من طاعة إلى طاعة (١/٢) - أنفقوا ينفق عليكم: ومن العبادات التي ينبغي وصلها بعد رمضان، الإنفاق ...

منذ 2025-04-05
من طاعة إلى طاعة
(١/٢)

- أنفقوا ينفق عليكم:

ومن العبادات التي ينبغي وصلها بعد رمضان، الإنفاق في سبيل الله تعالى، وتشتد حاجة المسلمين إليها في هذه الظروف العصيبة التي تحياها أمة التوحيد في شرق الأرض وغربها في العراق والشام واليمن والسودان وخراسان وفلسطين وغيرها من بقاع المسلمين التي ترزح تحت نير الغزاة من النصارى واليهود والرافضة وحكومات الردة، فليحرص المسلم على أن يكون له سهم في ذلك وينوي به تفريج كربات إخوانه المسلمين.

- لا تهجروا القرآن:

ومن العبادات التي ينبغي أن لا يقصّر فيها المسلم بعد رمضان تلاوة القرآن الكريم، وليكن المسلم كما كان السلف حالا مرتحلا ينتقل من ختمة إلى أخرى، ويبقي مصحفه مشرعا طوال العام لا يهجر تلاوته ولا تدبره، ومن باب أولى لا يهجر الاحتكام إليه، وتلك بلية العصر التي أوتي منها المسلمون.

- الزم بابك لا تبرحه!

والحاصل، أن أبواب الطاعات التي يطرقها المسلم عديدة وميدانها ممتد فسيح، وهذا من فضل الله تعالى على عباده أن يسّر ونوّع لهم سبل الطاعة والخير، وقد يفتح الله تعالى بفضله وحكمته على مسلم من باب الصلاة، وقد يفتح على غيره من باب الصيام، وآخر من باب الإنفاق أو التلاوة أو الذكر وقد يجمع العبد بين باب وآخر بحسب همته وما وُفق إليه، وكما قيل: "إذا فُتح لأحدكم باب خير؛ فليسرع إليه، فإنه لا يدري متى يُغلق عنه"، وهكذا فليلزم كل مسلم بابه الذي يسّره الله له، ولا يبرحه حتى يأتيه اليقين من ربه.

- أخلصوا وتابعوا:

ويحسن بنا في هذا المقام تذكير المسلمين بأنّ الأعمال إنما تُقبل بشرطين، الأول: أن يكون العمل خالصا لوجه الله سبحانه، لا يُشرك معه فيه غيره، وذلك قيد يخرج به قصد غير الله تعالى، والرياء والسمعة ونحوها مما يفسد العمل أو يحبطه لقوله تعالى في الحديث القدسي: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه) [رواه مسلم].

والشرط الثاني: أن يكون صوابا موافقا هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- فيخرج بذلك ما كان مبتدعا أو مخالفا سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وضابطه أن يحرص المسلم على اتباع هدي نبيه -صلى الله عليه وسلم- في كيفية العبادة وصفتها بغير زيادة ولا نقصان، فلا هدي أتم من هديه ولا أحد أعبد لله منه، ولا يسع المسلم إن أراد الوصول إلا أن يسلك مسلكه ويلزم طريقته، فليجتهد في تحقيق الإخلاص لله، والمتابعة لرسوله، فهما حصن المسلم في هذا الزمان، والله الموفق وهو الهادي إلى سوي الصراط، والحمد لله رب العالمين.


المصدر:
صحيفة النبأ العدد 489
الخميس 5 شوال 1446هـ

• لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام
@wmc11ar

675b0ecd560d4

  • 3
  • 0
  • 4

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً