الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 80 قصة شهيد: أبو عيسى البحريني حارس للشريعة لا جندياً ...

منذ يوم
الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 80
قصة شهيد:

أبو عيسى البحريني
حارس للشريعة لا جندياً للقوانين

في الوقت الذي ينتكس فيه المنتكسون، وينحرف فيه المنحرفون، ويرتد فيه من يرتد، يهدي الله للحق من يشاء من عباده، ويوفقهم لسلوك درب النجاة، وإنما الأعمال بالخواتيم، و(إنَّ أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار، فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة، فيدخلها) [متفق عليه].

2/2
• في كلية الشريعة بالموصل..

بدا لأبي عيسى أن يطلب العلم الصحيح دون تزييف، ليس كما كان الحال في المعهد "الديني" الذي درس فيه خلال نشأته في البحرين، فرحل إلى الموصل التي زارها من قبل.

التحق أبو عيسى بالكلية الشرعية الأولى في الدولة الإسلامية، تعلم فيها العقيدة والفقه والتفسير والأصول ومصطلح الحديث والنحو والصرف وغيرها من العلوم النافعة، على أساتذة ومدرسين لم يجعلوا العلم مسائل نظرية فحسب، بل طبَّقوه واقعاً عملياً، كما نحسبهم، والله حسيبهم.

كلية ليست كعامة الكليَّات في العالم، فالمتخرج فيها يتخرج إلى القضاء بالقرآن والسنة، لا بالقوانين والأنظمة الكفرية، وللقيام بوظائف الجهاد والحسبة والزكاة والدعوة وغيرها من شعائر الإسلام التي تقوم عليها دواوين الدولة الإسلامية.

أحب أبو عيسى كليته فلزمها سنة ونصف، يقضي أيامه فيها بين دراسة وحفظ ومراجعة ورباط وجهاد، فشارك في معارك بيجي، ورابط في ثغر جبل مكحول، فكان من خيرة المقاتلين الصادقين.

• من يُرد الله به خيراً يُصب منه..

وكان من عرف أبا عيسى يتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يُرد الله به خيراً يُصب منه) [متفق عليه]، وفي رواية: (إن الله عز وجل إذا أحب عبدا ابتلاه) [رواه البيهقي].

فقد أصيب وابتلي مرات عديدة فصبر واحتسب، من ذلك أنه أصيب بحادث سير بليغ، بين حلب والرقة أقعده في الفراش فترة من الزمن، فما كان منه إلا الحمد والرضى على ما ابتلي به.

وما إن خرج أبو عيسى من كليَّته حتى فُرز إلى إحدى كتائب جيش الخلافة، يلقي الدروس التي تعلمها خلال دراسته، ويبيِّن ويوضح، ويرشد ويصلح، ولم تقتصر مهمته على ذلك، بل كان أسبق إخوانه إلى النزال والقتال، كلما سمع هيعة طار إليها، فشارك في معارك حماة ومنبج، كما شارك في معارك "صباح الخير" شرق الرقة، وأصيب فيها بطلقة في يده اليمنى.

لم تُقعِده الإصابة عن خوض المعارك واقتحام المعامع، فما إن سمع عن بدء حملة المرتدين على سد مدينة الطبقة حتى لبس جعبته التي لا تفارق سيارته وأخذ سلاحه وودَّع بعض أقاربه.

مكث أبو عيسى في بعض القرى غرب الرقة مرابطاً أياماً، يملأ وقته بقراءة القرآن والصلاة والصيام، وبينما هو على هذه الحال استهدفته طائرة أمريكية، يوم الجمعة (23/ ربيع الأول/ 1438هـ)، تقبله الله في الشهداء، ورفع الله قدره في عليِّين.

نسأل الله أن يُعظم أجره، وأن يتقبل منه هجرته وجهاده ورباطه ودعوته، وأن يجعله قدوة لكل من عزم على التوبة والإنابة والالتحاق بركب الخلافة.



• المصدر: صحيفة النبأ - العدد 80
الخميس 15 شعبان 1438 ه‍ـ

لقراءة القصة كاملةً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar

6682761216a48

  • 0
  • 0
  • 5

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً