حقيقة شم النسيم كثير من المسلمين يسأل في هذه الأيام عدة أسئلة، مثل: هل شم النسيم حرام ولا ...

منذ 2018-04-08
حقيقة شم النسيم
كثير من المسلمين يسأل في هذه الأيام عدة أسئلة، مثل:
هل شم النسيم حرام ولا حلال؟
أو هل الخروج يوم شم النسيم حلال ولا حرام؟
أو هل أكل البيض والفسيخ والرنجة في نفس اليوم في البيت من غير خروج حرام ولا حلال؟
وفريق أخر يقول أن هناك من يفتي الناس بحل الخروج في هذا اليوم وأنه لا حرمة فيه، وما هو إلا احتفال بالطبيعة ونسيم الهواء.
وفريق أخر يقول بأن الخروج في هذا اليوم حرام وحتى أكل السمك والرنجة والبيض والفسيخ حرام؟
وهكذا تكثر الأسئلة حول هذا الأمر، والحقيقة أن الأمر لا يحتاج إلى فتاوى وإنما يحتاج إلى بيان لحقيقة هذا اليوم. ثم بعد العلم به وباعتقاده عند غير المسلمين، كل منا كمسلمين هو الذي سيفتي نفسه؟
بداية أسأل سؤال: هل كان شم النسيم موجوداً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أم لا؟
لو كان الجواب لا؟ بمعنى أنه لم يكن من الدين الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، لانتهى الأمر وقضي بأنه لم يكن من ديننا فلا حاجة لنا فيه فلسنا
بأفضل من النبي صلى الله عليه وسلم ولا بأفضل من خلفائه وصحابته الكرام.
وإن كان الجواب نعم، بمعنى أنه كان موجوداً عند غير المسلمين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه وأصحابه من بعده، أيضاً لانتهى الأمر لأنه إذا كان موجوداً في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه وأصحابه من بعده ثم لا يعترف به ولا يعتبره يوماً مميزاً عن غيره، فلا حاجة لنا فيه تأسياً برسولنا صلى الله عليه وسلم.
لكن زيادة على ذلك نبين كيف بدأ الاحتفال بهذا اليوم؟ وما عقيدة كل من احتفل به؟
شم النسيم هو ما يسمى زوراً في بلادنا بعيد الربيع، ومن العجيب أن تجد مصر هي الدولة الوحيدة التي يحتفل أهلها من المسلمين بهذا اليوم من بين بلاد المسلمين.
أول من احتفل بهذا اليوم هم الفراعنة وكان يسمى عندهم بالنيروز، وحددوا ميعاده بالانقلاب الربيعي، وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار. وكانوا يعتقدون كما ورد في كتابهم المقدس عندهم أن ذلك اليوم هو أول الزمان، أو بدء خلق العالم.
ثم نقل بنو إسرائيل عيد شم النسيم عن الفراعنة لما خرجوا من مصر، وقد اتفق يوم خروجهم مع موعد احتفال الفراعنة بعيدهم.
واحتفل بنو إسرائيل بالعيد بعد خروجهم ونجاتهم، وأطلقوا عليه اسم عيد الفصح.
ثم انتقل عيد الفصح من اليهود إلى النصارى وجعلوه موافقًا لما يزعمونه قيامة المسيح.
عقيدة النصارى في عيد شم النسيم:
تبدأ شعائر النصارى بالصوم الكبير ويستمر أربعين يومًا، ثم بعد تمام الأربعين خمسون يومًا تنتهي بعيد الخمسين أو العنصرة، ثم أسبوع الآلام، وهو آخر أسبوع في فترة الصوم، ويشير إلى الأحداث التي قادت إلى صلب المسيح عليه السلام وقيامته ـ كما يزعمون ـ.
ويبدأ أسبوع الآلام بأحد السعف؛ وهو يوم الأحد الذي يسبق أحد الفصح، ويتلوه خميس العهد أو الصعود، ويشير إلى العشاء الأخير للمسيح واعتقاله وسجنه، ثم الجمعة الحزينة وهي السابقة لعيد الفصح، وتشير إلى موت المسيح على الصليب حسب زعمهم، ثم سبت النور ـ وهو يوم الانتظار وترقب قيام المسيح، ثم أحد عيد الفصح ـ أو عيد القيامة، وفي يوم الاثنين التالي لعيد القيامة يقع الاحتفال بشم النسيم.
وكما ترى فعيد شم النسيم لا يكون إلا يوم الاثنين بسبب ارتباطه الوثيق
بالشعائر النصرانية الوثنية، التي يزعمون فيها صلب المسيح الذي يعتقدون أنه ابن الله ثم قيامته يوم الأحد الذي يسبق شم النسيم.
أما عقيدتنا كمسلمين: أن عيسى عليه السلام رسول الله وما قتلوه وما صلبوه وأن الله رفعه إليه، قال تعالى [وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158)] (سورة النساء).
فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ [كَانَ لِأَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ يَوْمَانِ فِي كُلِّ سَنَةٍ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم الْمَدِينَةَ قَالَ: كَانَ لَكُمْ يَوْمَانِ تَلْعَبُونَ فِيهِمَا وَقَدْ أَبْدَلَكُمْ اللهُ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْم الْأَضْحَى] (النسائي 1556).
فوجه الدلالة من الحديث: أن العيدين الجاهليين لم يقرُّهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تركهم يلعبون فيهما على العادة، بل قال: وَقَدْ أَبْدَلَكُمْ اللهُ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الْأَضْحَى، والإبدال من الشيء، يقتضي ترك المبدل منه، إذ لا يجمع بين البدل والمبدل منه، ولهذا لا تستعمل هذه العبارة إلا فيما ترك اجتماعهما.
وفي البعد التام عن كل ما يوافق فعلهم ورد عن ثَابِت بْنُ الضَّحَّاكِ، قَالَ
[نَذَرَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْحَرَ إِبِلًا بِبُوَانَةَ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ إِبِلًا بِبُوَانَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ كَانَ فِيهَا وَثَنٌ مِنْ أَوْثَانِ الْجَاهِلِيَّةِ يُعْبَدُ؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: هَلْ كَانَ فِيهَا عِيدٌ مِنْ أَعْيَادِهِمْ؟ قَالُوا: لَا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوْفِ بِنَذْرِكَ، فَإِنَّهُ لَا وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَلَا فِيمَا لَا يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ] (أبو داود 3313).
ووجه الدلالة من الحديث أن المسلم لا يفعل فعلاً يوافق فيه غير المسلمين لا في زمان ولا في مكان.
وفي نهاية العرض لما سبق من عقيدة غير المسلمين في هذا اليوم، يتبين لصاحب البصيرة والقلب المؤمن بالله وحده، المتبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذا اليوم ليس لنا فيه أي عمل سوى أعمالنا المعتادة في كل يوم، وليس لنا أن نظهر فيه بأي مهر يشابه فعلهم أو يوافقه.
والله أسأل أن يهدينا جميعا للحق، وإلى صراطه المستقيم.
كتبه/ أبو عبد الرحمن سيد فؤاد الليثي
رابط الدرس الصوتي:
https://www.youtube.com/watch?v=OPIlAAFG7O0&feature=youtu.be

59df34c2e3914

  • 0
  • 1
  • 371

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً