مِنْ خَوَارِمِ الْحَيَاءِ لَدَى النِّسَاءِ الحياء واحد من مكارم الأخلاق وأحسنها، وهو شعبة من ...
منذ يوم
مِنْ خَوَارِمِ الْحَيَاءِ لَدَى النِّسَاءِ
الحياء واحد من مكارم الأخلاق وأحسنها، وهو شعبة من شعب الإيمان، ما تزيَّا به امرؤ إلا زانه، وما تركه إلا شانه، وهو حلية المؤمنين وتاج الصالحين، وهو من فضائل الأنبياء والمرسلين، فهذا نبيُّنا خير الخلق -صلى الله عليه وسلم- كان أشد حياءً من العذراء في خدرها، وصاحبه عثمان -رضي الله عنه- ثالث الخلفاء الراشدين كان رجلا حيِيَّا تستحي منه الملائكة؛ قال الخطابي في معالم السُّنن: "... وأنه ما من نبي إلا وقد ندب إلى الحياء، وحثَّ عليه، وأنه لم يُنسخ فيما نسخ من شرائعهم، ولم يبدل فيما بدل منها، وذلك أنه أمر قد عُلِم صوابُه، وبان فضله، واتفقت العقول على حسنه، وما كان هذا صفته، لم يجز عليه النسخ والتبديل".
بل وأعظم من ذلك كلِّه فالحياء صفة من صفات الله عز وجل، فقد جاء في الحديث الشريف: (إن الله حَييٌّ ستِّير، فإذا أراد أحدُكم أن يغتسل فليتوارى بشيء) [أخرجه أحمد].
والحياء وإن كان في حق الرجل مطلوبا، فهو في حق المرأة آكد، بل هو رأس مال الصالحات وزينة العفيفات، غير أن بعض النساء -أصلحهن الله- قد يخرِمن حياءهن ببعض التصرفات أو الحركات بقصد أو دون قصد، وهذي جملة من الخوارم التي قد تأتيها المسلمة ولا تُلقي لها بالاً، فتخرق بها ثوب حيائها، وإذا ما اتسع الخرق في ثوب، بلي واهترأ، وصَعب حينها على الراقع المخيط.
أولاً: تذكري أختي المسلمة -وفقك الله لما يحبه ويرضاه- أن (المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان) [رواه الترمذي]، والعورة كل ما يُستحيا منه، وللخروج من البيت آداب وأحكام سبق الخوض فيها، فاعلمي -يرحمك الله- أن إمساكَك بيد زوجك أو تأبُّطَك لمرفقه في الشارع من خوارم الحياء، وإن قلت هو زوجي وحليلي، قلنا لك هو كذلك ولكن في بيتك لا أمام الناس، وبعض الصالحات تستحي والله من أن تمسك بيد زوجها أمام أمها أو أحد محارمها، فكيف أمام الناس وفي الطرقات؟!
ثانيا: إن الحَيِيَّة إذا مشت في الشارع بدا عليها الوقار والرصانة، ولها جَنبات الطريق لا وسطه كي تجتنب الرجال ما استطاعت إلى ذلك سبيلا، فاعلمي -أرشدك الله- أن كثرة الالتفات يمنة ويسرة وإلى الخلف دون داع من خوارم الحياء.
ثالثا: بعض المسلمات لا يتورعن عن الجلوس أمام بعض البنايات في الأسواق طلبا للراحة وما علمن -غفر الله لهن- أن هذا من خوارم الحياء، إذ كيف ترضى التقية لنفسها المكوث في أبغض البقاع إلى ربنا -تبارك وتعالى- وعلى مرأى من الرجال الأجانب؟ وإن كان النبي -صلى الله عليه وسلم- كره للرجال الجلوس في الطرقات فذلك في حق النساء آكد، فكيف بطرقات السوق حيث ينصب الشيطان رايته؟!
رابعا: تجاذُبك يا مسلمة أطراف الحديث مع مرافقتك، ورفع الصوت وبعض الضحكات بين المارة وفي الأسواق والطرقات من خوارم الحياء.
خامسا: مجادلة الباعة والإكثار من الحديث معهم حول البضاعة؛ سعرِها ونوعِها وما إلى ذلك من خوارم الحياء.
سادسا: إن الأكل والشرب من الطيبات التي أحلها الله تعالى لعباده، غير أن الطرقات لم تُجعل لهذا، وقد عدَّ سلفنا الصالح ذلك من خوارم مروءة الرجال، فماذا لو بلغهم أن بعض نساء زماننا هذا لا يتورعن عن فعل ذلك؟ فتذكري يا مسلمة أن أكل المثلجات -مثلًا- وإن كان من تحت النقاب وداخل المحلات من خوارم الحياء.
سابعا: بعض المسلمات -هداهن الله- وبمجرد دخولها البناية التي فيها الشقة المنشودة -سواء كانت بيوتهن أو بيوت قريباتهن أو صديقاتهن- لا يرين بأسا من رفع أصواتهن إما بالكلام أو الضحك، متناسيات إمكانية وجود رجال أجانب في باقي الشقق يسمعون أصواتهن وضحكاتهن وهذا يا أختنا من خوارم الحياء.
ثامنا: أحيانا وفي بعض المجالس نجد من النساء من تكثر الحديث عن زوجها وتطنب في وصفه دون موجب لذلك، بل لا ضير عندها من فتح ملف صوره على هاتفها لتريها صويحباتها والله المستعان، وهذا أيضا من خوارم الحياء فاحذري.
تاسعا: معلوم أن إفشاء ما يحدث بين الرجل وزوجته محرَّم شرعا، ولكن بعض النساء -وإن كانت لا تتحدث عن نفسها- إلا أنها لا تتورع عن المزاح في هذا الباب فتذكر أمورا تستحي من مجرد التلميح إليها كل ذات دين، وهذا يا مسلمة من خوارم الحياء.
يعيش المرء ما استحيا بخير
ويبقى العود ما بقي اللحاء
فلا والله ما في العيش خير
ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
إذا لم تخشَ عاقبة الليالي
ولم تستحيِ فافعل ما تشاء
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلِّ اللهم وسلم على سيد الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
• المصدر: صحيفة النبأ - العدد 80
الخميس 15 شعبان 1438 هـ
للمزيد من المواد.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
الحياء واحد من مكارم الأخلاق وأحسنها، وهو شعبة من شعب الإيمان، ما تزيَّا به امرؤ إلا زانه، وما تركه إلا شانه، وهو حلية المؤمنين وتاج الصالحين، وهو من فضائل الأنبياء والمرسلين، فهذا نبيُّنا خير الخلق -صلى الله عليه وسلم- كان أشد حياءً من العذراء في خدرها، وصاحبه عثمان -رضي الله عنه- ثالث الخلفاء الراشدين كان رجلا حيِيَّا تستحي منه الملائكة؛ قال الخطابي في معالم السُّنن: "... وأنه ما من نبي إلا وقد ندب إلى الحياء، وحثَّ عليه، وأنه لم يُنسخ فيما نسخ من شرائعهم، ولم يبدل فيما بدل منها، وذلك أنه أمر قد عُلِم صوابُه، وبان فضله، واتفقت العقول على حسنه، وما كان هذا صفته، لم يجز عليه النسخ والتبديل".
بل وأعظم من ذلك كلِّه فالحياء صفة من صفات الله عز وجل، فقد جاء في الحديث الشريف: (إن الله حَييٌّ ستِّير، فإذا أراد أحدُكم أن يغتسل فليتوارى بشيء) [أخرجه أحمد].
والحياء وإن كان في حق الرجل مطلوبا، فهو في حق المرأة آكد، بل هو رأس مال الصالحات وزينة العفيفات، غير أن بعض النساء -أصلحهن الله- قد يخرِمن حياءهن ببعض التصرفات أو الحركات بقصد أو دون قصد، وهذي جملة من الخوارم التي قد تأتيها المسلمة ولا تُلقي لها بالاً، فتخرق بها ثوب حيائها، وإذا ما اتسع الخرق في ثوب، بلي واهترأ، وصَعب حينها على الراقع المخيط.
