قصة شهيد: أبو الزبير العراقي مسعر حرب وقائد ركب أبو الزبير العراقي، أركان جاسم محمد العزاوي، ...

منذ 10 ساعات
قصة شهيد:
أبو الزبير العراقي
مسعر حرب وقائد ركب

أبو الزبير العراقي، أركان جاسم محمد العزاوي، تقبله الله، ولد في سنة 1401 من الهجرة في ولاية ديالى، بين بساتين قرية السادة الواقعة شمال شرقي بعقوبة، تلك القرية التي ذلّ فيها الصليبيون، وتمزقت على ثراها أجسادهم، أمضى فيها أركان سنين نشأته وفتوّته، ثم انتقل إلى بعقوبة فعمل فيها نجارا، طالبا من الله بذلك الرزق وقوت العيش، له ولعائلته.

(١/٢)
وعقب دخول الصليبيين أرض العراق سنة 1423هـ، تفرغ أركان للجهاد وحمل السلاح، وترك كل ما يشغله عن هذه الفريضة العظيمة، وكان عمله ومن معه أشبه بالعمل الفردي في قتال الصليبيين والمرتدين، حتى بايع الشيخ أبا مصعب الزرقاوي -تقبله الله- في أواخر عام 1424هـ، فكان بذلك من الأوائل في هذا الركب المبارك.

عمِلَ فارسنا أميراً لإحدى المفارز العسكرية في قاطع بعقوبة مع الشيخ أبي داود -تقبله الله- سنة 1425هـ، فكانت هذه السنة وبالاً على المرتدين وأسيادهم في بعقوبة ونواحيها، وكانت أبرز العمليات فيها عملية مديرية الشرطة في بعقوبة، التي قُتل فيها العشرات من متطوعي الشرطة الرافضية بعملية استشهادية، ثم حميَ وطيس الحرب فكان له الدور البارز في إضرام نارها، فجاءت عملية مركز شرطة المفرق في بعقوبة، العملية التي أثخنت في أعداء الله، فأبلى أبو الزبير في تلك المرحلة بلاء حسنا.

ثم عمل أميرا عسكريا لمنطقة السادة بأمر من الشيخ أبي جابر -تقبله الله- وما ذاك إلا لأنه الأدرى بشعابها وأهلها، وعُرِف هنالك بأبي عمر.

وفي 1426هـ، كُلّف أميرا عسكريا على قاطع شهربان، فبَرَز دوره في العمليات النوعية التي كسرت عظم الصليبيين، وساهمت في تطهير قرى شهربان من رجس الرافضة المشركين، ومنها قرى (أبو كرمة وزهرة وعبد الحميد)، وكانت العمليات الاستشهادية التي أشرف عليها تحصد رؤوس الصليبيين والمرتدين في السادة، ومنها عملية (جسر الجورجية) المباركة.

ولما قامت دولة العراق الإسلامية كان بطلنا من رجالها ومن أُسُس بنائها في ولاية ديالى، وشدد وطأته مع إخوانه على الصليبيين وعملائهم في بساتين شهربان وأذاقوهم مرّا علقما.

إلى أن أنجب الصليبيون مولودهم التعيس صحوات الردة والدياثة في نهاية سنة 1427 للهجرة، فكان لزاما على جنود الدولة الإسلامية أن يقفوا في وجه هذه الموجة الهوجاء، فكُلّف الشيخ أميراً عسكريا على المناطق التي تسيطر عليها صحوات الردة، ومن بينها مدينة بعقوبة، فكان بحقٍّ رجلَ تلك المرحلة، إذ عملت اللاصقات والعبوات وزمجرت، وقطفت رؤوس الردة هناك، ومكّن الله المجاهدين في تلك الفترة من قتل العشرات من رؤوس الصحوات وعناصرهم.

وفي أواخر عام 1428هـ أُسر الشيخ وأودع في سجن بوكا الذي يُديره الصليبيون، فمكث سنة وثمانية أشهر، ليبدأ فصلا جديدا من الإعداد والتحضير لمرحلة أخرى من الجهاد، فدرس العقيدة والتجويد والفقه على يد الشيخ أبي حفص العراقي -تقبله الله- والي كركوك، كما صب جل اهتمامه على دراسة العلوم العسكرية، وأخذ كثيرا من الدروس النظرية في تطوير الأسلحة والمتفجرات، كما كان مدربا بدنيا للإخوة هناك.

خرج من الأسر في منتصف 1431هـ، ليعود إلى ساحات القتال من جديد، إذ أصبح أميرا أمنيا لقاطع شهربان، وفي إحدى العمليات الأمنية أُسر مرة أخرى ولكنه أودع في سجون المرتدين، وكتب الله له الخروج بعد شهرين مع عدد من إخوانه.

وفي بداية سنة 1434هـ، اختير أبو البراء (كنيته حينها) أميرا عسكريا عاما لولاية ديالى، فعمل على استنزاف الحكومة الرافضية، وأشرف على العمليات النوعية فيها، ومنها عملية مديرية الأفواج، وعملية مركز شرطة هبهب، وعمليات الاقتحام في العظيم، ثم اختير نائباً للشيخ أبي عبد الله العزي -تقبله الله- والي ديالى.

ولم تحل المسؤوليات التي كان يتحملها ولا شدة انشغاله دون مباشرة القتال بنفسه، فكان يقود إخوانه بنفسه في كثير من الغزوات ويقتحم المهالك أمامهم، وفي إحدى الغزوات في قاطع العظيم كان هو الأمير العام، فحاصر هو ومن معه جمعا من المرتدين في إحدى المقرات العسكرية، فاقتحم عليهم المقر وحده واشتبك مع المرتدين لبعض الوقت، وإخوانه على الأسوار ينظرون إلى شجاعة أميرهم وإقدامه، وما هي إلا دقائق حتى وقع انفجار داخل المقر وجلت له القلوب، وجهشت له النفوس بالبكاء، وكلهم يقول: قُتل أبو البراء، وإذ به يعود مقطوع اليد ممزق الثياب جريح الجسد، في مشهد أدهش أمراءه وقادته، لما وجدوه من فرط شجاعته وإقدامه، وبسبب شدة الإصابة ابتعد عن الساحة فترة من الزمن للعلاج، إذ قد امتلأ جسده بالجراح، لكنه كان حريصا على العودة إليها ليشارك في أهم مراحل هذه الحقبة الجهادية.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 54
الخميس 10 صفر 1438 ه‍ـ

• لقراءة القصة كاملة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at

675b0ecd560d4

  • 1
  • 0
  • 3

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً