بسم الله الرحمن الرحيم ماذا يحصل عندما تغيب النهاية؟ الخطبة الأولى: الحمد لله الذي ...

منذ 2025-01-02
بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا يحصل عندما تغيب النهاية؟
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي ذلل بالموت رقاب الجبابرة، وأنهى بالموت آمال القياصرة، وكسر بالموت ظهور الأكاسرة، حتى أرداهم في الحافرة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ربي لا شريك له، ينادي في عرصات يوم القيامة لمن الملك اليوم؟ فلم يُجبه أحد، فيُجيب على نفسه فيقول: لله الواحد القهار، كل من عليها فان، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، القائل عليه الصلاة والسلام: لا إله إلا الله، إن للموت لسكرات صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين أما بعد، فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة في الدين ضلالة، أجارني الله وإياكم من البدع والضلالات، آمين اللهم آمين أيها الأحباب الكرام في الله، عندما تغيب النهاية تضيع القيم، عندما تغيب النهاية تستباح الحرمات، عندما تغيب النهاية تقل العلاقات الاجتماعية بين المسلمين، عندما تغيب النهاية يكثر الهرج والمرج، عندما تغيب النهاية تنتهك أعراض المسلمين وتداس القيم، عندما تغيب النهاية ينغمِسُ الإنسان في هذه الحياة فيطمئنُّ إليها ويركَنُ إليها فيعمل من أجلها ويحقِد من أجلها ويحسَد من أجلها ويرتشِي من أجلها ويظلم من أجلها ويبطِش من أجلها ويأكل حقوقَ الناس من أجلها يعمل ما بوسعِه في هذه الحياة من أجلها، السبب عندما تغيب النهاية من عقل المسلم يظنُّ أنه سيعيشُ في هذه الحياة، وما علِم الإنسان على أنه في دار ممر وليس دار مقرَّ وما سُمِّيَت الدنيا إلا من دناءتها وحقارتها عند الله، فعن سَهْلِ بنِ سَعْدٍ السَّاعديِّ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه ﷺ: ((لَوْ كَانَت الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّه جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْها شَرْبَةَ مَاءٍ)). رواه الترمذي، وَقالَ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. فقضيةُ الموت قضيةٌ عُظمى والكلُّ سيرحَل من هذه الحياة، الكلُّ سيموت لا أحد يبقى، الكبيرُ والصغيرُ، الرئيسُ والمرؤوسُ، الحاكمُ والمحكُومُ، الكلُّ سيخرج من هذه الحياة، فالسعيدُ من خرج منها بأعمالٍ صالحة، والشقيُّ من خرج منها بسيئات وذنوبٍ عظيمةٍ وكبيرةٍ، وخاصةً إذا كانت تختصُ بحقوق المسلمين من مظالم وغيرها، ولهذا آيةٌ عظيمة تجعل الكلُّ يقف إذا أراد أن يظلم أو أن يبطش فليتذكَّر هذه الآية، إذا أراد أن يقتل فليتذكَّر هذه الآية، قال الله عز وجل:﴿أَیۡنَمَا تَكُونُوا۟ یُدۡرِككُّمُ ٱلۡمَوۡتُ وَلَوۡ كُنتُمۡ فِی بُرُوجࣲ مُّشَیَّدَةࣲۗ ...﴾ [النساء ٧٨] ولو كنتم في قصورٍ عالية في قصورٍ شاهقة سيأتي الموت سيأتي الموت، عن عمرو بن عوف الأنصاري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عُبيدة بن الجراح رضي الله عنه إلى البحرين يأتي بجزيتها، فقَدِمَ بمال من البحرين، فسمعَتِ الأنصار بقدوم أبي عبيدة، فوافَوا صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف، فتعرَّضوا له، فتبسَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم، ثم قال: ((أظنُّكم سمعتم أن أبا عبيدة قَدِمَ بشيء من البحرين؟))، فقالوا: أجل يا رسول الله، فقال: ((أَبشِروا وأمِّلوا ما يسُرُّكم، فو الله ما الفقرَ أخشى عليكم، ولكنى أخشى أن تُبسَط الدنيا عليكم كما بُسطتْ على من كان قبلكم، فتَنافَسوها كما تَنافسوها، فتُهلِكَكم كما أهلَكتْهم)) متفق عليه.
عندما تغيبُ النهاية ويغيبُ الموت من أذهاننا جميعا قد نزيغ ونبتعد عن الحق وعن الطريق المُستقيم، لابد يا إخواني أن نعلم أننا سنموت جميعا وأننا سنقفُ بين يدي الله، يقول الله عز وجل: ﴿كُلُّ نَفۡسࣲ ذَاۤىِٕقَةُ ٱلۡمَوۡتِۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوۡنَ أُجُورَكُمۡ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِۖ فَمَن زُحۡزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدۡخِلَ ٱلۡجَنَّةَ فَقَدۡ فَازَۗ وَمَا ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَاۤ إِلَّا مَتَـٰعُ ٱلۡغُرُورِ﴾ [آل عمران ١٨٥]، فالسعيدُ من قدَّم أعمالاً صالحة لآخرته لأنها الحياة الأبدية ﴿وَمَا هَـٰذِهِ ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَاۤ إِلَّا لَهۡوࣱ وَلَعِبࣱۚ وَإِنَّ ٱلدَّارَ ٱلۡـَٔاخِرَةَ لَهِیَ ٱلۡحَیَوَانُۚ لَوۡ كَانُوا۟ یَعۡلَمُونَ﴾ [العنكبوت ٦٤]، انظروا إلى حال من عمل من اجل الدنيا، قال تعالى: ﴿مَن كَانَ یُرِیدُ ٱلۡحَیَوٰةَ ٱلدُّنۡیَا وَزِینَتَهَا نُوَفِّ إِلَیۡهِمۡ أَعۡمَـٰلَهُمۡ فِیهَا وَهُمۡ فِیهَا لَا یُبۡخَسُونَ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ لَیۡسَ لَهُمۡ فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ إِلَّا ٱلنَّارُۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا۟ فِیهَا وَبَـٰطِلࣱ مَّا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ﴾ [هود: 15-16]، يقول السعدي رحمه الله: "كل إرادته مقصورة على الحياة الدنيا، وعلى زينتها من النساء والبنين، والقناطير المقنطرة، من الذهب، والفضة، والخيل المسومة، والأنعام والحرث. قد صرف رغبته وسعيه وعمله في هذه الأشياء، ولم يجعل لدار القرار من إرادته شيئا، فهذا لا يكون إلا كافرا، لأنه لو كان مؤمنا، لكان ما معه من الإيمان يمنعه أن تكون جميع إرادته للدار الدنيا، بل نفس إيمانه وما تيسر له من الأعمال أثر من آثار إرادته الدار الآخرة، ولكن هذا الشقي، الذي كأنه خلق للدنيا وحدها، ﴿نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا﴾ أي: نعطيهم ما قسم لهم في أم الكتاب من ثواب الدنيا، ﴿وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ﴾ أي: لا ينقصون شيئا مما قدر لهم، ولكن هذا منتهى نعيمهم"، ويقول سبحانه وهو يحذِّر المطمئنين إلى هذه الدنيا، والمنغمسين فيها، قال عز وجل: ﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ لَا یَرۡجُونَ لِقَاۤءَنَا وَرَضُوا۟ بِٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَٱطۡمَأَنُّوا۟ بِهَا وَٱلَّذِینَ هُمۡ عَنۡ ءَایَـٰتِنَا غَـٰفِلُونَ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ مَأۡوَىٰهُمُ ٱلنَّارُ بِمَا كَانُوا۟ یَكۡسِبُونَ﴾ [يونس: 7-8].
يُروى أن ملكًا من الملوك بنى قصرًا عظيمًا ثم نادى الناس بأن يأتوا إلى هذا القصر، ثم قال لحاشيته وزبانيته وجنوده: من أتى من هؤلاء الناس ورأى عيبًا في هذا القصر أعطوه درهمين، هو يظن أن عنده قصرًا عظيمًا، فقال لحاشيته: من أخرج عيبًا من هذا القصر أكرموه وأعطوه درهمين، فجاء الناس إلى القصر، وشاهدوه، لكنهم لم يجدوا عيبًا فيه، بعد ذلك جاء أحد فقراء المسلمين وتأمل فيه، فبينما هو في طريقه إلى الخروج سأله أحد الحراس قائلا له: يا هذا؟ هل رأيت عيبًا في القصر؟ قال: نعم، وجدت عيبين اثنين، قال ما هذا العيب؟! كل من دخله لم يجد عيبا واحدا، وأنت تقول إن هناك عيبن؟! قال: نعم، قال: العيب الأول: أن هذا القصر لابد أن يأتيه يوم يعتريه الهدم، سيهدم سيأتي يوم وينتهي هذا القصر، العيب الثاني: لابد أن يأتي يوم وينتهي صاحب هذا القصر، يموت ويرحل من هذه الحياة، وإذا بالحاجب يأخذ من وجد العيوب إلى الملك، فيبكي ذلك الملك ويقول: دلوني على مُلكٍ وعلى قصرٍ لا يعتريه الهدم ولا يموت صاحبه، قالوا له: لن تجد ذلك إلا في جنةٍ عرضها السماوات والأرض نسأل الله أن يجعلنا من أهلها.
عباد الله، الكل سيموت والله لو جمعنا الدنيا كلها بحذافيرها، لا ينفع الإنسان إلا ما قدم من عملٍ صالح، ولهذا لابد أن نقدم لآخرتنا، الموت لا يفرق بين صغير ولا كبير، وقد أصاب هذا أفضل الخلق محمدا صلى الله عليه وسلم فكان ساعة احتضاره يقول: لا إله إلا الله إن للموت لسكرات. كما في حديث البخاري.
إخواني الكرام، تعالوا معي لنستمع سوية إلى هذا المشهد الخالد، وإلى هذا الحوار الذي يحمل في طياته عبر وعظات عظيمة، هارون الرشيد.. خرج يومًا في رحلة صيد فمر برجل يقال له بهلول.. فقال هارون: عظني يا بهلول.. قال: أمير المؤمنين!! أين آباؤك وأجدادك؟ قال هارون: ماتوا.. قال: فأين قصورهم..؟ قال: تلك قصورهم.. قال: وأين قبورهم؟ قال: هذه قبورهم.. فقال بهلول: تلك قصورهم.. وهذه قبورهم.. فما نفعتهم قصورهم في قبورهم؟ قال: صدقت.. زدني.. يا بهلول.. قال: أما قصورك في الدنيا فواسعة، فليت قبرك بعد الموت يتسع..فبكى هارون وقال: زدني.. فقال يا أمير المؤمنين: هب أنك ملكت كنوز كسرى وعمرت السنين فكان ماذا؟ أليس القبر غاية كل حي وتسأل بعده عن كل هذا؟ قال: بلى، ثم رجع هارون.. و انطرح على فراشه مريضًا.. فلما حضرته الوفاة.. وعاين السكرات.. صاح بقواده وحجابه: اجمعوا جيوشي.. فجاءوا بهم.. بسيوفهم.. ودروعهم.. لا يكاد يحصى عددهم إلا الله.. كلهم تحت قيادته وأمره.. فلما رآهم.. بكى.. ثم قال: يا من لا يزول ملكه.. ارحم من قد زال ملكه.. قال: أحضروا لي أكفانًا.. فأحضروا له.. فقال: احفروا لي قبرا.. فحفروا له.. فنظر إلى القبر وقال: ما أغنى عني ماليه... هلك عني سلطانيه.. ثم لم يزل يبكي حتى مات.
والله إنه مشهد رائع... وحوار كله عبر وعظات وتذكرة لمن أراد أن يتذكر أو أراد شكورًا... أنا أروي لكم هذا المشهد في هذه الجمعة لأننا أصبحنا نرى دنيا يأكل بعضها بعضًا، لأننا نرى الكثير من المسلمين في دنيا اليوم قد اشتغلوا بأمر الدنيا وتركوا أمر الآخرة... اشتغلوا بخدمة المخلوقين وتركوا خدمة الخالق... اشتغلوا بتزين ظواهرهم وتركوا تزين بواطنهم اشتغلوا بعيوب الناس وتركوا عيوب أنفسهم... اشتغلوا بعمارة القصور وتركوا عمارة القبور...أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم وسائر المسلمين...
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه....اما بعد، عباد الله، نختم هذه الخطبة ونقول: هناك في سكرات الموت من يكون سعيداً وهناك والعياذ بالله من يكون شقياً، من استغل حياته في طاعة الله وفي مرضات الله فسيموت وهو مرتاح البال، فسيجد السعادة والراحة والبشارة من الملائكة بروح وريحان ورب راض غير غضبان، ومن استغل حياته في أكل أموال المسلمين بغير حق، والبعد عن الله عز وجل، وإيذاء المسلمين، وفي استباحة حرماتهم، لا تظن أن الفرحة ستدوم، سيلقى جزاءه وهو في سكرات الموت قبل أن يرحل إلى القبر، قبل أن يرحل إلى جهنم والعياذ بالله، ولهذا قال الله عن المؤمنين، انظروا إلى فريق الجنة، نسأل الله أن يجعلنا منهم، قال سبحانه وهو يبشرهم: ﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ قَالُوا۟ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَـٰمُوا۟ تَتَنَزَّلُ عَلَیۡهِمُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ أَلَّا تَخَافُوا۟ وَلَا تَحۡزَنُوا۟ وَأَبۡشِرُوا۟ بِٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِی كُنتُمۡ تُوعَدُونَ نَحۡنُ أَوۡلِیَاۤؤُكُمۡ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَفِی ٱلۡـَٔاخِرَةِۖ وَلَكُمۡ فِیهَا مَا تَشۡتَهِیۤ أَنفُسُكُمۡ وَلَكُمۡ فِیهَا مَا تَدَّعُونَ﴾ [فصلت: 30- ٣1]، نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا، نحن المتولون لحفظكم ورعايتكم، وإذا حفظكم الله عز وجل في الدنيا فسيحفظكم في الآخرة ﴿نُزُلࣰا مِّنۡ غَفُورࣲ رَّحِیمࣲ﴾ [فصلت ٣٢]، كرامة وضيافة ومنزلة عظيمة من غفور رحيم، أما الصنف الآخر والعياذ بالله قال الله عنهم:
﴿ وَلَوۡ تَرَىٰۤ إِذِ ٱلظَّـٰلِمُونَ فِی غَمَرَ ٰ⁠تِ ٱلۡمَوۡتِ وَٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ بَاسِطُوۤا۟ أَیۡدِیهِمۡ أخرجوا۟ أَنفُسَكُمُۖ ٱلۡیَوۡمَ تُجۡزَوۡنَ عَذَابَ ٱلۡهُونِ بِمَا كُنتُمۡ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ غَیۡرَ ٱلۡحَقِّ وَكُنتُمۡ عَنۡ ءَایَـٰتِهِۦ تستكبرون وَلقد جِئۡتُمُونَا فُرَ ٰ⁠دَىٰ كَمَا خَلَقۡنَـٰكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةࣲ وَتَرَكۡتُم مَّا خَوَّلۡنَـٰكُمۡ وَرَاۤءَ ظُهُورِكُمۡۖ .. ﴾ [الأنعام: 92-93] ولقد جئتمونا فرادا، أين الحاشية؟ أين الحرس؟ أين القصور؟ أين أتباع الظالمين؟ لماذا لم ينقذوهم في هذا اليوم العصيب؟ يا إخواني: لا بد أن نتذكر أن الدنيا فانية، وأن موطننا الأصلي هناك بإذن الله في جنة عرضها السماوات والأرض، فنسأل الله عز وجل أن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته، اللهم أصلحنا وأصلح شباب المسلمين، اللهم أصلحنا وأصلح نساء المسلمين، اللهم أصلحنا وأصلح بنات المسلمين، اللهم رُدَّنا إليك ردًّا جميلًا، اللهم رُدَّنا إليك ردًّا جميلًا، اللهم أبرِم لأمةِ محمدٍ أمرَ رشدٍ يُعزُّ فيه أهلُ طاعتِك، ويُهدَى فيه أهلُ معصيتِك، ويُذلُّ فيه أعداءُ دينِك، ويُؤمرُ فيه بالمعروفَ ويُنهى فيه عن المُنكَر، اللهم يا ربَّنا من كان من الحاضِرين والسامِعين والسامِعات مهمُومًا، اللهم فرِّج همَّه، اللهم من كان من الحاضِرين والسامِعين والسامِعات مكروبًا اللهم اكشِف كُربَتَه، اللهم من كان من الحاضِرين والسامِعين والسامِعات عليه دَيْنٌ، اللهم فاقضِ دَيْنَه، اللهم من كان من الحاضِرين والسامِعين والسامِعات مريضا، أو عنده مريض من أقرِبائِه، اللهم فاشفه واشفِ مريضَه، اللهم من كان من الحاضِرين والسامِعين والسامِعات قد ماتَ أحدُ أقرِبائِه، اللهم ارحم ميِّتَه رحمةَ الأبرار، اللهم أسكِنه جنَّات بين من تحت الأنهار يا عزيز يا غفَّار، يا رحيم يا رحمن يا كريم يا مَنَّان، اللهم فرِّج عن إخوان المُستضعَفين في غزة، وفي كل مكان، اللهم ألِّف بين قلوب إخوان المسلمين في ليبيا وتونس واليمن ومصر والسودان، وغيرها من الدول يا رب العالمين اللهم احقِن دماءهم يا رب العالمين، اللهم ألِّف بين قلوب المسلمين في كل مكان، اللهم يا عزيز يا جبَّار يا قوي يا قهار، عليك بالطُّغاة الظالمين، اللهم عليك بالمُتآمِرين على الإسلام والمسلمين بالليل والنهار، اللهم لا تحقِق لهم في بلاد المسلمين غاية، اللهم لا ترفع لهم راية، اجعلهم لمن خلفهم عبرةً وآية، يا من أنت على كل شيء قدير، عباد الله، صلوا وسلِّموا على المبعوث رحمة العالمين حيث أمركم فقال: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰۤىِٕكَتَهُۥ یُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِیِّۚ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ صَلُّوا۟ عَلَیۡهِ وَسَلِّمُوا۟ تَسۡلِیمًا﴾ [الأحزاب ٥٦].
عباد الله، إن الله يأمر بثلاثٍ فقوموا بها، وينهى عن ثلاثٍ فاجتنِبوها، إن الله يأمر بالعادل والإحسان وإيتاء ذي القُربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، أُذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمُ يذكركم، واشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
  • 7
  • 0
  • 32

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً