كُونِيْ رِدْءاً لِلْمُجَاهِدِينَ 1 2/2 • النصرة بالجنان والنصرة بالجنان مستطاع كل مسلمة، ...

منذ 11 ساعة
كُونِيْ رِدْءاً لِلْمُجَاهِدِينَ 1

2/2
• النصرة بالجنان

والنصرة بالجنان مستطاع كل مسلمة، سواء كانت في سلطان الخلافة أو ممن تعلق قلبها بأرض الإسلام وتعذرت عليها الهجرة، وتكون هذه النصرة بأمور؛ أولها إصلاح النفس وتأديبها، نعم يا مسلمة، إصلاح نفسك التي بين جنبيك، ومداواة قلبك، أو تظنين أن كثيرا من النساء لسن طرفا أو سببا في هزيمة قد تصيب المجاهدين؟ أو تحسبين أن معاصيهن وذنوبهن لن تحول بين المسلمين وبين النصر؟ كلا وربي، بل إن كل مسلم أو مسلمة قد يكون سببا في الهزيمة بتقصيره في جنب الله عز وجل، وبآثامه وإن بدت في عينيه صغيرة، وقد قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30]، وقال تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} [آل عمران: 165]، وضعي يا مسلمة نُصب عينيك أنه إذا غابت التقوى فالغلبة للأقوى، فلنغيِّر حالنا إلى أحسن حال، حتى يديم الله علينا نعمه ويزيدنا من فضله، وهو القائل سبحانه: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الأنفال: 53].

إي نعم يا مسلمة إن كنت امرأة محجبة حجابا شرعيا كاملا لا تشوبه شائبة، فهل فكرت في الجوارح وحجابها؟ هل صُنت لسانك عن الغيبة والنميمة؟ هل طهرتِ قلبك من التباغض والحسد ونقَّيته من الغِل والحقد؟ هل نفيت عن نفسك العُجب والكِبر؟ وهل وطَّنت روحك على الزهد والقناعة؟ وكيف هو حالك مع الحياء؟ وأين أنتِ -وفقك الله- من طاعة الزوج وبر الوالدين وخدمة المسلمين، وتنفيس كرب المكروبين؟ وهل تتحرين الحلال والحرام فيما تأكلين وتشربين وتقولين وتفعلين؟ إنما سؤالك عن كل هذا تذكيرا ونصحا، ولأنك إن أنت حثثت الخطى نحو التقوى والصلاح، كنت شوكة في حلوق الكافرين، وحربة في خواصر المعتدين، ثم إن أنت رفعت يديك تستغيثين رب السماوات والأرضين، فحريٌّ أن تسألي فتجابين.

• الدعاء سلاح كل مؤمن

نعم يا مسلمة، الدعاء ثاني خطوات النصرة بعد إصلاح النفس، الدعاء لهؤلاء المرابطين على ثغور الإسلام، الذائدين عن بيضة الدين، الذين لا يبخلون على هذه الأمة بالدماء والأشلاء، بالأرواح والأنفس، أفنبخل عليهم نحن بالدعاء؟ الدعاء الذي يُعد من أعظم أسباب النصر والتمكين لهذا الدين، فهو سلاح المؤمن الذي لا ينفد، وعدة المخذول التي لا تبلى، وتأملي -بارك الله فيك- في قصة القائد قتيبة بن مسلم مع الإمام محمد بن واسع، رحمهما الله، إذ جاء في سير أعلام النبلاء: "قال الأصمعي: لما صاف قتيبة بن مسلم للترك، وهاله أمرهم، سأل عن محمد بن واسع؟ فقيل: هو ذاك في الميمنة، جامح على قوسه، يبصبص بأصبعه نحو السماء، قال: تلك الأصبع أحب إلي من مائة ألف سيف شهير، وشاب طرير"، فلا أقل أختي المسلمة -وفقك الله لكل خير- من رفع أكف الضراعة لرب المستضعفين وغياث المستغيثين، فلعل من بين النساء من إذا أقسمت على الله لأبرها، ولقِّني أشبالك التضرع والدعاء، و(ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاهٍ) [أخرجه الترمذي]، واعلمي أنما النصر صبر ساعة، وكذلك الرسل تبتلى ثم تكون لهم العاقبة، ولا تجزعي إن عظم البلاء واشتدت المحنة، فالفجر يسبقه أحلك الظلام، وتسلِّي بأخبار النصر والتنكيل بالكفار، نعم سلّي نفسك بترقب الفتح المبين، فهو آت لا شك ولا ريب، واعملي على أن تكون لك مكانة بين الفاتحين، والله الموفق وهو يهدي السبيل.



المصدر:
الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 83
الخميس 6 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة المقال كاملاً
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR

6735978f52408

  • 0
  • 0
  • 1

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً