الغِلظة والشِدَّة على الكفار في سيرة النبي المختار ﷺ أرسل الله رسوله محمدا -صلى الله عليه ...
منذ 6 ساعات
الغِلظة والشِدَّة على الكفار في سيرة النبي المختار ﷺ
أرسل الله رسوله محمدا -صلى الله عليه وسلم- رحمة للعالمين، فصدع بدعوتهم إلى طريق الحق والهدى، فمَن قَبِل نالته هذه الرحمة، ومن ناوأه وعانده، جاهده وقاتله واستعمل معه الشدة والغلظة حتى يخضع لأمر الله، وفي سيرته -صلى الله عليه وسلم- خير شاهد ودليل.
فبعد قفول النبي -صلى الله عليه وسلم- من بدر أمر بقتل الأسير عقبة بن أبي معيط صبرا؛ وذلك لأنه كان من أشد الناس أذية للإسلام والمسلمين، قال الذهبي في «السيرة»: «وقتل بعرق الظبية عقبة بن أبي معيط، فقال عقبة حين أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقتله: من للصبية يا محمد؟ قال: النار؛ فقتله عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح؛ وقيل: علي، رضي الله عنه».
وفي أُحُد أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقتل الأسير أبي عزة الجمحي، وكان ذا بنات، قال ابن كثير: «ولم يؤسر من المشركين سوى أبي عزة الجمحي، وقد كان في الأسارى يوم بدر، فمَنَّ عليه بلا فدية واشترط عليه ألا يقاتله، فلما أُسر يوم أحد قال: يا محمد امنن عليَّ لبناتي، وأعاهد ألا أقاتلك؛ فقال له رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لا أدعك تمسح عارضيك بمكة وتقول: خدعت محمدا مرتين؛ ثم أُمر به فضُربت عنقه، وذكر بعضهم أنه يومئذ قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين!».
وهذان الأسيران، لم يكن المقام معهما مقام مَنٍّ أو فداء أو رأفة، فإنها إن حصلت كان ذلك مما يؤثر في هيبة رسول رب العالمين، كما أوضح -صلى الله عليه وسلم- حين قتله لأبي عزة.
ولم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- ليدع من يؤذي الإسلام والمسلمين آمنا في سربه، وإن كانت أذيته بالقول والتحريض، كما فعل مع اليهودي كعب بن الأشرف.
قال ابن إسحاق: «وجعل يحرض على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وينشد الأشعار، وبكى على أصحاب القليب من قريش الذين أصيبوا ببدر، ثم رجع كعب بن الأشرف إلى المدينة، فشبب بأم الفضل ابنة الحارث ثم شبب بنساء المسلمين».
وهنا صدر الأمر من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقطف رأس هذا الطاغوت، وسأل عمّن يمكن أن ينفذ هذه العملية، فعن جابر بن عبد الله، رضي الله عنه، قال: «قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله) فقام محمد بن مسلمة، فقال: يا رسول الله أتحب أن أقتله قال: (نعم)» إلى آخر الحديث [رواه البخاري ومسلم].
وبعد غزوة الأحزاب توجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى بني قريظة، ليحاصرهم جزاء نقضهم العهود، فكان حكم الله فيهم أن يُقتل رجالهم جميعا، وتُسبى نساؤهم وذراريهم.
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «أصيب سعدٌ يوم الخندق، رماه رجلٌ من قريش يقال له ابن العرقة، رماه في الأكحل، فضرب عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خيمة في المسجد يعوده من قريب، فلما رجع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الخندق وضع السلاح، فاغتسل، فأتى جبريل -عليه السلام- وهو ينفض رأسه من الغبار، فقال: وضعت السلاح والله ما وضعناه، اخرج إليهم؛ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (فأين؟) فأشار إلى بني قريظة، فقاتلهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنزلوا على حكم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحكم فيه إلى سعد، قال: فإني أحكم فيهم أن تُقتل المقاتلة وأن تُسبى الذرية والنساء، وتقسم أموالهم...»، قال عروة بن الزبير: «فأُخبرت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لقد حكمتَ فيهم بحكم الله)» [رواه مسلم]، وهكذا كانت الشدة والغلظة على أولئك الغدرة علاجا نافعا وعظة وعبرة لغيرهم.
وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل ذلك قد أخرج بني النضير من ديارهم وغنم أموالهم بعد أن كشف الله له سعيهم لقتله وهو بين أظهرهم، فلما لبث أن خرج وعاد محاصرا ومحاربا لهم فنصره الله عليهم، كما حارب بني قينقاع وحاصرهم، وكذلك فعل مع يهود خيبر إذ حاربهم وفتح حصونهم عنوة [انظر: سيرة ابن هشام].
ولم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليسكت كذلك عن حق مسلم واحد قتل غدرا وظلما، كما يفعل دعاة السوء الذين يثبّطون المسلمين عن القيام لأخذ حقهم ممن قتل وسفك من دمائهم وانتهك من أعراضهم.
قال ابن كثير: «قال الواقدي: في شوال سنة ست كانت سرية كرز بن جابر الفهري إلى العرنيين الذين قتلوا راعي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واستاقوا النعم».
عن أنس –رضي الله عنه- أن ناسا من عكل وعرينة قدموا على النبي -صلى الله عليه وسلم- وتكلموا بالإسلام فقالوا: «يا نبي الله، إنا كنا أهل ضرع ولم نكن أهل ريف»، واستوخموا المدينة، فأمر لهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بذود وراعٍ، وأمرهم أن يخرجوا فيه فيشربوا من ألبانها وأبوالها، فانطلقوا حتى إذا كانوا ناحية الحرة كفروا بعد إسلامهم، وقتلوا راعي النبي -صلى الله عليه وسلم- واستاقوا الذود، فبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- فبعث الطلب في آثارهم فأمر بهم فسمَّروا أعينهم [والتسمير هو أن يَحمي مسمارا فيدنيه من العين دون أن تمسّ العينَ حرارتُه، فتصل حرارته إلى العين فتذيبها]، وقطعوا أيديهم، وتُركوا في ناحية الحرة حتى ماتوا على حالهم [رواه البخاري ومسلم].
فهذا عقاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإن نهى عن المثلة لكن القصاص ثابت بحقهم وأمثالهم ولم يدع قتلة راعيه طلقاء، بل أرسل سرية تحضرهم وتنفذ فيهم حكم القصاص.
وفي فتح مكة (أعادها الله) أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقتل أناس وإن تعلقوا بأستار الكعبة، فعن أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل مكة عام الفتح وعلى رأسه مغفر، فلما نزعه جاءه رجلٌ فقال: «ابن خطل متعلق بأستار الكعبة»، فقال: (اقتلوه) [رواه البخاري ومسلم].
وعن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: «لما كان يوم فتح مكة أمّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الناس إلا أربعة، وامرأتين، وقال: (اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة)» [رواه النسائي].
وذلك أيضا لأذيتهم الإسلام والمسلمين، فما كانت أستار الكعبة المشرّفة لتحميهم من شرع رب العالمين بعد الكفر المغلّظ الذي اقترفوه بأيديهم وألسنتهم.
وهذه الشواهد من سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وغيرها كثير لا تنفي عنه صفة الرأفة والرحمة ولكنها كما قال تعالى: }مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ{ [الفتح: 29]، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- منفذ لأمر الله -عز وجل- الذي قال له: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ{ [التوبة: 12].
وكما أنه -صلى الله عليه وسلم- نبي الرحمة فهو نبي الملحمة، وأما النظر إلى الجانب المتعلق برأفته ورحمته مع أولياء الله وإسقاطه على أعداء الله فهذا منهج أولياء الطاغوت الذين أرادوا من المسلمين مداهنة أعدائهم، بل يريدون منهم أن يدخلوا في طاعتهم ما وجدوا إلى ذلك سبيلا، فإذا ما انتفض المسلم وسارع إلى أعداء الله يثخن فيهم ويعاملهم بمثل ما يعاملون به المسلمين من قتل وتشريد، سارع أولئك الشياطين للإنكار عليه محذرين من تشويه صورة الإسلام والمسلمين، فعن أي إسلام يتحدثون ولأي دين يتبعون؟
• المصدر: صحيفة النبأ - العدد 46
الثلاثاء 4 ذو الحجة 1437 هـ
• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc11ar
أرسل الله رسوله محمدا -صلى الله عليه وسلم- رحمة للعالمين، فصدع بدعوتهم إلى طريق الحق والهدى، فمَن قَبِل نالته هذه الرحمة، ومن ناوأه وعانده، جاهده وقاتله واستعمل معه الشدة والغلظة حتى يخضع لأمر الله، وفي سيرته -صلى الله عليه وسلم- خير شاهد ودليل.
فبعد قفول النبي -صلى الله عليه وسلم- من بدر أمر بقتل الأسير عقبة بن أبي معيط صبرا؛ وذلك لأنه كان من أشد الناس أذية للإسلام والمسلمين، قال الذهبي في «السيرة»: «وقتل بعرق الظبية عقبة بن أبي معيط، فقال عقبة حين أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقتله: من للصبية يا محمد؟ قال: النار؛ فقتله عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح؛ وقيل: علي، رضي الله عنه».
وفي أُحُد أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقتل الأسير أبي عزة الجمحي، وكان ذا بنات، قال ابن كثير: «ولم يؤسر من المشركين سوى أبي عزة الجمحي، وقد كان في الأسارى يوم بدر، فمَنَّ عليه بلا فدية واشترط عليه ألا يقاتله، فلما أُسر يوم أحد قال: يا محمد امنن عليَّ لبناتي، وأعاهد ألا أقاتلك؛ فقال له رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لا أدعك تمسح عارضيك بمكة وتقول: خدعت محمدا مرتين؛ ثم أُمر به فضُربت عنقه، وذكر بعضهم أنه يومئذ قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين!».
وهذان الأسيران، لم يكن المقام معهما مقام مَنٍّ أو فداء أو رأفة، فإنها إن حصلت كان ذلك مما يؤثر في هيبة رسول رب العالمين، كما أوضح -صلى الله عليه وسلم- حين قتله لأبي عزة.
ولم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- ليدع من يؤذي الإسلام والمسلمين آمنا في سربه، وإن كانت أذيته بالقول والتحريض، كما فعل مع اليهودي كعب بن الأشرف.
قال ابن إسحاق: «وجعل يحرض على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وينشد الأشعار، وبكى على أصحاب القليب من قريش الذين أصيبوا ببدر، ثم رجع كعب بن الأشرف إلى المدينة، فشبب بأم الفضل ابنة الحارث ثم شبب بنساء المسلمين».
وهنا صدر الأمر من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقطف رأس هذا الطاغوت، وسأل عمّن يمكن أن ينفذ هذه العملية، فعن جابر بن عبد الله، رضي الله عنه، قال: «قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله) فقام محمد بن مسلمة، فقال: يا رسول الله أتحب أن أقتله قال: (نعم)» إلى آخر الحديث [رواه البخاري ومسلم].
وبعد غزوة الأحزاب توجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى بني قريظة، ليحاصرهم جزاء نقضهم العهود، فكان حكم الله فيهم أن يُقتل رجالهم جميعا، وتُسبى نساؤهم وذراريهم.
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «أصيب سعدٌ يوم الخندق، رماه رجلٌ من قريش يقال له ابن العرقة، رماه في الأكحل، فضرب عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خيمة في المسجد يعوده من قريب، فلما رجع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الخندق وضع السلاح، فاغتسل، فأتى جبريل -عليه السلام- وهو ينفض رأسه من الغبار، فقال: وضعت السلاح والله ما وضعناه، اخرج إليهم؛ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (فأين؟) فأشار إلى بني قريظة، فقاتلهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنزلوا على حكم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحكم فيه إلى سعد، قال: فإني أحكم فيهم أن تُقتل المقاتلة وأن تُسبى الذرية والنساء، وتقسم أموالهم...»، قال عروة بن الزبير: «فأُخبرت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لقد حكمتَ فيهم بحكم الله)» [رواه مسلم]، وهكذا كانت الشدة والغلظة على أولئك الغدرة علاجا نافعا وعظة وعبرة لغيرهم.
وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل ذلك قد أخرج بني النضير من ديارهم وغنم أموالهم بعد أن كشف الله له سعيهم لقتله وهو بين أظهرهم، فلما لبث أن خرج وعاد محاصرا ومحاربا لهم فنصره الله عليهم، كما حارب بني قينقاع وحاصرهم، وكذلك فعل مع يهود خيبر إذ حاربهم وفتح حصونهم عنوة [انظر: سيرة ابن هشام].
ولم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليسكت كذلك عن حق مسلم واحد قتل غدرا وظلما، كما يفعل دعاة السوء الذين يثبّطون المسلمين عن القيام لأخذ حقهم ممن قتل وسفك من دمائهم وانتهك من أعراضهم.
قال ابن كثير: «قال الواقدي: في شوال سنة ست كانت سرية كرز بن جابر الفهري إلى العرنيين الذين قتلوا راعي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واستاقوا النعم».
عن أنس –رضي الله عنه- أن ناسا من عكل وعرينة قدموا على النبي -صلى الله عليه وسلم- وتكلموا بالإسلام فقالوا: «يا نبي الله، إنا كنا أهل ضرع ولم نكن أهل ريف»، واستوخموا المدينة، فأمر لهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بذود وراعٍ، وأمرهم أن يخرجوا فيه فيشربوا من ألبانها وأبوالها، فانطلقوا حتى إذا كانوا ناحية الحرة كفروا بعد إسلامهم، وقتلوا راعي النبي -صلى الله عليه وسلم- واستاقوا الذود، فبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- فبعث الطلب في آثارهم فأمر بهم فسمَّروا أعينهم [والتسمير هو أن يَحمي مسمارا فيدنيه من العين دون أن تمسّ العينَ حرارتُه، فتصل حرارته إلى العين فتذيبها]، وقطعوا أيديهم، وتُركوا في ناحية الحرة حتى ماتوا على حالهم [رواه البخاري ومسلم].
فهذا عقاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإن نهى عن المثلة لكن القصاص ثابت بحقهم وأمثالهم ولم يدع قتلة راعيه طلقاء، بل أرسل سرية تحضرهم وتنفذ فيهم حكم القصاص.
وفي فتح مكة (أعادها الله) أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقتل أناس وإن تعلقوا بأستار الكعبة، فعن أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل مكة عام الفتح وعلى رأسه مغفر، فلما نزعه جاءه رجلٌ فقال: «ابن خطل متعلق بأستار الكعبة»، فقال: (اقتلوه) [رواه البخاري ومسلم].
وعن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: «لما كان يوم فتح مكة أمّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الناس إلا أربعة، وامرأتين، وقال: (اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة)» [رواه النسائي].
وذلك أيضا لأذيتهم الإسلام والمسلمين، فما كانت أستار الكعبة المشرّفة لتحميهم من شرع رب العالمين بعد الكفر المغلّظ الذي اقترفوه بأيديهم وألسنتهم.
وهذه الشواهد من سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وغيرها كثير لا تنفي عنه صفة الرأفة والرحمة ولكنها كما قال تعالى: }مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ{ [الفتح: 29]، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- منفذ لأمر الله -عز وجل- الذي قال له: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ{ [التوبة: 12].
وكما أنه -صلى الله عليه وسلم- نبي الرحمة فهو نبي الملحمة، وأما النظر إلى الجانب المتعلق برأفته ورحمته مع أولياء الله وإسقاطه على أعداء الله فهذا منهج أولياء الطاغوت الذين أرادوا من المسلمين مداهنة أعدائهم، بل يريدون منهم أن يدخلوا في طاعتهم ما وجدوا إلى ذلك سبيلا، فإذا ما انتفض المسلم وسارع إلى أعداء الله يثخن فيهم ويعاملهم بمثل ما يعاملون به المسلمين من قتل وتشريد، سارع أولئك الشياطين للإنكار عليه محذرين من تشويه صورة الإسلام والمسلمين، فعن أي إسلام يتحدثون ولأي دين يتبعون؟
• المصدر: صحيفة النبأ - العدد 46
الثلاثاء 4 ذو الحجة 1437 هـ
• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc11ar