من أخذ العلم عن ألفي شيخ فصاعداً في هذا المقال سنذكر من أخذ العلم عن ألفي شيخ أو أكثر، وهذا ليس ...

منذ 2025-04-28
من أخذ العلم عن ألفي شيخ فصاعداً

في هذا المقال سنذكر من أخذ العلم عن ألفي شيخ أو أكثر، وهذا ليس بغريب عند أهل الحديث قديماً، فرحلات أصحاب الحديث مشهورة، وتنقلهم في الأقاليم والبلدان كانت تستغرق السنين الطوال، فاجتمعوا بآلاف المشايخ، ثم انتخبوا من أولئك من رووا عنهم في مصنفاتهم.
وقد ذكرت هنا من كان من أئمة هذا الشأن أو له مزيد اهتمام به، ولم أذكر من كان مجهولاً مثل القاسم بن داود البغدادي الذي قال عنه الإمام الذهبي في ميزان الاعتدال: 3/370: "طير غريب، أو لا وجود له". فقد انفرد عنه أبو بكر النقاش، ذاك التالف، فقال: سمعته يقول: كتبت عن ستة آلاف ‌شيخ.
فأرجو أن يكون في هذا المقال ما يحفز طلبة العلم على الإكثار من الشيوخ، فمَن كثر شيوخه، اتسع للخلاف صدره، واتسعت مداركه:

1 - عبد الكريم ابن الحافظ أبي بكر محمد بن منصور بن محمد بن عبد الجبار التميمي، أبو سعد السَّمْعَاني (506-562هـ).
الإمام الحافظ محدث خراسان ومفتيها، صاحب المصنفات الكثيرة، والتي أشهرها "الأنساب".
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه بْن النّجّار: سَمِعْتُ من يذكر أنّ عدد شيوخه ‌سبعة ‌آلاف ‌شيخ، وهذا شيءٌ لم يبلغْه أحد. وكان مليح التّصانيف، كثير النّشْوار والأناشيد، لطيف المزاج، ظريفا، حافظا، واسع الرحلة، ثقة، صدوقا، ديّنا، جميل السّيرة.
سمع منه مشايخه وأقرانه.
[السير للذهبي: 20/456، وطبقات علماء الحديث: 4/94].

2 - عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي (118 – 118 هـ)
الإمام، شيخ الإسلام، عالم زمانه، وأمير الأتقياء في وقته، أبو عبد الرحمن الحنظلي مولاهم، التركي، ثم المروزي، الحافظ، الغازي، أحد الأعلام.
قال عن نفسه: حملت العلم عن أربعة آلاف شيخ، فرويت عن ألف شيخ.
[سير أعلام النبلاء: 8/397].

3 - إسماعيل بن علي بن الحسين بن زَنْجُوَيْه الرَّازِيّ، أبو سَعْد السَّمَّان (ت 443هـ).
الحافظ، العلامة، الزاهد، المعتزليّ، الفقيه الحنفيّ، شيخ المعتزلة وعالمهم وفقيههم ومتكلّمهم ومحدّثهم.
كان إماما في القراءات والحديث ومعرفة الرجال والأنساب والفرائض والحساب والشروط والمقدّرات، وفقه أبي حنيفة وأصحابه، ومعرفة الخلاف بين أبي حنيفة والشافعيّ رحمهما الله، وفي فقه الزيديّة وفي الكلام.
قال الحافظ ابن عساكر في ترجمة أبي سعد السمان: ‌قدم ‌دمشق ‌طالب ‌علم وكان من المكثرين الجوالين سمع من نحو من أربعة آلاف شيخ...
[تاريخ دمشق: 9/21].

4 - عمر بن عبد الكريم بن سعدويه بن مَهْمَت، الدِّهسْتاني، أبو ‌الفِتْيَان الرَّوَّاسي(428-503هـ)
الشيخ، الإمام، الحافظ، المكثر، الجوَّال.
قال ابنُ نقطة: سمِعْتُ من غير واحد من أهل العِلْم أنه سَمِعَ من ‌ثلاثة ‌آلافٍ وسَبْعِ مئة ‌شيخ.
[تكملة الإكمال لابن نقطة: 2/746].

‌5 - أبو عبد الله محمد بن محمود بن الحسن بن هبة الله بن محاسن، محبّ الدين بن النجار البغدادي (578 – 643 هـ).
الإمام الحافظ العلامة، محدث العراق، ومؤرخ العصر. رحل إلى الشام ومصر والحجاز وخراسان وأصبهان ومرو وهراة ونيسابور، وسمع الكثير وحصل الأصول والمسانيد، واستمرت رحلته سبعا وعشرين سنة، واشتملت مشيخته على ثلاثة آلاف شيخ، وكان إماما حجة ثقة حافظا مقرئا أديبا عارفا بالتاريخ وعلوم الأدب حسن الالقاء والمحاضرة، وكان له شعر حسن.
[معجم الأدباء: 6/2644]
قال ابن الساعي: اشتملت مشيخته على ‌ثلاثة ‌آلاف ‌شيخ وأربع مائة امرأة.
[سير أعلام النبلاء: 23/133]

‌6 - المبارك ‌بن ‌كامل بن أبي غالب البغدادي، ويعرف أبوه بالخفاف، أبو بكر المفيد (490 – 543 هـ).
الشيخ، العالم، المحدث، مفيد العراق، أبو بكر البغدادي، الظفري.
سمع خلقا كثيرا، وما زال يسمع العالي والنازل ويتبع الأشياخ في الزوايا، وينقل السماعات، فلو قيل: إنه سمع من ثلاثة آلاف شيخ، لما رد قول القائل. وجالس الحفاظ وكتب بخطه الكثير وانتهت إليه معرفة المشايخ ومقدار ما سمعوا والإجازات لكثرة دربته في ذلك.
[المنتظم لابن الجوزي: 18/70].

7 - مُحَمَّد بن ‌حبَان بن أَحْمد بن ‌حبَان ‌أَبُو ‌حَاتِم التَّمِيمِي البستي (ت 354 هـ).
الإمام، العلامة، الحافظ، المجود، شيخ خراسان، صاحب الأنواع والتقاسيم، وغير ذلك من التصانيف في التاريخ، والجرح والتعديل.
قال في مقدمة كتابه "التقاسيم والأنواع" والمعروف بصحيح ابن حبان: ولعلنا قد كتبنا عن أكثر من ‌ألفي ‌شيخ من إسبيجاب إلى الإسكندرية.
[صحيح ابن حبان: التقاسيم والأنواع: 1/109].
قال الإمام الذهبي بعد نقله كلام ابن حبان معلقاً: كذا فلتكن الهمم، هذا مع ما كان عليه من الفقه، والعربية، والفضائل الباهرة، وكثرة التصانيف.
[سير أعلام النبلاء: 16/94].

8 - أبو ‌عليّ ‌الحُسَين ‌بن ‌عليّ ‌بن ‌يَزِيد النَّيْسَابُوريّ (ت 349 هـ)
الحافِظ الكبير، إمامٌ في وَقْته، مُتَّفَق عليه، تَلْمَذَ عليه الحُفَّاظُ، وارْتَحلَ إلى العِرَاقَيْن والشَّام ومِصْر، ...كَتَبَ عن قَريْبٍ من ‌ألْفَي ‌شَيْخ، ولُقِّبَ في صِبَاه بالحافِظ.
[الإرشاد في معرفة علماء الحديث للخليلي: 3/843]

9 - أبو عبد الله الحاكم: محمَّد بن عبد الله بن محمَّد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم، الضبي الطهماني النيسابوري الشافعي المعروف بابن البيِّع (321- 405 هـ).
الإمام، الحافظ، الناقد، العلامة، شيخ المحدثين، صاحب "المستدرك على الصحيحين"، و"تاريخ نيسابور" وغيرهما من المصنفات.
طلب هذا الشأن في صغره بعناية والده وخاله، وأول سماعه كان في سنة ثلاثين، وقد استملى على أبي حاتم بن حبان في سنة أربع وثلاثين وهو ابن ثلاث عشرة سنة. ولحق الأسانيد العالية بخراسان والعراق وما وراء النهر، ‌وسمع ‌من ‌نحو ‌ألفي ‌شيخ، ينقصون أو يزيدون، فإنه سمع بنيسابور وحدها من ألف نفس...
[سير أعلام النبلاء: 17/163].

10 - القاسم بن محمد بن يوسف بن محمد بن ‌يدّاس البِرْزالي عَلَم الدين أبو محمد الأشبيلي الدمشقي، الشافعي (665 - 739 هـ)
الشيخ المحدِّث الإمام العالم الحافظ، مُفِيد الشام، مؤرِّخ الإسلام، كان رأسًا في صِدْق اللَّهجة والأمانة، صاحب سُنّة واتِّباع ولزوم للفرائض، له مجاميع مفيدة كثيرة وتعاليق، وعملٌ في فنِّ الرواية قلَّ مَن بلغ إليه، وبلغ عدد مشايخه بالسَّماع أزيدَ من ألفين، وبالإجازة أكثرَ من ألف، رَتَّب ذلك كلَّه وترجمهم في مسوَّدات مُتقَنة.
[تكملة سير أعلام النبلاء: 30/422].

11 - أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم الأصبهاني، الجرواني، أبو طاهر السلفي (478 – 576 هـ)
الإمام، العلامة، المحدث، الحافظ، المفتي، شيخ الإسلام، شرف المعمرين.
قال الإمام الذهبي: قرأت بخط عمر بن الحاجب: أن (معجم السَّفر) للسلفي يشتمل على ألفي شيخ.
[سير أعلام النبلاء: 15/282].

12 - أبو الفداء ‌إسماعيل ‌بن ‌إبراهيم ‌بن ‌سالم بن رِكاب الأنصاريّ، يعرف بابن الخبّاز (629 – 703 هـ).
الشَّيْخ الصَّالح الْمُحدث نجم الدّين، من ذُرِّيَّة عبَادَة بن الصَّامِت الأنصاري.
خرج لنَفسِهِ مشيخة في مائَة جُزْء عَن أَكثر من ألفى شيخ، وَبَالغ حَتَّى كتب عَمَّن هُوَ دونه أَكثر من سِتّمائَة جُزْء، وَحدث بهَا أَيَّام الْجمع على كرسيه بالجامع، وَكَانَ متوددا حسن الْأَخْلَاق متواضعا.
[المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد: 1/255].

والحمد لله رب العالمين.
  • 0
  • 0
  • 13

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً