الزَّوَاجُ مِنَ العَتَائِقِ سُنَّةُ خَيْرِ الْخَلَائِقِ يا له من دين ذاك الذي يُعز المؤمن وإن ...

منذ 2025-04-10
الزَّوَاجُ مِنَ العَتَائِقِ سُنَّةُ خَيْرِ الْخَلَائِقِ

يا له من دين ذاك الذي يُعز المؤمن وإن كان عبدا، ويُذل المشرك وإن كان سيدا، ويا له من دين ذاك الذي يرفع الناس بتقواهم لا بأنسابهم، فهذا بلال يُسمع دفُّ نعليه في الجنة وهو الحبشي، وذاك أبو لهب سيصلى نارا ذات لهب وهو القرشي، وكم ممَّن أمُّه سليلة حسب ونسب وهو عند الله وضيع، وكم ممَّن أمه جارية سُبيت بحد السيف وهو عند الله رفيع.

وما كانت تربية الإماء والزواج أو الإنجاب منهن عارا أو شنارا إلا في الجاهلية، وأما إسلامنا العظيم فقد جعل الناس سواسية، يتفاضلون بالتقوى.

وقد بوَّب علماء الحديث في مصنفاتهم عن فضل عتق الجواري والزواج منهن الشيء الكثير؛ جاء في صحيح الإمام البخاري، رحمه الله تعالى: [باب اتخاذ السراري، ومن أعتق جاريته ثم تزوجها]: عن أبي بردة، عن أبيه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (أيَّما رجل كانت عنده وليدة، فعلَّمها فأحسن تعليمَها، وأدَّبها فأحسن تأديبها، ثم أعتقها وتزوجها فله أجران، وأيَّما رجل من أهل الكتاب، آمن بنبيه وآمن بي فله أجران، وأيَّما مملوك أدى حق مواليه وحق ربه فله أجران).

وأخرج الإمام مسلم -رحمه الله- في صحيحه: عن الشعبي، قال: رأيت رجلا من أهل خراسان سأل الشعبي، فقال: يا أبا عمرو، إن مَن قِبلنا من أهل خراسان يقولون في الرجل إذا أعتق أمته، ثم تزوَّجها: فهو كالراكب بدنته، فقال الشعبي: حدثني أبو بردة بن أبي موسى، عن أبيه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ثلاثة يُؤتَون أجرهم مرتين: رجل من أهل الكتاب آمن بنبيِّه، وأدرك النبي -صلى الله عليه وسلم- فآمن به واتبعه وصدقه، فله أجران، وعبد مملوك أدى حق الله تعالى وحق سيده، فله أجران، ورجل كانت له أمة فغذَّاها، فأحسن غذاءها، ثم أدبها فأحسن أدبها، ثم أعتقها وتزوجها فله أجران).

- من أبناء هاجر .. أنبياء:

وحريٌّ بكل من يفخر بنسبِه من العرب، وإن هو تسرَّى وبُشِّر بمولود عبس واكفهر وجهه وغلب عليه الشعور بالذلة والخزي من أن أمَّ ولده ما هي إلا جاريته! حريٌّ بمثل هذا أن يتأمل قليلا في أحساب من سبقنا، وليسأل نفسه بعيدا عن لمزات المنكرين، وغمزات المثربين: من كانت أم أبيك إسماعيل أيها المسلم العربي سليل خير البطون والأفخاذ؟! إن كنت تجهل فآن لك أن تعلم أنها هاجر، ومن هاجر؟ أَمة أهدتها سارة لزوجها إبراهيم الخليل، وهي أم ابنه إسماعيل، على نبينا وعليهما الصلاة والسلام، يذكرها أبو هريرة -رضي الله عنه- معقبا على قصة سارة مع الجبار فيقول: "فتلك أمكم يا بني ماء السماء" [متفق عليه]، قال الإمام النووي -رحمه الله تعالى- في شرح صحيح مسلم: "قال كثيرون المراد ببني ماء السماء العرب كلهم لخلوص نسبهم وصفائه".

وقال الإمام ابن حبان في صحيحه: "كلُّ من كان من ولد هاجر يقال له: ولد ماء السّماء، لأنّ إسماعيل من هاجر، وقد رُبّي بماء زمزم وهو ماء السّماء الّذي أكرم اللّه به إسماعيل حيث ولدته أمّه هاجر، فأولادها أولاد ماء من السماء".


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 70
الخميس 3 جمادى الآخرة 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليغرام:
@WMC11AR

67645820478e1

  • 1
  • 0
  • 7

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً