إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا 1/3 الجهاد في سبيل الله، هو ذُروة سنام ...
منذ 2025-05-02
إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا
1/3
الجهاد في سبيل الله، هو ذُروة سنام الإسلام، وأفضل الأعمال الصالحات، وهو ممَّا يغفر الله به الذنوب، ويكفّر به الخطايا، ويرفع به الدرجات، ويُذهِب به الهم والغم، وينصر بسببه المؤمنين، ويعذب به المشركين، ويرد به عادية البُغاة المعتدين، والجُناة المفسدين، ويقيم به الدين، ويحمي به بيضة المسلمين.
ورغم كل هذه الفضائل التي تدفع المؤمن دفعا إلى تحصيلها والسعي لبلوغها ولو حبواً على الركب، فإن الله -سبحانه- لم يجعل هذه العبادة العظيمة من النوافل التي يُثاب فاعلها دون أن يُحاسب تاركها، بل كتبها -سبحانه- على المؤمنين فريضةً من الفرائض التي يجب على كل مستطيع القيام بها، ما وجبت عليه، ما لم يعذره الله. قال جل جلاله: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216].
• انفروا خفافاً وثقالاً
وقد عاتب الله -تعالى- من تخلف عن النفير لغزوة تبوك رضاً بالدنيا، وتفضيلا لمتاعها القليل على ما أعدَّه -سبحانه- للمجاهدين في سبيله في الآخرة من نعيمٍ كثيرٍ باقٍ، وتوعَّد من يتخلف عن النفير بالعذاب الأليم، وبيَّن لهم أنهم بذلك يُلحقون الضرر بأنفسهم ولن يضرّوا الله شيئا، لأنه من اليسير عليه -سبحانه- أن يستبدل بهؤلاء العصاة لأوامره، أقواما آخرين يطيعونه ويسعون لمرضاته، ويجاهدون في سبيله حقَّ الجهاد، ولا يخشون غيره، فقال جل شأنه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيل * إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التوبة: 38 - 39].
ثم جاء أمره -جل وعلا- للمؤمنين أن يستجيبوا للأمر بالنفير الذي جاءهم من رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يكون نفيرُهم على كل حال، أغنياء وفقراء، شبابا وشيبا، وعلَّمهم أن جهادهم في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم خيرٌ لهم في دنياهم وآخرتهم، فقال جل جلاله: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [التوبة: 41].
وبيَّن أنه لا يستأذن للقعود عن هذا الأمر العظيم الذي تعيَّن على كل المؤمنين -باستنفار النبي، صلى الله عليه وسلم- إلا المنافقون، الذين يكذبون في أعذارهم، التي يبررون بها قعودهم عن الجهاد المتعيِّن عليهم، ومعصيتَهم لأمر نبيهم وإمامهم عليه الصلاة والسلام، ورضاهم بالتخلُّف عنه وعن المؤمنين، فكانوا من الذين كره الله خروجهم في صف المسلمين للقاء أعداء الله. قال سبحانه: {لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ * إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ * وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ} [التوبة: 44 - 46].
المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 79
الخميس 8 شعبان 1438 هـ
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
1/3
الجهاد في سبيل الله، هو ذُروة سنام الإسلام، وأفضل الأعمال الصالحات، وهو ممَّا يغفر الله به الذنوب، ويكفّر به الخطايا، ويرفع به الدرجات، ويُذهِب به الهم والغم، وينصر بسببه المؤمنين، ويعذب به المشركين، ويرد به عادية البُغاة المعتدين، والجُناة المفسدين، ويقيم به الدين، ويحمي به بيضة المسلمين.
ورغم كل هذه الفضائل التي تدفع المؤمن دفعا إلى تحصيلها والسعي لبلوغها ولو حبواً على الركب، فإن الله -سبحانه- لم يجعل هذه العبادة العظيمة من النوافل التي يُثاب فاعلها دون أن يُحاسب تاركها، بل كتبها -سبحانه- على المؤمنين فريضةً من الفرائض التي يجب على كل مستطيع القيام بها، ما وجبت عليه، ما لم يعذره الله. قال جل جلاله: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216].
• انفروا خفافاً وثقالاً
وقد عاتب الله -تعالى- من تخلف عن النفير لغزوة تبوك رضاً بالدنيا، وتفضيلا لمتاعها القليل على ما أعدَّه -سبحانه- للمجاهدين في سبيله في الآخرة من نعيمٍ كثيرٍ باقٍ، وتوعَّد من يتخلف عن النفير بالعذاب الأليم، وبيَّن لهم أنهم بذلك يُلحقون الضرر بأنفسهم ولن يضرّوا الله شيئا، لأنه من اليسير عليه -سبحانه- أن يستبدل بهؤلاء العصاة لأوامره، أقواما آخرين يطيعونه ويسعون لمرضاته، ويجاهدون في سبيله حقَّ الجهاد، ولا يخشون غيره، فقال جل شأنه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيل * إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التوبة: 38 - 39].
ثم جاء أمره -جل وعلا- للمؤمنين أن يستجيبوا للأمر بالنفير الذي جاءهم من رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يكون نفيرُهم على كل حال، أغنياء وفقراء، شبابا وشيبا، وعلَّمهم أن جهادهم في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم خيرٌ لهم في دنياهم وآخرتهم، فقال جل جلاله: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [التوبة: 41].
وبيَّن أنه لا يستأذن للقعود عن هذا الأمر العظيم الذي تعيَّن على كل المؤمنين -باستنفار النبي، صلى الله عليه وسلم- إلا المنافقون، الذين يكذبون في أعذارهم، التي يبررون بها قعودهم عن الجهاد المتعيِّن عليهم، ومعصيتَهم لأمر نبيهم وإمامهم عليه الصلاة والسلام، ورضاهم بالتخلُّف عنه وعن المؤمنين، فكانوا من الذين كره الله خروجهم في صف المسلمين للقاء أعداء الله. قال سبحانه: {لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ * إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ * وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ} [التوبة: 44 - 46].
المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 79
الخميس 8 شعبان 1438 هـ
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR