مَن باع داره لأجل العلم (1) زياد بن عبد الله بن الطفيل، أبو محمد البكائي الكوفي (ت: 183هـ)، ...
منذ 2025-04-28
مَن باع داره لأجل العلم
(1) زياد بن عبد الله بن الطفيل، أبو محمد البكائي الكوفي (ت: 183هـ)، الشيخ، الحافظ، المحدّث، راوي السيرة النبوية عن ابن إسحاق.
قال أبو علي صالح بن محمد –[جزرة]-: ليس كتاب المغازي عند أحد أصح منه عند زياد البكائي، وزياد في نفسه ضعيف، ولكنه هو من أثبت الناس في هذا الكتاب، وذلك أنه باع داره وخرج يدور مع ابن إسحاق حتى سمع منه الكتاب.
[تاريخ بغداد: 9/502، وسير أعلام النبلاء: 9/6]
(2) هشام بن عمّار بن نصير بن ميسرة بن أبان أبو الوليد السُّلَمي، ويقال: الظفري، الدمشقي (153 – 245هـ)، الإمام، الحافظ، العلامة، خطيب دمشق ومفتيها ومقرؤها ومحدّثها.
قال مُحَمَّد بْن الفيض الغساني: سمعت هِشَام بْن عمار بن نصير يقول: باع أبي بيتا له بعشرين دينارا، وجهزني للحج، فلما صرت إِلَى المدينة، أتيت مجلس مالك بن أنس، ومعي مسائل أريد أن أسأله عنها، فأتيته وهو جالس فِي هيئة الملوك وغلمان قيام والناس يسألونه وهو يجيبهم، فلما انقضى المجلس، قال لي بعض أصحاب الحديث: سل عَنْ ما معك، فقلت لَهُ: يا أَبَا عَبد اللَّهِ ما تقول فِي كذا وكذا؟ فَقَالَ: حصلنا عَلَى الصبيان، يا غلام احمله! فحملني كما يحمل الصبي وأنا يومئذ غلام مدرك فضربني بدرة مثل درة المعلمين سبع عشرة درة، فوقفت أبكي، فَقَالَ لي مالك بن أنس: ما يبكيك؟ أوجعتك هذه، يعني الدرة؟ قلت: إن أبي باع منزله ووجه بي أتشرف بك وبالسماع منك، فضربتني، فَقَالَ: اكتب. فحَدَّثَنِي سبعة عشر حديثا، وسألته عما كان معي من المسائل فأجابني.
وعَنْ صالح بن محمد الحافظ: سمعت هشام بن عمار يقول: دخلت عَلَى مالك ابن أنس، فقلت له: حَدَّثَنِي. فَقَالَ: اقرأ. فقلت: لا بل حَدَّثَنِي.
فَقَالَ: اقرأ، فلما أكثرت عليه. قال: يا غلام تعال اذهب بهذا فاضربه خمسة عشر. قال: فذهب بي فضربني خمس عشرة درة. ثم جاء بي إليه، فَقَالَ: قد ضربته. فقلت له: لقد ظلمتني، ضربتني خمس عشرة درة بغير جرم، لا أجعلك فِي حل، فَقَالَ مالك: فما كفارته؟ قلت: كفارته أن تحَدَّثَنِي بخمسة عشر حديثا، قال: فحَدَّثَنِي بخمسة عشر حديثا. فقلت له: زد من الضرب، وزد فِي الحديث. قال: فضحك مالك وَقَال: اذهب.
[تهذيب الكمال: 30/251-252، وسير أعلام النبلاء: 11/428-429]
(3) الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن سهل بن سلمة بن عثكل بن حنبل بن إسحاق الهمذاني أبو العلاء الهمذاني (488 - 569 هـ)، المقرئ، المحدث، الحافظ، الأديب، اللغوي، الزاهد، أبو العلاء، المعروف بـ "العطار" شيخ "همذان".
قال الإمام طلحة بن مظفر العلثي قال: بيعت كتب ابن الجواليقي في "بغداد" فحضرها الحافظ أبو العلاء الهمذاني، فنادوا على قطعة منها: بستين دينارا، فاشتراها الحافظ أبو العلاء الهمذاني، بستين دينارا، والانظار من يوم الخميس، إلى يوم الخميس، فخرج الحافظ، واستقبل طريق "همذان"، فوصل فنادى على دار له، فبلغت بستين دينارا، فقال: بيعوا، قالوا تبلغ أكثر من ذلك، قال: بيعوا، فباعوا الدار بستين دينارا فقبضها، ثم رجع إلى "بغداد" فدخلها يوم الخميس، فوفى ثمن الكتب، ولم يشعر أحد بحاله إلا بعد مدة.
قال ابن الجوزي: وبلغني: أنه رئي في المنام في مدينة جميع جدرانها من الكتب، وحوله كتب لا تحد، وهو مشتغل بمطالعتها، فقيل له: ما هذه الكتب؟ قال: سألت الله تعالى أن يشغلني بما كنت أشتغل به في الدنيا، فأعطاني.
[ذيل طبقات الحنابلة: 2/270 وما بعدها]
(4) عبد الله بن أحمد بن أحمد بن عبد الله بن نَصْر أبو محمد بن الخَشَّاب، البغدادي (492 – 567 هـ)، النَّحْوي، المحدَّث، الفقيه الحنبلي، العلَّامة. وأعلم أهل عصره بالعربية. جمع الكتب الكثيرة، ووقفها على أهل العلم قبيل وفاته.
كان يقول: إني متقنٌ في ثمانية علوم، ما يسألني أحدٌ عن علم منها، ولا أجد لها أهلاً!!.
وكان لا يخلو كمه من كتب العلم. وكان يكتب خطًا حسنًا، ويضبط ضبطًا متقنًا، فكتب كذلك كثيرًا من الأدب والحديث وسائر الفنون، وحصل من الكتب والأصول وغيرها ما لا يدخلُ تحت الحَصْر، ومن خطوط الفضلاء وأجزاء الحديث شيئًا كثيرًا.
وذكر ابن النجَّار: أنه لم يمت أحد من أهل العلم وأصحاب الحديث إلا وكان يشتري كتبه كلها، فحَصَلَتْ أصول المشايخ عنده، وذكر عنه: أنه اشترى يومًا كتبًا بخمس مئة دينار، ولم يكن عنده شيء، وأنه استمهلهم ثلاثة أيام، ثم مضى ونادى على داره فبلغت خمس مئة دينار، فباعها ونَقَد الثمن لصاحب الكتب، ولما مرض أشهد عليه بوقف الكتب، فتفرقت وبيع أكثرها، ولم يبق إلا عشرها فتركت في رباط المأمونية وقفًا.
[ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب: 2/242 وما بعدها، وتسهيل السابلة لمريد معرفة الحنابلة: 2/622 وما بعدها]
(5) أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي القرشي التيمي البكري البغدادي، جمال الدين الحنبلي (508 - 597 هـ)، الشيخ، الإمام، العلامة، الحافظ، المفسر، شيخ الإسلام، مفخر العراق، الواعظ صاحب التصانيف.
قال في رسالته لابنه والتي بعنوان: "لَفْتَةُ الكِبْدِ إلى نصيحَةِ الوِلْدِ" يخبره عن نشأته وابتداء أمره، وعلو همته: واعلم يا بني، أن أبي كان موسراً وخلف ألوفاً من المال، فلما بلغت دفعوا لي عشرين ديناراً ودارين، وقالوا لي: هذه التركة كلها، فأخذت الدنانير واشتريت بها كتباً من كتب العلم، وبعت الدارين وأنفقت ثمنها في طلب العلم، ولم يبق لي شيء من المال. وما ذل أبوك في طلب العلم قط، ولا خرج يطوف في البلدان من الوعاظ، ولا بعث رقعةً إلى أحدٍ يطلب منه شيئاً قط، وأموره تجري على السداد: {وَمَن يَّتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}.
(6) محمد نعيم بن عبد الحكيم بن عبد الرب بن ملك العلماء بحر العلوم عبد العلي محمد الأنصاري اللكهنوي (ت: 1318هـ)، كان عالما كبيرا، فقيها، أصوليا، متكلّما، ناصحا، مفيدا، مع البر، والدين، والتودّد، والتواضع، والحلم والأناة، والاستقامة.
وكان حريصا على جمع الكتب النفيسة، يقبل هدايا الكتب، وإنه باع داره التي كانت على جسر "فرنكي محل"، واشترى بثمنها "حاشية الطحطاوي على الدر المختار" بستين ربية...
[الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر): 8/135]
(1) زياد بن عبد الله بن الطفيل، أبو محمد البكائي الكوفي (ت: 183هـ)، الشيخ، الحافظ، المحدّث، راوي السيرة النبوية عن ابن إسحاق.
قال أبو علي صالح بن محمد –[جزرة]-: ليس كتاب المغازي عند أحد أصح منه عند زياد البكائي، وزياد في نفسه ضعيف، ولكنه هو من أثبت الناس في هذا الكتاب، وذلك أنه باع داره وخرج يدور مع ابن إسحاق حتى سمع منه الكتاب.
[تاريخ بغداد: 9/502، وسير أعلام النبلاء: 9/6]
(2) هشام بن عمّار بن نصير بن ميسرة بن أبان أبو الوليد السُّلَمي، ويقال: الظفري، الدمشقي (153 – 245هـ)، الإمام، الحافظ، العلامة، خطيب دمشق ومفتيها ومقرؤها ومحدّثها.
قال مُحَمَّد بْن الفيض الغساني: سمعت هِشَام بْن عمار بن نصير يقول: باع أبي بيتا له بعشرين دينارا، وجهزني للحج، فلما صرت إِلَى المدينة، أتيت مجلس مالك بن أنس، ومعي مسائل أريد أن أسأله عنها، فأتيته وهو جالس فِي هيئة الملوك وغلمان قيام والناس يسألونه وهو يجيبهم، فلما انقضى المجلس، قال لي بعض أصحاب الحديث: سل عَنْ ما معك، فقلت لَهُ: يا أَبَا عَبد اللَّهِ ما تقول فِي كذا وكذا؟ فَقَالَ: حصلنا عَلَى الصبيان، يا غلام احمله! فحملني كما يحمل الصبي وأنا يومئذ غلام مدرك فضربني بدرة مثل درة المعلمين سبع عشرة درة، فوقفت أبكي، فَقَالَ لي مالك بن أنس: ما يبكيك؟ أوجعتك هذه، يعني الدرة؟ قلت: إن أبي باع منزله ووجه بي أتشرف بك وبالسماع منك، فضربتني، فَقَالَ: اكتب. فحَدَّثَنِي سبعة عشر حديثا، وسألته عما كان معي من المسائل فأجابني.
وعَنْ صالح بن محمد الحافظ: سمعت هشام بن عمار يقول: دخلت عَلَى مالك ابن أنس، فقلت له: حَدَّثَنِي. فَقَالَ: اقرأ. فقلت: لا بل حَدَّثَنِي.
فَقَالَ: اقرأ، فلما أكثرت عليه. قال: يا غلام تعال اذهب بهذا فاضربه خمسة عشر. قال: فذهب بي فضربني خمس عشرة درة. ثم جاء بي إليه، فَقَالَ: قد ضربته. فقلت له: لقد ظلمتني، ضربتني خمس عشرة درة بغير جرم، لا أجعلك فِي حل، فَقَالَ مالك: فما كفارته؟ قلت: كفارته أن تحَدَّثَنِي بخمسة عشر حديثا، قال: فحَدَّثَنِي بخمسة عشر حديثا. فقلت له: زد من الضرب، وزد فِي الحديث. قال: فضحك مالك وَقَال: اذهب.
[تهذيب الكمال: 30/251-252، وسير أعلام النبلاء: 11/428-429]
(3) الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن سهل بن سلمة بن عثكل بن حنبل بن إسحاق الهمذاني أبو العلاء الهمذاني (488 - 569 هـ)، المقرئ، المحدث، الحافظ، الأديب، اللغوي، الزاهد، أبو العلاء، المعروف بـ "العطار" شيخ "همذان".
قال الإمام طلحة بن مظفر العلثي قال: بيعت كتب ابن الجواليقي في "بغداد" فحضرها الحافظ أبو العلاء الهمذاني، فنادوا على قطعة منها: بستين دينارا، فاشتراها الحافظ أبو العلاء الهمذاني، بستين دينارا، والانظار من يوم الخميس، إلى يوم الخميس، فخرج الحافظ، واستقبل طريق "همذان"، فوصل فنادى على دار له، فبلغت بستين دينارا، فقال: بيعوا، قالوا تبلغ أكثر من ذلك، قال: بيعوا، فباعوا الدار بستين دينارا فقبضها، ثم رجع إلى "بغداد" فدخلها يوم الخميس، فوفى ثمن الكتب، ولم يشعر أحد بحاله إلا بعد مدة.
قال ابن الجوزي: وبلغني: أنه رئي في المنام في مدينة جميع جدرانها من الكتب، وحوله كتب لا تحد، وهو مشتغل بمطالعتها، فقيل له: ما هذه الكتب؟ قال: سألت الله تعالى أن يشغلني بما كنت أشتغل به في الدنيا، فأعطاني.
[ذيل طبقات الحنابلة: 2/270 وما بعدها]
(4) عبد الله بن أحمد بن أحمد بن عبد الله بن نَصْر أبو محمد بن الخَشَّاب، البغدادي (492 – 567 هـ)، النَّحْوي، المحدَّث، الفقيه الحنبلي، العلَّامة. وأعلم أهل عصره بالعربية. جمع الكتب الكثيرة، ووقفها على أهل العلم قبيل وفاته.
كان يقول: إني متقنٌ في ثمانية علوم، ما يسألني أحدٌ عن علم منها، ولا أجد لها أهلاً!!.
وكان لا يخلو كمه من كتب العلم. وكان يكتب خطًا حسنًا، ويضبط ضبطًا متقنًا، فكتب كذلك كثيرًا من الأدب والحديث وسائر الفنون، وحصل من الكتب والأصول وغيرها ما لا يدخلُ تحت الحَصْر، ومن خطوط الفضلاء وأجزاء الحديث شيئًا كثيرًا.
وذكر ابن النجَّار: أنه لم يمت أحد من أهل العلم وأصحاب الحديث إلا وكان يشتري كتبه كلها، فحَصَلَتْ أصول المشايخ عنده، وذكر عنه: أنه اشترى يومًا كتبًا بخمس مئة دينار، ولم يكن عنده شيء، وأنه استمهلهم ثلاثة أيام، ثم مضى ونادى على داره فبلغت خمس مئة دينار، فباعها ونَقَد الثمن لصاحب الكتب، ولما مرض أشهد عليه بوقف الكتب، فتفرقت وبيع أكثرها، ولم يبق إلا عشرها فتركت في رباط المأمونية وقفًا.
[ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب: 2/242 وما بعدها، وتسهيل السابلة لمريد معرفة الحنابلة: 2/622 وما بعدها]
(5) أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي القرشي التيمي البكري البغدادي، جمال الدين الحنبلي (508 - 597 هـ)، الشيخ، الإمام، العلامة، الحافظ، المفسر، شيخ الإسلام، مفخر العراق، الواعظ صاحب التصانيف.
قال في رسالته لابنه والتي بعنوان: "لَفْتَةُ الكِبْدِ إلى نصيحَةِ الوِلْدِ" يخبره عن نشأته وابتداء أمره، وعلو همته: واعلم يا بني، أن أبي كان موسراً وخلف ألوفاً من المال، فلما بلغت دفعوا لي عشرين ديناراً ودارين، وقالوا لي: هذه التركة كلها، فأخذت الدنانير واشتريت بها كتباً من كتب العلم، وبعت الدارين وأنفقت ثمنها في طلب العلم، ولم يبق لي شيء من المال. وما ذل أبوك في طلب العلم قط، ولا خرج يطوف في البلدان من الوعاظ، ولا بعث رقعةً إلى أحدٍ يطلب منه شيئاً قط، وأموره تجري على السداد: {وَمَن يَّتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}.
(6) محمد نعيم بن عبد الحكيم بن عبد الرب بن ملك العلماء بحر العلوم عبد العلي محمد الأنصاري اللكهنوي (ت: 1318هـ)، كان عالما كبيرا، فقيها، أصوليا، متكلّما، ناصحا، مفيدا، مع البر، والدين، والتودّد، والتواضع، والحلم والأناة، والاستقامة.
وكان حريصا على جمع الكتب النفيسة، يقبل هدايا الكتب، وإنه باع داره التي كانت على جسر "فرنكي محل"، واشترى بثمنها "حاشية الطحطاوي على الدر المختار" بستين ربية...
[الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر): 8/135]