قصة شهيد / العالم العابد والداعية المجاهد الشيخ أبو علي الأنباري (تقبّله الله) [3/4] وقدّر الله ...
منذ 2025-02-04
قصة شهيد / العالم العابد والداعية المجاهد الشيخ أبو علي الأنباري (تقبّله الله)
[3/4]
وقدّر الله أن يتم اللقاء بين الشيخين أبي مصعب الزرقاوي وأبي إيمان تقبلهما الله، فأحبّ كلٌّ منهما الآخر، وفرح كل منهما بأن الآخر على عقيدته ومنهجه السليم، وكان الاتجاه العام للمجاهدين في (أنصار السنة) آنذاك السعي لتوحيد الصف والاجتماع تحت إمرة الشيخ الزرقاوي والانضمام إلى صفوف (تنظيم القاعدة)، فضغطوا على قيادتهم لتحقيق ذلك، وجهد الشيخ أبو إيمان بنفسه لتنسيق اجتماع مباشر يضم أميري الجماعتين، وهذا ما تم له، حيث اجتمع الشيخ الزرقاوي بأمير (أنصار السنة) أبي عبد الله الشافعي، والذي امتنع عن توحيد الجماعتين متعلّلا بالرغبة في استشارة جنوده، رغم علمه المسبق برأيهم وأنهم هم من كان يدفع لجمع الكلمة وتوحيد الجماعتين ببيعة (أنصار السنة) لـ (تنظيم القاعدة) آنذاك، وهنا أعلن الشيخ أبو إيمان بيعته للشيخ الزرقاوي وانضمامه إلى صفوف (تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين)، ومن ورائه بايع القسم الأعظم من مجاهدي (أنصار السنة)، في واحدة من أكبر البيعات في تاريخ الجهاد في العراق والتي عرفت حينها ببيعة «الفاتحين»، حيث اختار الشيخ أبو مصعب الشيخ أبا إيمان نائبا له في إمارة التنظيم، ولكنه ما لبث أن اعتقله الصليبيون، وأودعوه زنازين سجن أبي غريب، ليأذن الله له بالخروج بعد شهور وقد أعمى أبصارهم عنه، فلم يعرفوا شخصيته الحقيقية، ولم يعرفوا الدور الذي كان يلعبه في ساحة القتال المشتعلة عليهم.
كانت وسائل الإعلام الصليبية تشنّ حملة شرسة لتشويه سمعة المجاهدين في العراق وعلى رأسهم الشيخ أبو مصعب الزرقاوي -تقبّله الله- وإخوانه، وشارك في تلك الحملة أمراء الفصائل الضالّة وقادة حزب الإخوان المرتدين «الحزب الإسلامي»، وخاصة بعد أن أصبح اسم الشيخ الزرقاوي ملء السمع والبصر، وصار وجود مجاهدي (تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين) سداً منيعا في وجه كل مشاريع الخيانة من أولئك الضالّين الذين أعلنوا ردّتهم، ومما زاد من هموم الشيخ الزرقاوي ما كان يبلغه من انتقادات مصدرها القائمون على تنظيم القاعدة في خراسان، لا تدع مجالا للشك في أنّهم كانوا يصدّقون ما يثار في الإعلام الصليبي من شائعات ضد مجاهدي العراق، ولكن لانكشاف أمر معظم الفصائل ووضوح انحرافاتها مبكّرا، لم يكن أمام هؤلاء إلا الشكوى من سوء العلاقة بين الشيخ الزرقاوي وإخوانه و(أنصار السنّة)، فقد كان قادة (أنصار السنة) على اتصال دائم مع عطية الله الليبي عن طريق إيران، حيث كان للطرفين فيها موطئ قدم ونقاط تواصل، وأمام حالة الحزن التي انتابت الشيخ الزرقاوي -تقبله الله- من معاملة بعض القائمين على قاعدة خراسان له، وسوء ظنهم به، وبسبب صعوبة التواصل معهم، كان الخيار الأفضل لديه أن يرسل مبعوثا من قبله إليهم، ليبيّن لهم حقيقة ما يجري في العراق ويكشف لهم حقيقة افتراءات أمراء (أنصار السنة) على المجاهدين، ولم يكن في نظر الشيخ الزرقاوي -رحمه الله- من هو أفضل من الشيخ أبي إيمان لإنجاز هذه المهمّة، لكونه نائبا له، ولعلمه، وقدره، ولكونه كان المسؤول الشرعي السابق لتلك الجماعة المفترية (أنصار السنة)، فهو الأعرف بحالهم وخفايا أمرهم، فاستجاب الشيخ لطلب أميره، ومضى إلى خراسان، حيث التقى بالقائمين على قاعدة خراسان وشرح لهم حقيقة ما يجري في أرض العراق، وعاد بعد ذلك ليطلع الشيخ الزرقاوي على أحداث تلك الرحلة، والنتائج التي تحققت من خلالها.
وفي الوقت الذي كان الجيش الصليبي الأمريكي يترنح في العراق، كانت مشاريع أهل الضلال أيضاً تتشكل على الأرض، وكل منهم يحاول أن يسرق ثمرة الجهاد في العراق بتلاعب شياطين «السرورية» ومخابرات الحكومات العربية المرتدة وخاصة في الخليج، فكان ردّ الشيخ الزرقاوي وإخوانه الإسراع في تطوير مشروعهم ليصلوا به إلى جمع خيرة الفصائل عقيدة ومنهجا في إطار واحد بما فيها (تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين)، وأُطلق على هذا الإطار الجامع مسمى (مجلس شورى المجاهدين في العراق)، وحصل الاتفاق على أن تكون إمارة هذا المجلس دورية بين الفصائل المشكّلة له، ووقع الاختيار هنا على الشيخ أبي إيمان ليكون أول أمير لمجلس شورى المجاهدين، حيث ألقى بنفسه البيان الأول لهذا المجلس واتخذ لنفسه اسما حركيا هو (عبد الله بن رشيد البغدادي) الذي اشتهر حينها على وسائل الإعلام.
* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 41
الثلاثاء 28 شوال 1437 هـ
لقراءة القصة كاملة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
[3/4]
وقدّر الله أن يتم اللقاء بين الشيخين أبي مصعب الزرقاوي وأبي إيمان تقبلهما الله، فأحبّ كلٌّ منهما الآخر، وفرح كل منهما بأن الآخر على عقيدته ومنهجه السليم، وكان الاتجاه العام للمجاهدين في (أنصار السنة) آنذاك السعي لتوحيد الصف والاجتماع تحت إمرة الشيخ الزرقاوي والانضمام إلى صفوف (تنظيم القاعدة)، فضغطوا على قيادتهم لتحقيق ذلك، وجهد الشيخ أبو إيمان بنفسه لتنسيق اجتماع مباشر يضم أميري الجماعتين، وهذا ما تم له، حيث اجتمع الشيخ الزرقاوي بأمير (أنصار السنة) أبي عبد الله الشافعي، والذي امتنع عن توحيد الجماعتين متعلّلا بالرغبة في استشارة جنوده، رغم علمه المسبق برأيهم وأنهم هم من كان يدفع لجمع الكلمة وتوحيد الجماعتين ببيعة (أنصار السنة) لـ (تنظيم القاعدة) آنذاك، وهنا أعلن الشيخ أبو إيمان بيعته للشيخ الزرقاوي وانضمامه إلى صفوف (تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين)، ومن ورائه بايع القسم الأعظم من مجاهدي (أنصار السنة)، في واحدة من أكبر البيعات في تاريخ الجهاد في العراق والتي عرفت حينها ببيعة «الفاتحين»، حيث اختار الشيخ أبو مصعب الشيخ أبا إيمان نائبا له في إمارة التنظيم، ولكنه ما لبث أن اعتقله الصليبيون، وأودعوه زنازين سجن أبي غريب، ليأذن الله له بالخروج بعد شهور وقد أعمى أبصارهم عنه، فلم يعرفوا شخصيته الحقيقية، ولم يعرفوا الدور الذي كان يلعبه في ساحة القتال المشتعلة عليهم.
كانت وسائل الإعلام الصليبية تشنّ حملة شرسة لتشويه سمعة المجاهدين في العراق وعلى رأسهم الشيخ أبو مصعب الزرقاوي -تقبّله الله- وإخوانه، وشارك في تلك الحملة أمراء الفصائل الضالّة وقادة حزب الإخوان المرتدين «الحزب الإسلامي»، وخاصة بعد أن أصبح اسم الشيخ الزرقاوي ملء السمع والبصر، وصار وجود مجاهدي (تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين) سداً منيعا في وجه كل مشاريع الخيانة من أولئك الضالّين الذين أعلنوا ردّتهم، ومما زاد من هموم الشيخ الزرقاوي ما كان يبلغه من انتقادات مصدرها القائمون على تنظيم القاعدة في خراسان، لا تدع مجالا للشك في أنّهم كانوا يصدّقون ما يثار في الإعلام الصليبي من شائعات ضد مجاهدي العراق، ولكن لانكشاف أمر معظم الفصائل ووضوح انحرافاتها مبكّرا، لم يكن أمام هؤلاء إلا الشكوى من سوء العلاقة بين الشيخ الزرقاوي وإخوانه و(أنصار السنّة)، فقد كان قادة (أنصار السنة) على اتصال دائم مع عطية الله الليبي عن طريق إيران، حيث كان للطرفين فيها موطئ قدم ونقاط تواصل، وأمام حالة الحزن التي انتابت الشيخ الزرقاوي -تقبله الله- من معاملة بعض القائمين على قاعدة خراسان له، وسوء ظنهم به، وبسبب صعوبة التواصل معهم، كان الخيار الأفضل لديه أن يرسل مبعوثا من قبله إليهم، ليبيّن لهم حقيقة ما يجري في العراق ويكشف لهم حقيقة افتراءات أمراء (أنصار السنة) على المجاهدين، ولم يكن في نظر الشيخ الزرقاوي -رحمه الله- من هو أفضل من الشيخ أبي إيمان لإنجاز هذه المهمّة، لكونه نائبا له، ولعلمه، وقدره، ولكونه كان المسؤول الشرعي السابق لتلك الجماعة المفترية (أنصار السنة)، فهو الأعرف بحالهم وخفايا أمرهم، فاستجاب الشيخ لطلب أميره، ومضى إلى خراسان، حيث التقى بالقائمين على قاعدة خراسان وشرح لهم حقيقة ما يجري في أرض العراق، وعاد بعد ذلك ليطلع الشيخ الزرقاوي على أحداث تلك الرحلة، والنتائج التي تحققت من خلالها.
وفي الوقت الذي كان الجيش الصليبي الأمريكي يترنح في العراق، كانت مشاريع أهل الضلال أيضاً تتشكل على الأرض، وكل منهم يحاول أن يسرق ثمرة الجهاد في العراق بتلاعب شياطين «السرورية» ومخابرات الحكومات العربية المرتدة وخاصة في الخليج، فكان ردّ الشيخ الزرقاوي وإخوانه الإسراع في تطوير مشروعهم ليصلوا به إلى جمع خيرة الفصائل عقيدة ومنهجا في إطار واحد بما فيها (تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين)، وأُطلق على هذا الإطار الجامع مسمى (مجلس شورى المجاهدين في العراق)، وحصل الاتفاق على أن تكون إمارة هذا المجلس دورية بين الفصائل المشكّلة له، ووقع الاختيار هنا على الشيخ أبي إيمان ليكون أول أمير لمجلس شورى المجاهدين، حيث ألقى بنفسه البيان الأول لهذا المجلس واتخذ لنفسه اسما حركيا هو (عبد الله بن رشيد البغدادي) الذي اشتهر حينها على وسائل الإعلام.
* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 41
الثلاثاء 28 شوال 1437 هـ
لقراءة القصة كاملة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at