يرجون تجارة لن تبور وجعل الله -عز وجل- تلاوة كتابه من أعظم الأعمال التي تقرب إليه، ورتّب عليها ...
منذ 3 ساعات
يرجون تجارة لن تبور
وجعل الله -عز وجل- تلاوة كتابه من أعظم الأعمال التي تقرب إليه، ورتّب عليها أعظم الأجر، كما قال عليه الصلاة والسلام: (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها) [رواه الترمذي]، وجعل الاجتماع على قراءة كتاب الله وتدارسه من أفضل المجالس التي يحبّها الله تعالى، كما قال عليه الصلاة والسلام: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده) [رواه مسلم].
والتلاوة التي يكتب الله بها الأجر لعباده هي التي يصاحبها العمل، كما قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر: 29-30].
فقوله سبحانه: {الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ}، أي: يتبعونه في أوامره فيمتثلونها، وفي نواهيه فيتركونها، وفي أخباره فيصدّقونها ويعتقدونها، ولا يُقَدّمون عليه ما خالفه من الأقوال، ويتلون أيضاً ألفاظه وحروفه تلاوة صحيحة، ويدرسون معانيه فيفهمون مراد الله تعالى.
ثم خص من التلاوة بعد ما عم، الصلاةَ التي هي عماد الدين، ونور المسلمين، وميزان الإيمان، وعلامة صدق الإسلام، ثم النفقة في سبيل الله وعلى الأقارب والمساكين واليتامى وغيرهم، من الزكوات والكفارات والنذور والصدقات، {سِرًّا وَعَلانِيَةً} في جميع الأوقات والأحوال.
{يَرْجُونَ} أي: بذلك، {تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ} أي: لن تكسد وتفسد، بل تجارة هي أجل التجارات وأعلاها وأفضلها، ألا وهي رضا ربهم، والفوز بجزيل ثوابه، والنجاة من سخطه وعقابه، وهذا فيه أنهم يُخلصون أعمالهم، وأنهم لا يرجون بها من المقاصد السيئة والنيات الفاسدة شيئاً.
وذكر أنه حصل لهم ما رجوه فقال: {لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ} أي: أجور أعمالهم كاملة غير منقوصة، {وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} زيادة على أجورهم، لأن دخولهم الجنة إنما هو برحمته وفضله، {إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} غفر لهم السيئات، وقبل منهم الحسنات، وشكرها لهم.
ومن الأدلة أيضا على التلازم بين تلاوة الكتاب، والإيمان به، والعمل به، قوله تعالى في أهل الكتاب: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [البقرة: 121]، قال ابن مسعود، رضي الله عنه: «والذي نفسي بيده، إن حق تلاوته، أن يُحل حلاله ويحرم حرامه، ويقرأه كما أنزله الله، ولا يحرف الكلم عن مواضعه، ولا يتأول منه شيئا على غير تأويله» [تفسير الطبري].
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 54
الخميس 10 صفر 1438 هـ
مقال: والذين يتلون كتاب الله
• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
وجعل الله -عز وجل- تلاوة كتابه من أعظم الأعمال التي تقرب إليه، ورتّب عليها أعظم الأجر، كما قال عليه الصلاة والسلام: (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها) [رواه الترمذي]، وجعل الاجتماع على قراءة كتاب الله وتدارسه من أفضل المجالس التي يحبّها الله تعالى، كما قال عليه الصلاة والسلام: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده) [رواه مسلم].
والتلاوة التي يكتب الله بها الأجر لعباده هي التي يصاحبها العمل، كما قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر: 29-30].
فقوله سبحانه: {الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ}، أي: يتبعونه في أوامره فيمتثلونها، وفي نواهيه فيتركونها، وفي أخباره فيصدّقونها ويعتقدونها، ولا يُقَدّمون عليه ما خالفه من الأقوال، ويتلون أيضاً ألفاظه وحروفه تلاوة صحيحة، ويدرسون معانيه فيفهمون مراد الله تعالى.
ثم خص من التلاوة بعد ما عم، الصلاةَ التي هي عماد الدين، ونور المسلمين، وميزان الإيمان، وعلامة صدق الإسلام، ثم النفقة في سبيل الله وعلى الأقارب والمساكين واليتامى وغيرهم، من الزكوات والكفارات والنذور والصدقات، {سِرًّا وَعَلانِيَةً} في جميع الأوقات والأحوال.
{يَرْجُونَ} أي: بذلك، {تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ} أي: لن تكسد وتفسد، بل تجارة هي أجل التجارات وأعلاها وأفضلها، ألا وهي رضا ربهم، والفوز بجزيل ثوابه، والنجاة من سخطه وعقابه، وهذا فيه أنهم يُخلصون أعمالهم، وأنهم لا يرجون بها من المقاصد السيئة والنيات الفاسدة شيئاً.
وذكر أنه حصل لهم ما رجوه فقال: {لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ} أي: أجور أعمالهم كاملة غير منقوصة، {وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} زيادة على أجورهم، لأن دخولهم الجنة إنما هو برحمته وفضله، {إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} غفر لهم السيئات، وقبل منهم الحسنات، وشكرها لهم.
ومن الأدلة أيضا على التلازم بين تلاوة الكتاب، والإيمان به، والعمل به، قوله تعالى في أهل الكتاب: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [البقرة: 121]، قال ابن مسعود، رضي الله عنه: «والذي نفسي بيده، إن حق تلاوته، أن يُحل حلاله ويحرم حرامه، ويقرأه كما أنزله الله، ولا يحرف الكلم عن مواضعه، ولا يتأول منه شيئا على غير تأويله» [تفسير الطبري].
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 54
الخميس 10 صفر 1438 هـ
مقال: والذين يتلون كتاب الله
• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at