كُونِيْ رِدْءاً لِلْمُجَاهِدِينَ 1 1/2 "عمو ديننا يستاهل"؛ هي جملة واحدة وباللهجة العامية، ...
منذ 11 ساعة
كُونِيْ رِدْءاً لِلْمُجَاهِدِينَ 1
1/2
"عمو ديننا يستاهل"؛ هي جملة واحدة وباللهجة العامية، قالها مجاهد قد كهلت سحنته وابيضت لحيته في ملحمة الموصل، جملة قد تبدو للبعض بسيطة، غير أنها أعظم من أن تُكتب بماء الذهب، جملة لخصت حقيقة الصراع.
والمتأمل حال النساء مع الجهاد، يجد أن من رحمة الله -عز وجل- بإمائه أن كفاهن بالرجال مؤنة القتال، ولم يجعل الجهاد فرضا عليهن، فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، قالت: استأذنت النبي -صلى الله عليه وسلم- في الجهاد، فقال: (جهادكن الحج) [رواه البخاري].
• المرأة تدفع العدو الصائل
ولكن بقيت هناك حالات يتوجب فيها الجهاد على المرأة وجوبه على الرجل، منها دفع العدو الصائل ورد عاديته إذا ما دخل أرض المرأة أو دارها، فتجاهد المرأة دفاعا عن دينها وعن عرضها، قال الإمام ابن النحاس رحمه الله: "ولو علمت المرأة أنها لو استسلمت امتدت الأيدي إليها لزمها الدفع، وإن كانت تُقتل؛ لأنّ من أكره على الزنا لا تحل له المطاوعة لدفع القتل" [مشارع الأشواق].
وقبل الخوض في ذلك كله وهو ما سنبينه لاحقا بعون الله، على المرأة المسلمة أن تدرك أنه وعند الحديث عن الجهاد، لا نعني فقط الجهاد بالسلاح ومباشرة القتال، وإنما للجهاد مجالات أخرى وميادين، تساهم فيها المرأة بدور كبير، من ذلك عونها ونصرتها للمجاهدين، وهو مدار مقالتنا هذه وبالله التوفيق.
• النصرة عبادة
أولا: عليك أيتها المسلمة أن لا تنسي استحضار النية وتنقيتها من الشوائب عند كل عمل.
وثانيا: تذكري -يرحمك الله- أن نصرة الجهاد وأهله واجب متعين في حقك، وستُسألين: ماذا قدمت لهذا الدين؟ والويل لمن كان في مقدوره النصرة ولكنه خذل ولم ينصر، ولله در سعيد بن عامر -رضي الله عنه- الذي شهد مصرع خبيب الأنصاري -رضي الله عنه- ولم ينصره وكان يومها على الشرك، وكانت تغشاه حالة شبيهة بالإغماء حين يتذكر ذلك اليوم وهو بين الناس، قال ابن كثير رحمه الله: "قال ابن إسحاق: وحدثني بعض أصحابنا قال: كان عمر بن الخطاب استعمل سعيد بن عامر بن حذيم الجمحي على بعض الشام فكانت تصيبه غشية، وهو بين ظهري القوم، فذكر ذلك لعمر، وقيل إن الرجل مصاب، فسأله عمر في قدمة قدمها عليه فقال: يا سعيد ما هذا الذي يصيبك؟ فقال: والله يا أمير المؤمنين ما بي من بأس، ولكني كنت فيمن حضر خبيب بن عدي حين قُتل وسمعت دعوته، فوالله ما خطرت على قلبي وأنا في مجلس قط إلا غُشي علي، فزادته عند عمر خيرا" [البداية والنهاية].
فمع أن الإسلام يجبّ ما قبله، إلا أن هذا الصحابي الجليل كان يخشى على نفسه من يوم خذل فيه مسلما وهو مشرك! فكيف بمسلم يخذل مسلما؟ فإياكِ ثم إياكِ والخذلان، وانصري دينكِ ودولتكِ ولو بشق تمرة، ولا تحقري من المعروف شيئا، والله
-تعالى- يربي الصدقات، ويضاعف الحسنات.
ولعلنا نقسم النصرة والمعونة للمرابطين إلى قسمين اثنين؛ نصرة بالجنان ثم نصرة بالأركان، وسنركز في هذه المقالة على النصرة بالجنان، وتليها -بإذن الله- مقالة عن النصرة بالأركان.
المصدر:
الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 83
الخميس 6 رمضان 1438 هـ
أخي المسلم.. لقراءة المقال كاملاً
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
1/2
"عمو ديننا يستاهل"؛ هي جملة واحدة وباللهجة العامية، قالها مجاهد قد كهلت سحنته وابيضت لحيته في ملحمة الموصل، جملة قد تبدو للبعض بسيطة، غير أنها أعظم من أن تُكتب بماء الذهب، جملة لخصت حقيقة الصراع.
والمتأمل حال النساء مع الجهاد، يجد أن من رحمة الله -عز وجل- بإمائه أن كفاهن بالرجال مؤنة القتال، ولم يجعل الجهاد فرضا عليهن، فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، قالت: استأذنت النبي -صلى الله عليه وسلم- في الجهاد، فقال: (جهادكن الحج) [رواه البخاري].
• المرأة تدفع العدو الصائل
ولكن بقيت هناك حالات يتوجب فيها الجهاد على المرأة وجوبه على الرجل، منها دفع العدو الصائل ورد عاديته إذا ما دخل أرض المرأة أو دارها، فتجاهد المرأة دفاعا عن دينها وعن عرضها، قال الإمام ابن النحاس رحمه الله: "ولو علمت المرأة أنها لو استسلمت امتدت الأيدي إليها لزمها الدفع، وإن كانت تُقتل؛ لأنّ من أكره على الزنا لا تحل له المطاوعة لدفع القتل" [مشارع الأشواق].
وقبل الخوض في ذلك كله وهو ما سنبينه لاحقا بعون الله، على المرأة المسلمة أن تدرك أنه وعند الحديث عن الجهاد، لا نعني فقط الجهاد بالسلاح ومباشرة القتال، وإنما للجهاد مجالات أخرى وميادين، تساهم فيها المرأة بدور كبير، من ذلك عونها ونصرتها للمجاهدين، وهو مدار مقالتنا هذه وبالله التوفيق.
• النصرة عبادة
أولا: عليك أيتها المسلمة أن لا تنسي استحضار النية وتنقيتها من الشوائب عند كل عمل.
وثانيا: تذكري -يرحمك الله- أن نصرة الجهاد وأهله واجب متعين في حقك، وستُسألين: ماذا قدمت لهذا الدين؟ والويل لمن كان في مقدوره النصرة ولكنه خذل ولم ينصر، ولله در سعيد بن عامر -رضي الله عنه- الذي شهد مصرع خبيب الأنصاري -رضي الله عنه- ولم ينصره وكان يومها على الشرك، وكانت تغشاه حالة شبيهة بالإغماء حين يتذكر ذلك اليوم وهو بين الناس، قال ابن كثير رحمه الله: "قال ابن إسحاق: وحدثني بعض أصحابنا قال: كان عمر بن الخطاب استعمل سعيد بن عامر بن حذيم الجمحي على بعض الشام فكانت تصيبه غشية، وهو بين ظهري القوم، فذكر ذلك لعمر، وقيل إن الرجل مصاب، فسأله عمر في قدمة قدمها عليه فقال: يا سعيد ما هذا الذي يصيبك؟ فقال: والله يا أمير المؤمنين ما بي من بأس، ولكني كنت فيمن حضر خبيب بن عدي حين قُتل وسمعت دعوته، فوالله ما خطرت على قلبي وأنا في مجلس قط إلا غُشي علي، فزادته عند عمر خيرا" [البداية والنهاية].
فمع أن الإسلام يجبّ ما قبله، إلا أن هذا الصحابي الجليل كان يخشى على نفسه من يوم خذل فيه مسلما وهو مشرك! فكيف بمسلم يخذل مسلما؟ فإياكِ ثم إياكِ والخذلان، وانصري دينكِ ودولتكِ ولو بشق تمرة، ولا تحقري من المعروف شيئا، والله
-تعالى- يربي الصدقات، ويضاعف الحسنات.
ولعلنا نقسم النصرة والمعونة للمرابطين إلى قسمين اثنين؛ نصرة بالجنان ثم نصرة بالأركان، وسنركز في هذه المقالة على النصرة بالجنان، وتليها -بإذن الله- مقالة عن النصرة بالأركان.
المصدر:
الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 83
الخميس 6 رمضان 1438 هـ
أخي المسلم.. لقراءة المقال كاملاً
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR