قصة حب أم الدرداء وأبي الدرداء: عشقٌ خالدٌ في الدنيا والآخرة. الصحابية الجليلة أم الدرداء، واسمها ...

منذ 2025-05-01
قصة حب أم الدرداء وأبي الدرداء: عشقٌ خالدٌ في الدنيا والآخرة.
الصحابية الجليلة أم الدرداء، واسمها هجيمة بنت حيي الأوصابية (رضي الله عنها ) .
عاشت مع زوجها الصحابي الجليل أبي الدرداء الأنصاري قصة حبٍ عجيبة، بل قصة عشقٍ نادرة، بدأت في الدنيا وستستمر في الجنة بإذن الله تعالى.
عندما دخلت أم الدرداء على زوجها أبي الدرداء (رضي الله عنه ) وهو يحتضر، دار بينهما حوارٌ مؤثرٌ مليء بالشجن.
قالت له: «يا أبا الدرداء، لقد خطبتني من أهلي فزوجوني إليك في الدنيا، والآن أخطبك منك لتكون زوجي في الآخرة كما كنت زوجي في الدنيا».
فأجابها: «إن أردتِ أن تكوني معي في الآخرة، فلا تتزوجي بعدي، فإنك إن تزوجتِ ربما كنتِ في الآخرة مع زوجك الجديد». فاتفقا على ألا تتزوج بعده أبدًا.
بعد انقضاء عدتها، تقدم سيدنا معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه) لخطبتها، فأخبرته بما دار بينها وبين زوجها أبي الدرداء، فتوقف عن طلبه، وأَعانها على أمرها، ونصحها بالصيام.
روت أم الدرداء أن زوجها أبو الدرداء أوصاها قائلًا: «لا تسألي أحدًا شيئًا».
فسألته: «وإن احتجت إلى سؤال أحد شيئًا ماذا أفعل؟».
قال لها: «اتبعي الحصادين (المزارعين)، وانظري ما يسقط منهم، فخذيه، واضربي بالسنابل على حجرة، ثم اطحنيه وكلي منه».
لكنها لم تضطر إلى ذلك، فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم، مثل عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب ومعاوية، يحيطون هذه الصحابية الفقيهة الورعة بالرعاية.
وكان بيت مال المسلمين يكفل كل أرملة، مما يجعلها في غنى عن كل الناس.
قصة حب أبي الدرداء وأم الدرداء تُدرَّس في كتب الفقه والسير، فحبهما كان حبًا للدنيا والآخرة معًا، حبًا أبديًا خالدًا لا ينتهي بانتهاء العمر أو الدنيا.
ولأَنهما كانا يظنان بالله خيرًا أن يدخلهما الجنة، فقد عملا لذلك بما ينبغي.
ولأن الجنة خلودٌ لا موت فيها، كما أخبر الحبيب صلى الله عليه وسلم، فإن قصة حبهما لن تنتهي أبدًا.
اللهم ارزقنا الجنة، واحشرنا مع هؤلاء الأعلام، يا رحمن يا رحيم.
محمد الفاتح
المصادر:
سير أعلام النبلاء، للذهبي.
طبقات الحفاظ، لجلال الدين السيوطي.
الإصابة في تمييز الصحابة، لابن حجر العسقلاني.
  • 0
  • 0
  • 132

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً