مقال: إضاءات على عمليات استهداف النصارى المحاربين في مصر 4/5 • فقاتلوا أئمة الكفر وكذلك ...

منذ 2025-04-29
مقال:
إضاءات على عمليات استهداف النصارى المحاربين في مصر

4/5
• فقاتلوا أئمة الكفر

وكذلك الأمر بالنسبة للرهبان الذين ورد الأمر -في الأصل- بالكف عنهم، لقول أبي بكر -رضي الله عنه- ليزيد بن أبي سفيان: (إنك ستجد قوما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم لله، فذرهم وما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم له) [رواه مالك]، فإن الحكم عليهم بالقتل يختلف بحسب موقفهم من قومهم، فمن كان منهم مفارقا لقومه، معتزلا في صومعته، لا يخالطهم في مسكن، ولا ينفعهم برأي، فإنه يُترك ما دام على ذلك.

وأما من كان مخالطا لهم، أو داعيا إلى دينهم الباطل، أو ناصحا لهم ومشيرا عليهم، فإن حكمه لا يختلف عن حكم بقية المقاتلة منهم، بل هو أكثر كفرا وحرابة منهم، وعلى هذا فرَّق الفقهاء بين الرهبان المنقطعين في الصوامع والفلوات، والقسيسين القائمين على الكنائس، فإن الآخِرين يُقتَلون ويسترَقُّون بخلاف الأولين، مع انتفاء عصمة الدم عن أولئك الرهبان، لبقائهم على الشرك والكفر بالله العظيم.

ولهذا فإنه يُتقرب إلى الله باستهداف القسيسين والرهبان وغيرهم (من يقوم على كنائس النصارى المحاربين، ومنهم نصارى مصر) في أنفسهم؛ بالإيذاء والقتل، بل إن هؤلاء هم أئمة الكفر، وهم الطواغيت المعبودون من دون الله الذين قال تعالى فيهم: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبة: 31]، وفي قتلهم أعظم الأجر والمثوبة، بإذن الله.

قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: "الرهبان الذين تنازع العلماء في قتلهم وأخذ الجزية منهم هم المذكورون في الحديث المأثور عن خليفة رسول الله أبي بكر الصديق رضي الله عنه، أنه قال في وصيتة ليزيد بن أبي سفيان لما بعثه أميرا على فتح الشام فقال له في وصيته: "وستجدون أقواما قد حبسوا أنفسهم في الصوامع فذروهم وما حبسوا أنفسهم له، وستجدون أقواما قد فحصوا عن أوساط رؤوسهم فاضربوا ما فحصوا عنه بالسيف، وذلك بأن الله يقول: {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ} [التوبة: 12]"، ...وأما الراهب الذي يعاون أهل دينه بيده ولسانه مثل أن يكون له رأي يرجعون إليه في القتال أو نوع من التحضيض فهذا يُقتل باتفاق العلماء إذا قُدر عليه وتُؤخذ منه الجزية وإن كان حبيسا منفردا في متعبده.

...فهل يقول عالم إن أئمة الكفر الذين يصدون عوامهم عن سبيل الله ويأكلون أموال الناس بالباطل ويرضون بأن يُتخذوا أربابا من دون الله لا يُقاتَلون ولا تؤخذ منهم الجزية مع كونها تؤخذ من العامة الذين هم أقل منهم ضررا في الدين وأقل أموالا؟ لا يقوله من يدري ما يقول، وإنما وقعت الشبهة لما في لفظ الراهب من الإجمال والاشتراك" انتهى كلامه. [مجموع الفتاوى].

• حتى إذا أثخنتموهم فشدّوا الوثاق..

إذا علمنا إباحة دم النصارى المحاربين، علمنا أن سبيهم واسترقاقهم مباح أيضا، وكذلك أسرهم وفداؤهم بالأسرى أو بالمال بعد الإثخان فيهم، لقوله تعالى: {فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا} [محمد: 4].

فللمسلمين في مصر وغيرها من ديار الكفر أن يأسروا من النصارى، بعد الإثخان فيهم، كبارهم وصغارهم، رجالهم ونسائهم، ويفادوهم بإخوانهم وأخواتهم من المأسورين عند الطواغيت، فإن نفوس النصارى عندهم غالية نفيسة، ومن ورائهم الدول الصليبية تطالب بهم وتدافع عنهم، وكذلك لهم أن يفدوهم بالمال، والفداء بالأسرى أفضل، ولهم أيضا أن يمنّوا عليهم بإطلاق سراحهم إن رأوا في ذلك مصلحة للمسلمين.


- المصدر: صحيفة النبأ - العدد 77
الخميس 23 رجب 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة المقال كاملاً، اطلبه عن طريق تواصلنا، تيليجرام:
@WMC11AR

6735978f52408

  • 0
  • 0
  • 8

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً