دين الإسلام وجماعة المسلمين (2) [3/3] وهذه الجماعة التي فرضت على المسلمين هي الخلافة القرشية ...

منذ 2025-01-30
دين الإسلام
وجماعة المسلمين (2)
[3/3]

وهذه الجماعة التي فرضت على المسلمين هي الخلافة القرشية التي أمر حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما بالتزامها، وقد بنيت على أركان كما بني الإسلام على أركان، قال النبي، صلى الله عليه وسلم: (وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن: السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة، فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يرجع، ومن ادعى دعوى الجاهلية فإنه من جثا جهنم) فقال رجل: يا رسول الله وإن صلى وصام؟ قال: (وإن صلى وصام، فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين، المؤمنين، عباد الله) [رواه الترمذي عن الحارث الأشعري] فجماعة المسلمين التي أمرنا بالاعتصام بها والتزامها والعض عليها بالنواجذ والتي لا يظهر حكم الإسلام في الأرض إلا بها بنيت على خمسة أركان بعد أركان الإسلام: الهجرة والسمع والطاعة والجماعة والجهاد، ولا سمع ولا طاعة ولا جماعة من غير بيعة وإمام ولا هجرة من غير إيواء ونصرة ولا جهاد من غير إعداد ورباط وقتال

وقال المهدي المحدث عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنه لا إسلام إلا بجماعة ولا جماعة إلا بإمارة، ولا إمارة إلا بطاعة [سنن الدارمي]
ولأهمية جماعة المسلمين في ظهور دين الإسلام، كانت الدعوة إلى أركانها بعد الدعوة إلى أركان الإسلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اغزوا باسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال -أو خلال- فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، ثم ادعهم إلى الإسلام فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين فإن أبوا أن يتحولوا منها فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين) [رواه مسلم عن بريدة]، فمن لم يهاجر كان كالأعراب و{الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله} [سورة التوبة: 97] وقال جل وعلا: {إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير} [سورة الأنفال: 72] وقال جل وعلا: {والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم * والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم} الآية [سورة الأنفال: 74-75]

ولأهمية جماعة المسلمين حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الخروج منها فقال صلى الله عليه وسلم: (من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية) [رواه مسلم عن أبي هريرة]، وقال صلى الله عليه وسلم: (من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات فميتة جاهلية) [رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس]، وقال صلى الله عليه وسلم: (من خلع يدا من طاعة، لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية) [رواه مسلم عن ابن عمر]

بل لأهمية جماعة المسلمين، أباح النبي صلى الله عليه سلم دم من شق صفها فقال صلى الله عليه وسلم: (إنه ستكون هنات وهنات، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع، فاضربوه بالسيف كائنا من كان) [رواه مسلم عن عرفجة]، وفي رواية: (من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد، يريد أن يشق عصاكم، أو يفرق جماعتكم، فاقتلوه)، وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا بويع لخليفتين، فاقتلوا الآخر منهما) [رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري]، وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يحل دم امرئ مسلم، يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة) [رواه البخاري ومسلم عن ابن مسعود]

ومن نعمة المولى على الموحدين أن جدد لهم هذه الجماعة -من غير حول منهم ولا وقوة- بعد قرون من غيابها، وكانت حقا قبل ذلك الفريضة الغائبة في عنق كل مسلم، يحاسب على تفريطه في السعي لتجديدها، فعلى كل موحد أن يشكر ربه قولا وعملا، بالتحدث بهذه النعمة في المجالس الخاصة والعامة، {وأما بنعمة ربك فحدث} [سورة الضحى: 11]، وبالحفاظ على هذه النعمة والدفاع عنها والقتال دونها والتزام أركانها -الهجرة والسمع والطاعة والجماعة والجهاد- ولوازم هذه الأركان -الإيواء والنصرة والبيعة والإعداد والرباط- ليزيدهم الله من فضله،قال جل وعلا: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد} [سورة إبراهيم: 7].

اللهم افتح على أيدينا القسطنطينية ورومية، واجعلنا من عبادك الصابرين الشاكرين، آمين.


* المصدر: صحيفة النبأ - العدد 39
لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at

67883cdc97d0d

  • 1
  • 0
  • 6

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً