نماذج مشرقة للإخلاص في طلب العلم وبذله 1 - الإمام محمد بن إدريس الشافعي (150-204هـ) قال الحسن ...

منذ 2025-04-28
نماذج مشرقة للإخلاص في طلب العلم وبذله

1 - الإمام محمد بن إدريس الشافعي (150-204هـ)
قال الحسن بن عبد العزيز الجروي المصري: قال الشافعي: ما ناظرت أحدا، فأحببت أن يخطئ، وما في قلبي من علم، إلا وددت أنه عند كل أحد، ولا ينسب إليّ.
قال الربيع: سمعت الشافعي، ودخلت عليه وهو مريض، فذكر ما وضع من كتبه، فقال: لوددت أن الخلق تعلمه، ولم ينسب إليّ منه شيء أبدا.
وقال حرملة بن يحيى، قال: سمعت الشافعي، يقول: وددت أن كل علم أعلمه تعلمه الناس أوجر عليه، ولا يحمدوني.
[آداب الشافعي ومناقبه لابن أبي حاتم: ص68].

2 - الإمام أبو نصر عبيد الله بن سعيد ‌السجزيّ الوائلي البكري (ت 444هـ).
قال أبو إسحاق الحَبَّال: كنت يومًا عند أبي نَصْر فدُقَّ الباب، فقمت ففتحتُه، فدخلتْ ‌امرأة، فأخرجتْ كيسًا فيه ألفُ ‌دينار، فوضعَتْه بين يدي الشَّيخ، وقالت: أنْفِقْها كما ترى. قال: ما المقصود؟ قالت: تزوَّجني ولا حاجة لي في الزَّوْج، ولكن لأخدمك. فأمرها بأخذ الكيس وأن تنصرف، فلما انصرفَتْ قال: خرجت من سِجِسْتَان بنيَّة طلب العِلْم، ومتى تزوَّجْتُ سقط عني هذا الاسم، وما أُوثر على ثواب طلب العلم شيئًا.
[طبقات علماء الحديث: 3/314، وسير أعلام النبلاء: 17/655].

3 - الإمام علي بن محمد حبيب، أبو الحسن ‌الماوردي (364-540هـ)
وقيل: إنه ‌لم ‌يظهر ‌شيئا ‌من ‌تصانيفه ‌في ‌حياته، وجمعها في موضع، فلما دنت وفاته، قال لمن يثق به: الكتب التي في المكان الفلاني كلها تصنيفي، وإنما لم أظهرها لأني لم أجد نية خالصة، فإذا عاينت الموت، ووقعت في النزع، فاجعل يدك في يدي، فإن قبضت عليها وعصرتها، فاعلم أنه لم يقبل مني شيء منها، فاعمد إلى الكتب، وألقها في دجلة، وإن بسطت يدي، فاعلم أنها قبلت.
قال الرجل: فلما احتضر، وضعت يدي في يده، فبسطها، فأظهرت كتبه.
[وفيات الأعيان: 3/282، وسير أعلام النبلاء: 18/66].

4 - الإمام القاسم بن فِيرُّه بن خلف بن أحمد الرعينيّ الشَّاطبي (538-590هـ)
قال رحمه الله تعالى عن منظمته في القراءات "حرز الأماني ووجه التهاني" والشهيرة بالشاطبية: ‌لا ‌يقرأ ‌أحد ‌قصيدتى هذه إلا ونفعه الله عز وجل بها، لأنّى نظمتها لله تعالى.
[إنباه الرواة على أنباه النحاة: 4/161].

‌‌‌5 - شرف الدين يحيى بن محمد الحدادي المُنَاوِي (798-871هـ)
قال الشريف السمهودي: كان شيخنا شيخ الإسلام فقيه العصر الشرف المناوي إذا أخرج إلى دهليزه ذاهبا للدرس يقف حتى يخلص النية ويستحضرها خوفا من الرياء ثم يخرج وكان كثيرا ما ينشد:
لئن كان هذا الدمع يجري ‌صبابة. . . على غير ليلى فهو دمع مضيع
ثم يبكي بكاءً شديدا.
[فيض القدير لزين الدين المُناوي: 2/226].

6 - الإمام أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي (909-974هـ)
قال الدكتور المحقق محمد أبو بكر باذيب -حفظه الله تعالى-: وأنقل لكم هنا نصا فريداً، بل خطيراً!! وقفتُ عليه في مخطوط مغربي، لعالم من المغرب لم أقف على اسمه، وهو من تلامذة الشيخ إبراهيم الميموني (ت 1079هـ)، وهذا نص كلامه: نقلا عن خطه، قال رحمه الله:
حدثني شيخنا الشيخ إبراهيم الميموني، قال: سمعت من شيخنا الشنواني (ت 1019هـ)، قال: كنت جالساً مع ابن حجر الهيتمي تجاه الكعبة، فجاء إنسان فقال له: إن الشيخ محمد الرملي انتحل شرحك على المنهاج، ونسبه لنفسه. قال: فسجد الشيخ ابن حجر شكرا لله، وقال: والله لقد كنت أردت أن لا ينسب لي من هذا العلم شيء، فإن مرادي أن أبذله من عندي (!)، وما حصلته من هذه العلوم للناس، لينتفعوا بها، وإذ حصل ذلك فلا أبالي بمن انتحله. انتهى النص.
  • 0
  • 0
  • 28

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً