صحيفة النبأ العدد 75 قصة شهيد: أبو سليمان الشامي (تقبله الله) بين عشق الشهادة.. وطمس ...

منذ 13 ساعة
صحيفة النبأ العدد 75
قصة شهيد:

أبو سليمان الشامي (تقبله الله)
بين عشق الشهادة.. وطمس الرموز

3/4
• التوقيع.. أبو ميسرة الشامي

وبالإضافة لمسؤوليات أبي سليمان -رحمه الله- في إدارة تحرير مجلة دابق، وإمارته لكل فرق اللغات الأعجمية، كان الشيخ أبو محمد -تقبله الله- يعتمد عليه كثيرا في صياغة الرسائل والمقالات التي توضح منهج الدولة الإسلامية وتفضح أعداءها، نظرا لانشغال الشيخ بأمور الديوان، ومسؤولياته في ولاية أمر الدولة الإسلامية بما فوضه إليه أمير المؤمنين –حفظه الله- من صلاحيات، وكان يعهد لأبي سليمان بصياغة أفكاره على شكل مقالات، لقناعته بحسن صياغته، وجودة صنعته في الكتابة، وتمكنه من العلم الشرعي، وفهمه لمنهج الدولة الإسلامية، ليكتبها أبو سليمان باسم مستعار هو (أبو ميسرة الشامي) تحت إشراف الشيخ ومتابعته.

وهكذا ذاع صيت هذه الكنية التي وجه من خلالها ضربات موجعة لصحوات الردة وشيوخهم من علماء السوء، وفضح بها فصائل الفرقة والضرار المنتسبة للإسلام وقادتها من أهل الأهواء والضلال، وهتك أستار كثير من "الرموز" الذين يعبدهم الناس من دون الله، حتى صار اسم (أبي ميسرة الشامي) مصدر قلق لفصائل الصحوات، وأنصارها، وخاصة علماء السوء المجادلين عن المشركين، الذين اشتكوا منه مرارا، مع عجزهم الدائم عن الرد على تلك المقالات، وبحثهم الدؤوب عن حقيقته، وتقصيهم عن ذلك لدى كل من يقيم لهم وزنا، أو يرفع بهم رأسا، دون أن يصل أيٌّ منهم إلى نتيجة، أو يحصل على معلومة، فقد كان -تقبله الله- كتوما في أقواله، مستخفيا بأعماله، يخشى الرياء، ويتجنب السمعة، ويزهد في الظهور والشهرة.

كان أبو سليمان -تقبله الله- شديد الغيرة على دين الله، شديد الغضب لله، شديد البغض لعلماء السوء، وخاصة من ينسب نفسه منهم للتوحيد والسنة، وعلى رأسهم شيوخ الصحوات ومنظروهم، فلم يكن يترك فرصة إلا ويحذر منهم، ويشهّر بأفعالهم الخسيسة ومواقفهم الدنيئة، بل ويحرض إخوانه وأميره على قتلهم وقطع دابر فتنتهم، ويعرض نفسه لأداء هذه المهمة، وتحقيق هذه الغاية.
كما حرض من خلال كتاباته على قتل كثير من علماء السوء الموالين للصليبيين، وساهم في التخطيط لقتل الأمريكي المرتد (حمزة يوسف) أثناء زيارة له إلى تركيا، ولكن قدر الله له النجاة من أيدي مفارز الدولة الإسلامية العاملة هناك.
علم.. وعمل.. ودعوة

لم يكن علم الشيخ أبي سليمان من ذلك النوع النظري التجريدي، بل كان -رحمه الله- عمليا في علمه فلا يركّز انتباهه إلا على ما ينفعه وإخوانه في دينهم ودنياهم، متبحرا في مسائل التوحيد، عارفا بأقوال الملل والنحل المختلفة قديمها وحديثها، واسع الاطلاع في المذاهب الفقهية، شديد الحرص على اتباع السلف ومن سار على آثارهم، عظيم الحذر من أهل البدع ومقالاتهم، فلا يرفع لهم قدرا، ولا يعلي لهم منزلة، كثير المطالعة في كلام الأوائل من أئمة الدعوة النجدية، محذرا مما علق بهذه الدعوة من ضلالات على أيدي المتأخرين من المنتسبين إليها زورا من الموالين للطواغيت من آل سعود وأذنابهم.

ومن حرصه -رحمه الله- على معرفة الحق والأخذ به كان يقضي الساعات الطوال في تحقيق المسائل العلمية والبحث عن الرأي الراجح فيها أيا كان قائله، ولا يلتفت عند الحق إلى مخالفة إمام معروف أو ترك قول مشهور.

وهذا ما زاد على عاتقه من الأعباء الكثيرة التي أنهكت بدنه، وأشغلت ذهنه، فكان -تقبله الله- يبدأ عمله في الصباح الباكر في تنظيم العمل مع إخوانه في مجلة دابق وفرق الترجمة المختلفة، لينصرف بعدها إلى اجتماعات مطولة مع بعض إخوانه المجاهدين الذين علقت بأذهانهم بعض الشبهات، يوضح لهم ما خفي عنهم من حقائق حول منهج الدولة الإسلامية، ويدعوهم للعودة إلى جادة الصواب، ثم يعود بعد ساعات منهِكة من الحوارات والنقاشات ليغوص في البحث والتحقيق والكتابة والمراجعة، حتى ساعات متأخرة من الليل، فينقلب إلى أهله وقد أنهكه التعب، وأضناه السهر، وأضعفه الجوع، إذ كان أحيانا لا يذوق طوال يومه سوى لقيمات معدودات، يقمن صلبه.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 75
الخميس 9 رجب 1438 ه‍ـ

لقراءة القصة كاملة، تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar

6735978f52408

  • 0
  • 0
  • 4

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً