إقامة الدولة الإسلامية.. بين منهاج النبوة وسبل أهل الضلالة (5) الرافضة الاثنا عشرية يأكلون ...
منذ يوم
إقامة الدولة الإسلامية.. بين منهاج النبوة وسبل أهل الضلالة (5)
الرافضة الاثنا عشرية يأكلون أوثانهم
5/5
تحدثنا في الحلقات الثلاث الماضية من هذه السلسلة عن تطور دين الرافضة الاثني عشرية المشركين، وكيف بني هذا الدين كله على أصل فاسد هو "الإمامة الإلهية"، التي تحصر الحق في الإمامة بفئة من الناس يزعمون أنهم استحقوها بعهد من الله تعالى، ووصية من النبي، صلى الله عليه وسلم.
ووجدنا كيف أنهم زادوا في دينهم ونقصوا على مدى القرون الماضية، وذلك بسبب تداعي أصل دينهم، وحاجتهم المستمرة إلى تعزيزه بالمزيد من الأكاذيب والخرافات، التي لم يكن آخرها اختلاقهم لشخص زعموا ولادته لرجل لم يعقّب، واخترعوا له قصة الغيبة، ثم ربطوا حكايته بقصة عبد الله المهدي الذي يولّيه المسلمون أمرهم في آخر الزمان، ليقاتل بهم الدجال ومن معه من المشركين.
وسنسعى في هذه الحلقة الخاتمة لحديثنا عن تجربة الرافضة الاثني عشرية في سعيهم المزعوم لإقامة الدولة الإسلامية، إلى أن نكمل قصة تطور دين هؤلاء القوم، وصولا إلى آخر ما بلغه طواغيتهم من الكذب والخداع، وهو نظرية "ولاية الفقيه" التي يقوم عليها النظام السياسي لدولة إيران الرافضية اليوم، والتي يسعى الروافض إلى تعميمها لتشمل كل ما يمكنهم السيطرة عليه من الأرض
• ما بعد "ولاية الفقيه"
لقد حصر مراجع الرافضة المؤمنون بنظرية "ولاية الفقيه" بأنفسهم ما كانوا يحصرونه من قبل بأئمتهم، وذلك بناء على فهمهم للأثر: "العلماء ورثة الأنبياء" الذي ينسبونه إلى جعفر الصادق رحمه الله، فيقول الهالك الخميني: "وإذا نظرنا إلى قوله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [الأحزاب: 6]، وتأملنا في قوله (ع): (العلماء ورثة الأنبياء)، عرفنا أن الولاية من الأمور الاعتبارية التي يمكن انتقالها، وذلك غير مستحيل عرفا".
ويقول كذلك: "حجة الله تعني أن الإمام مرجع للناس في جميع الأمور، والله قد عيّنه، وأناط به كل تصرف وتدبير من شأنه أن ينفع الناس ويسعدهم، وكذلك الفقهاء فهم مراجع الأمة وقادتها".
واعتبروا أنفسهم منصَّبين من قبل أئمتهم للحكم بين الناس، وبالتالي فإن إيمان أتباعهم بولاية هؤلاء الفقهاء عليهم هي فرع من إيمانهم بولاية أئمتهم "المعصومين"، يقول الخميني، بعد أن ساق رواية عن جعفر الصادق، فيها: "اجعلوا بينكم رجلا قد عرف حلالنا وحرامنا، فإني قد جعلته عليكم قاضيا": "فالعلماء بموجب هذه الرواية قد عُيّنوا من قبل الإمام للحكومة والقضاء بين الناس، ومنصبهم لا يزال محفوظا لهم".
فاعتبروا بذلك اختيار من جعلوه من أهل الحل والعقد منهم، ممن هو أهل للحكم، لامتلاكه الشرطين الأساسيين لديهم، وهما العدالة والفقه، بمثابة النص الذي جعلوا سابقا شرطا للإمامة، أو النيابة عن الإمام.
وبمجمل ما ذكرنا يتبين لنا أن الرافضة اليوم في تعاملهم مع نظرية "الإمامة الإلهية" التي قام عليها دينهم، وما تفرع عنها من أصول ونظريات أخرى، أشبه ما يكونون بحال مشركي العرب، الذين كانوا يصنعون الأوثان بأيديهم من التمر ليعبدوها من دون الله، فإذا جاعوا أكلوها، وهكذا استغنى طواغيت الرافضة عن أصولهم ونظرياتهم تدريجيا، لما وجدوا المنفعة في غيرها، بعد أن اتخذوها لقرون أوثانا يعبدونها، ومعاقد للولاء والبراء، يوادّون فيها ويعادون.
• صراط المهتدين.. لا تيه الضالين
فهكذا تطور دين الرافضة على مدى القرون الماضية، ليقرّوا بصحة ما تركوا جماعة المسلمين بسببه، وهو إنكارهم شرعية ولاية الخلفاء الراشدين باختيار المسلمين لهم، وادعائهم وجوب النص الإلهي والوصية النبوية لمن يحق له ولاية أمر المسلمين، ليحصروها بعلي -رضي الله عنه- وأولاده من بعده، بناء على ما زعموه لهم من نص ووصية، وينكروا بذلك إمامة كل ولاة أمور المسلمين، ويناصبوهم العداء والقتال، ويزيدوا على دينهم، ويكثروا من الابتداع فيه، ويبالغوا في الكذب على الله تعالى، ورسوله وآل بيته، لينصروا ملتهم، ويعزلوا مذهبهم عن دين المسلمين، حتى صار دينا مستقلا قائما على الشرك والخرافة، ليس لهم في اتباعه نقل، ولا لهم في أخذه من عقل.
وهكذا تتطور كل المذاهب الباطلة، والجماعات الضالة، التي تزعم السعي لإقامة الدولة الإسلامية، وهي تسير على طرق مبتدَعة، ليس لهم عليها من برهان، أو أثر لسلف صالح، فتنحرف بهم عن جادة الصواب، وتوقعهم في مهاوي الشرك والكفر من حيث زعموا أنهم يريدون إقامة الدين، فيخبطون فيها خبط عشواء، ويتلونون فيها تلون الحرباء، حتى لا تكاد تعرف لهم فيها أصلا يركنون إليه، وإن أصابوا بعض الحق في شيء من أقوالهم وأفعالهم، فإنهم لا يقصدون منه إلا ما يقصدونه من أيٍّ من طرق الضلالة التي اتبعوها من قبل، فإن وجد في ذلك الحق ما يشتهي، تعلق به، وإن وجد فيه خلاف ذلك، ذمّه، وعاد يتقلب في تيهه، باحثا عن هدى في دروب الضلالة.
• المصدر: صحيفة النبأ - العدد 80
الخميس 15 شعبان 1438 هـ
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
الرافضة الاثنا عشرية يأكلون أوثانهم
5/5
تحدثنا في الحلقات الثلاث الماضية من هذه السلسلة عن تطور دين الرافضة الاثني عشرية المشركين، وكيف بني هذا الدين كله على أصل فاسد هو "الإمامة الإلهية"، التي تحصر الحق في الإمامة بفئة من الناس يزعمون أنهم استحقوها بعهد من الله تعالى، ووصية من النبي، صلى الله عليه وسلم.
ووجدنا كيف أنهم زادوا في دينهم ونقصوا على مدى القرون الماضية، وذلك بسبب تداعي أصل دينهم، وحاجتهم المستمرة إلى تعزيزه بالمزيد من الأكاذيب والخرافات، التي لم يكن آخرها اختلاقهم لشخص زعموا ولادته لرجل لم يعقّب، واخترعوا له قصة الغيبة، ثم ربطوا حكايته بقصة عبد الله المهدي الذي يولّيه المسلمون أمرهم في آخر الزمان، ليقاتل بهم الدجال ومن معه من المشركين.
وسنسعى في هذه الحلقة الخاتمة لحديثنا عن تجربة الرافضة الاثني عشرية في سعيهم المزعوم لإقامة الدولة الإسلامية، إلى أن نكمل قصة تطور دين هؤلاء القوم، وصولا إلى آخر ما بلغه طواغيتهم من الكذب والخداع، وهو نظرية "ولاية الفقيه" التي يقوم عليها النظام السياسي لدولة إيران الرافضية اليوم، والتي يسعى الروافض إلى تعميمها لتشمل كل ما يمكنهم السيطرة عليه من الأرض
• ما بعد "ولاية الفقيه"
لقد حصر مراجع الرافضة المؤمنون بنظرية "ولاية الفقيه" بأنفسهم ما كانوا يحصرونه من قبل بأئمتهم، وذلك بناء على فهمهم للأثر: "العلماء ورثة الأنبياء" الذي ينسبونه إلى جعفر الصادق رحمه الله، فيقول الهالك الخميني: "وإذا نظرنا إلى قوله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [الأحزاب: 6]، وتأملنا في قوله (ع): (العلماء ورثة الأنبياء)، عرفنا أن الولاية من الأمور الاعتبارية التي يمكن انتقالها، وذلك غير مستحيل عرفا".
ويقول كذلك: "حجة الله تعني أن الإمام مرجع للناس في جميع الأمور، والله قد عيّنه، وأناط به كل تصرف وتدبير من شأنه أن ينفع الناس ويسعدهم، وكذلك الفقهاء فهم مراجع الأمة وقادتها".
واعتبروا أنفسهم منصَّبين من قبل أئمتهم للحكم بين الناس، وبالتالي فإن إيمان أتباعهم بولاية هؤلاء الفقهاء عليهم هي فرع من إيمانهم بولاية أئمتهم "المعصومين"، يقول الخميني، بعد أن ساق رواية عن جعفر الصادق، فيها: "اجعلوا بينكم رجلا قد عرف حلالنا وحرامنا، فإني قد جعلته عليكم قاضيا": "فالعلماء بموجب هذه الرواية قد عُيّنوا من قبل الإمام للحكومة والقضاء بين الناس، ومنصبهم لا يزال محفوظا لهم".
فاعتبروا بذلك اختيار من جعلوه من أهل الحل والعقد منهم، ممن هو أهل للحكم، لامتلاكه الشرطين الأساسيين لديهم، وهما العدالة والفقه، بمثابة النص الذي جعلوا سابقا شرطا للإمامة، أو النيابة عن الإمام.
وبمجمل ما ذكرنا يتبين لنا أن الرافضة اليوم في تعاملهم مع نظرية "الإمامة الإلهية" التي قام عليها دينهم، وما تفرع عنها من أصول ونظريات أخرى، أشبه ما يكونون بحال مشركي العرب، الذين كانوا يصنعون الأوثان بأيديهم من التمر ليعبدوها من دون الله، فإذا جاعوا أكلوها، وهكذا استغنى طواغيت الرافضة عن أصولهم ونظرياتهم تدريجيا، لما وجدوا المنفعة في غيرها، بعد أن اتخذوها لقرون أوثانا يعبدونها، ومعاقد للولاء والبراء، يوادّون فيها ويعادون.
• صراط المهتدين.. لا تيه الضالين
فهكذا تطور دين الرافضة على مدى القرون الماضية، ليقرّوا بصحة ما تركوا جماعة المسلمين بسببه، وهو إنكارهم شرعية ولاية الخلفاء الراشدين باختيار المسلمين لهم، وادعائهم وجوب النص الإلهي والوصية النبوية لمن يحق له ولاية أمر المسلمين، ليحصروها بعلي -رضي الله عنه- وأولاده من بعده، بناء على ما زعموه لهم من نص ووصية، وينكروا بذلك إمامة كل ولاة أمور المسلمين، ويناصبوهم العداء والقتال، ويزيدوا على دينهم، ويكثروا من الابتداع فيه، ويبالغوا في الكذب على الله تعالى، ورسوله وآل بيته، لينصروا ملتهم، ويعزلوا مذهبهم عن دين المسلمين، حتى صار دينا مستقلا قائما على الشرك والخرافة، ليس لهم في اتباعه نقل، ولا لهم في أخذه من عقل.
وهكذا تتطور كل المذاهب الباطلة، والجماعات الضالة، التي تزعم السعي لإقامة الدولة الإسلامية، وهي تسير على طرق مبتدَعة، ليس لهم عليها من برهان، أو أثر لسلف صالح، فتنحرف بهم عن جادة الصواب، وتوقعهم في مهاوي الشرك والكفر من حيث زعموا أنهم يريدون إقامة الدين، فيخبطون فيها خبط عشواء، ويتلونون فيها تلون الحرباء، حتى لا تكاد تعرف لهم فيها أصلا يركنون إليه، وإن أصابوا بعض الحق في شيء من أقوالهم وأفعالهم، فإنهم لا يقصدون منه إلا ما يقصدونه من أيٍّ من طرق الضلالة التي اتبعوها من قبل، فإن وجد في ذلك الحق ما يشتهي، تعلق به، وإن وجد فيه خلاف ذلك، ذمّه، وعاد يتقلب في تيهه، باحثا عن هدى في دروب الضلالة.
• المصدر: صحيفة النبأ - العدد 80
الخميس 15 شعبان 1438 هـ
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar