتهمهم بـ «التجسيم»، وعطّل ابن تومرت أسماء الله الحسنى وصفاته، كما ادعى أنه من سلالة الحسين بن علي رضي الله عنهما، مع كونه أعجميا من قبيلة صنهاجة البربرية.
وأظهر ابن تومرت بعد أن قويت شوكته، موقفه من دولة المرابطين وعقيدتها السلفية، حين وصفهم بالـ «مجسّمة» والمنافقين، وأفتى بكفرهم، واستحل دماءهم، وأقنع أتباعه أن قتال المرابطين خير من قتال النصارى والمجوس، كونهم «مجسّمة»، على عادة المبتدعة من معطلي الصفات في تشويه عقيدة أهل السنة، إنما كانت عقيدتهم عقيدة أهل السنة والجماعة، وهي إثبات أسماء الله وصفاته.
قال ابن تومرت في كتابه «أعز ما يطلب»: «لا يصح قيام الحق في الدنيا إلا بوجوب اعتقاد الإمامة في كل زمان إلى أن تقوم الساعة، ولا يكون الإمام إلا معصوما ليهدم الباطل، وإن الإيمان بالمهدي واجب، وإن من شك فيه كافر، وإنه معصوم فيما دعا إليه من الحق، وإنه لا يكابَر ولا يضاد ولا يدافَع ولا يعانَد ولا يخالَف ولا ينازَع، وأنه فرد في زمانه، صادق في قوله، وإن أمره قائم إلى قيام الساعة».
ابتدع ابن تومرت ما أسماه «التمييز» بين أهل الجنة والنار، فاستعان ابن تومرت برجل على شاكلته يُسمَّى أبا عبد الله الونشريسي وكان يُلقبه بالبشير لخداع الناس وإضلالهم، وقد طلب ابن تومرت من الونشريسي أن يخفي علمه وحفظه القرآن ويظهر أمام القبائل كأنه مجنون يسيل لعابه.
قال الذهبي في «سير أعلام النبلاء» وابن الأثير في «الكامل»: فلما كان عام تسعة عشر وخمسمائة، خرج يوما، فقال: تعلمون أن البشير -يريد الونشريسي- رجل أميّ، ولا يثبت على دابة، فقد جعله الله مبشرا لكم، مُطَّلعا على أسراركم، وهو آية لكم، قد حفظ القرآن والموطأ في ليلة، وتعلم الركوب، وقال: اقرأ، فقرأ من القرآن ما سألوه، وركب حصانا وساقه، فقال ابن تومرت: نبيكم -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن في هذه الأمة محدثين، وإن عمر منهم»، وقد صَحِبَنَا أقوام أطلعه الله على سرِّهم، ولا بد من النظر في أمرهم، وتيمم العدل فيهم، ثم نودي في جبال المصامدة: من كان مطيعا للمهدي فليأت، فأقبلوا يهرعون، فكانوا يُعرضون على البشير، فيُخْرِج قوما على يمينه، ويعدهم من أهل الجنة، وقوما على يساره، فيقول: هؤلاء شاكّون في الأمر، وهم يعلمون أن مآلهم القتل، فلا يفرّ منهم أحد، وإذا تجمع منهم عدد قَتَلهم ورماهم من الجبال».
وقد عمد ابن تومرت إلى هذه الحيلة للخلاص من خصومه، وممّن يشك أنهم يشكلون خطرا على دعوته ودويلته، فإن كان هذا حاله مع أتباعه، فكيف الأمر بخصومه؟ وقد سجل التاريخ تورط ابن تومرت بقتل عشرات الآلاف من المسلمين.
في سنة 541 هـ دخلت قوات «الموحدين» بقيادة عبد المؤمن بن علي مدينة مراكش، فاستباحوها وقتلوا أهلها، كما كانت عادة هذه الدولة الأشعرية الضالة، وقتلوا كل من ينتمي إلى قبيلة لمتونة، قبيلة المرابطين.
لما بدَّل أواخر سلاطين المرابطين وغيروا، استبدلهم الله، سنة الله التي لا تتحول.
كانت دعوة ابن تومرت دعوة تدميرية، قامت على أطماع دنيوية بحتة، بنت أسسها على جماجم المسلمين، واستندت إلى الكذب والتحايل وادعاء المهدوية والعصمة، ارتكزت على قبائل بربرية جاهلة بأمور دينها، «صائمة عن علوم الشريعة» كما وصفها بعض المؤرخين، فكان من نتائج تمرد ابن تومرت توقف جهاد المرابطين في الأندلس، وسحبهم خيرة جنودهم وقادتهم لرد عادية المتمردين، مما أدى لسقوط مدن وقرى أندلسية كثيرة بيد النصارى، كما أن ابن تومرت وخلفاءه من بعده فرضوا العقيدة الأشعرية على أهل المغرب بالحديد والنار، وكفّروا وقتلوا من يقول بغيرها، ولا زالت الأشعرية منتشرة بين طبقة أدعياء العلم في المغرب، والله المستعان.
فهذا التاريخ، وذي دروسه، فهل من معتبر؟ هذا وصلى الله وسلم على نبيّنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
• المصدر: مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 22
السنة السابعة - الثلاثاء 5 جمادى الآخرة 1437 هـ
من التاريخ:
سقوط دولة المرابطين وقيام دولة «ابن تومرت»