عشق الكتب قد يجعلها مهرا ذكر الإمام الذهبي -رحمه الله تعالى- في كتابه السير أن مختصر الإمام ...

منذ 2025-04-28
عشق الكتب قد يجعلها مهرا

ذكر الإمام الذهبي -رحمه الله تعالى- في كتابه السير أن مختصر الإمام المزني -رحمه الله تعالى- كان يُجعل في جهاز العروس، لكن حفظ لنا التاريخ مواقف لبعض عشاق القراءة حيث جعلوا الكتب مهراً، وقد وقفت على بعضها فيما يلي:
1 - تفقّه العلامة أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاسانىّ (ت 587هـ) الملقب بملك العلماء وصاحب الكتاب الجليل "بدائع الصنائع وترتيب الشرائع" على العلامة علاء الدين محمد بن أحمد بن أبى أحمد السّمرقنديّ (ت 539هـ)، وقرأ عليه معظم تصانيفه، مثل: "التّحفة" في الفقه، وغيرها من كتب الأصول.
وزوّجه شيخه علاء الدين السمرقندي ابنته فاطمة الفقيهة العالمة (توفيت 581هـ).
قيل: إنّ سبب تزويجه بابنة شيخه أنها كانت من حسان النّساء، وكانت حفظت "التحفة" تصنيف والدها، وطلبها جماعة من ملوك بلاد الرّوم، فامتنع والدها، فجاء الكاسانىّ، ولزم والدها، واشتغل عليه وبرع في علمي الأصول والفروع، وصنّف كتاب "البدائع" وهو شرح للتّحفة، وعرضه على شيخه فازداد فرحاً به، وزوّجه ابنته، وجعل مهرها منه ذلك، فقال الفقهاء في عصره: ‌شرح ‌تحفته، وزوّجه ابنته.
وكانت فاطمة بنت علاء الدين تفتي، وكان زوجها يحترمها، ويكرمها، وكانت الفتوى أوّلاً يخرج عليها خطّها وخطّ أبيها السّمرقندىّ، فلمّا تزوّجت بالكاسانىّ، كانت الفتوى تخرج بخطّ الثلاثة.
[الجواهر المضية في طبقات الحنفية: 4/26، و4/123].

2 – جاء في عقد زواج العلامة عبد الوهاب بن اكتوشنِ بن السيد العلوي، المعروف بـ "اجدود" (ت 1289هـ) على بنت الكرام نفيسة بنت الشيخ محمد الحافظ، ما يلي: "... هذا وإني ملكت نفيسة بضعة عشر كتاباً من كتبنا: ستة أجزاء من القسطلاني، وثلاثة أجزاء من إحياء علوم الدين، وبداية الهداية، والنصح الأنفع، والمرادي، والترغيب والترهيب، والزاهر، والحماسة....
وعشرون بنت لبون إبلا؛ صداقها.
ولا أخرجها من بلدها مكرهة، وإلا فقد بانت مني".

3 – من النماذج المعاصرة لجعل الكتب مهراً ما تداولته العديد من الصحف مثل صحيفة السوسنة بتاريخ 12-12-2016م عن فتاة تونسية اسمها فاطمة بلعيد، حيث خالفت الأعراف والتقاليد وطلبت أن يكون مهرها قفة -سلة- كتب، فأعطاها زوجها أسامة بن درمش قفتين.
وقد ذكرت القصة بنفسها على صفحتها على الفيس بوك.
وذُكر في بعض المواقع أن فتاة ليبية من بنغازي طلبت أن يكون مهرها كتاب "الداء والدواء" لابن القيم رحمه الله تعالى، وتم العقد على ذلك.
  • 0
  • 0
  • 4

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً