صحيفة النبأ العدد 39 ولا تتبعوا السُبُل فتفرّق بكم عن سبيله يزعم مشركو الديموقراطية من الذين ...

منذ 2025-01-30
صحيفة النبأ العدد 39
ولا تتبعوا السُبُل فتفرّق بكم عن سبيله


يزعم مشركو الديموقراطية من الذين يدّعون الانتساب إلى الإسلام أنهم لم يسلكوا هذا الطريق إلا لتجنيب الناس الصدام المكلف مع الطواغيت في طريقهم لإقامة دين الله، ويكذّبهم في زعمهم هذا الحجمُ الكبيرُ للقتلى والجرحى والأسرى والمفقودين الذين يذهبون ضحية لكل تجربة من تجاربهم الديموقراطية الفاشلة.

ويزعمون أن طريق الديموقراطية الكفري هو الطريق الصحيح لإقامة الدين في هذا الزمان، رغم أن تجارب قرن من الزمن تثبت أن مشركي الديموقراطية لم يتمكنوا من إقامة الدين في أي بقعة من الأرض، ولن يتمكنوا من ذلك أبدا، لأن الإسلام دين التوحيد، والديموقراطية دين شركي، ولا يمكن للشرك أن يكون طريقا إلى التوحيد، كما أنه لا يمكن تحصيل الطهارة بالانغماس في النجاسة.

ويزعمون أنهم الوحيدون القادرون على قيادة الأمة، وأنهم الوحيدون الذي يجيدون السياسة، ويحسنون التعامل مع أعداء الإسلام، مع أن أحداث التاريخ المتعددة تفضح سفاهتهم وقلة حيلتهم، ويكفي للكشف عن ذلك أن نستذكر عدد المرات التي أوقعوا فيها أنصارهم ومريديهم فرائس سهلة بيد جيوش الطواغيت، بعد أن أقنعوهم بالخروج عليهم بصدور عارية وأيدٍ خاوية، بدعوى السلمية.

ويزعمون أنهم يريدون الحكم ليقيموا الدين، والتاريخ يثبت أن مشركي الديموقراطية وعبيد الحاضنة الشعبية يزدادون تنازلا عن شعائر الإسلام كلما زاد تمكينهم في الأرض، فيبذلون وسعهم في إرضاء أعداء الله من الصليبيين والطواغيت والمنافقين، ويسعون جهدهم لإقناعهم أنهم لن يأخذوا من الإسلام إلا بمقدار ما يأذنون لهم به، وبمقدار ما هو مباح في دين الديموقراطية الكفري، ورغم كفرهم لا يرضى عنهم أعداء الإسلام، فيزيلون حكمهم، ويزجون بهم وبأنصارهم إلى السجون، ويسوقونهم إلى ساحات الإعدام.

ويفرح السذج اليوم بانتصار الطاغوت أردوغان على بعض خصومه كما فرحوا من قبل بفوز الطاغوت مرسي في الانتخابات، ويمنّي كثير منهم أنفسهم أن الخطوة القادمة ستكون إعلانا لإقامة الدين، وتطبيقا لشريعة الله، متناسين أن تلك الأماني قد وضعوها من قبل في مرسي قبل أن تخيب آمالهم وهم يرونه خلف القضبان مع عشرات الآلاف من الحمقى والمغفلين الذي صدّقوا أكاذيب الأحبار والمرشدين أنه يمكن إقامة الدين باتباع طريقة المشركين، وبمداهنة اليهود والصليبيين.

والواجب على المسلمين أن لا يقعوا في أفخاخ شياطين الإنس فيحصروا أنفسهم في سجن الخيارات الضيقة التي يحاول الكفار إلجاءهم إلى أحدها، من قبيل الاختيار بين أحد طاغوتين، أحدهما يرفع الشعارات العلمانية البحتة، والآخر يحمل شعارات علمانية مع إشارات إسلامية زائفة، بل الواجب عليهم أن يكفروا بكل حكم طاغوتي، ولا يقبلوا بغير أن يكون الدين كله لله، كاملا، غير منقوص ولا مجزوء.

وعليهم أن يكونوا على حذر من الطواغيت، فليأخذوا حذرهم وليأخذوا أسلحتهم، ولا يتركوا لأعدائهم فرصة للنيل منهم، بقتلهم أو اعتقالهم، فإن كان لا بد، فشرف القتل في سبيل الله، والنكاية في أعداء الله، مقدّم على ذل الأسر، وفتنة السجن، فمن عادة الطواغيت المنتسبين للإسلام زورا، أن يقدموا لأسيادهم الصليبيين قرابين من دماء الموحّدين يتقربون بها إليهم زلفى، ويتّقون بها غضبهم تقوى، ويثبتون لهم من خلالها براءتهم من التوحيد وأهله، وولاءهم للشرك وأهله.

وعليهم أن يُعدّوا، ويَستعدّوا، لينتهزوا كل فرصة يمنحهم الله إياها ليظهروا توحيدهم، ويمكّنوا لدينهم في الأرض، ولا تأخذهم رأفة في دين الله بالطواغيت وجنودهم وأنصارهم، ولا يهنوا في ابتغاء القوم المجرمين، ولا يهولنهم جمعهم وعددهم وسلاحهم، فإنهم منصورون عليهم بإذن الله تعالى.

منصورون بتوحيدهم على شرك المشركين، وباتباعهم لمنهاج النبي -صلى الله عليه وسلم- على المبدّلين والمفسدين، وبجماعتهم على جاهلية المتفرّقين، وبجهادهم في سبيل الله على المقاتلين في سبيل الطاغوت أجمعين.

والله غالب على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون.


المصدر: صحيفة النبأ - العدد 39
الثلاثاء 14 شوال 1437 ه‍ـ

* تواصل - تيليغرام:
@wmc111at

67883cdc97d0d

  • 1
  • 0
  • 5

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً