*حاجة.الأمة.الملحّة.للثقة.بالله.ﷻ.نماذج.حية.وقدوات.ربانية.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق ...
منذ 2025-04-30
*حاجة.الأمة.الملحّة.للثقة.بالله.ﷻ.نماذج.حية.وقدوات.ربانية.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي.
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/8n10WKOfVgY
- الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
ـ أمــــــا بــــعـــــد عـــبــاد الــــلـــه:
إننا في زمن كثُر ظلمه، واشتد خطبه، وتعاظم جشعه وطمعه، وزادت السيئات، ومعه أصبح الناس -إلا من رحم الله- في بعد عن دينهم، وإسلامهم، وأمر ربهم، وتوجيهات قرآنهم، ونبيهم صلى الله عليه وسلم، أصبحنا في زمن تكالب الأعداء فيه على الأمة الإسلامية، وأصبح كثير من المسلمين -للأسف الشديد- يظنون بالله غير الحق، يظنون إلا نصر لدينهم، ولا قيام لأمتهم، ولا صحوة يمكن أن تقع في زمن قريب؛ لتنتشل الناس مما هم فيه، وهو أمر مقلق ومحزن؛ إذ أن هذا الظن ليس بظن مؤمن؛ لأن الله تبارك وتعالى وصف أعداءه بقوله: ﴿بَل ظَنَنتُم أَن لَن يَنقَلِبَ الرَّسولُ وَالمُؤمِنونَ إِلى أَهليهِم أَبَدًا وَزُيِّنَ ذلِكَ في قُلوبِكُم وَظَنَنتُم ظَنَّ السَّوءِ وَكُنتُم قَومًا بورًا﴾، فلا يمكن أن يكون المؤمن بهذه الصفة، يظن بالله ظن السوء، فيكون جزاء ذلك الظن السيء منه أن الله تبارك وتعالى يجعل أمره بورا، ويجعل حياته في خسارة دائمة، في كل شيء اينما توجه، أينما ذهب، أينما انطلق، أينما بدأ في شغل، عمل، أو أي شيء من بداية يومه حتى نهايته، يكون أمره بورا؛ لأنه ظن ظن السوء في الله عز وجل، وذلك خطر لا شك فيه عليه، إما أن ييسره لليسرى، وإما أن ييسره للعسرى، ﴿فَسَنُيَسِّرُهُ لِلعُسرى﴾، وذاك ﴿فَسَنُيَسِّرُهُ لِليُسرى﴾، والمطلوب في هذا الخطب الجلل، والكرب الذي نزل على الأمة الإسلامية أن نكون على يقين على أن الله تبارك وتعالى أمره فوق كل أمر، وقوته فوق قوة، وسلطته فوق كل سلطة، وعظمته فوق كل عظمة، وجبروته فوق كل جبروت، فلن يبلغ ما عند الناس والجن والمخلوقات مما عنده قدر أنملة، ولو اجتمع من في السماوات والأرض على أن يغالبوه تعالى وتقدس جل وعلا فلن يستطيعوا، وأنه ناصر عباده؛ لأن وعده الحق: " واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيءلم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف"، ﴿إِنّا لَنَنصُرُ رُسُلَنا وَالَّذينَ آمَنوا فِي الحَياةِ الدُّنيا وَيَومَ يَقومُ الأَشهادُ﴾.
- فالنصر للمؤمن دائما وأبدا بل قال الله عز وجل
{كَتَبَ اللَّهُ لَأَغلِبَنَّ أَنا وَرُسُلي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزيزٌ﴾ وكتب الله أي فرض الله في كتابٍ لديه بأن الغلبة لأمره، ولدينه، الغلبة لرسل الله، الغلبة لأولياء الله دائما وأبدا، مهما مُكر بذلك المؤمن، واشتدت عليه الأمور، فليثق أن الله تبارك وتعالى امره فوق كل أمر، ومكره فوق كل مكر: ﴿إِنَّما أَمرُهُ إِذا أَرادَ شَيئًا أَن يَقولَ لَهُ كُن فَيَكونُ﴾، فإذا كانت أمور الخلائق بسلطة، بقوة بمال، بعظمة، فليتذكر أن ذلك كله واهبه هو الله سبحانه وتعالى، فلم الخوف، ولم الوجل، ولم الفزع، ما دام وأنه مع الله وهو واهبه، فإنه ناصره تبارك وتعالى، ثم إن مُكر به فليتذكر مكر الله عز وجل: {وَيَمكُرونَ وَيَمكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيرُ الماكِرينَ}، ﴿وَإِذ يَمكُرُ بِكَ الَّذينَ كَفَروا لِيُثبِتوكَ أَو يَقتُلوكَ أَو يُخرِجوكَ وَيَمكُرونَ وَيَمكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيرُ الماكِرينَ﴾، فمكر الله فوق كل مكر، وتدبير الله فوق كل تدبير، فليتذكر ذلك دائما وأبدا…
- وإذا كان يخشى جنود أولئك الذين اعدوا، واستعدوا، وحشدوا، وأوغلوا، فإن ﴿لِلَّهِ جُنودُ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَكانَ اللَّهُ عَزيزًا حَكيمًا﴾، فمهما كانت أمور هؤلاء من مكر، قوة، إعداد، أي شيء كان فعلى المؤمن أن يتذكر دائما وأبدا ما عند الله سبحانه وتعالى وما عنده خير للأبرار، ﴿ وَما عِندَ اللَّهِ خَيرٌ لِلأَبرارِ﴾، كما قال الله سبحانه وتعالى في آخر سورة آل عمران، فما عند ربنا هو خير لنا، جهلنا، علمنا، تحقق ذلك عاجلاً أم آجلا ، وحاشا لله أن يخلف وعده، أنهم يوعدون المسلم بأن هزيمة لدينه، هزيمة ايضا لمسلماته، انتمائه، بمقدساته، أي شيء كان من مبادئ سامية لدى المؤمن، فإذا كان أولئك يقولون هذا فهو لا يصدق وعودهم بل يصدق وعود الله؛ لأن الله تبارك وتعالى لا يخلف وعده ابدا.
ـ ولننظر الى نموذجين لامرأتين، ومعلوم أن النساء ضعاف النفوس، ومع هذا سأذكر نموذجين في خطبتي هذه، وهو نموذج أم موسى عليهما السلام، تلك المرأة التي أحبت ولدها بجنون؛ لأن الله قذف محبة موسى عليه السلام في نفوس الناس، بدءًا بأمه، ﴿ وَأَلقَيتُ عَلَيكَ مَحَبَّةً مِنّي﴾، ومع هذا قال الله لها: {فَإِذا خِفتِ عَلَيهِ فَأَلقيهِ فِي اليَم}، القيه في اليم عند الخوف عليه من البر، وكان أمر الله فوق كل أمر، بالرغم حبها الشديد له لكنها سلمت وأذعنت لأمر الله فألقته في خطر، بالنسبة لنا وهو أن ترميه في البحر، أن تقذف به ليأخذه البحر فألقته في الماء، لا اشكال عندها واثقة بربها كل ثقة فألقيه في اليم، وكان ما كان بعد ذلك {وِلا تَخافي وَلا تَحزَني إِنّا رادّوهُ إِلَيك}، فكان لا خوف على ولدها، ولا في قلبها؛ لأنها تعلم أن الله وعدها ووعده الحق اليقين…
- هذا امر تولد عند الصبي الصغير ان أصبح لا يخاف ولا يفزع أولئك أبدا فينطلق إلى فرعون أعتى أهل الأرض من يدعي الألوهية ليس النبوة بل الألوهية، وليست أي ألوهية، بل قال: { أَنَا رَبُّكُمَ الأَعْلَى}، يعني الله جل جلاله ليس بالأعلى بل هو فوق الله لا يؤمن بالله، ومع هذا ذهب موسى واثقاً بربه؛ لأن أمه علمته ذلك من أول لحظات حياته في الدنيا، ألقته في اليم ولم تخف، ولم تحزن، وأيضا لما كان الناس الذين امنوا به بجواره يخافون، يحذرون، يتبعون، البحر امامهم، وفرعون من خلفهم قالوا إنا لمدركون فقال موسى عليه السلام ﴿قالَ كَلّا إِنَّ مَعِيَ رَبّي سَيَهدينِ﴾،البحر امامه، نعم وفي عون بالاف مؤلفة خلفه، ومع هذا هو واثق لربه فقال ﴿قالَ كَلّا إِنَّ مَعِيَ رَبّي سَيَهدينِ﴾، لا خوف، لا أخاف لا أحزن لا قلق ما دام وأن الله معي فهو ناصري، وهو سيهديني حيث يريد ربي تبارك وتعالى، نتذكر هذه الكلمة نبينا صلى الله عليه وسلم وهو في الغار محاصر، مطارد، ليس بجواره، أنيس، ولا جليس، إلا رجل واحد وفي غار، والناس يعدون العدة لقتله، أي شيء كان حتى يؤتى برأسه عليه الصلاة والسلام ومع هذا قال لما قال له الصديق لو نظر أحدهم إلى تحت قدميه لرآنا قال صلى الله عليه وسلم: {لَا تَحْزَنْ إنَّ اللَّهَ مَعَنَا}، لا خوف، لا وجل، ما دام وأن الله مع العبد فإن ذلك العبد لا خوف عليه أبدا ومن كان مع الله فالكل معه وله، ومن كان ضد ربه فالكل عليه لا له، ومن وجد الله فماذا فقد، ومن فقد الله فماذا وجد!.
أقول قولي هذا وأستغفر الله.
ـ ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
ومع نموذج آخر لامرأة أخرى أذكرها هنا ثم لربما نواصل في هذا الموضوع؛ لأنه علاج للأمة في هذا الزمن الشديد، والخطير، والكبير، والجليل، الذي يراد لأمتنا ما يراد من شر وبيل، وأمر خطير، فأفتتح صفحات لنعرف كيف عاش أولئك الناس الذين وثقوا بربهم، ولم يخافوا أي عدو كان مهما طال شره وكبر، وأعد واستعد فأنهم لا يتضعضعون ولا يخافون،
- إنه نموذج مريم عليها السلام بعد نموذج أم موسى وهذه أم عيسى عليهم السلام، هذه مريم التي أنجبت مولودا من غير زوج، ومعناه العار، والخزي والفضيحة، والجريمة، والكارثة الكبرى، امرأة عزباء تختلي اياماً عابدة لربها في مكان معين فتعود بولد ما هذا ﴿وَاذكُر فِي الكِتابِ مَريَمَ إِذِ انتَبَذَت مِن أَهلِها مَكانًا شَرقِيًّا فَاتَّخَذَت مِن دونِهِم حِجابًا فَأَرسَلنا إِلَيها روحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَرًا سَوِيًّا﴾، حتى قالوا الناس لها مع عداوتهم لها ولأسرتها لأنها كانت أسرة صالحة كما قال الله،﴿إِنَّ اللَّهَ اصطَفى آدَمَ وَنوحًا وَآلَ إِبراهيمَ وَآلَ عِمرانَ عَلَى العالَمينَ﴾، قال الناس لها ﴿يا أُختَ هارونَ ما كانَ أَبوكِ امرَأَ سَوءٍ وَما كانَت أُمُّكِ بَغِيًّا﴾، ما هذه عادتكم، ما كانت أمك امرأة زانية، ليست هذه عوائدكم، فمن اين أتيت به، لكنها قبل ذلك لما جاءها الملك قالت ﴿قالَت أَنّى يَكونُ لي غُلامٌ وَلَم يَمسَسني بَشَرٌ وَلَم أَكُ بَغِيًّا قالَ كَذلِكِ قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجعَلَهُ آيَةً لِلنّاسِ وَرَحمَةً مِنّا وَكانَ أَمرًا مَقضِيًّا﴾، خلاص سلمي استعدي فكان أمرها أن أوكلته لربها جل جلاله، ثم ولت من عند قومها مختلية حيث أمرها ربها تبارك وتعالي، ﴿فَحَمَلَتهُ فَانتَبَذَت بِهِ مَكانًا قَصِيًّا﴾، وتلك المرأة هي نفسها التي جاءت بولدها وهي ساكتة لا تتكلم ولا تتحدث غير انها تشير وقد علمها الله أن تثق به ولا تبالي بهؤلاء جميعا، ولا تكترث بهم،﴿فَكُلي وَاشرَبي وَقَرّي عَينًا ﴾خذي راحتك، لا تقلقي ابدا، ﴿فَكُلي وَاشرَبي وَقَرّي عَينًا فَإِمّا تَرَيِنَّ مِنَ البَشَرِ أَحَدًا فَقولي إِنّي نَذَرتُ لِلرَّحمنِ صَومًا فَلَن أُكَلِّمَ اليَومَ إِنسِيًّا﴾، لست حولكم، وفي داويكم، أو خبركم، ولا شأن لي بكم وما تقولون، وظنونكم السيئة، أنا مشغولة عنكم لا ابالي بكلامكم، ثم فقط أشارت لولدها المولود، أما هي فلا شأن لها بهم: ﴿فَأَشارَت إِلَيهِ قالوا كَيفَ نُكَلِّمُ مَن كانَ فِي المَهدِ صَبِيًّا﴾، نكلمك انت فلماذا لا تتحدثي، من أين جاء المولود فنطق المولود ليكلمهم؛ لأنها وثقت بربها فمجرد اشارة منها نطق ما لا ينطق وتحدث من لا يتحدث عادة، فمن وثق بالله فإن الله لن يضيعه ابدا، حتى أن ينصره بما لا يتخيل، ولم يكن في الحسبان عادة وعقلا، حتى بذباب، أو بحشرة ليست بشيء، كما فعل لابراهيم عليه السلام حين سلط الله تعالى على النمرود وجنوده البعوض أو الدبّور…
- وهذان نموذجان لنساء فكيف بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام والذين سأذكرهم في خطب قادمة إن شاءالله تعالى فنريد أن تكون عندنا ثقة بربنا في كل أمر أصابنا ونزل بنا من مرض، من سقم، من الم، من هم، من غم، من حزن، من فقر، من أي شيء كان، والدنيا كلها عبارة عن تعب ونصب، والإنسان خُلق في كبد كما ذكر الله تبارك وتعالى، فلنكن على عدة جاهزة، وكبيرة للثقة بربنا جلا وعلا…
صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾…
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
❈- الصفحة العامة فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty2
❈- الحساب الخاص فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty1
❈- القناة يوتيوب:
https://www.youtube.com//Alsoty1
❈- حساب تويتر:
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
❈- المدونة الشخصية:
https://Alsoty1.blogspot.com/
❈- حساب انستقرام:
https://www.instagram.com/alsoty1
❈- حساب سناب شات:
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
❈- إيميل:
[email protected]
❈- قناة الفتاوى تليجرام:
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
❈- رقم الشيخ وتساب:
https://wa.me/967714256199
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي.
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/8n10WKOfVgY
- الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
ـ أمــــــا بــــعـــــد عـــبــاد الــــلـــه:
إننا في زمن كثُر ظلمه، واشتد خطبه، وتعاظم جشعه وطمعه، وزادت السيئات، ومعه أصبح الناس -إلا من رحم الله- في بعد عن دينهم، وإسلامهم، وأمر ربهم، وتوجيهات قرآنهم، ونبيهم صلى الله عليه وسلم، أصبحنا في زمن تكالب الأعداء فيه على الأمة الإسلامية، وأصبح كثير من المسلمين -للأسف الشديد- يظنون بالله غير الحق، يظنون إلا نصر لدينهم، ولا قيام لأمتهم، ولا صحوة يمكن أن تقع في زمن قريب؛ لتنتشل الناس مما هم فيه، وهو أمر مقلق ومحزن؛ إذ أن هذا الظن ليس بظن مؤمن؛ لأن الله تبارك وتعالى وصف أعداءه بقوله: ﴿بَل ظَنَنتُم أَن لَن يَنقَلِبَ الرَّسولُ وَالمُؤمِنونَ إِلى أَهليهِم أَبَدًا وَزُيِّنَ ذلِكَ في قُلوبِكُم وَظَنَنتُم ظَنَّ السَّوءِ وَكُنتُم قَومًا بورًا﴾، فلا يمكن أن يكون المؤمن بهذه الصفة، يظن بالله ظن السوء، فيكون جزاء ذلك الظن السيء منه أن الله تبارك وتعالى يجعل أمره بورا، ويجعل حياته في خسارة دائمة، في كل شيء اينما توجه، أينما ذهب، أينما انطلق، أينما بدأ في شغل، عمل، أو أي شيء من بداية يومه حتى نهايته، يكون أمره بورا؛ لأنه ظن ظن السوء في الله عز وجل، وذلك خطر لا شك فيه عليه، إما أن ييسره لليسرى، وإما أن ييسره للعسرى، ﴿فَسَنُيَسِّرُهُ لِلعُسرى﴾، وذاك ﴿فَسَنُيَسِّرُهُ لِليُسرى﴾، والمطلوب في هذا الخطب الجلل، والكرب الذي نزل على الأمة الإسلامية أن نكون على يقين على أن الله تبارك وتعالى أمره فوق كل أمر، وقوته فوق قوة، وسلطته فوق كل سلطة، وعظمته فوق كل عظمة، وجبروته فوق كل جبروت، فلن يبلغ ما عند الناس والجن والمخلوقات مما عنده قدر أنملة، ولو اجتمع من في السماوات والأرض على أن يغالبوه تعالى وتقدس جل وعلا فلن يستطيعوا، وأنه ناصر عباده؛ لأن وعده الحق: " واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيءلم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف"، ﴿إِنّا لَنَنصُرُ رُسُلَنا وَالَّذينَ آمَنوا فِي الحَياةِ الدُّنيا وَيَومَ يَقومُ الأَشهادُ﴾.
- فالنصر للمؤمن دائما وأبدا بل قال الله عز وجل
{كَتَبَ اللَّهُ لَأَغلِبَنَّ أَنا وَرُسُلي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزيزٌ﴾ وكتب الله أي فرض الله في كتابٍ لديه بأن الغلبة لأمره، ولدينه، الغلبة لرسل الله، الغلبة لأولياء الله دائما وأبدا، مهما مُكر بذلك المؤمن، واشتدت عليه الأمور، فليثق أن الله تبارك وتعالى امره فوق كل أمر، ومكره فوق كل مكر: ﴿إِنَّما أَمرُهُ إِذا أَرادَ شَيئًا أَن يَقولَ لَهُ كُن فَيَكونُ﴾، فإذا كانت أمور الخلائق بسلطة، بقوة بمال، بعظمة، فليتذكر أن ذلك كله واهبه هو الله سبحانه وتعالى، فلم الخوف، ولم الوجل، ولم الفزع، ما دام وأنه مع الله وهو واهبه، فإنه ناصره تبارك وتعالى، ثم إن مُكر به فليتذكر مكر الله عز وجل: {وَيَمكُرونَ وَيَمكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيرُ الماكِرينَ}، ﴿وَإِذ يَمكُرُ بِكَ الَّذينَ كَفَروا لِيُثبِتوكَ أَو يَقتُلوكَ أَو يُخرِجوكَ وَيَمكُرونَ وَيَمكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيرُ الماكِرينَ﴾، فمكر الله فوق كل مكر، وتدبير الله فوق كل تدبير، فليتذكر ذلك دائما وأبدا…
- وإذا كان يخشى جنود أولئك الذين اعدوا، واستعدوا، وحشدوا، وأوغلوا، فإن ﴿لِلَّهِ جُنودُ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَكانَ اللَّهُ عَزيزًا حَكيمًا﴾، فمهما كانت أمور هؤلاء من مكر، قوة، إعداد، أي شيء كان فعلى المؤمن أن يتذكر دائما وأبدا ما عند الله سبحانه وتعالى وما عنده خير للأبرار، ﴿ وَما عِندَ اللَّهِ خَيرٌ لِلأَبرارِ﴾، كما قال الله سبحانه وتعالى في آخر سورة آل عمران، فما عند ربنا هو خير لنا، جهلنا، علمنا، تحقق ذلك عاجلاً أم آجلا ، وحاشا لله أن يخلف وعده، أنهم يوعدون المسلم بأن هزيمة لدينه، هزيمة ايضا لمسلماته، انتمائه، بمقدساته، أي شيء كان من مبادئ سامية لدى المؤمن، فإذا كان أولئك يقولون هذا فهو لا يصدق وعودهم بل يصدق وعود الله؛ لأن الله تبارك وتعالى لا يخلف وعده ابدا.
ـ ولننظر الى نموذجين لامرأتين، ومعلوم أن النساء ضعاف النفوس، ومع هذا سأذكر نموذجين في خطبتي هذه، وهو نموذج أم موسى عليهما السلام، تلك المرأة التي أحبت ولدها بجنون؛ لأن الله قذف محبة موسى عليه السلام في نفوس الناس، بدءًا بأمه، ﴿ وَأَلقَيتُ عَلَيكَ مَحَبَّةً مِنّي﴾، ومع هذا قال الله لها: {فَإِذا خِفتِ عَلَيهِ فَأَلقيهِ فِي اليَم}، القيه في اليم عند الخوف عليه من البر، وكان أمر الله فوق كل أمر، بالرغم حبها الشديد له لكنها سلمت وأذعنت لأمر الله فألقته في خطر، بالنسبة لنا وهو أن ترميه في البحر، أن تقذف به ليأخذه البحر فألقته في الماء، لا اشكال عندها واثقة بربها كل ثقة فألقيه في اليم، وكان ما كان بعد ذلك {وِلا تَخافي وَلا تَحزَني إِنّا رادّوهُ إِلَيك}، فكان لا خوف على ولدها، ولا في قلبها؛ لأنها تعلم أن الله وعدها ووعده الحق اليقين…
- هذا امر تولد عند الصبي الصغير ان أصبح لا يخاف ولا يفزع أولئك أبدا فينطلق إلى فرعون أعتى أهل الأرض من يدعي الألوهية ليس النبوة بل الألوهية، وليست أي ألوهية، بل قال: { أَنَا رَبُّكُمَ الأَعْلَى}، يعني الله جل جلاله ليس بالأعلى بل هو فوق الله لا يؤمن بالله، ومع هذا ذهب موسى واثقاً بربه؛ لأن أمه علمته ذلك من أول لحظات حياته في الدنيا، ألقته في اليم ولم تخف، ولم تحزن، وأيضا لما كان الناس الذين امنوا به بجواره يخافون، يحذرون، يتبعون، البحر امامهم، وفرعون من خلفهم قالوا إنا لمدركون فقال موسى عليه السلام ﴿قالَ كَلّا إِنَّ مَعِيَ رَبّي سَيَهدينِ﴾،البحر امامه، نعم وفي عون بالاف مؤلفة خلفه، ومع هذا هو واثق لربه فقال ﴿قالَ كَلّا إِنَّ مَعِيَ رَبّي سَيَهدينِ﴾، لا خوف، لا أخاف لا أحزن لا قلق ما دام وأن الله معي فهو ناصري، وهو سيهديني حيث يريد ربي تبارك وتعالى، نتذكر هذه الكلمة نبينا صلى الله عليه وسلم وهو في الغار محاصر، مطارد، ليس بجواره، أنيس، ولا جليس، إلا رجل واحد وفي غار، والناس يعدون العدة لقتله، أي شيء كان حتى يؤتى برأسه عليه الصلاة والسلام ومع هذا قال لما قال له الصديق لو نظر أحدهم إلى تحت قدميه لرآنا قال صلى الله عليه وسلم: {لَا تَحْزَنْ إنَّ اللَّهَ مَعَنَا}، لا خوف، لا وجل، ما دام وأن الله مع العبد فإن ذلك العبد لا خوف عليه أبدا ومن كان مع الله فالكل معه وله، ومن كان ضد ربه فالكل عليه لا له، ومن وجد الله فماذا فقد، ومن فقد الله فماذا وجد!.
أقول قولي هذا وأستغفر الله.
ـ ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
ومع نموذج آخر لامرأة أخرى أذكرها هنا ثم لربما نواصل في هذا الموضوع؛ لأنه علاج للأمة في هذا الزمن الشديد، والخطير، والكبير، والجليل، الذي يراد لأمتنا ما يراد من شر وبيل، وأمر خطير، فأفتتح صفحات لنعرف كيف عاش أولئك الناس الذين وثقوا بربهم، ولم يخافوا أي عدو كان مهما طال شره وكبر، وأعد واستعد فأنهم لا يتضعضعون ولا يخافون،
- إنه نموذج مريم عليها السلام بعد نموذج أم موسى وهذه أم عيسى عليهم السلام، هذه مريم التي أنجبت مولودا من غير زوج، ومعناه العار، والخزي والفضيحة، والجريمة، والكارثة الكبرى، امرأة عزباء تختلي اياماً عابدة لربها في مكان معين فتعود بولد ما هذا ﴿وَاذكُر فِي الكِتابِ مَريَمَ إِذِ انتَبَذَت مِن أَهلِها مَكانًا شَرقِيًّا فَاتَّخَذَت مِن دونِهِم حِجابًا فَأَرسَلنا إِلَيها روحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَرًا سَوِيًّا﴾، حتى قالوا الناس لها مع عداوتهم لها ولأسرتها لأنها كانت أسرة صالحة كما قال الله،﴿إِنَّ اللَّهَ اصطَفى آدَمَ وَنوحًا وَآلَ إِبراهيمَ وَآلَ عِمرانَ عَلَى العالَمينَ﴾، قال الناس لها ﴿يا أُختَ هارونَ ما كانَ أَبوكِ امرَأَ سَوءٍ وَما كانَت أُمُّكِ بَغِيًّا﴾، ما هذه عادتكم، ما كانت أمك امرأة زانية، ليست هذه عوائدكم، فمن اين أتيت به، لكنها قبل ذلك لما جاءها الملك قالت ﴿قالَت أَنّى يَكونُ لي غُلامٌ وَلَم يَمسَسني بَشَرٌ وَلَم أَكُ بَغِيًّا قالَ كَذلِكِ قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجعَلَهُ آيَةً لِلنّاسِ وَرَحمَةً مِنّا وَكانَ أَمرًا مَقضِيًّا﴾، خلاص سلمي استعدي فكان أمرها أن أوكلته لربها جل جلاله، ثم ولت من عند قومها مختلية حيث أمرها ربها تبارك وتعالي، ﴿فَحَمَلَتهُ فَانتَبَذَت بِهِ مَكانًا قَصِيًّا﴾، وتلك المرأة هي نفسها التي جاءت بولدها وهي ساكتة لا تتكلم ولا تتحدث غير انها تشير وقد علمها الله أن تثق به ولا تبالي بهؤلاء جميعا، ولا تكترث بهم،﴿فَكُلي وَاشرَبي وَقَرّي عَينًا ﴾خذي راحتك، لا تقلقي ابدا، ﴿فَكُلي وَاشرَبي وَقَرّي عَينًا فَإِمّا تَرَيِنَّ مِنَ البَشَرِ أَحَدًا فَقولي إِنّي نَذَرتُ لِلرَّحمنِ صَومًا فَلَن أُكَلِّمَ اليَومَ إِنسِيًّا﴾، لست حولكم، وفي داويكم، أو خبركم، ولا شأن لي بكم وما تقولون، وظنونكم السيئة، أنا مشغولة عنكم لا ابالي بكلامكم، ثم فقط أشارت لولدها المولود، أما هي فلا شأن لها بهم: ﴿فَأَشارَت إِلَيهِ قالوا كَيفَ نُكَلِّمُ مَن كانَ فِي المَهدِ صَبِيًّا﴾، نكلمك انت فلماذا لا تتحدثي، من أين جاء المولود فنطق المولود ليكلمهم؛ لأنها وثقت بربها فمجرد اشارة منها نطق ما لا ينطق وتحدث من لا يتحدث عادة، فمن وثق بالله فإن الله لن يضيعه ابدا، حتى أن ينصره بما لا يتخيل، ولم يكن في الحسبان عادة وعقلا، حتى بذباب، أو بحشرة ليست بشيء، كما فعل لابراهيم عليه السلام حين سلط الله تعالى على النمرود وجنوده البعوض أو الدبّور…
- وهذان نموذجان لنساء فكيف بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام والذين سأذكرهم في خطب قادمة إن شاءالله تعالى فنريد أن تكون عندنا ثقة بربنا في كل أمر أصابنا ونزل بنا من مرض، من سقم، من الم، من هم، من غم، من حزن، من فقر، من أي شيء كان، والدنيا كلها عبارة عن تعب ونصب، والإنسان خُلق في كبد كما ذكر الله تبارك وتعالى، فلنكن على عدة جاهزة، وكبيرة للثقة بربنا جلا وعلا…
صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾…
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
❈- الصفحة العامة فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty2
❈- الحساب الخاص فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty1
❈- القناة يوتيوب:
https://www.youtube.com//Alsoty1
❈- حساب تويتر:
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
❈- المدونة الشخصية:
https://Alsoty1.blogspot.com/
❈- حساب انستقرام:
https://www.instagram.com/alsoty1
❈- حساب سناب شات:
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
❈- إيميل:
[email protected]
❈- قناة الفتاوى تليجرام:
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
❈- رقم الشيخ وتساب:
https://wa.me/967714256199