مقدمة في الحرب الإلكترونية بينما تزلزل المدافعُ الأرضَ تحت اﻷقدام، وتدور المعارك بين أولياء ...
منذ 2025-02-26
مقدمة في الحرب الإلكترونية
بينما تزلزل المدافعُ الأرضَ تحت اﻷقدام، وتدور المعارك بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان في ساحات القتال، ثمة معارك أخرى هي التي تحدد الرابح والخاسر في معركة القذائف والطلقات، ولكن رحاها تدور في ساحات أخرى، وتحديداً في قلوب وجوارح الموحدين الذين يحملون السلاح، حيث يقوى الصراع بين الطاعة والمعصية، وبين التوكل على الله والتوكل على الأسباب، وهناك يختبر الله صبر المؤمنين ويقينهم.
وللعدو الكافر أيضاً أحداثُ معركةٍ مختلفة في مكانٍ بعيد عن لهيب الحرب، تبدو للعدو أنها هي المعركة الحقيقية، ألا وهي معركة الأسباب المادية التي يقاتل بها العدو الكافر متوكلاً عليها. وفي منظور الكافر فقط تكون أسباب القوة المادية التي يملكها هي المحرك لكل شيء، فهي التي تقدّر الأقدار وترسم خرائط المستقبل ومواقيت الحياة والموت، ولكن الله الذي خلق القوة والضعف قال: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [العنكبوت: 41]، وإن القوة المادية التي يتولاها الكافر من دون الله هي سبب ضعفه وهزيمته لتوكله عليها من دون الله، وقد شهد الجميع الانهيارات المفاجئة التي يصاب بها العدو عندما يشاء الله، وكيف يتركون أسباب قوتهم من مدرعات ومدافع وحصون للمجاهدين، ويولّون هاربين لا يعلمون كيف قُذف كل هذا الرعب في قلوبهم.
رغم ذلك، فإن المؤمنين مكلفون باقتحام ساحة الأسباب المادية والأخذ بها، ولكن الفرق في استخدام هذه الأسباب هو أن المؤمنين لا يتوكلون على هذه الأسباب أبداً، بل يعملون بها طاعةً لله فحسب، وذلك أن الأخذ بأسباب القوة هو أمر رباني لا يجوز تركه، وإلا فيكون المؤمن قد سقط في معصية لا يأمن عقابها.
ومن المسلمين من يترك الأخذ بالأسباب ويظن أن هذا من التوكل أو من الشجاعة، ولكن هذا التفكير بعيد عن السنة التي استن بها المسلمون، منذ القرون المفضلة الأولى، وحتى أواخر رجال الطائفة المنصورة الذين يقاتل آخرهم الدجال.
ليس من المبالغة أن نقول أن العمل بالعلم السليم هو يد تبطش بالعدو، ومِجنٌّ يدرأ ضرباته، كما أن العمل بلا علم هو آفة لا ينبغي للمجاهد أن يقترفها، وقديما قيل: الجاهل عدو نفسه.
وإن من أهم أسباب قوة العدو استخدامَه لأدوات تقنية حديثة، فيما يعرف باسم الحرب الإلكترونية، ومن المهم للمجاهد أن يطلع على أدوات هذه الحرب، وأن يعرف كيف تدار ساحاتها، وذلك لأن هذه الحرب متداخلة مع الحرب التقليدية الحديثة.
ولا نبالغ عندما نقول إن هذه الحرب الإلكترونية تعتمد بشكل أساسي على المعلومات، وطريقة نقلها، فمن وسائلها قطع التواصل بين المجاهدين وقياداتهم لخلق الإرباك في صفوفهم، أو بين المجاهدين أنفسهم لمنع التنسيق بينهم، أو اعتراض تلك الاتصالات للتجسس على المعلومات التي تُنقل عن طريقها، وتحديد مواقع إرسال واستقبال تلك المعلومات، ومن وسائلها الوصول إلى أماكن تخزين المعلومات، من أجل الحصول عليها، لمعرفة إمكانيات المجاهدين ونقاط ضعفهم، أو تدميرها وتخريبها، لشل قدرة المجاهدين على اتخاذ القرارات الصحيحة، ومن وسائل هذه الحرب ما يتداخل مع الحرب النفسية عن طريق بث الإشاعات التي تضخم من إمكانيات العدو، وتزرع الرهبة منه ومن تقنياته في قلب المجاهد، فتشل بذلك تحركاته، وتمنعه من أي مقاومة للعدو، فضلا عن إقدام على مهاجمته، بل وإيصال الفرد أحيانا إلى الشرك بالله تعالى بتعظيم الخوف من المشركين وسطوتهم.
ويمكننا -بإذن الله- بفهم طبيعة هذه الحرب الإلكترونية، وإدراك طبيعة أدواتها، وأساليبها، أن نحسن مقاومة خطط العدو في هذا المجال، بل أن ننتقل من الدفاع إلى الهجوم باستخدام هذه التقنيات في دعم حربنا التقليدية عليه، وإلحاق الضرر به من نفس الباب الذي حاول الولوج منه إلينا.
ويمكننا في هذه العجالة توضيح بعض المفاهيم الأساسية في استخدام الإلكترونيات الحديثة في الحرب ضد المجاهدين ومنها:
• شبكة الإنترنت:
إن التصور الصحيح للاتصال بين طرفين عبر الإنترنت هو أن الاتصال عبارة عن إرسال المعلومة إلى العدو أولاً ثم إلى الطرف الآخر ثانياً، وهنا تأتي أهمية التشفير القوي، وتأتي أيضا خطورة التشفير الخادع، وكذلك من المهم ملاحظة أن التجسس على الاتصالات يعطي معلومات كثيرة من دون الحاجة إلى فك التشفير، فالشخص الذي يتلقى اتصالات أكثر مرشح أكثر أن يكون أهم من غيره، وأن يكون استهدافه سببا أكبر في تعطيل حركة المجاهدين.
• الاتصالات اللاسلكية:
إن التصور الصحيح للاتصال بين طرفين لاسلكياً هو أن الاتصال عبارة عن إرسال المعلومة في الهواء بكل الاتجاهات إلى الصديق والعدو على حدٍ سواء، ويُعد استلام العدو لإشارات القبضات والهواتف اللاسلكية وغيرها من أهم مصادر المعلومات لديه، وفهم المجاهد لأساليب عمل عدوه يجعله يفهم لماذا يضرب أدوات اتصال معينة ويترك أخرى، ومتى يلجأ إلى تشويش وضرب كل الاتصالات ولا يهتم بالتجسس، وكيف تتصل قطعان الكافرين ببعضها عندما تستخدم التشويش ضد المجاهدين.
• تشفير المعلومات:
إن التشفير سلاح قوي، ويمكن تصوره على أنه صندوق مقفل تضع داخله الرسالة ولا يفتحه إلا الطرف الذي عنده مفتاح فك التشفير، فالتشفير الجيد يجعل العدو أعمى عن محتوى اتصالات المجاهدين، لذا يلجأ العدو عادةً إلى اختراق جهاز أحد طرفي الاتصال -دون شعوره- لكي يتمكن من الحصول على محتوى المراسلات، ولذلك يجب تحصين أجهزة الحاسب المخصصة للاتصال، ضد الاختراق، بشكل كافٍ.
• تحديد المواقع:
ويعتمد العدو على عدد من الوسائل في تحديد الموقع الذي يريد استهدافه، منها اختراق جهاز اتصال يتضمن منظومة GPS، ومنها تتبع مصادر إرسال الإشارات اللاسلكية، ومنها استخدام الجواسيس على الأرض، ولا ننسى أن محادثةً على الإنترنت بين طرفين باستخدام الهاتف الذكي كفيلة بتحديد موقع كل منهما، فضلا عن المعلومات الأخرى.
