الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ 84 الافتتاحية: معركة الرقة إما أن نبيد المشركين أو نهلك دون ...

منذ 2025-05-12
الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ 84
الافتتاحية:

معركة الرقة
إما أن نبيد المشركين أو نهلك دون ذلك ولا خيار ثالث بيننا وبينهم


دخل الروافض معركة الموصل، وهم يستعرضون عرباتهم المدرعة، ودباباتهم الثقيلة، في أرتال طويلة، لا يكاد يرى لها آخر، ووعدوا أولياءهم الصليبيين بحسم المعركة في أيام معدودة.
وها قد مرت –بفضل الله- ثمانية شهور من المعارك الطاحنة، فأبيدت أرتال الروافض على أيدي جنود الخلافة الصابرين المرابطين، وفنيت فرقهم وألويتهم، ومن يفر منهم في المعركة يعاقبه أسياده الصليبيون بالقصف والقتل، ولا زال المشركون يعدون أولياءهم بحسم للمعركة في أيام معدودة.

ألا جزى الله مجاهدي الموصل، أمراء وجنودا، عن الإسلام والمسلمين كل خير، فقد خاضوا معركة هي من أقسى معارك التاريخ وأكبرها، وقدموا للدنيا كلها نموذجا للثبات عز أن يكون له نظير في وقتنا هذا، فلم يعطوا الدنية في دينهم، ولا استسلموا لعدوهم، ولا انحازوا عن قطعة أرض إلا وقد ملؤوها بأشلاء المشركين ودمائهم، حتى لا يفرح بتقدم، ولا يستبشر بنصر سهل.

وكذا هو دأب أهل التوحيد في كل مكان، وما قصص ثباتهم واستبسالهم في القتال عنهم بغريبة، وهذي ملاحم سرت والفلوجة والباب وغيرها من معاركهم الخالدة، شاهدة على صدق أقوالهم، وحسن فعالهم، ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون.

واليوم يوم أهل التوحيد وجنود الخلافة في مدينة الرقة، لينافسوا إخوانهم في مرضاة رب العالمين، وفي طلب المنازل العلا من الجنة، بأن يعضوا على ثغورهم بالنواجذ، ويبذلوا في سبيل دينهم المهج والأرواح، ويصدِّقوا ما عاهدوا الله عليه، ويقول كل منهم في موقفه: ليرين الله –تعالى- ما أصنع اليوم، فيلقوا أعداءهم في الصفوف الأولى، لا يلفتون وجوههم عند اللقاء، حتى يلقوا ربهم، وقد ضحك لهم سبحانه، ورضي عنهم.

فقد جاءهم المرتدون على خوف ووجل، وهم يعلمون يقينا أن هذه المعركة ليست كأي من المعارك السابقة التي خاضوها مع جنود الخلافة، ولذلك فقد أعدّوا لها ما لم يعدّوا لغيرها، وحشدوا لها من الجنود ما لم يحشدوا لغيرها، وقدّم لهم الصليبيون من الدعم ما لم يقدّموه في غيرها، ولا زال قادة الصليبيين يذكرونهم دائما أن هذه المعركة لن تكون سهلة، وأن أمد حسمها لن يكون قريبا، ليوطّنوهم على الاستمرار فيها مهما كانت الخسائر، ومهما طال الزمان.

ولكن الصليبيين وأولياءهم المرتدين يعلمون يقينا أن لا جيش في العالم يستطيع أن يستمر في معركةٍ خسائرها أكبر من قدرته على التعويض، ومدتها أطول من طاقته على المطاولة والتحمل، ولو كان ذاك لما اضطر الجيش الأمريكي الصليبي أن يولي الدبر، فيخرج من العراق مهزوما مدحورا بعد ما لاقاه على أيدي المجاهدين، وما عرفه قادته من حجم الاستنزاف الكبير الذي تعرضوا له، والذي بات يهدد دولتهم كلها، باقتصادها الذي ضربته الأزمات، وهيبتها التي صارت في الحضيض، واستراتيجياتها التي أجبرت على تغييرها بسبب تكاليفها العالية.

وإن أكبر دواعي خوف الصليبيين وأوليائهم المرتدين أنهم يعرفون حجم قوتهم جيدا، ويدركون أن الـ PKK بعددهم القليل، وتسليحهم الباهظ التكاليف على خزائن الصليبيين، وجنودهم المرتدين الذين يعتقلونهم من الشوارع، ليزجوا بهم إلى جبهات القتال بعد تدريب رديء، لا يمكنهم –بإذن الله- أن يتحملوا معركة قاسية كمعركة الموصل، ولا أن يتحملوا جزءا بسيطا من التكاليف الباهظة التي تحمَّلها الروافض في تلك المعركة، وليس لديهم من طاقة كامنة كبيرة تعينهم على تعويض المفقود، أو تعزيز الموجود، وقد رأيناهم في معركة منبج وقد أوشكوا على الانهيار بعد شهرين فقط من المعارك، لولا أن قضى الله أمرا كان مفعولا.

إن الواجب على كل مجاهد في مدينة الرقة، أيا كان موقعه، أن يضع في حسبانه أن تكون هذه المعركة ساحة إبادة للمرتدين، جزاء لهم على كفرهم بالله العظيم، ومحاربتهم لدينه، وجردا نهائيا للحساب الطويل معهم، فلا نهاية لهذه المعركة إلا بأن يفني أحدنا الآخر، إما أن نبيدهم بحول الله وقوته، فيخسروا بذلك الدنيا والآخرة، وإما أن نهلك دون ذلك، فنلقى الله ثابتين على دينه مناجزين عدوه، فنفوز كما فاز أصحاب الأخدود، ونربح الدار الآخرة دار الخلود، ولا خيار ثالث بيننا وبينهم، ولينصرن الله من ينصره، إن الله لقوي عزيز.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 84
الخميس 13 رمضان 1438 ه‍ـ


أخي المسلم.. للإطلاع على الصحيفة كاملة
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR

668272a44d669

  • 1
  • 0
  • 1

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً