قصة شهيد: أبو نذير العراقي شابت لحيته في طاعة الله (٢/٢) خرج من السجن بعد 7 سنين، بعد أن ...
منذ 2025-04-09
قصة شهيد:
أبو نذير العراقي
شابت لحيته في طاعة الله
(٢/٢)
خرج من السجن بعد 7 سنين، بعد أن دفع أمير المؤمنين أبو عمر البغدادي -تقبله الله- الغالي والنفيس من الأموال، لإنقاذه وإخوانه من الأسر، فنجاه الله تعالى من 18 حكما بالإعدام أصدرتها ضده محاكم المرتدين، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: (واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك) [رواه الترمذي]، فخرج من محبسه، ليلتحق بالدولة الإسلامية، ويبايع أمير المؤمنين الشيخ أبا بكر البغدادي، حفظه الله، ويعود إلى مربع صباه، وساحة جهاده في ولاية الأنبار، أميرا عسكريا لجنود الدولة الإسلامية في الولاية، تحت إمرة الشيخ أبي إسماعيل، تقبله الله، ولم يطل به الأمر إذ سرعان ما أعاد المرتدون اعتقاله بعد أن دلّهم عليه جاسوس في إحدى السيطرات التي كان عليه عبورها في غرب الولاية، ليمكث في السجن سنة أخرى، عاد بعدها إلى إخوانه في معسكرات الصحراء وهم يعدّون العدة لإطلاق مرحلة جديدة من مراحل الجهاد في العراق، وهي السيطرة على المدن.
فشارك -تقبله الله- إخوانه في عدة غزوات، أشهرها غزوة كبيسة، لينزل بعدها معهم مقتحما مدينة الرمادي وجزيرتها، ويمكّنهم الله من السيطرة على أجزاء واسعة منها، ويخوض مع جملة من الأبطال كأبي تراب الأنصاري، وأبو وهيب الفهداوي، وأبو محمود الفرّاج، وأبو أحمد الزعيم، وغيرهم من أبطال الجهاد تقبلهم الله، ملحمة من ملاحم الجهاد الكبرى، بثباتهم في مساحة ضيقة من الأرض، أمامهم عدوهم، والنهر من خلفهم، لأكثر من 17 شهرا، دَمَّروا فيها جيش الروافض تدميرا، وأجبروهم -بفضل الله- على هيكلة عشرة من الفرق العسكرية التي تمزقت في قاطع الرمادي وقاطعي جزيرة الرمادي وجزيرة الخالدية، قبل أن يأذن الله بالفتح المبين، الذي سبقه بفترة مقتل والي الأنبار الشيخ المجاهد أبي مهند السويداوي، تقبله الله.
كُلِّف الشيخ أبو نذير بولاية الأنبار رغم تهربه منها، فأكمل معركة الرمادي، حتى فتحها الله على يديه وإخوانه، وأغاظ بهم ملل الكفر كلها، فهربت حشود المرتدين من أمامهم لا تلوي على شيء، في ظل عجز أوليائهم من الصليبيين عن نجدتهم، وتقديم العون لهم.
وبعد انقشاع غبار معركة الرمادي عن فتح وتمكين، انتُدب -رحمه الله- للعمل في ولاية الجزيرة، نائبا لواليها، ثم أميرا عسكريا لجنود الدولة الإسلامية في أرضها، ثم اختير عضوا في هيئة الحرب لجيش الخلافة، فصال وجال في ربوع ولايات العراق المختلفة، ليعود مرّة أخرى إلى ولاية الأنبار، بعد انحياز المجاهدين من مدنها، ويبدأ وإخوانه من جديد معارك الصحراء التي خاضوها قبل سنين، فكانت الصولات الكثيرة على ثكنات المرتدين وأرتالهم، فشارك فيها تخطيطا وإعدادا وتنفيذا، حتى كان في طليعة القوة التي دخلت مدينة الرطبة في الهجوم الذي شنه جنود الخلافة عليها مع بدايات الحملة على الموصل.
مع اشتداد المعارك في الموصل دعي إليها مع ثلة من إخوانه، فلبوا الأمر، واستجابوا للنداء، وصحبه في رحلته الأخيرة الأخ أبو عبد الرحمن النمراوي (عبود الشيشاني) تقبله الله، وما إن وصل المدينة واستلم تكليفه بإدارة أحد قواطع المعارك فيها، حتى نزل في يومه الأول يتجول في قاطعه سيرا على الأقدام، ويطوف على جنوده بلحيته البيضاء وابتسامته اللطيفة، ثم مضى في ترتيب القاطع وتنظيم صفوف المقاتلين، ليبدأ بهم قصة جديدة من قصص البطولات التي سطرها مرارا في سني حياته، ويحيي ملاحم الرمادي في أحياء الموصل وأزقتها، ويسقي مرتدي سوات -بفضل الله- كأسا جديدا من العلقم قد سقاهم أضعافها قبل ذلك، وبقي على ذلك حتى قدّر الله له القتل، فيتمزق جسده الذي أفناه في جهاد أعداء الله، وتتخضب لحيته التي شابت في طاعة الله، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.
المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 68
الخميس 18 جمادى الأولى 1438 هـ
لقراءة القصة كاملة.. تواصل معنا تيليغرام:
@WMC11AR
أبو نذير العراقي
شابت لحيته في طاعة الله
(٢/٢)
خرج من السجن بعد 7 سنين، بعد أن دفع أمير المؤمنين أبو عمر البغدادي -تقبله الله- الغالي والنفيس من الأموال، لإنقاذه وإخوانه من الأسر، فنجاه الله تعالى من 18 حكما بالإعدام أصدرتها ضده محاكم المرتدين، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: (واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك) [رواه الترمذي]، فخرج من محبسه، ليلتحق بالدولة الإسلامية، ويبايع أمير المؤمنين الشيخ أبا بكر البغدادي، حفظه الله، ويعود إلى مربع صباه، وساحة جهاده في ولاية الأنبار، أميرا عسكريا لجنود الدولة الإسلامية في الولاية، تحت إمرة الشيخ أبي إسماعيل، تقبله الله، ولم يطل به الأمر إذ سرعان ما أعاد المرتدون اعتقاله بعد أن دلّهم عليه جاسوس في إحدى السيطرات التي كان عليه عبورها في غرب الولاية، ليمكث في السجن سنة أخرى، عاد بعدها إلى إخوانه في معسكرات الصحراء وهم يعدّون العدة لإطلاق مرحلة جديدة من مراحل الجهاد في العراق، وهي السيطرة على المدن.
فشارك -تقبله الله- إخوانه في عدة غزوات، أشهرها غزوة كبيسة، لينزل بعدها معهم مقتحما مدينة الرمادي وجزيرتها، ويمكّنهم الله من السيطرة على أجزاء واسعة منها، ويخوض مع جملة من الأبطال كأبي تراب الأنصاري، وأبو وهيب الفهداوي، وأبو محمود الفرّاج، وأبو أحمد الزعيم، وغيرهم من أبطال الجهاد تقبلهم الله، ملحمة من ملاحم الجهاد الكبرى، بثباتهم في مساحة ضيقة من الأرض، أمامهم عدوهم، والنهر من خلفهم، لأكثر من 17 شهرا، دَمَّروا فيها جيش الروافض تدميرا، وأجبروهم -بفضل الله- على هيكلة عشرة من الفرق العسكرية التي تمزقت في قاطع الرمادي وقاطعي جزيرة الرمادي وجزيرة الخالدية، قبل أن يأذن الله بالفتح المبين، الذي سبقه بفترة مقتل والي الأنبار الشيخ المجاهد أبي مهند السويداوي، تقبله الله.
كُلِّف الشيخ أبو نذير بولاية الأنبار رغم تهربه منها، فأكمل معركة الرمادي، حتى فتحها الله على يديه وإخوانه، وأغاظ بهم ملل الكفر كلها، فهربت حشود المرتدين من أمامهم لا تلوي على شيء، في ظل عجز أوليائهم من الصليبيين عن نجدتهم، وتقديم العون لهم.
وبعد انقشاع غبار معركة الرمادي عن فتح وتمكين، انتُدب -رحمه الله- للعمل في ولاية الجزيرة، نائبا لواليها، ثم أميرا عسكريا لجنود الدولة الإسلامية في أرضها، ثم اختير عضوا في هيئة الحرب لجيش الخلافة، فصال وجال في ربوع ولايات العراق المختلفة، ليعود مرّة أخرى إلى ولاية الأنبار، بعد انحياز المجاهدين من مدنها، ويبدأ وإخوانه من جديد معارك الصحراء التي خاضوها قبل سنين، فكانت الصولات الكثيرة على ثكنات المرتدين وأرتالهم، فشارك فيها تخطيطا وإعدادا وتنفيذا، حتى كان في طليعة القوة التي دخلت مدينة الرطبة في الهجوم الذي شنه جنود الخلافة عليها مع بدايات الحملة على الموصل.
مع اشتداد المعارك في الموصل دعي إليها مع ثلة من إخوانه، فلبوا الأمر، واستجابوا للنداء، وصحبه في رحلته الأخيرة الأخ أبو عبد الرحمن النمراوي (عبود الشيشاني) تقبله الله، وما إن وصل المدينة واستلم تكليفه بإدارة أحد قواطع المعارك فيها، حتى نزل في يومه الأول يتجول في قاطعه سيرا على الأقدام، ويطوف على جنوده بلحيته البيضاء وابتسامته اللطيفة، ثم مضى في ترتيب القاطع وتنظيم صفوف المقاتلين، ليبدأ بهم قصة جديدة من قصص البطولات التي سطرها مرارا في سني حياته، ويحيي ملاحم الرمادي في أحياء الموصل وأزقتها، ويسقي مرتدي سوات -بفضل الله- كأسا جديدا من العلقم قد سقاهم أضعافها قبل ذلك، وبقي على ذلك حتى قدّر الله له القتل، فيتمزق جسده الذي أفناه في جهاد أعداء الله، وتتخضب لحيته التي شابت في طاعة الله، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.
المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 68
الخميس 18 جمادى الأولى 1438 هـ
لقراءة القصة كاملة.. تواصل معنا تيليغرام:
@WMC11AR