أولاً: تذكري أختي المسلمة -وفقك الله لما يحبه ويرضاه- أن (المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان) [رواه الترمذي]، والعورة كل ما يُستحيا منه، وللخروج من البيت آداب وأحكام سبق الخوض فيها، فاعلمي -يرحمك الله- أن إمساكَك بيد زوجك أو تأبُّطَك لمرفقه في الشارع من خوارم الحياء، وإن قلت هو زوجي وحليلي، قلنا لك هو كذلك ولكن في بيتك لا أمام الناس، وبعض الصالحات تستحي والله من أن تمسك بيد زوجها أمام أمها أو أحد محارمها، فكيف أمام الناس وفي الطرقات؟!
ثانيا: إن الحَيِيَّة إذا مشت في الشارع بدا عليها الوقار والرصانة، ولها جَنبات الطريق لا وسطه كي تجتنب الرجال ما استطاعت إلى ذلك سبيلا، فاعلمي -أرشدك الله- أن كثرة الالتفات يمنة ويسرة وإلى الخلف دون داع من خوارم الحياء.
ثالثا: بعض المسلمات لا يتورعن عن الجلوس أمام بعض البنايات في الأسواق طلبا للراحة وما علمن -غفر الله لهن- أن هذا من خوارم الحياء، إذ كيف ترضى التقية لنفسها المكوث في أبغض البقاع إلى ربنا -تبارك وتعالى- وعلى مرأى من الرجال الأجانب؟ وإن كان النبي -صلى الله عليه وسلم- كره للرجال الجلوس في الطرقات فذلك في حق النساء آكد، فكيف بطرقات السوق حيث ينصب الشيطان رايته؟!
رابعا: تجاذُبك يا مسلمة أطراف الحديث مع مرافقتك، ورفع الصوت وبعض الضحكات بين المارة وفي الأسواق والطرقات من خوارم الحياء.
خامسا: مجادلة الباعة والإكثار من الحديث معهم حول البضاعة؛ سعرِها ونوعِها وما إلى ذلك من خوارم الحياء.
سادسا: إن الأكل والشرب من الطيبات التي أحلها الله تعالى لعباده، غير أن الطرقات لم تُجعل لهذا، وقد عدَّ سلفنا الصالح ذلك من خوارم مروءة الرجال، فماذا لو بلغهم أن بعض نساء زماننا هذا لا يتورعن عن فعل ذلك؟ فتذكري يا مسلمة أن أكل المثلجات -مثلًا- وإن كان من تحت النقاب وداخل المحلات من خوارم الحياء.
سابعا: بعض المسلمات -هداهن الله- وبمجرد دخولها البناية التي فيها الشقة المنشودة -سواء كانت بيوتهن أو بيوت قريباتهن أو صديقاتهن- لا يرين بأسا من رفع أصواتهن إما بالكلام أو الضحك، متناسيات إمكانية وجود رجال أجانب في باقي الشقق يسمعون أصواتهن وضحكاتهن وهذا يا أختنا من خوارم الحياء.
ثامنا: أحيانا وفي بعض المجالس نجد من النساء من تكثر الحديث عن زوجها وتطنب في وصفه دون موجب لذلك، بل لا ضير عندها من فتح ملف صوره على هاتفها لتريها صويحباتها والله المستعان، وهذا أيضا من خوارم الحياء فاحذري.
تاسعا: معلوم أن إفشاء ما يحدث بين الرجل وزوجته محرَّم شرعا، ولكن بعض النساء -وإن كانت لا تتحدث عن نفسها- إلا أنها لا تتورع عن المزاح في هذا الباب فتذكر أمورا تستحي من مجرد التلميح إليها كل ذات دين، وهذا يا مسلمة من خوارم الحياء.
يعيش المرء ما استحيا بخير
ويبقى العود ما بقي اللحاء
فلا والله ما في العيش خير
ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
إذا لم تخشَ عاقبة الليالي
ولم تستحيِ فافعل ما تشاء
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلِّ اللهم وسلم على سيد الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
• المصدر: صحيفة النبأ - العدد 80
الخميس 15 شعبان 1438 هـ
للمزيد من المواد.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar