مَن فسّر القرآن الكريم عدة مرات إلقاءً وتأليفاً (1) عبد ‌الله ‌بن ‌العباس ‌بن ‌عبد ‌المطلب ...

منذ 2025-04-28
مَن فسّر القرآن الكريم عدة مرات إلقاءً وتأليفاً

(1) عبد ‌الله ‌بن ‌العباس ‌بن ‌عبد ‌المطلب الهاشمي القرشي(3 ق هـ - 68 هـ)، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه وحبر الأمة والبحر وترجمان القرآن، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبويه والخلفاء الأربعة وخلق من الصحابة، وروى عنه أنس وأبو أمامة بن سهل وابن المسيب وسعيد بن جبير في خلائق من التابعين، توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس عشرة سنة على الصحيح، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "اللهم فقهه في الدين". له في الصحيحين وغيرهما 1660 حديثا.
كان أبيضاً، طويلا، مشربا صفرة، جسيما، وسيما، صبيح الوجه، له وفرة، يخضب بالحناء. وكان الناس يأتونه فيسألونه في التفسير، والفقه، والفرائض، والوصايا، والمغازي، والعربية، والأنساب، والشعر.
وكان آية في الحفظ والفهم، وأكثر صحابي روي عنه في تفسير الكتاب العزيز، وقد عرض عليه العديد من التلاميذ مرات كثيرة، وفسر القرآن الكريم عدة مرات، ويكفي أن نذكر هنا قول تلميذه مجاهد بن جبر: "قرأت ‌القرآن على ابن ‌عباس ‌ثلاث ‌عرضات أقف عند كل آية أسأله فيم نزلت وكيف كانت".

(2) علي بن عبد الله بن أحمد النّيسابوريّ المعروف بابن أبي الطيب (ت: 458 هـ)، الإمام العلامة، المفسر الأوحد، كان آية في الحفظ، مع الورع والعبادة والتأله.
له ‌عدة ‌تفاسير: التفسير الكبير وهو في ثلاثين مجلدا، والتفسير الوسيط في خمسة عشر مجلدا، والتفسير الصغير في ثلاث مجلدات، وقد أملاها جميعها من حفظه، وكانت مباحثه فيها معتبرة.
قيل إنه لما توفى رحمه الله، وجد في مكتبته أربعة كتب: واحد في الفقه، الثاني في الأدب، وكتابان في التاريخ، ولم يكن له من تركة غير ذلك. ولم يكن له عقب.
[انظر تاريخ بيهق: 348]

(3) أبو الحسن ‌علي ‌بن ‌أحمد بن محمد بن علي ‌الواحدي، النيسابوري، الشافعي (ت: 468 هـ)، الإمام، العلامة، الأستاذ، صاحب (التفسير)، وإمام علماء التأويل، من أولاد التجار. له الكثير من المصنفات، وكان له باع طويل في العربية.
صنف التفاسير الثلاثة: (البسيط)، و (الوسيط)، و (الوجيز) وبتلك الأسماء سمى الغزالي تواليفه الثلاثة في الفقه.
إضافة إلى تصنيف كتاب "أسباب النزول" وهذا التصنيف –[في التفسير[-فيه تخيير حسب همة ورغبة طالب العلم وفيه تسهيل للمبتدئين وتذكير للمتبصرين.

(4) أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي القرشي التيمي البكري البغدادي، جمال الدين الحنبلي (508 - 597 هـ)، الشيخ، الإمام، العلامة، الحافظ، المفسر، شيخ الإسلام، مفخر العراق، الواعظ صاحب التصانيف.
له مؤلفات كثيرة في علوم القرآن تبلغ ثلاثة عشر كتاباً، منها ‌ثلاثة ‌تفاسير: " المغني " وهو أكبرها، و" زاد المسير " وهو أوسطها، و" تيسير البيان " وهو أصغرها، والمطبوع منها " زاد المسير ".

(5) محمد بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله الإمام فخر الدين أبو عبد الله ابن تيمية الحرّانيّ. (542 – 622 هـ)، الفقيه، الحنبليّ، الواعظ المفسر، صاحب المصنفات. شيخ حرّان وعالمها وخطيبها. كان رحمه الله رجلا صالحاً، تذكر له كرامات وخوارق، وولي الخطابة والإمامة بجامع حران، والتدريس بالمدرسة النورية بها، وبنى هو مدرسة بحران أيضا.
شرع في إلقاء التفسير بكرة كل يوم بجامع حران في سنة ثمان وثمانين، وواظب على ذلك حتى *‌(فسر ‌القرآن خمس ‌مرات)*، انتهى آخرها إلى سنة عشر وستمائة وكان مجموع ذلك في ثلاث وعشرين سنة، ذكر ذلك في أول «تفسيره» الذي صنفه.
[انظر: طبقات المفسرين للداوودي: 2/144 بتصرف]

(6) أحمد بن يوسف بن حسن بن رافع، موفّق الدين، أبو العبّاس، ‌الكواشيّ، الشافعيّ (590-680 هـ)، المقرئ، المفسّر، الزاهد، بقيّة الأعلام. كان منقطع القرين عديم النظير زهدا وصلاحا وصدقا وتبتّلا وورعا واجتهادا، صاحب أحوال وكرامات. كان السلطان فمن دونه يزورونه فلا يقوم لهم ولا يعبأ بهم، ولا يقبل صلتهم. أضرّ قبل موته بسنوات.
من كتبه "تبصرة المتذكر وتذكرة المتبصر" (مخطوط) "تفسير القرآن" قال صاحب كشف الظنون: ثم لخصه في مجلد وسماه "التلخيص" فرغ منه سنة 649 هـ ". وقال الذهبي: "جود فيه الإعراب، وحرر أنواع الوقوف، وأرسل منه نسخة إلى مكة والمدينة والقدس". وقال السيوطي: وعليه اعتمد الشيخ جلال الدين المحلى في تفسيره، واعتمدت عليه أنا في تكملته مع "الوجيز" و "تفسير البيضاوي" و "ابن كثير". وله "كشف الحقائق" في التفسير أيضا، مخطوط، الجزء الأول منه، ويعرف بتفسير الكواشي.
قلت: فله ثلاثة تفاسير، غير ما هو مشهور في بعض تراجمه حيث يلقب بصاحب التفسيرين.
[المقفى الكبير: 1/457، ومعجم المفسرين من صدر الإسلام وحتى العصر الحاضر: 1/83]

‌(7) نظام ‌الدين ‌الحسن ‌بن ‌محمد بن الحسين ‌الخراساني المعروف بالنظام الأعرج النيسابوري (ت: 728 هـ)، نزيل قم، الإمام العلامة، المفسّر.
كان ملماً بالعلوم العقلية والنقلية، عارفاً باللغة العربية، متمكنا من ناحية التعبير عارفا بالتأويل والتفسير، واعيا بالقراءات، وضم إلى ذلك الشهرة العلمية الواسعة على جانب كبير من الورع والتقوى، ومعرفة واسعة بالتصوف وعلوم الاشارات.
كانت له كتب مفيدة، وآثار جيدة، ثلاثة كتب في التفسير: كبير ومتوسط وموجز. أشهرها: "غرائب القرآن ورغائب الفرقان"
[انظر مناهج المفسرين لمنيع بن عبد الحليم محمود: 235]

‌‌(8) محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله الغزي العامري الدمشقي، أبو البركات، أبو الجود، بدر الدين (904 – 984)، عالم بالتفسير والحديث والأصول، مقرىء، ناظم، من فقهاء الشافعية، ولد ومات بدمشق، وتعلم بها وبالقاهرة. ودرس وأفتى وشيوخه أحياء، وولي مشيخة القراء بالجامع الأموي وإمامة المقصورة، ودرس بالعادلية والفارسية والشامية البرانية والمقدمية، ورحل إليه طلاب العلم من الآفاق، ثم لزم العزلة عن الناس في أواسط عمره، فكان لا يزور أحدا من الأعيان ولا الحكام بل يقصدونه، وكان كريما محسنا جعل لتلاميذه رواتب وأكسية وعطايا. وهو أبو نجم الدين محمد صاحب "الكواكب السائرة". له مئة وبضعة عشر كتابا، منها ‌ثلاثة ‌تفاسير، منثور ومنظومان، أشهرها المنظم الكبير في مئة وثمانين ألف بيت، سماها "التيسير في التفسير" قال صاحب كشف الظنون: "وأنكر كثير من العلماء عليه نظمه لأنه يؤدي إلى إخراج القرآن العظيم من نظمه الشريف لإدخاله في الوزن ما لم يكن من النظم الشريف". وله أيضا "تفسير آية الكرسي".
[الأعلام للزركلي: 7/59، ومعجم المفسرين من صدر الإسلام وحتى العصر الحاضر: 2/626]

‌(9) محمد ‌بن ‌يوسف بن عيسى بن صالح ‌‌‌أطَّفَيِّش الوهبى الحفصي العدوي الجزائري الإباضي (1236 - 1332 هـ)، علامة بالتفسير والفقه والأدب، مجتهد، ولد في بلدة يسجن من وادي ميزاب في الجزائر، وتوفي بها. وعُرِف عند قومه بالزهد والورع. واشتغل بالتدريس والتأليف وهو شاب لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره، وانكبَّ على القراءة والتأليف، حتى قيل إنه لم ينم في ليلة أكثر من أربع ساعات. وله من المؤلفات في شتَّى العلوم ثروة عظيمة تربو على الثلاثمائة مؤلَّف.
له ثلاثة تفاسير: ‌‌"هميان الزاد إلى دار المعاد"، و"تيسير التفسير"، وهو مختصر من السابق، و "داعى العمل ليوم الأمل"، لم يتم.
[انظر التفسير والمفسرون للدكتور محمد السيد حسين الذهبي: 2/236]

(10) مُحمَّد الأمين بن مُحَمَّد المُخْتار بن عَبْد القادِر بن أحْمد نُوح الجَكَني الشنقيطي، ويُعرف أيضًا باسم آبّ ولد اخطور (1325- 1393 هـ) العلامة المفسّر الفقيه الأصولي اللغوي.
أخذ العلم في بلاده موريتانيا، وظهر نبوغه مبكراً حيث حفظ في صغره القرآن الكريم والعديد من المتون في مختلف الفنون مع شاعرية فذة، وجد واجتهد حتى شهد له العلماء الكبار بالتقدم والتبحر في العلوم.
هاجر إلى بلاد الحرمين لأداء فريضة الحج ودون ما لقيه في رحلته تلك وما عرض له من مسائل في كتابه: "رحلة الحج إلى بيت الله الحرام"، وظل في المملكة معلماً ومفتياً إلى وفاته -رحمه الله تعالى-.
ذكر عن نفسه أنَّه قام بتفسير كتاب الله من فاتحته إلى {مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ} ‌ثلاثَ ‌مراتٍ.
من كتبه المشهورة كتاب "أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن" فسّر فيه الشيخ القرآن الكريم ابتداءً من سورة الفاتحة إلى آخر سورة المجادلة، وأتمّ تلميذه العلامة عطية محمد سالم رحمه الله تعالى تفسير شيخه من سورة الحشر إلى سورة الناس.

(11) أحمد كفتارو (1912 -2004م)، العلامة، الداعية، مفتي الجمهورية العربية السورية.
نشأ نشأة علمية، فحفظ القرآن الكريم، وطلب لعلم عند أئمة العلم في بلده، وكان له نشاط في تأسيس العديد من المؤسسات والمعاهد العلمية داخل وخارج سورية، ومن نشاطه العلمي تفسير القرآن الكريم، فقد قام ‌بتفسير الكتاب العزيز في محاضرات كبيرة في أكبر مساجد دمشق كالأموي ويلبغا وتنكز وأبو النور، واستوفى (تفسيره أربع ‌مرات) خلال نصف قرن من المثابرة على التدريس والتوجيه والتربية.

(12) محمد علي ابن الشيخ جميل الصابوني الحلبي. (1349 – 1441 هـ) العلامة، المفسر، الفقيه، المحدّث.
درّس في العديد من مدارس حلب، ثم تم إعارته إلى السعودية فدرّس في العديد من الجامعات الإسلامية قريباً من ثمان وعشرين سنة، ونظراً لنشاطه العلمي في البحث والتأليف، فقد رأت جامعة أم القرى أن تسند إليه تحقيق بعض كتب التراث الإسلامي، فعيّن باحثاً علمياً في مركز (البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي)، فاشتغل في تحقيق كتاب (معاني القرآن) للإمام أبي جعفر النحاس، المتوفى سنة: 338 هـ، وقد خرج الكتاب في ستة أجزاء.
نتقل الشيخ بعدها للعمل في رابطة العالم الإسلامي، مستشاراً في (هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة)، وبقي فيها عدة سنوات، تفرغ بعدها للتأليف والبحث العلمي، والدعوة، وتعليم الناس.
شارك في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية، واختارته اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، سنة: 1431هـ، ليكون (شخصية العام الإسلامية)، وذلك نظراً لجهوده المتواصلة في خدمة الدين الإسلامي والمسلمين، من خلال العديد من الكتب، والإنتاج الغزير في المؤلفات، وخاصة تفسير القرآن الكريم.
له حلقات مسجلة فسر فيها القرآن الكريم كاملاً، وأما التأليف فله عدة تفاسير فضلاً عن غيرها من المؤلفات في علوم القرآن، والحديث، والفقه، والعقيدة واللغة.
فمن مؤلفاته في التفسير: "صفوة التفاسير" وهو أشهر كتبه، وروائع البيان في تفسير آيات الأحكام من القرآن (جزآن)، والتفسير الواضح الميسر، ومختصر تفسير ابن كثير، اختصار وتحقيق (ثلاثة أجزاء)، ومختصر تفسير الطبري، ودرة التفاسير (على هامش المصحف)، فضلاً عن تحقيقه لبعض كتب التفسير -رحمه الله تعالى-.
[انظر ترجمته في: رابطة العلماء السوريين، وموقع ويكيبيديا]
  • 0
  • 0
  • 3

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً