غُسْل الجنابة مسائل وأحكام تعريف غُسْل الجنابة: الغسل لغة: مصدر للفعل غَسَل يَغْسِل غَسْلاً ...

منذ 12 ساعة
غُسْل الجنابة مسائل وأحكام


تعريف غُسْل الجنابة:

الغسل لغة: مصدر للفعل غَسَل يَغْسِل غَسْلاً وغُسْلاً، ومعناه: سيلان الماء على الشيء، والغُسل شرعا: هو إفاضة الماء الطهور على جميع البدن على وجه مخصوص بنية التطهر.

أما الجنابة لغة: فهي مأخوذة من البُعد، ومنه قوله تعالى: {وَالْجَارِ الْجُنُبِ} [النساء: 36] أي البعيد، والجنابة شرعا: هي الاسم من الجُنُب، والجُنُب هو من أنزل المني، أو جامع وإن لم يُنزل، وسمي جنبا لأنه يجتنب الصلاة والمسجد وقراءة القرآن.

حالات وجوب الغسل من الجنابة:

الأسباب التي توجب على المسلم والمسلمة الغسل هي:

1- خروج المني في يقظة أو نوم: لقوله تعالى: {وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا} [المائدة: 6]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الماء من الماء) [رواه مسلم]، ففي حال اليقظة يشترط لوجوب الغسل خروج المني بدفق وشهوة، قال ابن قدامة: فخروج المني الدافق بشهوة يوجب الغسل، وهو قول عامة الفقهاء [المغني]، فإذا خرج من الإنسان مني في حال اليقظة بغير شهوة بسبب مرض ونحوه، فلا يجب عليه الغسل.

أما في حال النوم فإن مجرد خروج المني يوجب الغسل سواء كان بشهوة أو بغير شهوة، فعن أم المؤمنين أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: جاءت أم سليم إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسول الله، إن الله لا يستحي من الحق، هل على المرأة غسل إذا هي احتلمت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نعم، إذا رأت الماء) [متفق عليه]، وظاهر الحديث أن المحتَلِم بمجرد أنه يرى آثار المني في ثوبه يجب عليه الغسل وإن لم يشعر بشهوة، في حين أنه لو شعر بالشهوة واللذة ولم يجد آثار المني فلا غسل عليه.

2- الجماع ولو من غير إنزال لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا قعد بين شعبها الأربع، ثم أجهد نفسه، فقد وجب الغسل، وإن لم ينزل) [رواه مسلم].

صفة غسل الجنابة (كيفية الاغتسال من الجنابة):

وصفت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- غسل النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: (كان إذا اغتسل من الجنابة بدأ فغسل يديه، ثم توضأ كما يتوضأ للصلاة، ثم أدخل أصابعه في الماء، فخلل بها أصول شعره، ثم صب على رأسه ثلاث غرف بيديه، ثم أفاض الماء على جلده كله) [متفق عليه]، وبيّن الفقهاء -رحمهم الله- أن للغسل من الجنابة صفة واجبة لا يتم الغسل ولا تتحقق الطهارة إلا بها، وصفة مستحبة (صفة كمال) وهي كل ما زاد على الصفة الواجبة من سنن.

أولا: الصفة الواجبة في الغسل، وهي الصفة التي إن توفرت في الغسل كان مجزئا، وتتحقق هذه الصفة بتحقق ركنين هما:

1- النية، أن ينوي بقلبه رفع الحدث الأكبر (وهو هنا الجنابة).

2- تعميم جميع البدن بالماء (إيصال الماء إلى كل البشرة والشعر).


ثانيا: الصفة المستحبة في الغسل (صفة الكمال)، وتتحقق هذه الصفة بالآتي:

1- النية.

2- التسمية (أن يقول: بسم الله).

3- أن يغسل يديه ثلاثا قبل إدخالهما في الإناء.

4- ثم يغسل فرجه وما أصابه من الأذى بشماله.

5- ثم يغسل يديه بعد غسل فرجه.

6- ثم يتوضأ وضوءا كاملا كالوضوء للصلاة.

7- ثم يفيض الماء على رأسه ثلاثا حتى يبلغ أصول الشعر، ويبدأ بشق رأسه الأيمن ثم الأيسر.

8- ثم يفيض الماء على سائر جسده مرة واحدة.

9- كما يستحب للمغتسل تخليل شعر رأسه ولحيته، وتعاهد الأماكن التي قد لا يصلها الماء مباشرة كالإبطين وداخل الأذنين والسرة وغيرها.

- ما يجوز للجنب وما لا يجوز:

يحرم على الجنب: الصلاة، والطواف، ومس المصحف، وقراءة القرآن، واللبث (المكث) في المسجد. ويستحب للجنب: أن يغسل فرجه ويتوضأ إذا أراد أن يأكل، أو يشرب، أو ينام، أو يعاود الجماع. ويباح للجنب: الذكر، والدعاء، ودخول المسجد وعبوره، وأن يصبح صائما قبل أن يغتسل، وأن يقضي حوائجه، وأن يخالط الناس... وهناك خلاف مشهور في بعض هذه المسائل، والله أعلم.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 30
السنة السابعة - الثلاثاء 3 شعبان 1437 هـ

مقال:
غُسْل الجنابة
مسائل وأحكام

671c2d4603ce0

  • 0
  • 0
  • 5

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً