أعظم الناس إيماناً (قوم يأتون من بعدكم يجدون صحفاً يؤمنون بها) • بسم الله، والحمد لله، والصلاة ...
منذ 2025-01-05
أعظم الناس إيماناً (قوم يأتون من بعدكم يجدون صحفاً يؤمنون بها)
• بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
من كان شيخه كتابه كان صوابه أكثر من خطئه... نعم، إن كان كتابه كتابا {لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}، كتابا {لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}، كتابا أنزله الله على عبده {وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا}، كتابا {أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ}، كتابا {مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ}، كتابا لو {كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}، كتابا قال الله -جل وعلا- فيه: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ}، وقال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}، وقال: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ}.
فمن كان كتابه كلاما غير مخلوق، من الله بدأ وإليه يعود، وكان للطالب قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، فصوابه أكثر من خطئه، لا ريب في ذلك.
وكذلك من كان شيخه البخاري أو مسلما وتلقى عنهما ما رفعاه إلى أفصح من نطق بالضاد، الذي أوتي جوامع الكلم، وما أوقفاه على خير أمة أخرجت للناس، خير القرون، رضي الله عنهم.
وكذلك من كان كتابه تفسير الطبري أو ابن المنذر أو ابن أبي حاتم.
وكذلك من كان كتابه في الاعتقاد السنة للإمام أحمد أو ابنه عبد الله أو البربهاري أو الخلّال أو ابن بطة أو حرب الكرماني.
وكذلك من كان كتابه رسائل مجدّدي الإسلام كابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهّاب وعبد الرحمن بن حسن.
أما من كان شيوخه علماء الطواغيت والمبتدعة الضلّال والفسقة القاعدين، فخطؤه أكثر من صوابه -إلا من رحم الله وقليل هم- فكيف إذا تبعهم على ما يدعون إليه من الفجور والابتداع والردة، والعياذ بالله؟!
فلا يُعظَّم طالب العلم بدراسته عند علماء الطاغوت ودعاة الضلال كابن باز وابن عثيمين وابن جبرين والفوزان والعودة والحوالي والحويني والعدوي والمدخلي والوادعي والفلسطيني والمقدسي والحدوشي والسباعي... إلخ.
وقد صدق أحد هؤلاء الرويبضة عندما قال وهو كذوب: «والسنة التي مدحت العودة إلى الورق دون النظر إلى الشخوص والمثل هي القاطعة لحجة هذا الفريق، هذه السنة هي قوله صلى الله عليه وسلم لأصحابه يوما: (أي الخَلْق أعجب إليكم إيمانا؟) قالوا: الملائكة، قال: (وكيف لا يؤمنون وهم عند ربهم؟) قالوا: الأنبياء، قال: (وكيف لا يؤمنون وهم يأتيهم الوحي؟) قالوا: نحن، فقال: (وكيف لا تؤمنون وأنا بين أظهركم؟) قالوا: فمن يا رسول الله؟ قال: (قوم يأتون من بعدكم يجدون صحفا يؤمنون بها) وفي بعض ألفاظه: (بل قوم من بعدكم، يأتيهم كتاب بين لوحين يؤمنون به، ويعملون بما فيه، أولئك أعظم منكم أجرا) وفي لفظ آخر: (يجدون الورق المعلق فيعملون بما فيه، فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيمانا) فالحديث بوضوحه يمدح أخذ العلم عن طريق الورق المعلق، بل جعل هؤلاء القوم هم أعظم الناس أجرا، وأفضل أهل الإيمان إيمانا، وهذا يدل على أن العصمة عند اختلاف الزمان، وسقوط النماذج الفاسدة الحاملة لاسم العلم والعلماء زورا وبهتانا، هو العودة إلى الورق، ولن يضر هؤلاء (المتمردين) قول فلان وعلان، ورأي زيد وعمرو فإنه لا يعدل أحد عن الطرق الشرعية إلى البدعية إلا لجهل أو عجز أو غرض فاسد كما قال ابن تيمية، وهذا الطريق، وهو أخذ العلم عن طريق الورق المعلق -وهو طريق شرعي- هو الذي يمنع زلة العالم من أن تقفز إلى ذهن التابع فتستقر تحت اسم العصمة والدين».
وبعد هذا، ليتدبر مريد العلم بعض الأحاديث والآثار في التحذير من علماء السوء:
عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: كنت أمشي مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (لغير الدجال أخوفني على أمتي)، قالها ثلاثا، قال: قلت: يا رسول الله، ما هذا الذي غير الدجال أخوفك على أمتك؟ قال: (أئمةً مضلين) [رواه الإمام أحمد].
وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبْقِ عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسُئِلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا) [رواه الشيخان عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما].
وقال علي بن أبي طالب، رضي الله عنه: «يوشك أن يأتي على الناس زمان لا يبقى من الإسلام إلا اسمه، ولا يبقى من القرآن إلا رسمه، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى، علماؤهم شر من تحت أديم السماء من عندهم تخرج الفتنة وفيهم تعود» [رواه البيهقي في «شعب الإيمان»].
◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 27
السنة السابعة - الثلاثاء 11 رجب 1437 هـ
مقتطف من مقال:
أعظم الناس إيماناً
(قوم يأتون من بعدكم يجدون صحفاً يؤمنون بها)
• بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
من كان شيخه كتابه كان صوابه أكثر من خطئه... نعم، إن كان كتابه كتابا {لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}، كتابا {لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}، كتابا أنزله الله على عبده {وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا}، كتابا {أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ}، كتابا {مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ}، كتابا لو {كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}، كتابا قال الله -جل وعلا- فيه: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ}، وقال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}، وقال: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ}.
فمن كان كتابه كلاما غير مخلوق، من الله بدأ وإليه يعود، وكان للطالب قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، فصوابه أكثر من خطئه، لا ريب في ذلك.
وكذلك من كان شيخه البخاري أو مسلما وتلقى عنهما ما رفعاه إلى أفصح من نطق بالضاد، الذي أوتي جوامع الكلم، وما أوقفاه على خير أمة أخرجت للناس، خير القرون، رضي الله عنهم.
وكذلك من كان كتابه تفسير الطبري أو ابن المنذر أو ابن أبي حاتم.
وكذلك من كان كتابه في الاعتقاد السنة للإمام أحمد أو ابنه عبد الله أو البربهاري أو الخلّال أو ابن بطة أو حرب الكرماني.
وكذلك من كان كتابه رسائل مجدّدي الإسلام كابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهّاب وعبد الرحمن بن حسن.
أما من كان شيوخه علماء الطواغيت والمبتدعة الضلّال والفسقة القاعدين، فخطؤه أكثر من صوابه -إلا من رحم الله وقليل هم- فكيف إذا تبعهم على ما يدعون إليه من الفجور والابتداع والردة، والعياذ بالله؟!
فلا يُعظَّم طالب العلم بدراسته عند علماء الطاغوت ودعاة الضلال كابن باز وابن عثيمين وابن جبرين والفوزان والعودة والحوالي والحويني والعدوي والمدخلي والوادعي والفلسطيني والمقدسي والحدوشي والسباعي... إلخ.
وقد صدق أحد هؤلاء الرويبضة عندما قال وهو كذوب: «والسنة التي مدحت العودة إلى الورق دون النظر إلى الشخوص والمثل هي القاطعة لحجة هذا الفريق، هذه السنة هي قوله صلى الله عليه وسلم لأصحابه يوما: (أي الخَلْق أعجب إليكم إيمانا؟) قالوا: الملائكة، قال: (وكيف لا يؤمنون وهم عند ربهم؟) قالوا: الأنبياء، قال: (وكيف لا يؤمنون وهم يأتيهم الوحي؟) قالوا: نحن، فقال: (وكيف لا تؤمنون وأنا بين أظهركم؟) قالوا: فمن يا رسول الله؟ قال: (قوم يأتون من بعدكم يجدون صحفا يؤمنون بها) وفي بعض ألفاظه: (بل قوم من بعدكم، يأتيهم كتاب بين لوحين يؤمنون به، ويعملون بما فيه، أولئك أعظم منكم أجرا) وفي لفظ آخر: (يجدون الورق المعلق فيعملون بما فيه، فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيمانا) فالحديث بوضوحه يمدح أخذ العلم عن طريق الورق المعلق، بل جعل هؤلاء القوم هم أعظم الناس أجرا، وأفضل أهل الإيمان إيمانا، وهذا يدل على أن العصمة عند اختلاف الزمان، وسقوط النماذج الفاسدة الحاملة لاسم العلم والعلماء زورا وبهتانا، هو العودة إلى الورق، ولن يضر هؤلاء (المتمردين) قول فلان وعلان، ورأي زيد وعمرو فإنه لا يعدل أحد عن الطرق الشرعية إلى البدعية إلا لجهل أو عجز أو غرض فاسد كما قال ابن تيمية، وهذا الطريق، وهو أخذ العلم عن طريق الورق المعلق -وهو طريق شرعي- هو الذي يمنع زلة العالم من أن تقفز إلى ذهن التابع فتستقر تحت اسم العصمة والدين».
وبعد هذا، ليتدبر مريد العلم بعض الأحاديث والآثار في التحذير من علماء السوء:
عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: كنت أمشي مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (لغير الدجال أخوفني على أمتي)، قالها ثلاثا، قال: قلت: يا رسول الله، ما هذا الذي غير الدجال أخوفك على أمتك؟ قال: (أئمةً مضلين) [رواه الإمام أحمد].
وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبْقِ عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسُئِلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا) [رواه الشيخان عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما].
وقال علي بن أبي طالب، رضي الله عنه: «يوشك أن يأتي على الناس زمان لا يبقى من الإسلام إلا اسمه، ولا يبقى من القرآن إلا رسمه، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى، علماؤهم شر من تحت أديم السماء من عندهم تخرج الفتنة وفيهم تعود» [رواه البيهقي في «شعب الإيمان»].
◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 27
السنة السابعة - الثلاثاء 11 رجب 1437 هـ
مقتطف من مقال:
أعظم الناس إيماناً
(قوم يأتون من بعدكم يجدون صحفاً يؤمنون بها)