•التصوير الضوئي النهاري والتصوير الحراري الليلي:
وهو عين العدو الساهرة، ولا بد للمجاهد الكَيِّس أن يعرف إمكانيات التصوير كي لا يقع في الإفراط أو التفريط بالأخذ بالأسباب، فالتصوير الضوئي النهاري يعطي صوراً عالية الدقة من مسافات بعيدة، ولكن ليس لدرجة تصوير وجه الإنسان بدقة من مسافة بضعة كيلومترات، ولو أمكن هذا لما احتاج العدو إلى الجواسيس على اﻷرض، وأما التصوير الليلي فإن دقته أقل بكثير من النهاري، ولكنه يصور حرارة الأجسام، ولذلك يظهر الإنسان المختفي بين الأشجار واضحا بسبب فرق الحرارة بين جسم الإنسان والأشجار، وهكذا نعلم أن التمويه على التصوير الحراري للتسلل ليلاً إلى العدو يكون باستخدام مواد مختلفة كالطين الجاف وحشائش من نفس أرض المعركة توزع فوق الجسم المراد تمويهه بعد عزل حرارته بورق اﻷلومنيوم مثلاً، بينما التمويه ضد التصوير الضوئي يكون بتوزيع ألوان مختلفة من أرض المعركة على الجسم كما يفعل القناصون للتمويه ضد العين البشرية والتصوير النهاري.
• التـأثـيـر الـنـفـسـي للـحـرب الإلكترونية:
وذلك بنشر العدو أخبار دعاية كاذبة عن وقائع لم تحصل، أو بالمبالغة بوصف ما حصل، مع الاعتماد على جهل المتلقي في تضخيم صورة العدو وإمكانياته التجسسية، وأهم أركان دعاية العدو هو جهل المتلقي لهذه الدعاية بحقيقة العلوم الحديثة وحدودها التي لا يمكن تجاوزها، ويعتمد مستوى النجاح في الدعاية الإعلامية على مدى الخوف من العدو، وقد رأينا من بعض الجماعات والفصائل المرتدة من يخشى الصليبيين بالغيب أن يسمعوا ما يقول لزوجه وأولاده في بيته، وسمعنا عمن يقول أن أمريكا ترسل الرياح بالمطر أو تحبسه بأجهزتها الحديثة، وإذا تفاعلت قلة الإيمان مع الجهل، وأُضيف إليهما قليل من السذاجة، فإن الخوف الشركي من غير الله قد يكون أحد نواتج هذا التفاعل، والعياذ بالله.
وفي سلسلة مقالاتنا هذه سنعرض -إن شاء الله- شرحا مختصرا لبعض أدوات الحرب الإلكترونية المعروفة، ونسأل الله أن يجعل فيها نفعا للمجاهدين في سبيله، ونصرة لهم، والحمد لله رب العالمين.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 54
الخميس 10 صفر 1438 هـ
• لقراءة الصحيفة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
بينما تزلزل المدافعُ الأرضَ تحت اﻷقدام، وتدور المعارك بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان في ساحات القتال، ثمة معارك أخرى هي التي تحدد الرابح والخاسر في معركة القذائف والطلقات، ولكن رحاها تدور في ساحات أخرى، وتحديداً في قلوب وجوارح الموحدين الذين يحملون السلاح، حيث يقوى الصراع بين الطاعة والمعصية، وبين التوكل على الله والتوكل على الأسباب، وهناك يختبر الله صبر المؤمنين ويقينهم.
وللعدو الكافر أيضاً أحداثُ معركةٍ مختلفة في مكانٍ بعيد عن لهيب الحرب، تبدو للعدو أنها هي المعركة الحقيقية، ألا وهي معركة الأسباب المادية التي يقاتل بها العدو الكافر متوكلاً عليها. وفي منظور الكافر فقط تكون أسباب القوة المادية التي يملكها هي المحرك لكل شيء، فهي التي تقدّر الأقدار وترسم خرائط المستقبل ومواقيت الحياة والموت، ولكن الله الذي خلق القوة والضعف قال: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [العنكبوت: 41]، وإن القوة المادية التي يتولاها الكافر من دون الله هي سبب ضعفه وهزيمته لتوكله عليها من دون الله، وقد شهد الجميع الانهيارات المفاجئة التي يصاب بها العدو عندما يشاء الله، وكيف يتركون أسباب قوتهم من مدرعات ومدافع وحصون للمجاهدين، ويولّون هاربين لا يعلمون كيف قُذف كل هذا الرعب في قلوبهم.
رغم ذلك، فإن المؤمنين مكلفون باقتحام ساحة الأسباب المادية والأخذ بها، ولكن الفرق في استخدام هذه الأسباب هو أن المؤمنين لا يتوكلون على هذه الأسباب أبداً، بل يعملون بها طاعةً لله فحسب، وذلك أن الأخذ بأسباب القوة هو أمر رباني لا يجوز تركه، وإلا فيكون المؤمن قد سقط في معصية لا يأمن عقابها.
ومن المسلمين من يترك الأخذ بالأسباب ويظن أن هذا من التوكل أو من الشجاعة، ولكن هذا التفكير بعيد عن السنة التي استن بها المسلمون، منذ القرون المفضلة الأولى، وحتى أواخر رجال الطائفة المنصورة الذين يقاتل آخرهم الدجال.
ليس من المبالغة أن نقول أن العمل بالعلم السليم هو يد تبطش بالعدو، ومِجنٌّ يدرأ ضرباته، كما أن العمل بلا علم هو آفة لا ينبغي للمجاهد أن يقترفها، وقديما قيل: الجاهل عدو نفسه.
وإن من أهم أسباب قوة العدو استخدامَه لأدوات تقنية حديثة، فيما يعرف باسم الحرب الإلكترونية، ومن المهم للمجاهد أن يطلع على أدوات هذه الحرب، وأن يعرف كيف تدار ساحاتها، وذلك لأن هذه الحرب متداخلة مع الحرب التقليدية الحديثة.
ولا نبالغ عندما نقول إن هذه الحرب الإلكترونية تعتمد بشكل أساسي على المعلومات، وطريقة نقلها، فمن وسائلها قطع التواصل بين المجاهدين وقياداتهم لخلق الإرباك في صفوفهم، أو بين المجاهدين أنفسهم لمنع التنسيق بينهم، أو اعتراض تلك الاتصالات للتجسس على المعلومات التي تُنقل عن طريقها، وتحديد مواقع إرسال واستقبال تلك المعلومات، ومن وسائلها الوصول إلى أماكن تخزين المعلومات، من أجل الحصول عليها، لمعرفة إمكانيات المجاهدين ونقاط ضعفهم، أو تدميرها وتخريبها، لشل قدرة المجاهدين على اتخاذ القرارات الصحيحة، ومن وسائل هذه الحرب ما يتداخل مع الحرب النفسية عن طريق بث الإشاعات التي تضخم من إمكانيات العدو، وتزرع الرهبة منه ومن تقنياته في قلب المجاهد، فتشل بذلك تحركاته، وتمنعه من أي مقاومة للعدو، فضلا عن إقدام على مهاجمته، بل وإيصال الفرد أحيانا إلى الشرك بالله تعالى بتعظيم الخوف من المشركين وسطوتهم.
ويمكننا -بإذن الله- بفهم طبيعة هذه الحرب الإلكترونية، وإدراك طبيعة أدواتها، وأساليبها، أن نحسن مقاومة خطط العدو في هذا المجال، بل أن ننتقل من الدفاع إلى الهجوم باستخدام هذه التقنيات في دعم حربنا التقليدية عليه، وإلحاق الضرر به من نفس الباب الذي حاول الولوج منه إلينا.
ويمكننا في هذه العجالة توضيح بعض المفاهيم الأساسية في استخدام الإلكترونيات الحديثة في الحرب ضد المجاهدين ومنها:
• شبكة الإنترنت:
إن التصور الصحيح للاتصال بين طرفين عبر الإنترنت هو أن الاتصال عبارة عن إرسال المعلومة إلى العدو أولاً ثم إلى الطرف الآخر ثانياً، وهنا تأتي أهمية التشفير القوي، وتأتي أيضا خطورة التشفير الخادع، وكذلك من المهم ملاحظة أن التجسس على الاتصالات يعطي معلومات كثيرة من دون الحاجة إلى فك التشفير، فالشخص الذي يتلقى اتصالات أكثر مرشح أكثر أن يكون أهم من غيره، وأن يكون استهدافه سببا أكبر في تعطيل حركة المجاهدين.
• الاتصالات اللاسلكية:
إن التصور الصحيح للاتصال بين طرفين لاسلكياً هو أن الاتصال عبارة عن إرسال المعلومة في الهواء بكل الاتجاهات إلى الصديق والعدو على حدٍ سواء، ويُعد استلام العدو لإشارات القبضات والهواتف اللاسلكية وغيرها من أهم مصادر المعلومات لديه، وفهم المجاهد لأساليب عمل عدوه يجعله يفهم لماذا يضرب أدوات اتصال معينة ويترك أخرى، ومتى يلجأ إلى تشويش وضرب كل الاتصالات ولا يهتم بالتجسس، وكيف تتصل قطعان الكافرين ببعضها عندما تستخدم التشويش ضد المجاهدين.
• تشفير المعلومات:
إن التشفير سلاح قوي، ويمكن تصوره على أنه صندوق مقفل تضع داخله الرسالة ولا يفتحه إلا الطرف الذي عنده مفتاح فك التشفير، فالتشفير الجيد يجعل العدو أعمى عن محتوى اتصالات المجاهدين، لذا يلجأ العدو عادةً إلى اختراق جهاز أحد طرفي الاتصال -دون شعوره- لكي يتمكن من الحصول على محتوى المراسلات، ولذلك يجب تحصين أجهزة الحاسب المخصصة للاتصال، ضد الاختراق، بشكل كافٍ.
• تحديد المواقع:
ويعتمد العدو على عدد من الوسائل في تحديد الموقع الذي يريد استهدافه، منها اختراق جهاز اتصال يتضمن منظومة GPS، ومنها تتبع مصادر إرسال الإشارات اللاسلكية، ومنها استخدام الجواسيس على الأرض، ولا ننسى أن محادثةً على الإنترنت بين طرفين باستخدام الهاتف الذكي كفيلة بتحديد موقع كل منهما، فضلا عن المعلومات الأخرى.
•التصوير الضوئي النهاري والتصوير الحراري الليلي:
وهو عين العدو الساهرة، ولا بد للمجاهد الكَيِّس أن يعرف إمكانيات التصوير كي لا يقع في الإفراط أو التفريط بالأخذ بالأسباب، فالتصوير الضوئي النهاري يعطي صوراً عالية الدقة من مسافات بعيدة، ولكن ليس لدرجة تصوير وجه الإنسان بدقة من مسافة بضعة كيلومترات، ولو أمكن هذا لما احتاج العدو إلى الجواسيس على اﻷرض، وأما التصوير الليلي فإن دقته أقل بكثير من النهاري، ولكنه يصور حرارة الأجسام، ولذلك يظهر الإنسان المختفي بين الأشجار واضحا بسبب فرق الحرارة بين جسم الإنسان والأشجار، وهكذا نعلم أن التمويه على التصوير الحراري للتسلل ليلاً إلى العدو يكون باستخدام مواد مختلفة كالطين الجاف وحشائش من نفس أرض المعركة توزع فوق الجسم المراد تمويهه بعد عزل حرارته بورق اﻷلومنيوم مثلاً، بينما التمويه ضد التصوير الضوئي يكون بتوزيع ألوان مختلفة من أرض المعركة على الجسم كما يفعل القناصون للتمويه ضد العين البشرية والتصوير النهاري.
• التـأثـيـر الـنـفـسـي للـحـرب الإلكترونية:
وذلك بنشر العدو أخبار دعاية كاذبة عن وقائع لم تحصل، أو بالمبالغة بوصف ما حصل، مع الاعتماد على جهل المتلقي في تضخيم صورة العدو وإمكانياته التجسسية، وأهم أركان دعاية العدو هو جهل المتلقي لهذه الدعاية بحقيقة العلوم الحديثة وحدودها التي لا يمكن تجاوزها، ويعتمد مستوى النجاح في الدعاية الإعلامية على مدى الخوف من العدو، وقد رأينا من بعض الجماعات والفصائل المرتدة من يخشى الصليبيين بالغيب أن يسمعوا ما يقول لزوجه وأولاده في بيته، وسمعنا عمن يقول أن أمريكا ترسل الرياح بالمطر أو تحبسه بأجهزتها الحديثة، وإذا تفاعلت قلة الإيمان مع الجهل، وأُضيف إليهما قليل من السذاجة، فإن الخوف الشركي من غير الله قد يكون أحد نواتج هذا التفاعل، والعياذ بالله.
وفي سلسلة مقالاتنا هذه سنعرض -إن شاء الله- شرحا مختصرا لبعض أدوات الحرب الإلكترونية المعروفة، ونسأل الله أن يجعل فيها نفعا للمجاهدين في سبيله، ونصرة لهم، والحمد لله رب العالمين.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 54
الخميس 10 صفر 1438 هـ
• لقراءة الصحيفة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at