*عُباد الدنيـا.كيــف.هلكــوا.؟.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي. عضو الاتحاد العالمي ...

منذ 2025-04-30
*عُباد الدنيـا.كيــف.هلكــوا.؟.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي.
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇.
https://youtu.be/Nz6U-giSxI4

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدً يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

- أما بعـــد أيهــا المؤمـنون: ↶

ـ هل أتاكم نبأ ذلك الرجل التعيس، الهالك، المنكوس، المعكوس، المدعو عليه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذلك الرجل الممحوق في حياته، في عمره، في ماله، في تجارته، في سعادته، في صحته، في أهله، في كل خير أتاه ويأتيه من ربه، هل أتاكم حديثه، هل بلغكم نبأه، هل وصلكم ذلك الخبر العظيم، الذي نراه في المجتمع في كل يوم، مئات من هؤلاء الذين سقطوا في مستنقع دعوته عليه الصلاة والسلام، وأصبح رسولهم، ونبيهم، وحبيبهم صلى الله عليه وسلم عليهم لا لهم، يدعو عليهم عليه الصلاة والسلام لا يخرجون من ورطاتهم، ولا من أزماتهم، ولا من أمراضهم، ولا من أسقامهم، ولا مما هم فيه من دنياهم؛ لأن نبيهم عليه الصلاة والسلام قد دعا عليهم، وهو حبيب الله من خلقه على الإطلاق عليه الصلاة والسلام، وصفوة الله، وخيرة خلق الله، إنه ما ورد في البخاري وفي غيره ايضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ، وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلَا انْتَقَشَ". هكذا قال صلى الله عليه وسلم، دعاء بالتعاسة في الحياة بالانتكاسة الدائمة، ما أن يعافى مما هو فيه حتى يبتلى بما هو أشد منه، تصيبه أشياء دنيئة يسيرة، وتنزل عليه كوارث بسيطة جدا فيستمر فيها لا يستطيع أن يخرج منها، سواء أزمات صحية، مالية، أسرية، اجتماعية… بينه وبين الخلق معاملاتية… أيا كانت ما إن تصيبه حتى لا يستطيع الخروج من ذلك كله؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم، قد دعى عليه بالتعاسة، حتى أنه أذا أصيب بعسر يسير تافه من هذا فإنه لا يخرج منه، حتى مجرد الشوكة…

ثم انظر لوصفه عليه الصلاة والسلام: "عبد الدينار، وعبد الخميصة، وعبد الدرهم"، أضاف عبودية هذا الرجل لدنيا فانية، لدراهم، لدنانير، أثواب، لأشياء تافهة، لحقير من هذه الدنيا، أضاف عبوديته عليه الصلاة والسلام لها لا لربه، بل عبد لدنياه، مملوك أسير، بدلا من أن يعبد الله، يعبد الدرهم والدينار والقمصان وهذه التوافه، ينادي المنادي حي على الصلاة، حي على الفلاح، وهو في عبادة الدنيا لا يفيق منها، ولا يجيب النداء، ولا يفزع لربه، لأخراه، وكأن الأذان لا يعنيه… كل وقته لدنياه لا يعطي شيئا البتة لدينه لأخراه لربه تبارك وتعالى… ألا يستحق الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم، لا يترك شيئًا من دنياه لأجل آخرته، تعس، وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش، تعس تعاسة شديدة، وإذا شيك فلا انتقش، أي لا أخرجها الله منه ابداً، هذا هو عبد الدينار لا عبد الله، هذا هو عبد الدراهم لا عبد الرحمن، هذا هو عبد الخميصة لا عبد الإله الحق جل جلاله…

أيها الإخوة: إن هذا الرجل المدعو عليه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لا يبالي في أي مستنقع هلك من الدنيا ما دام أنه وجد دراهمه، ووجد دنانيره، ووجد دنياه الفانية، لايهمه إذا غش، خادع، نافق، سرق، اختلس، نهب… أي حرام كان، وأي ذنوب ارتكبها كل ذلك ليس بشيء عنده مادام وجد دنيا فانية، وأموال زائلة… لا إشكال أبدا لديه أن يترك الصلوات، العبادات، الصيام، القيام، الأذان، أن يترك دينه، أن يترك أمر ربه، أن يترك كل مقدس لديه، كل ذلك لا إشكال في هذا لديه، إنه يفضّل متاعا زائلا في دنيا فانية، على متاع دائم في آخرة باقية، تراه مثلاً يصبح في شقاء ويمسي فيه، يخرج الصباح الباكر بل قبل الفجر ربما يذهب لعمله ولا يصلي الفجر، ولا يفكر فيها، يؤقت منبهه على دوامه لا صلاته، على معاملاته مع الخالق لا واجباته مع الخالق، والعجيب أن هذا التعيس عمله بين الشمس الحارة على قساوتها، وشدتها، ليس عنده أي إشكال، يؤذن الظهر ما له علاقة، يؤذن العصر وهو مخزن أو في عمله، أو محله التجاري، أو في أي شيء كان من دنياه، ما أجاب نداء ربه، ولا لبّى صوت مولاه تعالى، وإن صلى فإنها أي صلاة كانت، لثواني فقط مع تفكير دائم في الدنيا، يسرع لينهي صلاته، ويتأفف من الإمام إن أطال لحظات لكنه يقوم الليل والنهار لدنياه لا إشكال عنده ولا في يرى ذلك أي مشقة….


إنه إنسان يجمع للدنيا وينسى الآخرة، ومع جمعه وهلعه وحرصه وجزعه لدنياه فإنها لا تجتمع تلك الأموال لديه ثانية، بل زائلة ممحوقة لا بركة فيها، ولا خير فيها، ولم يتنعم بها كأنها كذب في كذب… بينما ذلك الذي لم تصبه دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينتفع بساعات من الدنيا، فيضع الله البركة فيما اعطاه الله له، وإن كان يسيرا، وإن كان قليلا، وإن كان حقيرا، لا يترك صلاته، ولا عباداته، ولا طاعاته، ولا أي أمر لله، يصدق في معاملته، لا يخلف، لا يكذب، لا يحلف، لا يفجر، لا يقول بهتاناً، لا يرتكب حراما… لأنه يراقب الله، ويعلم على أن الدنيا مزرعة للآخرة، أن الدنيا دار عبور، أن الدنيا ليست بشيء راحلة فينتبه لها جيدا، فيبارك الله له، ويكون دعاء النبي صلى الله عليه وسلم مصروفاً عنه، فهلا صرفنا عن أنفسنا دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش"، هل حرصنا أن نبعد هذا الدعاء الشديد، والخطير، من رسولنا صلى الله عليه وسلم الليل والنهار حتى لا نقع فيه، هل حرصنا على أن نؤدي الواجبات التي علينا من أجل أن لا تصيبنا تلك الدعوة الخطيرة من رسولنا صلى الله عليه وسلم، ماذا نفسر من ترك الصلوات، وترك العبادات، وترك الطاعات، وارتكب المحرمات، من أجل لذه، الا أن هذه الدعوة قد وقعت على ام رأسه، وحياته، فلا يخرج منها ابداً إلا بتوبة صادقة مع الله، إذا أحسن عبادته، وطاعته، وترك دنياه، وكانت حقيرة لديه، لأجل آخرته وقدر الآخرة حق قدرها، ولم يترك صغيرا ولا كبيرا الا واهتم لشأنه، لأنه زاد للآخرة، ورضي الله عن ابن عباس إذ قال : "لو كانت الآخرة خزف يبقى، لكان خيراً من ذهب يفنى"...

أقول قول هذا، وأستغفر الله…

ـ الخــــطــــبة الثــــانـيــــــة ↶

- الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾..

- ثلاث آيات في كتاب الله مخوفات، ليست ثلاثاً وفقط، بل هي للثلاثينات أقرب، إنها عن الدنيا كقول المولى جل وعلا: ﴿مَن كانَ يُريدُ الحَياةَ الدُّنيا وَزينَتَها نُوَفِّ إِلَيهِم أَعمالَهُم فيها وَهُم فيها لا يُبخَسونَ﴾، شيك مفتوح من الدنيا، لأجلها تنافس، تقاتل، عش لا إشكال، ثم ماذا: {نُوَفِّ إِلَيهِم أَعمالَهُم فيها وَهُم فيها لا يُبخَسونَ}، ثم قال الله بعدها مباشرة بعد أن أخذوا حقهم في الدنيا: ﴿أُولئِكَ الَّذينَ لَيسَ لَهُم فِي الآخِرَةِ إِلَّا النّارُ وَحَبِطَ ما صَنَعوا فيها وَباطِلٌ ما كانوا يَعمَلونَ﴾، هذه واحدة، وفي آية أخرى: ﴿إِنَّ الَّذينَ لا يَرجونَ لِقاءَنا وَرَضوا بِالحَياةِ الدُّنيا وَاطمَأَنّوا بِها وَالَّذينَ هُم عَن آياتِنا غافِلونَ﴾، عنده الدنيا كل شيء؛ فهي مبلغ علمه، وغاية ورغبته، وأكبر همه، وكل شيء هي الدنيا لديه، وإذا حصل عليها هانت عليه عباداته وصلواته ودينه…{أُولئِكَ مَأواهُمُ النّارُ بِما كانوا يَكسِبونَ}، أما الآية الثالثة: ﴿مَن كانَ يُريدُ العاجِلَةَ عَجَّلنا لَهُ فيها ما نَشاءُ لِمَن نُريدُ ثُمَّ جَعَلنا لَهُ جَهَنَّمَ يَصلاها مَذمومًا مَدحورًا}، هذه هي الدنيا، هذه حقيقتها، أضف إليها، ﴿اعلَموا أَنَّمَا الحَياةُ الدُّنيا لَعِبٌ وَلَهوٌ وَزينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَينَكُم وَتَكاثُرٌ فِي الأَموالِ وَالأَولادِ كَمَثَلِ غَيثٍ أَعجَبَ الكُفّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهيجُ فَتَراهُ مُصفَرًّا ثُمَّ يَكونُ حُطامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذابٌ شَديدٌ وَمَغفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضوانٌ وَمَا الحَياةُ الدُّنيا إِلّا مَتاعُ الغُرورِ﴾، هذه الدنيا باختصار شديد…وُلد خرج للحياة، كبُر قليلا، شاب شاخ…مات، هذه هي، سنوات قصيرات جدا أمام الآخرة: ﴿أَرَضيتُم بِالحَياةِ الدُّنيا مِنَ الآخِرَةِ فَما مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا قَليلٌ﴾… ﴿تَعرُجُ المَلائِكَةُ وَالرّوحُ إِلَيهِ في يَومٍ كانَ مِقدارُهُ خَمسينَ أَلفَ سَنَةٍ﴾، هذا هو اليوم الواحد هناك، فكيف بـ:﴿لابِثينَ فيها أَحقابًا﴾، و﴿خالِدينَ فيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالأَرضُ إِلّا ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعّالٌ لِما يُريدُ﴾… إلى أين؟ إلى أين، ما الذي سيجمعه? ما الذي سيأخذ?، ما الذي سيلتهمه من دنياه?، هل رأيتم تاجراً دخل القبر بتجارته، أو رأيتم عسكرياً دخل الى القبر بنياشيمه، ورتبه، أو رأيتم ملكاً أو وزيراً دخل الى القبر بوزارته، أو بملكه أو بحاشيته، أو بسلطانه، بشهاداتة، أو بعلمه، لا والله لن يدخل القبر الا بعمله فقط بل يرميه أحب الناس إليه، هو من يقدمه إلى القبر، هو من يدفنه… جيفة، هامدة، منتهية، زائلة، لا خير في بقائه، إلى أين؟، دنيا فانية، إلى متى نتنافسها، ونسارع فيها، ونتقاتل عليها، نكذب، نسب، نشتم، نلعن، نكذب، نتفرق، من أجل دنيا، إلى أين!… لنكن من أبناء الآخرة، "إن للدنيا بنون، وإن للآخرة بنون، فكونوا من خبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا"…

ـ اللهم اغفر ذنوبنا، واستر عيوبنا، وتقبل أعمالنا، ويسر أمورنا، اللهم يا حي يا قيوم، يا حي يا قيوم، يا حي يا قيوم، حبب إلينا الآخرة، اللهم حبب إلينا الآخرة، اللهم حبب الينا الآخرة، اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا غاية رغبتنا إنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، والحمد لله رب العالمين...
┈┉┅━━ ❀ ❃ ✾ ❈ ❀━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
❈- الصفحة العامة فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty2
❈- الحساب الخاص فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty1
❈- حساب تويتر:
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
❈- القناة يوتيوب:
https://www.youtube.com//Alsoty1
❈- المدونة الشخصية:
https://Alsoty1.blogspot.com/
❈- حساب انستقرام:
https://www.instagram.com/alsoty1
❈- حساب سناب شات:
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
❈- إيميل:
[email protected]
❈- قناة الفتاوى تليجرام:
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
❈- رقم الشيخ وتساب:
https://wa.me/967714256199

61979ea27ccc8

  • 1
  • 0
  • 11

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً