محمد مكاوي طلبت قتله أمريكا واغتاله يهود الجهاد (2/2) كان -تقبله الله- شجاعا لا يتردد، ...

منذ يوم
محمد مكاوي
طلبت قتله أمريكا
واغتاله يهود الجهاد
(2/2)

كان -تقبله الله- شجاعا لا يتردد، ففي إحدى المرات أراد أمير السرية التي كانت تعمل في إحدى الغابات داخل الأراضي الكينية أن يمتحن شجاعة الجنود، وفي جنح الظلام كان بالقرب منهم نهر يسبح فيه عدد من أفراس النهر، وكان صوتها عاليا، فأمرهم الأمير أن يقوم كل واحد منهم بجلب الماء من النهر، فرفض الجميع إلا مكاوي، حيث أخذ سلاحه وتوجه إلى النهر، وما هي إلا دقائق حتى سمعوا صوت إطلاق النار، فقد هاجمه فرس النهر، لكن مكاوي لم يفر وأطلق النار عليه وأرداه قتيلا وجلب الماء.

وظل مجاهدا يدافع عن دينه وينصر المستضعفين، حتى جاءت المحنة التي امتحن الله بها المجاهدين، ليعلم من يتبع الحق ممن يتبع الهوى، وقد كان الأخ مكاوي لا يحب التقليد بل يبحث دائما عن الدليل، وبعد إعلان تنصيب خليفة للمسلمين بعد أن خلت الديار منه لقرون، وقف الشهيد محمد مكاوي مع نفسه، وكعادته بدأ البحث والتفتيش عن الحق في هذا الأمر، وقد قال لأحد إخوانه أنه قرأ في ذلك ألف ورقة، وبعد أن ظهر له الحق -وكعادته أيضا- بدأ في الدعوة إليه وعلى الملأ، لا يخاف في الله لومة لائم ولا عذل عاذل، وشهد جلسة جاء فيها «شرعيو حركة الشباب» الذين أخذوا يلبّسون الحق بالباطل، فطلب مناقشتهم، فرفضوا أن تكون أمام الناس، وأبى هو إلا أن تكون أمام الناس، فانفضّوا من غير نقاش، ثم قرر بعدها الهجرة من الصومال مرة أخرى، واللحاق بإحدى ولايات الدولة الإسلامية، ولم يخبر الحركة لأنه كان لا يثق بها ولا بقيادتها.

ومن أعجب المشاهد التي تكشف لنا مزيدا من مكر يهود الجهاد، أن أبا سليمان (كنيته في الصومال حينها) كان قد سجل في كتيبة الاستشهاديين منذ سنوات، وكان يطالب بتنفيذ عملية استشهادية، لكن الحركة كانت تماطله، وبعد تلك الجلسة جاؤوه مباشرة، وقالوا له إن العملية جاهزة، فعرف أنهم يريدون التخلص منه، وقد كان واضحا معهم، فأخبرهم على الفور أنه يريد الشهادة، ولكن تحت راية نقية وليس تحت راية «الحركة» العُمّية.
كان مقصد الأخ ورفاقه ولايات ليبيا فرتبوا لرحلتهم، ولكن ما أن سمعت «حركة الشباب» بالخبر حتى سارعت في مطاردتهم ومنعهم من الخروج، وبعد أن مُنعوا قرروا اللحاق بمن ظهر من جند الخلافة في الصومال والانضمام إليهم.
التقى مكاوي بإخوانه الذين بايعوا الخليفة بعد رحلة شاقة من المعاناة والمطاردة من قبل يهود الجهاد، عانى فيها مكاوي ورفاقه الذين اعتقل بعضهم -وما زالوا في سجون الحركة- أشد المعاناة، فقد كانوا يختفون في النهار ويتحركون في الليل، ولم يكن لهم طعام إلا التمر، وأحيانا كانوا يأكلون سرطانات البحر، وكان مكاوي دائما يدعو الله أن يخرجه من بين أيديهم، وكان يقول لرفاقه الذين كان أميرا عليهم: «هكذا هي طبيعة الهجرة، والله لو وصلنا إلى هدفنا بسلام بدون مشاكل لشككت في هجرتنا».

بعد لقائه بباقي الإخوة عيّنوا أميرا لهم، وسجلوا البيعة المرئية التي نُشرت على الإنترنت باسم «بيعة ثلة من مجاهدي الصومال»، والتي كان مكاوي فارس إعلامها، فهو من صنع الراية وصمّمها وخطّط لذلك التسجيل.

وكان مما كتبه لأحد إخوانه وهو في محنة بحث «حركة الشباب» عنه لقتله:
«أنا الحمد لله أتقلب في نعم الله، فقط نحتاج منكم الدعاء، لأنك سمعت -كما أظن- أن الحركة جمعت جيوشا وفرغت جبهات لا لحرب الصليبيين بل لحرب من يبحثون عن الشهادة تحت راية الخلافة، وعلى كل حال أخي، هذا هو درب الجهاد وسنة الله في عباده، فما لنا أن نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل».

وفي آخر أيامه -رحمه الله- كان يكثر من ذكر الله وقراءة القرآن وقيام الليل وسائر العبادات، وكان يخاف على نفسه من الفتن، وكثيرا ما يقول: «اللهم كما جعلتنا من أول من يخرج لنصرة الخلافة فاجعلنا من أول من يُقتل تحت رايتها»، فاستجاب الله دعاءه وقُتل نُصرةً للحق الذي آمن به ودعا إليه.

وقبل الهجوم الذي قامت به الحركة على مجموعة مكاوي بدقائق، جمع الإخوة ووعظهم وطلب منهم العفو والمسامحة، ولما بدأ الهجوم سقط -رحمه الله- شهيدا مع بداية الاشتباكات، فرحمك الله يا أبا سليمان وجعل الجنة مثواك فقد أديت واجبك في الدعوة الهجرة والجهاد والبيعة، وصدقت الله فصدقك، ليُشطب اسمك من قائمة المطلوبين لرأس الكفر أمريكا، ويفرح الصليبيون بصنيع يهود الجهاد بأن حققوا أمنيتهم بلا عناء، ووفروا على خزينتهم خمسة ملايين من الدولارات.


◽ المصدر: صحيفة النبأ - العدد 33
الثلاثاء 24 شعبان 1437 ه‍ـ

مقتطف من قصة شهيد

6775d63d38a0f

  • 2
  • 0
  • 8

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً