إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا 3/3 الجهاد في سبيل الله، هو ذُروة سنام ...
منذ 2025-05-04
إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا
3/3
الجهاد في سبيل الله، هو ذُروة سنام الإسلام، وأفضل الأعمال الصالحات، وهو ممَّا يغفر الله به الذنوب، ويكفّر به الخطايا، ويرفع به الدرجات، ويُذهِب به الهم والغم، وينصر بسببه المؤمنين، ويعذب به المشركين، ويرد به عادية البُغاة المعتدين، والجُناة المفسدين، ويقيم به الدين، ويحمي به بيضة المسلمين.
ورغم كل هذه الفضائل التي تدفع المؤمن دفعا إلى تحصيلها والسعي لبلوغها ولو حبواً على الركب، فإن الله -سبحانه- لم يجعل هذه العبادة العظيمة من النوافل التي يُثاب فاعلها دون أن يُحاسب تاركها، بل كتبها -سبحانه- على المؤمنين فريضةً من الفرائض التي يجب على كل مستطيع القيام بها، ما وجبت عليه، ما لم يعذره الله. قال جل جلاله: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216].
• فلا تولّوهم الأدبار
والناظر لحال المسلمين اليوم يجد -وبلا شك- أن الجهاد متعيِّن على كل مسلمٍ بالغٍ قادرٍ على حمل السلاح، فقد استولى المشركون على بلاد المسلمين منذ قرون، وأزالوا شريعة الله عنها، فحكموها بالقوانين الشركية الطاغوتية، والخارجون لقتالهم في غالب البلدان قلةٌ قليلةٌ من المسلمين تعجز عن رد المشركين، وبالتالي فإن فريضة النفير لقتال هؤلاء المشركين، واستعادة دار الإسلام تتعيَّن على كلِّ المُكلَّفين بها، حتى تحصل الكفاية من المقاتلين.
ومع عودة الخلافة، واستنفار الشيخ أبي بكر البغدادي -تقبله الله- لجميع المسلمين للجهاد في سبيل الله، فإن عينية الجهاد تتأكد على المسلمين في كل مكان، وفي ديار الإسلام التي هي أراضي الدولة الإسلامية بشكل خاص، ويزداد منكَر القاعدين عن الجهاد عندما ننظر إلى حال مدن الدولة الإسلامية، فلا نجد مدينة من مدنها إلا وقد حشَّد المشركون للهجوم عليها، وقد خرج المجاهدون فيها للقائهم وصدِّهم عن ديار الإسلام، وقد التقى الصفَّان، والتحم الجيشان، فلا يكون حال القاعد عن الجهاد وهو يرى المعركة إلا أنه فارٌّ من الزحف، مولٍّ للدبر، مستحق لعذاب الله -تعالى- الذي ذكره بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِير} [الأنفال: 15 - 16].
فيا أهل الإسلام في كل مكان، وفي أراضي الدولة الإسلامية على وجه خاص...
انفروا في سبيل الله، وأدوا ما افترضه الله عليكم من جهاد المشركين، وحفظ بيضة المسلمين، ولا تُعرِّضوا أنفسكم لغضب الله ووعيده، ولا يكن ما استمتعتم به من الأموال والأولاد والنساء أحبَّ إليكم من الله ورسوله ونصرة دينه، قال تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 24].
المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 79
الخميس 8 شعبان 1438 هـ
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC111ARt
3/3
الجهاد في سبيل الله، هو ذُروة سنام الإسلام، وأفضل الأعمال الصالحات، وهو ممَّا يغفر الله به الذنوب، ويكفّر به الخطايا، ويرفع به الدرجات، ويُذهِب به الهم والغم، وينصر بسببه المؤمنين، ويعذب به المشركين، ويرد به عادية البُغاة المعتدين، والجُناة المفسدين، ويقيم به الدين، ويحمي به بيضة المسلمين.
ورغم كل هذه الفضائل التي تدفع المؤمن دفعا إلى تحصيلها والسعي لبلوغها ولو حبواً على الركب، فإن الله -سبحانه- لم يجعل هذه العبادة العظيمة من النوافل التي يُثاب فاعلها دون أن يُحاسب تاركها، بل كتبها -سبحانه- على المؤمنين فريضةً من الفرائض التي يجب على كل مستطيع القيام بها، ما وجبت عليه، ما لم يعذره الله. قال جل جلاله: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216].
• فلا تولّوهم الأدبار
والناظر لحال المسلمين اليوم يجد -وبلا شك- أن الجهاد متعيِّن على كل مسلمٍ بالغٍ قادرٍ على حمل السلاح، فقد استولى المشركون على بلاد المسلمين منذ قرون، وأزالوا شريعة الله عنها، فحكموها بالقوانين الشركية الطاغوتية، والخارجون لقتالهم في غالب البلدان قلةٌ قليلةٌ من المسلمين تعجز عن رد المشركين، وبالتالي فإن فريضة النفير لقتال هؤلاء المشركين، واستعادة دار الإسلام تتعيَّن على كلِّ المُكلَّفين بها، حتى تحصل الكفاية من المقاتلين.
ومع عودة الخلافة، واستنفار الشيخ أبي بكر البغدادي -تقبله الله- لجميع المسلمين للجهاد في سبيل الله، فإن عينية الجهاد تتأكد على المسلمين في كل مكان، وفي ديار الإسلام التي هي أراضي الدولة الإسلامية بشكل خاص، ويزداد منكَر القاعدين عن الجهاد عندما ننظر إلى حال مدن الدولة الإسلامية، فلا نجد مدينة من مدنها إلا وقد حشَّد المشركون للهجوم عليها، وقد خرج المجاهدون فيها للقائهم وصدِّهم عن ديار الإسلام، وقد التقى الصفَّان، والتحم الجيشان، فلا يكون حال القاعد عن الجهاد وهو يرى المعركة إلا أنه فارٌّ من الزحف، مولٍّ للدبر، مستحق لعذاب الله -تعالى- الذي ذكره بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِير} [الأنفال: 15 - 16].
فيا أهل الإسلام في كل مكان، وفي أراضي الدولة الإسلامية على وجه خاص...
انفروا في سبيل الله، وأدوا ما افترضه الله عليكم من جهاد المشركين، وحفظ بيضة المسلمين، ولا تُعرِّضوا أنفسكم لغضب الله ووعيده، ولا يكن ما استمتعتم به من الأموال والأولاد والنساء أحبَّ إليكم من الله ورسوله ونصرة دينه، قال تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 24].
المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 79
الخميس 8 شعبان 1438 هـ
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@WMC111ARt