عبادات العشر الأواخر من رمضان وإحياء ليلة القدر [1/2] الحمد للَّه، والصلاة والسلام على رسول ...

منذ 17 ساعة
عبادات العشر الأواخر من رمضان وإحياء ليلة القدر

[1/2]
الحمد للَّه، والصلاة والسلام على رسول اللَّه، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
روى الإمام البخاري في باب (العمل في العشر الأواخر من رمضان)، وكذلك عند الإمام مسلم عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: "كـــان النبـي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله"، وفي رواية لمسلم عنها -رضي الله عنها- أنها قالت: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره".

إذاً فقد كان النبي -صلَّى اللَّه عليه وسلَّم- يخصُّ لياليَ العشر الأواخر من رمضان بأعمال ويحرص على عبادات ويحرِّض عليها، كما جاء من كلام أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنه كان -صلى الله عليه وسلم- يحيي ليله ويوقظ أهله ويشد مئزره، ومعنى إحياء الليل أي استغراقه بالسهر في الصلاة والقرآن والذكر وغيرها، فيحيي ليله كله أو أغلبه بذلك، و معنى إيقاظ الأهل أي: أيقظ أزواجه للقيام، فعن علي -رضي اللَّه عنه- أنَّ النبي -صلَّى اللَّه عليه وسلَّم- كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان [رواه أحمد والترمذي].

وأما شدُّ المِئزر، فالمئزر هو ما يلبس من الثياب أسفل البدن، وهو تعبير في غاية الأدب عن اعتزال النبي -صلى الله عليه وسلم- للنساء والجماع، وقيل كذلك الاجتهاد في العبادة، يقال: شددتُ لهذا الأمر مئْزري، أَيْ: تشمَّرتُ له، وكلا المعنيين صحيح فالنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يجتهد في العبادة في العشر الأواخر وكذلك كان يعتزل النساء في العشر الأواخر حيث كان يعتكف، والمعتكِف مأمور باعتزال النساء.

والاعتكاف: هو اللبث في المسجد والتفرُّغ للعبادة وقطع العلائق الدنيوية التي تُشغل عن الآخرة، وفي الصحيحين عن عائشة -رضي اللَّه عنها- " أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده"، وإنما كان يعتكف في هذه العشر لإشغال وقته كله بعبادة ربِّه ومناجاته وذكره ودعائه.

ومن العبادات التي كان يداوم عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- هي تلاوة القرآن ومدارسته: فلكتاب اللَّه في هذا الشهر شأنٌ كبير، قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة: 185]، لذا فقد كان جبريل -عليه السلام- يلقى رسول اللَّه -صلَّى اللَّه عليه وسلَّم- كل ليلة فيدارسه القرآن، والمدارسة هي المعاهدة على تلاوة القرآن فكان جبريل -عليه السلام- يدارسه القرآن في شهر رمضان، وخص شهر رمضان بهذه المدارسة لأنه شهر أنزل فيه القرآن، ولذلك تأسى السلف بالنبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا أشد الناس حرصا على تلاوة القرآن في هذا الشهر لما علموه من فضل التلاوة فيه، ويزداد حرصهم في ليالي العشر.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 85
الخميس 20 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة المقال كاملاً
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR

671c2d4603ce0

  • 0
  • 0
  • 4

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً