المجتمع المسلم بين الحقيقة البشرية.. والخيالات المضلِّلة 2/3 • مجتمع الصحابة.. خير أمّة أخرجت ...

منذ 2025-05-12
المجتمع المسلم
بين الحقيقة البشرية.. والخيالات المضلِّلة

2/3
• مجتمع الصحابة.. خير أمّة أخرجت للناس

وكذلك فإن أهل الضلال من المنتسبين إلى الإسلام، تمادوا في كذبهم وتشويههم حقيقة الدولة الإسلامية، إلى تغيير صفات أهلها، من خلال تصويرهم بصورة ملائكية، فهم لا يخطئون ولا يعصون، ولا يعتدي أحد منهم على أحد أبدا، ولا همَّ لأحدهم في دنيا، بل هم منشغلون فقط بالعبادة والذكر، والصيام والقيام، فرسموا هذه الصورة الخيالية للمجتمع المسلم، وفي الحقيقة فهذا المجتمع الذي يرسمونه في مخيلات أتباعهم لم يكن له وجود على الأرض يوما، ولن يكون له وجود إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولا يطلب من المجتمع أن يحقق تلك الشروط الخيالية كي يستحق وصف الإسلام، وإنما يكفي منه أن يكون الإسلام هو ظاهر غالبية الناس فيه، وأن تحكمهم شريعة الإسلام.

إن مجتمع صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو خير مجتمع وجد في الأرض، ومن عاشوا فيه هم من خيرة خلق الله تعالى، قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} [آل عمران: 110]، وصحابته -عليه الصلاة والسلام- هم خير من كل صحابة الأنبياء السابقين وحوارييهم، ولم يوجد في مجتمع من التسليم بحكم الله -تعالى- مثل ما وجد في ذلك المجتمع، وإنَّ سعي أي مجتمع من مجتمعات المسلمين أن يكونوا مثل مجتمع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم -في إيمانهم، وعبادتهم، وعدلهم، وحرصهم على السنة، وجهادهم- واجب شرعي، ولا شك في ذلك.

فإن وجد في مجتمع المسلمين من يخطئ، أو يعصي الله تعالى، أو يقع في الظلم، أو حدث فيه شيء من التنازع على الدنيا الحقيرة، أو تسلل إليهم قليل أو كثير من المنافقين، فإن هذا لا ينقض خيريّة هذا المجتمع، ولا يقدح في إسلامه، ما دام الخير فيه غالبا، والشر فيه محارَبا، وما دام العدل فيه غالبا، والظلم فيه محارَبا.

ويمكننا أن نعود إلى المجتمع القدوة، مجتمع الصحابة رضوان الله عليهم، لنرى صورا من جانب الطبائع البشرية لهذا المجتمع، حيث أناس من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يخطؤون فيستغفرون، ويعصون الله فيتوبون، وأقوام منتسبون إليهم ليسوا منهم، ظاهرهم الإسلام وباطنهم الكفر، منهم كثيرون ماتوا على النفاق، ولم ينفعهم الانتماء إلى هذا المجتمع الصالح، ولا صحبة سيد البشر، عليه الصلاة والسلام.


المصدر:
الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 83
الخميس 6 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة المقال كاملاً
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR

668272a44d669

  • 1
  • 0
  • 5

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً