*[ استجابات الأمراء لاستغاثات النساء ]* للمرأة في الإسلام خصوصاً وعند العرب وغيرهم من الأحرار ...

منذ 2025-01-11
*[ استجابات الأمراء لاستغاثات النساء ]*

للمرأة في الإسلام خصوصاً وعند العرب وغيرهم من الأحرار عموماً، مكانة لا توازيها مكانة، فهي الدرة المصونة، والجوهرة المكنونة، فلِمَسّ كرامتها تغلي القلوب، وتشتعل الحروب، فلأجلها قامت غزوة بني قينقاع، فشتتهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في النواحي والبقاع، وحين أراد الخليفة العبيدي أن يستغيث بالصارم المنكي، السلطان نور الدين محمود زنكي، ليدفع عنه زحف الروم، أرسل له كتابا مكلوم، يحوي قصات شعر النساء والبنات، ليستثير فيه الحمية والنخوة والمكرمات، فلبى نداءه، وصدّ أعداءه، وقد جمعت هنا قطوفاً مستلذات، وصفحات نيرات، وشواهد بينات، لا يجد قارئها بداً من الاعتراف، على عظم السادة الأسلاف، فأبدأ مستعيناً بالله، متبرئاً من كل معبود سواه.


*1 – الحجاج بن يوسف الثقفي (ت: 95 هـ)*
رغم ما يُروى عن الحجاج من شدة وسفكٍ للدماء، إلا أن له محاسناً لم يبلغ بعضها الكثير ممن جاء بعده، وقد ذكر الحجاج عند عبد الوهاب الثقفي بسوء، فغضب، وقال: إنما تذكرون المساوئ، أو ما تعلمون أنه أول من ضرب درهما عليه (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وأول من بنى مدينة بعد الصحابة في الإسلام، وأول من اتخذ المحامل، وأن امرأة من المسلمين سبيت بالهند فنادت يا ‌حجاجاه! فاتصل به ذلك، فجعل يقول: لبيك، لبيك، وأنفق سبعة آلاف ألف درهم حتى افتتح الهند، واستنقذ المرأة، وأحسن إليها، واتخذ المناظر بينه وبين قزوين، وكان إذا دخن أهل قزوين دخنت المناظر إن كان نهارا، إن كان ليلا أشعلوا نيرانا فتجرد الخيل إليهم، فكانت المناظر متصلة بين قزوين وواسط، وكان قزوين ثغرا حينئذ.
[معجم البلدان: 5/350، والبلدان لابن الفقيه: 267]
فهذه المرأة كانت سبباً في فتح بلاد الهند ودخول الإسلام إليها، قال الحميري في كتابه الروض المعطار في خبر الأقطار ص 596: أرض الهند فتحها محمد بن القاسم الثقفي سنة أربع وتسعين، وكان السبب في ذلك أن امرأة مسلمة ممن سباها أهل الهند أرادوها على نفسها، فصرخت: وا ‌حجاجاه، فجهز الجنود إلى أرض الهند مع محمد بن القاسم، وكان معسكره بشيراز، فاتخذه الولاة منزلاً إلى الآن.

*2 – الحكم بن هشام الأموي الأندلسي. (ت: 206هـ)*
في سنة (194هـ)، غزا الحَكَم إلى أرض الشرك، وكان السبب في هذه الغزاة أن عباس بن ناصح الشاعر كان بمدينة الفرج (وهي وادي الحجارة). وكان العدو، بسبب اشتغال الحَكَم بماردة وتوجيه الصوائف إليها مدة من سبعة أعوام، قد عظمت شوكته، وقوي أمره. فشن الغارات في أطراف الثغور، يسبي ويقتل، وسمع عباس بن ناصح امرأة في ناحية وادي الحجارة، وهي تقول: (واغوثاه يا حكم! ‌قد ‌ضيعتنا ‌وأسلمتنا ‌واشتغلت ‌عنا، حتى استأسد العدو علينا!). فلما وفد عباس على الحكم، رفع إليه شعرا يستصرخه فيه، ويذكر قول المرأة واستصراخها به؛ وأنهى إليه عباس ما هو عليه الثغر من الوهن والتياث الحال. فرثى الحكم للمسلمين، وحمى لنصر الدين، وأمر بالاستعداد للجهاد، وخرج غازيا إلى أرض الشرك؛ فأوغل في بلادهم، وافتتح الحصون، وهدم المنازل، وقتل كثيرا، وأسر كذلك، وقفل على الناحية التي كانت فيها المرأة، وأمر لأهل تلك الناحية بمال من الغنائم، يصلحون به أحوالهم ويفدون سباياهم؛ وخص المرأة وآثرها، وأعطاهم عددا من الأسرى عونا. وأمر بضرب رقاب باقيهم، وقال لأهل تلك الناحية وللمرأة: (هل أغاثكم الحكم؟) قالوا: (شفا والله الصدور، ونكى في العدو، وما غفل عنا إذ بلغه أمرنا! فأغاثه الله وأعز نصره!).
[البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب: 2/73].

*3 – المعتصم بالله بن هارون الرشيد العباسي (ت: 227 هـ)*
وقصة فتحه لمدينة عمّورية مشهورة جدّاً، والسبب أن ملك الروم قتل وسبى وأسر من المسلمين، وكان بين السبي امرأة هاشمية، فصاحت: وا معتصماه!، فسمعها رجل مسلم، حملته الحمية فرحل من عمّورية -أنقرة حالياً- إلى دار الخلافة بغداد فدخل على خليفة المسلمين المعتصم بالله، وأخبره الخبر، فحملته النخوة والغيرة والمسؤولية على تلبية ندائها، فأجابها وهو جالس على سريره: لبيكِ لبيكِ! ونهض من ساعته، وصاح في قصره: النفير النفير، ثم ركب دابته، واستحث الجيوش، وقاد الجيش بنفسه، ففتح عمّوريّة سنة (223هـ)، وأطلق المرأة وأكرمها.
[يُنظر على سبيل المثال: الكامل في التاريخ: 6/38، ومآثر الإنافة في معالم الخلافة: 1/221]

*4 – الصلت بن مالك الخروصي (ت: 275 هـ)*
في عهده هجم الأحباش الصليبيون على جزيرة سقطرى والتي كانت تتبع سلطان عمان في حينها الصلت بن مالك الخروصي، فاحتلوها، وقتلوا واليها، وعاثوا فيها فساداً، فدمروها وأحرقوا مساجدها واستباحوا نساءها وقتلوا رجالها.
فاستغاثت فاطمة بنت حمد بن خلفان بن حميد الجهضمية -والتي تُعرف بلقب الزهراء السقطرية لارتباط اسمها بقصة تحرير جزيرة سقطرى- بالإمام الصلت بن مالك الخروصي تستنهضه ليغيث الجزيرة وأهلها من بطش الأحباش الذين نقضوا العهد، فأرسلت له قصيدة مكلومة تقول فيها:
قــل للإمـام الذي ترجى فضائله * * ابن الكــرام وابن السـادة النجبِ
وابن الجحاجحة الشــــم الذين هم * * كانوا سناها وكانـوا ســادة العربِ
أمست سقطـرى من الإسلام مقفرة * * بعـد الشرائـع والفرقـان والكتبِ
وبـعـد حـي حـلال صـار مـغتبطـا * * في ظل دولتهم بالمال والحسبِ
لم تُبقِ فيها سنـون المـحل ناضـرةً * * من الغصـون ولا عـوداً من الرُطَبِ
واستبدلت بالهـدى كفـراً ومعصيةً * * وبـالأذان نواقـيساً مـن الـخشبِ
وبالذراري رجـالاً لا خَــلاَقَ لـهم * * من اللئـام علـوا بالقهـر والغـلبِ
جارَ النصارى علـى واليـكَ وانتهبوا * * من الحريـم ولـم يألـوا من السلبِ
إذ غادروا قاسمـاً فـي فتيـةٍ نُجُـبِ * * عقوى مسامعهم فـي سبسبٍ خـربِ
مُجـدّلين سِراعـاً لا وسـاد لـهم * * للعـاديـات لسبـعٍ ضـارئ كـلبِ
وأخرجـوا حُـرم الإسـلام قـاطبة * * يهتفـن بالويـل والأعـوال والكُربِ
قـل للإمـام الذي تُرجـى فضائله * * بـأن يـغيث بنـات الدين والـحسب
كـم مـن مُنعـمةً بـكرٍ وثـيبـةٍ * * مـن آل بيـتٍ كريـم الجد والنسب
تـدعو أبـاها إذا ما العِلـجُ همّ بها * * وقـد تلقّـف منهـا موضـع اللبـب
وباشر العِلـجُ ما كـانت تَضُـنُ به * * على الحلال بوافـي الـمهر والقـهب
وحـلّ كـلَ عـراءٍ من مُـلمتـها * * عن سـوءةٍ لـم تزل في حوزةِ الحُجُبِ
وعن فخـوذٍ وسيقـانٍ مـدملجـةٍ * * وأجعـدٍ كعنـاقيــدٍ مـن العـنب
قهراً بغيـر صـداقٍ لا ولا خُطِبت * * إلا بضـرب العوالـي السُمرِ والقُضُبِ
أقولُ للعيـن والأجفـان تسعدنـي * * يا عين جودي على الأحبـاب وانسكب
ما بال صلـتٍ ينـام الليـلَ مُغتبطاً * * وفـي سقطـرى حريـم عُرضة النهب
يـا للرجـال أغيثـوا كـل مسلمةٍ * * ولو حبوتـم علـى الأذقـانٍ والرُكبِ
حتـى يعـودَ نصـاب الدين منتصباً * * ويهـلك الله أهـل الـجور والـريب
وثم يصبح دعـى الزهراء صــادقة * * بعد الفســـوق وتحيى سنـة الكتب
ثم الصلاة علـى الـمختـار سيـدنا * * خيـر البـريـة مـأمـونٍ ومنتـخبِ

فلبى الإمام نداءها، وأرسل أسطولاً يتكون من مائة سفينة محملة بالجند، فكسروا شوكة الأحباش، ورفعوا راية الإسلام على الجزيرة من جديد.
[ينظر لتفصيل ذلك: "عمان عبر التاريخ" لحمود السيابي، وكتاب "تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان" لنور الدين عبد الله بن حميد السالمي].

*5 – المنصور ابن أبي عامر (ت: 392 هـ)*
مر معنا في بعض المواضيع سيرة الأمير المنصور محمد بن أبي عامر المعافري الأندلسي، وأنه كان يغوز بلاد الفرنجة مرتين في السنة واحد في الشتاء وأخرى في الصيف، فغزاهم نيفاً وخمسين غزوة لم تسقط له راية.
ومن مفاخر المنصور: أنه قدم من غزوة، فتعرضت له امرأة عند القصر، فقالت: يا منصور! يفرح الناس وأبكي؟ إن ابني أسير في بلاد الروم.
فثنى عنانه وأمر الناس بغزو الجهة التي فيها ابنها.
[سير أعلام النبلاء: 17/125-126]

ومن ذلك أيضاً ما حكاه ابن عذاري المراكشي قائلاً: ومن أوضح الأمور هنالك، وأفصح الأخبار في ذلك، أن أحد رسله -أي المنصور- كان كثير الانتياب، لذلك الجناب، فسار في بعض مسيراته إلى غرسية (ت 390هـ / 1000م) صاحب البشكنس (ممكلة نبره أو نافار النصرانية) فوالى في إكرامه، وتناهى في برِّه واحترامه، فطالت مدَّته فلا متنزَّه إلا مرَّ عليه متفرِّجا، ولا منزل إلا سار عليه معرِّجا، فحلَّ في ذلك، أكثر الكنائس هنالك، فبينا هو يجول في ساحتها، ويجيل العين في مساحتها، إذ عرضت له امرأة قديمة الأسر، قويمة على طول الكسر، فكلمته، وعرَّفته بنفسها وأعلمته، وقالت له: أيرضى المنصور أن ينسى بتنعمه بوسها، ويتمتَّع بلبوس العافية وقد نضت لبوسها، وزعمت أن لها عدة سنين بتلك الكنيسة محبسة، وبكل ذل وصغار ملبسة، وناشدته الله في إنهاء قصتها، وإبراء غصَّتها، واستحلفته بأغلظ الأيمان، وأخذت عليه في ذلك أوكد مواثيق الرحمن. فلمَّا وصل إلى المنصور عرَّفه بما يجب تعريفه به وإعلامه، وهو مصغٍ إليه حتى تم كلامه، فلما فرغ قال له المنصور: هل وقفت هناك على أمر أنكرته، أم لم تقف على غير ما ذكرته؟ فأعلمه بقصة المرأة وما خرجت عنه إليه، وبالمواثيق التي أخذت عليه. فعتبه ولامه، على أن لم يبدأ بها كلامه، ثم أخذ للجهاد من فوره، وعرض من من الأجناد في نجده وغوره، وأصبح غازيًا على سرجه، مباهيًا مروان يوم مرجه، حتى وافى ابن شانجة في جمعه، فأخذت مهابته ببصره وسمعه، فبادر بالكتاب إليه يتعرف ما الجليَّة، ويحلف له بأعظم أليَّة، أنه ما جنى ذنبًا، ولا جفا عن مضجع الطاعة جنبًا، فعنف أرساله، وقال لهم -أي المنصور: كان قد عاقدني أن لا يبقى ببلاده مأسورةٌ ولا مأسور، ولو حملته في حواصلها النسور، وقد بلغني بعد بقاء فلانة المسلمة في تلك الكنيسة، ووالله لا أنتهي عن أرضه حتى أكتسحها. فأرسل إليه المرأة في اثنتين معها، وأقسم أنه ما أبصرهنَّ ولا سمع بهنَّ، وأعلمه أن الكنيسة التي أشار بعلمها، قد بالغ في هدمها، تحقيقًا لقوله، وتضرع إليه في الأخذ في بطوله، فاستحيا منه، وصرف الجيش عنه، وأوصل المرأة إلى نفسه، وألحف توحشها بأنسه، وغيَّر من حالها، وعاد بسواكب نعماه على جدبها وإمحالها، وحملها إلى قومها، وكحلها بما كان شرد من نومها.
[البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب: 2/297]

*6 – بيبرس البندقداري المملوكي. (ت: 676 هـ)*
للسلطان الظاهر بيبرس مواقف محمودة في التصدي للتتار ومحاربة الفرنج، ومما يتعلق بموضوعنا هنا أنه لما كان السلطان بيبرس بالشام، فى سنة (667هـ)، وقفت له امرأة ذكرت أنها كانت أسيرة في صور، وأنها اشترت نفسها، ثم قطعت على بنت لها قطيعة، وحصلت من أوقاف دمشق مبلغاً اشترتها به من صور بمكاتبة عليها خط الفرنج، ولما خرجت بها إلى قرب بلاد صفد سير خلفها جماعة من صور أخذوا البنت منها ونصّروها.
فلما سمع السلطان كلامها غضب لله تعالى، وكتب يطلب هذه البنت، فاعتذروا بأنها تنصرت، وكان بالنواقير من جهة صفد جماعة من المسلمين سيّر صاحب صور أمسكهم، وقتل منهم نفرين، واعتقل الباقين، وطلبهم السلطان فأصروا على منعهم، فركب السلطان في العشرين من شهر رمضان، وساق بنفسه ومن معه من العسكر الخفيف، وتوجه الأمير جمال الدين المحمدي من جهة، والأتابك من جهة، ووصلوا إلى صور، فأمسكوا جماعة من الرجال والنساء والصغار، وهرب في ذلك الوقت مملوك للأمير جمال الدين أقوش الرومي فنصّره صاحب صور لوقته، وطلب منه فدافع عنه، وأمسك السلطان عن إتلاف زرعه، ورد الحريم والأطفال وكانوا جملة كبيرة، ورجع السلطان إلى المخيم، وأمهل عليه مدة، فلما استمر على منع البنت والمملوك، جرد السلطان جماعة لاستغلال بلاده، وقطع الميرة عنها.
[الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر: 347، و نهاية الأرب في فنون الأدب: 30/320]


*7 – كنكا منسى موسى امبراطور مالي (1373 هـ)*
ومما يمكن ذكره هنا ما ذكره صاحب كتاب "ما أخفاه التاريخ: قصص منسية لبطولات أسطورية" قال: كان الملك المسلم كنكا موسى يسترد قرية اغتصبها النصارى في الحبشة وأخذ جيشه وحرر القرية واخرج كل جيش النصارى في ساحة القرية أسرى بما فيهم قائد جيشهم وكبير القساوسة وزوجة قائد جيش النصارى وأمه وأولاده فجاء طفل صغير للملك كنكا موسى وهو راكب على فرسه فمسكه الطفل من قدمه وقال له يا سيدي يا سيد فرد عليه الملك وقال للطفل : هل أنت مسلم يا غلام ؟
قال : نعم يا سيدي .
فقال له الملك كنكا ناظرا بعينه لقائد النصارى والقس : لبيك يا شبل الإسلام .
فانهار القس مطروحا على الأرض من الغيظ .
فقال له الطفل : يا سيدي لقد خطف قائد جيش النصارى أمي واختي .
فقال الملك للجنود : آتوني بقائد الجيش والقس والطفل إلى خيمتي .
وقال لقائد الجيش : اين أم الغلام وأخته ؟ .
قال له بعد تردد : ذهبت بهما إلى دير القديسة هيلانا تخدم في حظيرة خاصة بالدير .
فقال لهم الملك : أرسل من يأتي بهما في موكب من 70 فرس و70 جمل و 1000 من العبيد والجنود يحوطون بالموكب وسوف تبقى أنت والقس تعملون خدما في حظيرة المسلمون تخدمون دوابهم حتى تعود المسلمة وابنتها.
فقال قائد النصارى : إن كانوا أحياء حتى اليوم سنأتي بهم وإن كانوا غير ذلك يمكن إن تدفع البرتغال وبريطانيا المال والذهب فداء لهما .
فقال لهم الملك كنكا بغيظ والشرر يطير من عينيه : اسمعا ما اقول ( والله الذي لا إله إلا هو لو جعلتم بريطانيا حذاء في يميني والبرتغال حذاء في شمالي لن اقبل لهما دية اقل من رأس ملك مقابل البنت وراس ملك مقال أمها ) .
فأرسل قائد الجيش والقس برسائل مع رسل منهم وأتو بالأم وابنتها وكانتا على قيد الحياة من تقدير الله الحليم العظيم .
وكان ما امر ملك المسلمين .
وقال الملك كنكا: ستبقى المعركة قائمة ولن نعلن النصر إلا بعد أن يصل نساء المسلمين إلى بيوتهم .
وأرسل قساوسة الدير الأم وبنتها في الموكب كما طلب ملك المسلمين بالضبط .
فقال الملك للأم وبنتها معتذرا عن ما حدث : هل تسامحونا فيما حدث لكما؟
فقالت الأم : نسامحك وبكل فخر يا سيدي !
فقال كنكا : وأنا والله لن اسامح نفسي أن تبيت مسلمة أسيرة خارج بيتها ولو ليلة واحدة وبكى وبكت المرأة وبنتها والغلام وبكى الجميع لبكاء ملك المسلمين .
هذا يوم أن كنا عظماء .
وما دام الإسلام ديننا فسنبقى عظماء مهما أكل علينا الدهر أو شرب .
وسيأتي اليوم الذي يرفع أذان المسلمين من فوق برج روما خمس مرات في اليوم والليلة فأبشروا وبشروا من تعرفون بأن عز الإسلام باق ما بقيت الدنيا.
[ما أخفاه التاريخ: قصص منسية لبطولات أسطورية: 39، نقلاً عن "وثائق غرائب الأمصار" للمؤرخ يعقوب فرح].
والحمد لله رب العالمين

وكتبه: محمد علي حميسان غفر الله له ولوالديه وأهله ومشايخه وأحبابه والمسلمين.. اللهم آمين.
  • 0
  • 0
  • 9

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً