الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 494 قصة شهيد: أبو ياسر الأنصاري آثر المهاجرين على ...
منذ 2025-05-12
الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 494
قصة شهيد:
أبو ياسر الأنصاري
آثر المهاجرين على نفسه.. فسابقهم إلى رحمة الله
نسطّر سيرة فحل من فحول أمة الإسلام، قصّة من سطّر سيرته بنفسه قبل أقلامنا، بدمائه الزكية التي سالت على أرض الرافدين وهو يجاهد الصليبيين، هو الفارس المجلّى والسيف اليماني المحلى الأمير أبو ياسر الأنصاري.
وُلد أبو ياسر (ميثاق كيطان رشيد الجبوري) في مدينة بعقوبة قلب ولاية دَيَالى، صبيحة يوم 22 من شهر الله المحرّم لِعام 1395 هـ، وسط أسرةٍ ملتزمةٍ بشرائع الدّين الحنيف، تربّى فيها (ميثاق) على العقيدة الصّافية الناصعة يوم كان العراق تسوده مبادئ حزب البعث الملحد.
• التوحيد قبل الجهاد
درس وتعلم وتفقّه على كتب الإمام المجدّد محمد بن عبد الوهّاب رحمه الله، فكان يجتمع هو ورفاق المنهج في أحد مساجد بعقوبة يتذاكرون كتب ورسائل الشيخ رحمه الله، يحفظونها ويتدارسونها على يد أحد الدعاة المربين وكان عددهم ستة.
ولم تقتصر علاقة هؤلاء الشباب في مسجدهم على العلم الشرعي، بل تطور بهم الأمر إلى اتخاذه مكانا للإعداد البدني، حبا في الجهاد، ورغبة في عبادة الإعداد، بعد أن يوصدوا على أنفسهم أبواب المسجد الذي كانوا قائمين على إدارته، فجواسيس البعث كانوا لا يزالون عاملاً ينهشُ في المسلمين ويصدّ عن دين ربّ العالمين، وعاقبة من يفعل هذه الأمور في ذلك الوقت السجن الطويل أو الإعدام بحسب قوانين البعث الوضعية العفنة.
وبقوا على حالهم هذه، يستخفون بإيمانهم، ويعدُّون أنفسهم لجهاد طاغوت البعث وجنوده، حتى قدَّر الله -تعالى- أن ينهزم جيش صدام، ويزول ملكه على يد إخوانه في الكفر من الصليبيين، فطويت صفحة البعث المنهزم، وفتحت صفحةٌ سوداء يلتقي فيها حاملو لواء الصليب مع حاملي لواء الرفض معلنين ضد المسلمين حربهم العقائدية، التي امتدت لجميع أحياء ومناطق أهل السنة في العراق.
• أهل التوحيد في طليعة المجاهدين
شكل أولئك الستة إحدى أبرز المجاميع المباركة التي بعثت الجهاد في بعقوبة ومحيطها، وبدؤوا منذ الأيام الأولى من الغزو بنشر دعوة التوحيد، بطبع آلاف النسخ من رسائل أئمة الدعوة النجدية، فلاقت استجابة منقطعة النظير، وحرّضوا المؤمنين على قتال الصليبيين، وجمّعوا مختلف أنواع الأسلحة التي تركها الجيش العراقي السابق في المخازن والمشاجب.
فتاريخ الأمة الحديث إنما جرى بقدر من الله على أيدي أفذاذ خطّوا بدمائهم وشيدوا بمواقفهم أمجاد أمتهم المكلومة وقد بدت صناعة التاريخ الإسلامي جليّة بأرض العراق يوم ارتفعت معاقل الإسلام الجديد، بالجماجم لا بالحجارة والقرميد.
فتزايدت أعداد الموحدين من فورهم فغدوا بالألوف بل مئات الألوف، والحمد لله الذي يُعين على نشر الدعوة الصحيحة من لدن رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
• فارس في كل الساحات
عمل أبو ياسر في كل أصناف الجهاد، فهو من أوائل من صَنَّع العبوات الناسفة وفَجَّرها على جيش الغزو الصليبي، ورمى بالقاذفات على دروعهم، وقصف بالهاونات مقرّاتهم، واصطاد عناصرهم بالقناصات، واشتبك معهم بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وأوصل أعداداً غفيرة من الاستشهاديين لأهدافهم المنشودة.
نقل عنه من قاتل معه قصصاً للشجاعة والبطولةِ قلّما يُوجد نظيرها!
جاب أرض ولاية ديالى طولا وعرضا بحثا عن المجاهدين، وتنقيبا عن الخبراء في ما يحتاجه الجهاد، فعلى يديه دخل العشرات إلى هذا الدرب المبارك، وجاهد بدوره في أغلب مناطق الولاية، من أقصى شرق السعدية وخانه قين، إلى أقصى غرب العظيم والخالص، ومن ذرى جبال حمرين شمالاً، لأطراف بساتين الخان والبزايز جنوباً، مرورا بمصنع الرجال الأبطال، قاطع الوقف بأحيائه (المخيسة، وأبو كرمة، وزاغنية)، ودرّب السرايا والمفارز في معسكرات الجهاد الخاصّة في الحديد والهاشميات وبهرز.
مدرسةٌ جهاديةٌ علميةٌ متنقّلة، يحفظ الكثير من القرآن الكريم، وقرأ كثيراً من كتب أهل السنة والجماعة، مهتمٌّ بالحديث الشريف، وبتمييز الصحيح منه عن الضعيف.
عُرفَ عنه حبّه ومواظبته على صلاة الجماعة في مساجد بعقوبة.
طلبه الصليبيون فحث الخطى في طلبهم
أُذيع اسمه على الفضائيات العراقية العميلة، وعُدّ مطلوباً أمنياً للجيش الأمريكي، مما اضطره للمغادرة إلى ولاية بغداد، فالتقى بفوارسها الأفذاذ، وقاتل فيها لأشهُر، واشتبك مع الجيش الصليبي بقلب رصافتها، أصيب جرّاءها بجراحات، حملها معه قافلاً إلى بعقوبة من جديد فلم يقر له قرارٌ فيها، كل يومٍ هو في حي، ويشدو بملء فيه:
أوانا في بيوت البدو رحلي
وآونة على قتد البعير
روى عنه أحد الإخوة أنه عندما قيلَ له: اذهبْ إلى الطبيب كي يستخرج الشظايا التي في خاصرتك. قالَ رحمه الله: لا؛ سوفَ ألقى الله تعالى بهنَّ.
قصة شهيد:
أبو ياسر الأنصاري
آثر المهاجرين على نفسه.. فسابقهم إلى رحمة الله
نسطّر سيرة فحل من فحول أمة الإسلام، قصّة من سطّر سيرته بنفسه قبل أقلامنا، بدمائه الزكية التي سالت على أرض الرافدين وهو يجاهد الصليبيين، هو الفارس المجلّى والسيف اليماني المحلى الأمير أبو ياسر الأنصاري.
وُلد أبو ياسر (ميثاق كيطان رشيد الجبوري) في مدينة بعقوبة قلب ولاية دَيَالى، صبيحة يوم 22 من شهر الله المحرّم لِعام 1395 هـ، وسط أسرةٍ ملتزمةٍ بشرائع الدّين الحنيف، تربّى فيها (ميثاق) على العقيدة الصّافية الناصعة يوم كان العراق تسوده مبادئ حزب البعث الملحد.
• التوحيد قبل الجهاد
درس وتعلم وتفقّه على كتب الإمام المجدّد محمد بن عبد الوهّاب رحمه الله، فكان يجتمع هو ورفاق المنهج في أحد مساجد بعقوبة يتذاكرون كتب ورسائل الشيخ رحمه الله، يحفظونها ويتدارسونها على يد أحد الدعاة المربين وكان عددهم ستة.
ولم تقتصر علاقة هؤلاء الشباب في مسجدهم على العلم الشرعي، بل تطور بهم الأمر إلى اتخاذه مكانا للإعداد البدني، حبا في الجهاد، ورغبة في عبادة الإعداد، بعد أن يوصدوا على أنفسهم أبواب المسجد الذي كانوا قائمين على إدارته، فجواسيس البعث كانوا لا يزالون عاملاً ينهشُ في المسلمين ويصدّ عن دين ربّ العالمين، وعاقبة من يفعل هذه الأمور في ذلك الوقت السجن الطويل أو الإعدام بحسب قوانين البعث الوضعية العفنة.
وبقوا على حالهم هذه، يستخفون بإيمانهم، ويعدُّون أنفسهم لجهاد طاغوت البعث وجنوده، حتى قدَّر الله -تعالى- أن ينهزم جيش صدام، ويزول ملكه على يد إخوانه في الكفر من الصليبيين، فطويت صفحة البعث المنهزم، وفتحت صفحةٌ سوداء يلتقي فيها حاملو لواء الصليب مع حاملي لواء الرفض معلنين ضد المسلمين حربهم العقائدية، التي امتدت لجميع أحياء ومناطق أهل السنة في العراق.
• أهل التوحيد في طليعة المجاهدين
شكل أولئك الستة إحدى أبرز المجاميع المباركة التي بعثت الجهاد في بعقوبة ومحيطها، وبدؤوا منذ الأيام الأولى من الغزو بنشر دعوة التوحيد، بطبع آلاف النسخ من رسائل أئمة الدعوة النجدية، فلاقت استجابة منقطعة النظير، وحرّضوا المؤمنين على قتال الصليبيين، وجمّعوا مختلف أنواع الأسلحة التي تركها الجيش العراقي السابق في المخازن والمشاجب.
فتاريخ الأمة الحديث إنما جرى بقدر من الله على أيدي أفذاذ خطّوا بدمائهم وشيدوا بمواقفهم أمجاد أمتهم المكلومة وقد بدت صناعة التاريخ الإسلامي جليّة بأرض العراق يوم ارتفعت معاقل الإسلام الجديد، بالجماجم لا بالحجارة والقرميد.
فتزايدت أعداد الموحدين من فورهم فغدوا بالألوف بل مئات الألوف، والحمد لله الذي يُعين على نشر الدعوة الصحيحة من لدن رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
• فارس في كل الساحات
عمل أبو ياسر في كل أصناف الجهاد، فهو من أوائل من صَنَّع العبوات الناسفة وفَجَّرها على جيش الغزو الصليبي، ورمى بالقاذفات على دروعهم، وقصف بالهاونات مقرّاتهم، واصطاد عناصرهم بالقناصات، واشتبك معهم بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وأوصل أعداداً غفيرة من الاستشهاديين لأهدافهم المنشودة.
نقل عنه من قاتل معه قصصاً للشجاعة والبطولةِ قلّما يُوجد نظيرها!
جاب أرض ولاية ديالى طولا وعرضا بحثا عن المجاهدين، وتنقيبا عن الخبراء في ما يحتاجه الجهاد، فعلى يديه دخل العشرات إلى هذا الدرب المبارك، وجاهد بدوره في أغلب مناطق الولاية، من أقصى شرق السعدية وخانه قين، إلى أقصى غرب العظيم والخالص، ومن ذرى جبال حمرين شمالاً، لأطراف بساتين الخان والبزايز جنوباً، مرورا بمصنع الرجال الأبطال، قاطع الوقف بأحيائه (المخيسة، وأبو كرمة، وزاغنية)، ودرّب السرايا والمفارز في معسكرات الجهاد الخاصّة في الحديد والهاشميات وبهرز.
مدرسةٌ جهاديةٌ علميةٌ متنقّلة، يحفظ الكثير من القرآن الكريم، وقرأ كثيراً من كتب أهل السنة والجماعة، مهتمٌّ بالحديث الشريف، وبتمييز الصحيح منه عن الضعيف.
عُرفَ عنه حبّه ومواظبته على صلاة الجماعة في مساجد بعقوبة.
طلبه الصليبيون فحث الخطى في طلبهم
أُذيع اسمه على الفضائيات العراقية العميلة، وعُدّ مطلوباً أمنياً للجيش الأمريكي، مما اضطره للمغادرة إلى ولاية بغداد، فالتقى بفوارسها الأفذاذ، وقاتل فيها لأشهُر، واشتبك مع الجيش الصليبي بقلب رصافتها، أصيب جرّاءها بجراحات، حملها معه قافلاً إلى بعقوبة من جديد فلم يقر له قرارٌ فيها، كل يومٍ هو في حي، ويشدو بملء فيه:
أوانا في بيوت البدو رحلي
وآونة على قتد البعير
روى عنه أحد الإخوة أنه عندما قيلَ له: اذهبْ إلى الطبيب كي يستخرج الشظايا التي في خاصرتك. قالَ رحمه الله: لا؛ سوفَ ألقى الله تعالى بهنَّ.