صحيفة النبأ العدد 71 الافتتاحية: حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ لم ...
منذ يوم
صحيفة النبأ العدد 71
الافتتاحية:
حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ
لم يكتفِ النصارى المقيمون بين المسلمين بجريمة شركهم بالله العظيم، وحرابتهم للمسلمين، بل زادوا على ذلك بموالاة أيِّ عدو يغزو دار الإسلام، وأيِّ طاغوت يتسلط عليها، فيعلنون أنفسهم جنودا مجندة بين يديه، ويقاتلون المسلمين من ورائه، ويدلُّونه على عوراتهم، ويبذلون كل ما يستطيعون لتكون الدائرة له لا لأهل الإسلام، بل لا يتركون فرصة يمتلكون فيها شيئا من قوة إلا تسلَّطوا على رقاب المسلمين ذبحا وتقتيلا.
وإذا استعرضنا القرن الماضي من الزمان وحسب، وجدنا من الشواهد الشيء الكثير على ما أسلفنا من قول، إذ وقفوا في صف الصليبيين المحتلين لبلاد الإسلام في مرحلة "الاستعمار"، ثم مالوا إلى جانب الطواغيت الذين نصَّبهم المحتلون بعد رحيلهم، وكلما وجدوا في أنفسهم قوة، وأمدَّهم إخوانهم في الدول الصليبية بمدد، خرجوا يقاتلون المسلمين، ويرتكبون في العُزَّل منهم المذابح، كما حدث في لبنان والسودان وشرق آسيا والقوقاز والبلقان وغيرها من البلدان.
وقد كان هؤلاء النصارى -ولا يزالون- أهم بوابة للدول الصليبية للتدخل في بلدان المسلمين، وأهم ذريعة لغزوها وتدميرها، فمنذ مئات السنين، وفرنسا تمد ذراعها زاعمة حماية الكاثوليك، وروسيا تحشد جيوشها لحماية الأرثوذكس، وأمريكا ترسل بعوثها لنشر عقيدة البروتستانت، وكلهم في الكفر وعداء الإسلام سواء، ولا يقبل الصليبيون إلا أن يروا لإخوانهم من النصارى اليد العليا والطولى على المسلمين، فإن لم يُمكَّنوا من ذلك أعانوهم لتكون لهم دولهم المستقلة، التي ينتزعونها من أراضي المسلمين وبلادهم.
ومع إقامة الدولة الإسلامية، وعودة الخلافة، وتحكيم الشريعة، والرعب الذي اجتاح المشركين في كل أنحاء العالم، كان من أهم أسباب غضب الصليبيين ومسارعتهم إلى إعلان الحرب على الدولة الإسلامية قلقهم على مصير إخوانهم النصارى في بلاد المسلمين، وجزعهم من أن يعودوا أذلّاء صاغرين تحت حكم الإسلام كما كانوا من قبل، ورفضهم أن يروهم يدفعون الجزية للمسلمين من جديد، بعد قرون من إذلال المسلمين وأخذ أموالهم وديارهم دون مانع أو رادع.
وقد رأينا خلال الأيام الماضية حجم الاستنفار العالمي، والتحشيد الإعلامي، نصرة للنصارى في سيناء، والخوف الشديد من إخراجهم من هذه البقعة على أيدي جنود الخلافة، بعد التحذير الشديد الذي جاءهم من جنود التوحيد، وما تلاه من إنفاذ للوعيد بقتل من وقع بأيدي المجاهدين منهم.
إن النصارى في مصر وسيناء لا يختلفون عن إخوانهم المحاربين في كل مكان، فلا عهد لهم عند المسلمين ولا أمان، وهم لا يرقُبون في مؤمن إلاً ولا ذمة، ولا يجدون عدوا للإسلام والمسلمين إلا تولّوه وناصروه على المسلمين، وما موقفهم من الطاغوت (عبد الفتاح السيسي) ومناصرتهم له بكل ما أمكنهم، وإسباغهم عليه ألقاب الفخامة والقداسة، إلا لما يرون من حرصه على إزالة الإسلام وقهر المسلمين، وهم لا يقبلون أن يروا للإسلام راية تعلو، ولا شريعة تقام، بل ولا يرضون لمنتسِب للإسلام أن تكون له يد عليا ولو كان كافرا مرتدا كالطاغوت (محمد مرسي) وأنصاره من الإخوان المرتدين.
وليست قضية إعدادهم لقتال المسلمين بأيديهم، وتلقيهم الدعم الكبير من السلاح والأموال لتنفيذ ذلك خافية على أحد، ولا طموحاتهم بالاستيلاء على ما أمكنهم من الأراضي الغنية في مصر وسيناء لإنشاء دولتهم المستقلة مكتومة مستورة، ولا خلاف في استعداد الدول الصليبية لإعانتهم على تحقيق هذا الغرض، وما الأمر إلا أن تتهيأ الظروف لهم، ويكملوا أهبتهم واستعدادهم، حتى يبدؤوا تنفيذ خطتهم، ويشرعوا في تحقيق غايتهم، فيستظهروا بالشوكة، ويطلبوا الدعم والمعونة، ويستقلّوا بما في أيديهم من أرض، ليعلنوا عليها دولتهم النصرانية الصليبية، الشبيهة بدولة اليهود الصهيونية.
وإن الدولة الإسلامية التي سارت في النصارى بحكم الله، فأمَّنت من دخل في الذمة، ودفع الجزية، وقبل الصَغَار، وحاربت من بقي على حِرابته منهم، لن تفرق نصارى مصر عن بقية إخوانهم، وإن دماءهم التي سالت على شواطئ طرابلس، وفي مدن سيناء، وداخل كنيستهم في القاهرة، سيسيل أضعافها إن استمروا على حرابتهم، ورفضهم لحكم الله فيهم بالإسلام أو الذمة، وإن طاغوت مصر لن يحميهم ما دام عاجزا عن حماية جيشه، وإن الدول الصليبية لن يدوم دعمها لهم إلى الأبد، والحكيم من اتعظ بغيره، ولم يجرِّب حرارة النار بغمس نفسه فيها، ولله عاقبة الأمور.
المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 71
الخميس 10 جمادى الآخرة 1438 هـ
الافتتاحية:
حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ
لم يكتفِ النصارى المقيمون بين المسلمين بجريمة شركهم بالله العظيم، وحرابتهم للمسلمين، بل زادوا على ذلك بموالاة أيِّ عدو يغزو دار الإسلام، وأيِّ طاغوت يتسلط عليها، فيعلنون أنفسهم جنودا مجندة بين يديه، ويقاتلون المسلمين من ورائه، ويدلُّونه على عوراتهم، ويبذلون كل ما يستطيعون لتكون الدائرة له لا لأهل الإسلام، بل لا يتركون فرصة يمتلكون فيها شيئا من قوة إلا تسلَّطوا على رقاب المسلمين ذبحا وتقتيلا.
وإذا استعرضنا القرن الماضي من الزمان وحسب، وجدنا من الشواهد الشيء الكثير على ما أسلفنا من قول، إذ وقفوا في صف الصليبيين المحتلين لبلاد الإسلام في مرحلة "الاستعمار"، ثم مالوا إلى جانب الطواغيت الذين نصَّبهم المحتلون بعد رحيلهم، وكلما وجدوا في أنفسهم قوة، وأمدَّهم إخوانهم في الدول الصليبية بمدد، خرجوا يقاتلون المسلمين، ويرتكبون في العُزَّل منهم المذابح، كما حدث في لبنان والسودان وشرق آسيا والقوقاز والبلقان وغيرها من البلدان.
وقد كان هؤلاء النصارى -ولا يزالون- أهم بوابة للدول الصليبية للتدخل في بلدان المسلمين، وأهم ذريعة لغزوها وتدميرها، فمنذ مئات السنين، وفرنسا تمد ذراعها زاعمة حماية الكاثوليك، وروسيا تحشد جيوشها لحماية الأرثوذكس، وأمريكا ترسل بعوثها لنشر عقيدة البروتستانت، وكلهم في الكفر وعداء الإسلام سواء، ولا يقبل الصليبيون إلا أن يروا لإخوانهم من النصارى اليد العليا والطولى على المسلمين، فإن لم يُمكَّنوا من ذلك أعانوهم لتكون لهم دولهم المستقلة، التي ينتزعونها من أراضي المسلمين وبلادهم.
ومع إقامة الدولة الإسلامية، وعودة الخلافة، وتحكيم الشريعة، والرعب الذي اجتاح المشركين في كل أنحاء العالم، كان من أهم أسباب غضب الصليبيين ومسارعتهم إلى إعلان الحرب على الدولة الإسلامية قلقهم على مصير إخوانهم النصارى في بلاد المسلمين، وجزعهم من أن يعودوا أذلّاء صاغرين تحت حكم الإسلام كما كانوا من قبل، ورفضهم أن يروهم يدفعون الجزية للمسلمين من جديد، بعد قرون من إذلال المسلمين وأخذ أموالهم وديارهم دون مانع أو رادع.
وقد رأينا خلال الأيام الماضية حجم الاستنفار العالمي، والتحشيد الإعلامي، نصرة للنصارى في سيناء، والخوف الشديد من إخراجهم من هذه البقعة على أيدي جنود الخلافة، بعد التحذير الشديد الذي جاءهم من جنود التوحيد، وما تلاه من إنفاذ للوعيد بقتل من وقع بأيدي المجاهدين منهم.
إن النصارى في مصر وسيناء لا يختلفون عن إخوانهم المحاربين في كل مكان، فلا عهد لهم عند المسلمين ولا أمان، وهم لا يرقُبون في مؤمن إلاً ولا ذمة، ولا يجدون عدوا للإسلام والمسلمين إلا تولّوه وناصروه على المسلمين، وما موقفهم من الطاغوت (عبد الفتاح السيسي) ومناصرتهم له بكل ما أمكنهم، وإسباغهم عليه ألقاب الفخامة والقداسة، إلا لما يرون من حرصه على إزالة الإسلام وقهر المسلمين، وهم لا يقبلون أن يروا للإسلام راية تعلو، ولا شريعة تقام، بل ولا يرضون لمنتسِب للإسلام أن تكون له يد عليا ولو كان كافرا مرتدا كالطاغوت (محمد مرسي) وأنصاره من الإخوان المرتدين.
وليست قضية إعدادهم لقتال المسلمين بأيديهم، وتلقيهم الدعم الكبير من السلاح والأموال لتنفيذ ذلك خافية على أحد، ولا طموحاتهم بالاستيلاء على ما أمكنهم من الأراضي الغنية في مصر وسيناء لإنشاء دولتهم المستقلة مكتومة مستورة، ولا خلاف في استعداد الدول الصليبية لإعانتهم على تحقيق هذا الغرض، وما الأمر إلا أن تتهيأ الظروف لهم، ويكملوا أهبتهم واستعدادهم، حتى يبدؤوا تنفيذ خطتهم، ويشرعوا في تحقيق غايتهم، فيستظهروا بالشوكة، ويطلبوا الدعم والمعونة، ويستقلّوا بما في أيديهم من أرض، ليعلنوا عليها دولتهم النصرانية الصليبية، الشبيهة بدولة اليهود الصهيونية.
وإن الدولة الإسلامية التي سارت في النصارى بحكم الله، فأمَّنت من دخل في الذمة، ودفع الجزية، وقبل الصَغَار، وحاربت من بقي على حِرابته منهم، لن تفرق نصارى مصر عن بقية إخوانهم، وإن دماءهم التي سالت على شواطئ طرابلس، وفي مدن سيناء، وداخل كنيستهم في القاهرة، سيسيل أضعافها إن استمروا على حرابتهم، ورفضهم لحكم الله فيهم بالإسلام أو الذمة، وإن طاغوت مصر لن يحميهم ما دام عاجزا عن حماية جيشه، وإن الدول الصليبية لن يدوم دعمها لهم إلى الأبد، والحكيم من اتعظ بغيره، ولم يجرِّب حرارة النار بغمس نفسه فيها، ولله عاقبة الأمور.
المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 71
الخميس 10 جمادى الآخرة 1438 هـ