تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتّى مع اشتداد وطأة الحرب بين الدولة الإسلامية والتحالف الصليبي الذي تقوده ...

منذ 20 ساعة
تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتّى

مع اشتداد وطأة الحرب بين الدولة الإسلامية والتحالف الصليبي الذي تقوده أمريكا، زادت آمال الشركاء المتشاكسين، والخصوم المتنافسين، المنضوين تحت قيادة التحالف باقتراب موعد حسم المعارك، فانطلقوا يستعجلون أخذ حصتهم من الغنائم التي وعدهم بها أسيادهم الصليبيون، ما دفعهم إلى التنازع فيما بينهم على الأرض والثروات التي يمنّي كل منهم نفسه أن تكون ثمنا للخسائر الكبيرة التي مُني بها في حربه مع الدولة الإسلامية.

وعلى الجانب الآخر تقف أمريكا الصليبية وهي تحاول أن تمنع تحوّل هذا التنازع إلى صراع وقتال، يؤثر على مجريات حربهم على الدولة الإسلامية.

- الصراع بين الحكومتين المرتدتين في طرابلس وطبرق

وسعيا لإرضاء الصليبيين عنهم، تحملت «حكومة الوفاق» المرتدة خسائر كبيرة في أرواح جنودها في معركة سرت التي اندفعوا فيها لقتال الدولة الإسلامية بدعم وغطاء جوي من التحالف الصليبي الدولي، ومع سيطرتهم على أجزاء واسعة في المدينة ظنوا أنه قد اقترب موعد الجائزة التي يطلبون الحصول عليها من الصليبيين لقاء قتالهم جنود الخلافة، وإزالتهم سلطان الشريعة الإسلامية عن مدينة سرت.

ولكن فاجأهم الطاغوت (حفتر) بسيطرته على منطقة الهلال النفطي، وحرمانهم بذلك من الموارد المالية الضخمة التي تحتويها تلك المنطقة، بالإضافة لكونها مصدر قوة لمن يملكها بإجباره الدول الأجنبية على التعامل معه للحصول على النفط الليبي الذي يُصدر أغلبه من موانئها، وتمكن حفتر بذلك من سحب البساط من تحت أقدام «حكومة الوفاق» المرتدة ليعطي مزيدا من القوة لحكومته في طبرق.

وردا على ذلك كثرت التسريبات عن احتمال نشوء صراع بين الطرفين على منطقة الهلال النفطي، الذي يغلب أن يتحول إلى حرب مفتوحة في ظل التهديد الكبير الذي بات يشكله الطاغوت حفتر على «حكومة الوفاق» المرتدة، هذا عدا الصراع المحتدم بين حكومتي «الوفاق» و«المؤتمر الوطني» ويسعى كل منهما إلى استلام السلطة في البلاد.

وبالتالي فإن الوضع في ليبيا مرشح للمزيد من الصراعات والنزاعات والتقاتل بين أطراف المرتدين المختلفة، خاصة مع أماني هذه الأطراف بقرب انتهاء المعارك مع الدولة الإسلامية التي تشكل عدوا مشتركا لهم جميعا.

- وإن تصبروا وتتقوا لا يضرّكم كيدهم شيئا

إن المشركين في كل زمان يجمعهم العداء للإسلام وأهله، وتُفرِّقهم المصالح، وإنَّ توقفَ الصراعات بين تلك الأصناف من المشركين التي ذكرناها إنما هو لفترة مؤقتة ليتفرغوا لقتال الدولة الإسلامية، التي ظنوا أن القضاء عليها سهل يسير فإذا بهم يقضون أعواما بانتظار حسم المعارك معها، وهو ما لم يروه إلى الآن، ولن يروه -بإذن الله- إلا والنتيجة بعكس ما كانوا يتمنون.

فلمّا طال عليهم الأمد، وخدعهم شياطينهم بقرب انتهاء المعارك ضد عدوهم المشترك، عادوا اليوم يتربصون ببعضهم، بل وبدأت بوادر الحرب بينهم تزداد وضوحا.

وإن صبر مجاهدي الدولة الإسلامية اليوم، وثباتهم، وزيادة نكايتهم في أعدائهم، وتمكّنهم من إطالة أمد الحرب لفترة أطول، من شأنه أن يزيد من الضغط على أطراف المرتدين المختلفة، ويدفع كلا منها إلى أن يسعى في سبيل مصالحه، منازعا خصومه عليها، وبالتالي تفريق الأحزاب التي اجتمعت على قتال الدولة الإسلامية اليوم، بإذن الله، ونسأل الله تعالى أن يحقق فيهم قوله: {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا} [الأحزاب: 25]، وأن يعيننا على الكرّة عليهم، إنه على كل شيء قدير.

• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 57
الخميس 1 ربيع الأول 1438 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at

6682761216a48

  • 0
  • 0
  • 2

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً