قناة فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي.: *إلـــى.الـــطــغـــاة.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله ...
منذ 2025-05-16
قناة فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي.:
*إلـــى.الـــطــغـــاة.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي.
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/52BLOrWXLPc
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد عـــبــاد الــــلـــه:
- فإن الله تبارك وتعالى أودعنا أمانة عظمى، وجعلها في الإنسان خاصة، وكلف هذا الإنسان بحفظها، ورعايتها، وليست رعاية عابرة بل حق رعايتها: ﴿ فَما رَعَوها حَقَّ رِعايَتِها فَآتَينَا الَّذينَ آمَنوا مِنهُم أَجرَهُم وَكَثيرٌ مِنهُم فاسِقونَ﴾، ومع أن هذا الإنسان قَبِل الأمانة التي جعلها الله عز وجل عليه، وكلفه بها، وأئتمنه عليها، الا أنه يبقى ذلك الإنسان ظلومـًا جهولًا، ولا يزيل عن نفسه هذا الوصف الرباني إلا بقدر حفاظه على الأمانة، والأمانة -أيها الناس- ليست معنى محددًا مقصورة عليه، بل هي أعظم من هذا، وأكبر وأجل، فكل شيء هو أمانة، عباداته، صلواته، صيامه، زكاته، كل عبادة منه، أوجبها الله عليه فهي أمانة، فإن حفظها فقد أدى الأمانة، وإن ضيعها فقد أضاع الأمانة، وأيضـًا معاملاته إن تنبه لها لم يغش، لم يسرق، لم ينهب، لم يختلس، لم يكذب، لم يسب، لم لم.. لم يفعل هذا وذاك من مخالفات فهي أمانة، كل شيء من المعاملات، بينه وبين الخلق، وكل شيء من العبادات، بينه وبين الخالق، حتى بينه وبين نفسه، بينه وبين أسرته، بينه وبين الجميع، حتى مع ربه فهي أمانة، إن ضيعها فقد خانها، وإن حافظ عليها فقد أداها، ورعاها، وربنا يقول: ﴿إِنّا عَرَضنَا الأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالأَرضِ وَالجِبالِ فَأَبَينَ أَن يَحمِلنَها وَأَشفَقنَ مِنها وَحَمَلَهَا الإِنسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلومًا جَهولًا﴾ ظالم جهول ذلك الإنسان حين احتمل الأمانة، ولا يزيل عن نفسه هذا الظلم الغاشم، والجهل الفاضح، إلا بحفاظه على هذه الأمانة….
- وإن أجل، وأعظم، وأكبر أمانة على الاطلاق هي أمانة الولاية، أمانة الخلافة، أمانة الرئاسة، أمانة أن يوليه الله على الناس، أمانة أن يجعل الناس أرقاء تحت يده، أرقاء بالمعنى، أن يجعل حاجة الناس إلى توقيعه، إلى ختمه، إلى إدارته، إلى وزارته، إلى محافظته، إلى كل شيء تحت ولا يته، وتصرفه مهما قل وكبُر، إلى أي منصب كان فيه، هي أعظم وأجل وأكبر أمانة على الإطلاق، فإن حفظها فقد أداها ويشكره الناس، وفوق هذا يكافئه الله، يجازيه الله، وإذا لم يؤديها ولم يحفظها وخان الأمانة فإن الله يعاقبه في الدنيا والآخرة، وإن الناس يلعنونه، ويسبونه، ويرمونه بكل التهم، ويستحق ذلك، وفي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم قال : " خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذي تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنوهم ويلعنوكم ".
- ولهذا لو نظرنا في تاريخ إسلامنا ممن عرف الأمانة فأداها وحفظها واتقى الله في الناس فراقب الله، وخاف الله، وعلم معنى أمانة الله التي جعلها الله عز وجل للناس، وبأيديهم إما يحفظونها وإما يضيعونها، لو نظرنا إلى الصديق ناهيك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وناهيك عن الصديق أيضـًا إلا في موقف واحد فقط من مواقفه رضي الله عنه وعن حفاظه للأمانة التي جعلها الله بين يديه إنها أمانة أنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا الموقف قصة قد تواترت عن الصديق رضي الله عنه، يقول عمر إن الصديق كان دائمـًا بعد الفجر يذهب إلى مكان خارج المدينة، قال ففي يوم من الأيام تبعته فرأيت أين مدخله، فلما خرج من ذلك البيت دخلت أنا والصديق لا يعرف أني اتابعه، فلما خرج من ذلك البيت دخلت إليه إلى البيت، وقلت لأهل البيت ما الذي يفعل هذا الرجل فيكم، ومن هذا الرجل الذي يدخل عليكم، أقريب أصديق لكم، وعمر جعل نفسه لا يعرف مَن هذا الرجل، فقالت المرأة: أنا امرأة عمياء عجوز كبيرة حسيرة لا أجد أحدا يقوم علي ومعي بناتي وأبنائي مات الوالد لهم قبل سنوات، وإن هذا الرجل لا أعرفه يدخل علينا من فترة كذا وكذا، يصلح لنا طعامنا، ويكنس لنا بيتنا، ويعجن لنا عجينتنا، ويحلب لنا شاتنا، ثم ينصرف عنا، وقد فعل كل شيء أحتاج إليه لذلك اليوم، ثم يأتي من القابلة لمثلها، فخرج عمر وقال: لقد أتعبت الخلفاء بعدك يا أبا بكر، هذا الصديق لم يكتفِ بأن يحفظ الأمانة في الكرسي، في المنصب، في الولاية العامة، في عموم الناس دون أشخاصهم، في معاريفه، ومن حوله، بل حتى في العجائز، في أن يخدم، أن يطعم، أن يسقي، أن يعجن، أن يحلب، أن يكنس، أن يفعل حتى في بيوت أولئك الذين لا يجدون من يرعاهم، من يحفظهم، من ينظر فق حاجاتهم، فنظر لحاجات الناس، وتفقد الناس، وعرف ما يجب عليه؛ لأن هؤلاء جميعـًا رعيته وهو مسؤول في البخاري ومسلم قد قال: " ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالإمام الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم، وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسؤول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته "، وبدأ بالأمير، بالإمام، بالرئيس، بالوالي، بالمحافظ، بالمدير، بكل صاحب ولاية كانت بدأ به الأمير راع وهو مسؤول رعيته أمام الله، الصديق عرفها جيدا فحفظها، ورعى هذه الأمانة التي أُسندت إليه حق رعايتها، حتى أنه في أول يوم يُرشح فيه خليفة لما عاد من سقيفة بني ساعدة قام على المنبر، وقال: "أيها الناس لقد بايعتموني بالأمس وها أنا اليوم عرضتها فيكم، وإنها لكم فاكفونيها لا أريدها، فقالوا بل هي لك هي لك هي لك" أو مثل هذا، إنه لا يريدها، بل يرفضها؛ لأنه يعلم خطر وعظمة المسؤولية الكبرى الملقاة على عاتقه…
- وقل عن عمر رضي الله عنه قُل عن الفاروق رضي الله عنه، الذي لم يكتف برعاية الأرامل، والضعفاء، والفقراء، والمساكين بجواره، بل لم يكتف عمر بالحفاظ على مسؤوليته في البشر، بل يراها تعدت لغيرهم، ولكل المخلوقات التي تقع فوق أرض سلطته، وإمارته، وخلافته، فكان يقول رضي الله عنه:( ويل لعمر إني أخاف الله أن يسألني عن البغلة في أرض العراق لم لم تصلح لها طريقها)، يخاف أن يسأله الله عن بغلة في أرض العراق لِم لم يهيئ الطريق لها؛ لأنها كانت في العراق طريقـًا وعرة لا تستطيع الإبل أن تجتازها، فكان يقول هكذا تخويفا لنفسه، وردعا لها، ومسألة ذاتية قبل أن يسأله الخلق، أو ربهم يوم القيامة، بل كان يقول رضي اللّه عنه: (أيها الناس انثروا القمح على رؤوس الجبال؛ حتى لا تجوع الطيور على أرض المسلمين)…
- واليوم لا نتحدث عن البغلة، ولا عن الطيور، ولا نتحدث عن الحيوانات، بل نتحدث عن الإنسان المكرم، الذي كرمه الله، والذي شرفه الله، والذي منحه الله، ﴿وَلَقَد كَرَّمنا بَني آدَمَ وَحَمَلناهُم فِي البَرِّ وَالبَحرِ وَرَزَقناهُم مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلناهُم عَلى كَثيرٍ مِمَّن خَلَقنا تَفضيلًا﴾، أسجد له ملائكته، ونفخ فيه من روحه، أصبح المدرس، الأستاذ، الدكتور، العفيف، الكريم، الشرطي، الضابط الذي كان في درجة عالية أصبح اليوم في الحضيض في درجة متدنية، بل كم سمعنا ورأينا وقرأنا واطلعنا على أُناس كانوا أساتذة في جامعات كبرى، ومع هذا أصبحوا إما في الشوارع يشحتون يتكففون الناس، أو أصبحوا في أشغال تافهة لا تعطيهم شيئـًا، إما حمالين، أو حرفيين، أو مزارعين، أو في دول أخرى يستفاد منهم هناك، وخيرهم لغيرنا، أو شيء من هذه الأشغال التي لا تليق بأولئك، والسبب أن المسؤولين أضاعوا الأمانة وفي كل يوم هي في ضياع، هي في قتل، هي في نحر، هي في دمار، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد حكم بالنار كما في البخاري ومسلم على المرأة التي حبست هرة فلم تطعمها ولم تتركها لترعى نفسها ودخلت النار، فكيف بمن أجاع المسلمين؟، كيف بمن أفقر المسلمين؟، كيف بمن أفقر شعبـًا كاملًابملايين من فيه، كيف بمن أوصله لهذه المجاعة، أو شبه المجاعة، التي أهلكت الحرث والنسل، وفي كل يوم والأسعار تزيد والدمار يزيد، وبأيديهم الحل، أُقسم بالله أن بأيديهم أن يصنعوا شيئًا، وأن يوقفوا هذه المهلكة، ويرتدعوا من هذا الهلاك للخلق، والقتل المدمر البطيئ للملايين، لقد أصبح ذلك الموظف العادي الذي يستلم أربعين ألفا كانت تكفيه، أما الآن لا تكفيه شيئـًا، مئة ومئتان لا تساوي اليوم حتـى عشر ما كانت تساويه في زمن مضى؛ بسبب الارتفاع الهائل لكل شيء في غمضة عين، بسبب الحرب الاقتصادية الجبارة لهذا الشعب المسكين، الذي لا حول له ولا قوة إلا بالله: ﴿الَّذينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إِنَّ النّاسَ قَد جَمَعوا لَكُم فَاخشَوهُم فَزادَهُم إيمانًا وَقالوا حَسبُنَا اللَّهُ وَنِعمَ الوَكيلُ فَانقَلَبوا بِنِعمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضلٍ لَم يَمسَسهُم سوءٌ وَاتَّبَعوا رِضوانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذو فَضلٍ عَظيمٍ﴾، فليس معنا إلا هذا السلاح الإلهي نواجههم به ليرد ربنا عنا كيدهم ومكرهم وطغيانهم وسلطانهم وجبروتهم: "حَسبُنَا اللَّهُ وَنِعمَ الوَكيلُ"، إن هؤلاء يستمتعون بهلاك الناس، ويسعدون حين يرون الناس في شقاء وتعاسة، وهم يتفرجون عليهم من بعيد، لا يجدون أنسهم إلا بتعاسة غيرهم لمرض فيهم وليس أي مرض بل هو وباء شيطاني قابع في قلوبهم وعقولهم، وإدمان خبيث مستخبث نعوذ بالله منه ومنهم: ﴿وَاذكُرُوا اللَّهَ في أَيّامٍ مَعدوداتٍ فَمَن تَعَجَّلَ في يَومَينِ فَلا إِثمَ عَلَيهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثمَ عَلَيهِ لِمَنِ اتَّقى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعلَموا أَنَّكُم إِلَيهِ تُحشَرونَ وَمِنَ النّاسِ مَن يُعجِبُكَ قَولُهُ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَيُشهِدُ اللَّهَ عَلى ما في قَلبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الخِصامِ وَإِذا تَوَلّى سَعى فِي الأَرضِ لِيُفسِدَ فيها وَيُهلِكَ الحَرثَ وَالنَّسلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الفَسادَ﴾…
- لقد اختلسوا ما بأيدي الناس، ما يكدح الناس، ما تعرق له تحت كل شعرة ليحصلوا عليه، فيشتغل العامل كل النهار ثم يخرج بفتات، اللتر الواحد بـ1200 بألف ومئتين ريالا، والدولار الواحد بأكثر من ألف ومئتين، وأسعار كل شيء تضاعفت ثلاث وخمس مرات على سعر العام الماضي، فمثلا صاحب الباص الذي كان يطلب ألفين وخمسمائة ريال الآن يطلب عشرة آلاف ريال، والكيس الدقيق بأكثر من أربعين ألف ريال بعد أن كان بحدود عشرة آلاف ريال، وقل عن الأرز، والزيت، وكل ضروري، ناهيك عن الحاجيات، ولا تتحدث عن الكماليات، أو الطوارئ كمرض، وسفر، ولباس…
كم الراتب إن استلم وهم أقل من30% في المجتمع، ولا يصل راتبهم المتوسط لخمسين ألف ريال، وكم سيصرف، وكم سيعطي…
- بل حدث عن أكبر عملية إجرامية على الإطلاق في تاريخ الحوالات المصرفية اليمنية إذ تحول مائة ألف ريال فيطلب منك رسوم الحوالة مائة وستين ألف ريال، لمن يعمل هذا الفقير المسكين الشاقي كل النهار تحت حرارة أحر شمس ثم يذهب بأجرته ليعطي 160% للصرافات، وماذا بقي لأهله، لقوته، لمن يشتغل ومن يعيل نفسه، وأسرته، أم محلات الصرافة، أم المجرمين، الفجرة، الأشرار، الذين تسلطوا على رقاب أمتنا وطننا السعيد الذي حوله لأفقر شعب في القرن الواحد والعشرين حسب تقارير منظمات عالمية رسمية منها ما تسمى بالأمم المتحدة.
- إنهم يجروننا إلى الهاوية، نُجر إلى موت حتمي بطيئ، يسوقوننا أن نموت أحياء، أن نتجرع الموت وهم بأيديهم الحل، وليس أي حل بل عاجل آني جذري لكن النيات خبيثة، والإرادرت فاجرة، ولا يستطيعون العيش حلا على هذا…!.
- أيها الناس: إن من عرف الله لن يصل بالناس إلى هذه المهلكة، والمجاعة، والكارثة، من عرف الله وعرف قول الله: (لَقَد جِئتُمونا فُرادى كَما خَلَقناكُم أَوَّلَ مَرَّة)، من عرف قول الله: ﴿يَومَ هُم بارِزونَ لا يَخفى عَلَى اللَّهِ مِنهُم شَيءٌ لِمَنِ المُلكُ اليَومَ لِلَّهِ الواحِدِ القَهّارِ﴾، من عرف: ﴿يَومَ لا يَنفَعُ مالٌ وَلا بَنونَ إِلّا مَن أَتَى اللَّهَ بِقَلبٍ سَليمٍ﴾، من آمن حقا بقول الله: ﴿يُبَصَّرونَهُم يَوَدُّ المُجرِمُ لَو يَفتَدي مِن عَذابِ يَومِئِذٍ بِبَنيهِ وَصاحِبَتِهِ وَأَخيهِ وَفَصيلَتِهِ الَّتي تُؤويهِ وَمَن فِي الأَرضِ جَميعًا ثُمَّ يُنجيهِ كَلّا إِنَّها لَظى نَزّاعَةً لِلشَّوى تَدعو مَن أَدبَرَ وَتَوَلّى وَجَمَعَ فَأَوعى﴾، وقوله تعالى: ﴿وَلَو أَنَّ لِلَّذينَ ظَلَموا ما فِي الأَرضِ جَميعًا وَمِثلَهُ مَعَهُ لَافتَدَوا بِهِ مِن سوءِ العَذابِ يَومَ القِيامَةِ وَبَدا لَهُم مِنَ اللَّهِ ما لَم يَكونوا يَحتَسِبونَ وَبَدا لَهُم سَيِّئَاتُ ما كَسَبوا وَحاقَ بِهِم ما كانوا بِهِ يَستَهزِئونَ﴾… من عرف ذلك، وآمن به، وخلد في ذهنه، وملك شغاف قلبه لن يصل بالناس إلى هذا، والله إن بيت المال في عهد عمر بن عبد العزيز أفقر تريليون مرة مما هو في عهودنا، لكن لما ضاعت الأمانة بأيدي هؤلاء أضاعوا ما بأيديهم في بيت المال، ومسخوه، ونهبوه، ولم يبقوا لا حقير ولا قطمير، إن عمر بن عبدالعزيز لما حفظ الله فيما بين يديه حفظ الله بيت المال فأصبح في سنة من السنوات ينادي: "أيها الناس هل من عازب فنزوجه من بيت المال؛ فقد فاض المال، أيها الناس هل من صاحب دين فنقضي دينه من بيت المال؛ فقد فاض بيت المال"، ما وجد من يقبل هذا المال، لا فقراء، لا مساكين، لا ضعفاء، لا عزاب حتى يزوجهم، ولا صاحب دين حتى يقضى عنه، ثم يقول مخاطبا الناس ثالثة: "أيها الناس هل من عبد رقيق يحتاج إلى حرية فنحرره من بيت المال"، أصبح هكذا ينادي لا يقبل الناس ذلك، وكلهم أغنياء، كلهم ليسوا في حاجة، لإن الأمير عف فعفت الرعية، لأن الأمير اتقى الله فكان بيت المال وكل موظف فيه، وعامل عنده متقي لله، خائفـًا لله، لأن الأيادي المجرمة لم تمتد لذلك المال بالحرام، بالنهب والاختلاس، والسرقة، وقل ما شئت….
- إني أحذرهم، وأذكرهم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في البخاري ومسلم" ما من عبد يسترعية الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته، إلا حرم الله عليه الجنة"، وفي رواية: " لم يرح رائحة الجنة"، حتى الريح لا تصل إليه؛ لأنه غش، لأنه خان، وفي رواية صحيحة: " فلم يحطهم بنصحه، لم ينصح لهم إلا لم يدخل الجنة"، لم يعطهم حقهم، لم يؤد الواجب الذي عليه تجاههم، لم ينصح في مسؤوليته، نام عنها، لم يقدم لهم خدمة، ولم يحفظ لهم حرمة، ولم يعمل لهم مصلحة، ولم ينفعهم بشيء، لم يكن على قدها، ولم يتنازل ويستقيل ويقول لا أستطيع، مع أن بيده الحل وهو يستطيع، لكنه يأبى، ولا هو أيضـًا الذي قال لا أستطيع وبالتالي يجعل من يستطيع يكلف من يستطيع…
- ثم أيها الإخوة أختم خطبتي الأولى فأقول: الولاية عامة لكل أحد بقدره، وعلى حجمه، ودائرته، ومحيطه، الكل مسؤول، أي أحد تحته ولاية سلطة صغرت أو كبرت فليتق الله فيهم، وليحذر من أن تصيبه دعوة النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئـًا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئـًا فرفق بهم فارفق به"، فليحذر كل صاحب مسؤولية أيًا كانت المسؤولية، حتى المسؤوليات التافهة والصغيرة من محلات تجارية، أو من بقالات أو أي شيء كان مما يباع ويشترى، مما هو تحت يدك وسلطتك، من أقل ولاية في البيت، في المدرسة، في الجامعة، في أي إدارة كانت حكومية، أو خاصة فإنه مسؤول عن من تحت ولايته فليتق الله فيهم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم، قد دعا عليه إن شق على الناس، "من ولي من أمر أمتي شيئـًا" وشيئًا نكرة، أي: أي شيء كان: "فشق عليهم فاشقق عليه"، شق عليهم كلفهم...لم يعطهم حقوقهم أخر الحقوق، زاد على ما يجب عليهم، أنقصهم نهبهم أي شيء كان مما لا يحل له فهي مشقة قد دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم خير، خلق الله على الإطلاق، فأي خسارة وقع فيها، وماذا ربح بعد دعاء الحبيب عليه الصلاة والسلام…
أقــــول قولي هــذا وأسـتغـفــر الله.
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد:
﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- لقد أبان لنا النبي صلى الله عليه وسلم أن من عذب الناس، من أجاع الناس، من أهلك الناس، من أدخل الناس في حرج، فإن الله عز وجل يدخله في حرج، فإن الله يعذبه في الدنيا، ويعذبه في الآخرة: بالضيق بالهم بالحزن بالأرق بكل شيء من الهم الذي يهمه، ويتعبه، ويجهده، لأنه أهم المسلمين بينما من فرّج عن المسلمين فرّج الله عنه، من يسّر على المسلمين يسر الله له، من فكّ كربة من كرب المسلمين فكّ الله كربه، الجزاء من جنس العمل من رحم المسلمين رحمه الله، ندعو كل وال ليرحم الناس ليرحمه الله، ندعو كل وال ليشفق على الناس ليشفق الله عليه، ندعو كل وال ليسهّل على المسلمين ليسهّل الله امره، كل وال ليستجيب للمسلمين نداءهم وصراخهم وما لديهم من أنّات وزفرات ليستجيب لهم ليجيب الله عز وجل نداءه…
- ألا فليتق الله حق التقوى، وليراعِ المسؤولية العظمى الملقاة على عواتقنا، وكلنا مسؤول وإن كانت مسؤوليتنا قليلة ولكن المسؤوليات الأعظم عند الكبار فليتقوا الله جميعـًا الصغير والكبير، وأنه والله إذا صلحت أنا وصلح هذا وذاك وصلح الكل صلح الراعي، وإذا صلحت الرعية صلح الراعي، وإذا فسدت فسدوا: ( كما تكونون يولى عليكم)، فإذا كنا صالحين جاؤونا كذلك، وإذا كنا على عكس هذا جاؤونا كذلك، والله ما فسدوا إلا لأن قلوبنا فسدت، ولأن أعمالنا فسدت، ولأننا أيضـًا نستحق هذا بما لدينا حتى بصمتنا أن نقول للظالم أنت ظالم، ونقول للفاسد أنت فاسد، يا سيدي وما دخلي وما لي علم الأخر ينكر وأنا واحد من المجتمع فإذا كنا كذلك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم; "اذا خافت الأمة أن تقول للظالم يا ظالم فقد تودع منها"، قد تخلى الله عن أمة لا تقول لا يحل لك، لا يجوز لك، اتق الله خاف الله، راع الله فإذا لم يقولوا الناس هذا فإنهم يزدادون جرما وعناء وطغيانا فلنتق الله في أنفسنا جميعـًا أفراد أسرا مجتمعات شعوبـًا الجميع ليتقوا الله، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾…
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
❈- الصفحة العامة فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty2
❈- الحساب الخاص فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty1
❈- القناة يوتيوب:
https://www.youtube.com//Alsoty1
❈- حساب تويتر:
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
❈- المدونة الشخصية:
https://Alsoty1.blogspot.com/
❈- حساب انستقرام:
https://www.instagram.com/alsoty1
❈- حساب سناب شات:
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
❈- إيميل:
[email protected]
❈- قناة الفتاوى تليجرام:
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
❈- رقم الشيخ وتساب:
https://wa.me/967714256199
*إلـــى.الـــطــغـــاة.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي.
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/52BLOrWXLPc
الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.
أمــــــا بــــعـــــد عـــبــاد الــــلـــه:
- فإن الله تبارك وتعالى أودعنا أمانة عظمى، وجعلها في الإنسان خاصة، وكلف هذا الإنسان بحفظها، ورعايتها، وليست رعاية عابرة بل حق رعايتها: ﴿ فَما رَعَوها حَقَّ رِعايَتِها فَآتَينَا الَّذينَ آمَنوا مِنهُم أَجرَهُم وَكَثيرٌ مِنهُم فاسِقونَ﴾، ومع أن هذا الإنسان قَبِل الأمانة التي جعلها الله عز وجل عليه، وكلفه بها، وأئتمنه عليها، الا أنه يبقى ذلك الإنسان ظلومـًا جهولًا، ولا يزيل عن نفسه هذا الوصف الرباني إلا بقدر حفاظه على الأمانة، والأمانة -أيها الناس- ليست معنى محددًا مقصورة عليه، بل هي أعظم من هذا، وأكبر وأجل، فكل شيء هو أمانة، عباداته، صلواته، صيامه، زكاته، كل عبادة منه، أوجبها الله عليه فهي أمانة، فإن حفظها فقد أدى الأمانة، وإن ضيعها فقد أضاع الأمانة، وأيضـًا معاملاته إن تنبه لها لم يغش، لم يسرق، لم ينهب، لم يختلس، لم يكذب، لم يسب، لم لم.. لم يفعل هذا وذاك من مخالفات فهي أمانة، كل شيء من المعاملات، بينه وبين الخلق، وكل شيء من العبادات، بينه وبين الخالق، حتى بينه وبين نفسه، بينه وبين أسرته، بينه وبين الجميع، حتى مع ربه فهي أمانة، إن ضيعها فقد خانها، وإن حافظ عليها فقد أداها، ورعاها، وربنا يقول: ﴿إِنّا عَرَضنَا الأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالأَرضِ وَالجِبالِ فَأَبَينَ أَن يَحمِلنَها وَأَشفَقنَ مِنها وَحَمَلَهَا الإِنسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلومًا جَهولًا﴾ ظالم جهول ذلك الإنسان حين احتمل الأمانة، ولا يزيل عن نفسه هذا الظلم الغاشم، والجهل الفاضح، إلا بحفاظه على هذه الأمانة….
- وإن أجل، وأعظم، وأكبر أمانة على الاطلاق هي أمانة الولاية، أمانة الخلافة، أمانة الرئاسة، أمانة أن يوليه الله على الناس، أمانة أن يجعل الناس أرقاء تحت يده، أرقاء بالمعنى، أن يجعل حاجة الناس إلى توقيعه، إلى ختمه، إلى إدارته، إلى وزارته، إلى محافظته، إلى كل شيء تحت ولا يته، وتصرفه مهما قل وكبُر، إلى أي منصب كان فيه، هي أعظم وأجل وأكبر أمانة على الإطلاق، فإن حفظها فقد أداها ويشكره الناس، وفوق هذا يكافئه الله، يجازيه الله، وإذا لم يؤديها ولم يحفظها وخان الأمانة فإن الله يعاقبه في الدنيا والآخرة، وإن الناس يلعنونه، ويسبونه، ويرمونه بكل التهم، ويستحق ذلك، وفي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم قال : " خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذي تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنوهم ويلعنوكم ".
- ولهذا لو نظرنا في تاريخ إسلامنا ممن عرف الأمانة فأداها وحفظها واتقى الله في الناس فراقب الله، وخاف الله، وعلم معنى أمانة الله التي جعلها الله عز وجل للناس، وبأيديهم إما يحفظونها وإما يضيعونها، لو نظرنا إلى الصديق ناهيك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وناهيك عن الصديق أيضـًا إلا في موقف واحد فقط من مواقفه رضي الله عنه وعن حفاظه للأمانة التي جعلها الله بين يديه إنها أمانة أنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا الموقف قصة قد تواترت عن الصديق رضي الله عنه، يقول عمر إن الصديق كان دائمـًا بعد الفجر يذهب إلى مكان خارج المدينة، قال ففي يوم من الأيام تبعته فرأيت أين مدخله، فلما خرج من ذلك البيت دخلت أنا والصديق لا يعرف أني اتابعه، فلما خرج من ذلك البيت دخلت إليه إلى البيت، وقلت لأهل البيت ما الذي يفعل هذا الرجل فيكم، ومن هذا الرجل الذي يدخل عليكم، أقريب أصديق لكم، وعمر جعل نفسه لا يعرف مَن هذا الرجل، فقالت المرأة: أنا امرأة عمياء عجوز كبيرة حسيرة لا أجد أحدا يقوم علي ومعي بناتي وأبنائي مات الوالد لهم قبل سنوات، وإن هذا الرجل لا أعرفه يدخل علينا من فترة كذا وكذا، يصلح لنا طعامنا، ويكنس لنا بيتنا، ويعجن لنا عجينتنا، ويحلب لنا شاتنا، ثم ينصرف عنا، وقد فعل كل شيء أحتاج إليه لذلك اليوم، ثم يأتي من القابلة لمثلها، فخرج عمر وقال: لقد أتعبت الخلفاء بعدك يا أبا بكر، هذا الصديق لم يكتفِ بأن يحفظ الأمانة في الكرسي، في المنصب، في الولاية العامة، في عموم الناس دون أشخاصهم، في معاريفه، ومن حوله، بل حتى في العجائز، في أن يخدم، أن يطعم، أن يسقي، أن يعجن، أن يحلب، أن يكنس، أن يفعل حتى في بيوت أولئك الذين لا يجدون من يرعاهم، من يحفظهم، من ينظر فق حاجاتهم، فنظر لحاجات الناس، وتفقد الناس، وعرف ما يجب عليه؛ لأن هؤلاء جميعـًا رعيته وهو مسؤول في البخاري ومسلم قد قال: " ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالإمام الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم، وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسؤول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته "، وبدأ بالأمير، بالإمام، بالرئيس، بالوالي، بالمحافظ، بالمدير، بكل صاحب ولاية كانت بدأ به الأمير راع وهو مسؤول رعيته أمام الله، الصديق عرفها جيدا فحفظها، ورعى هذه الأمانة التي أُسندت إليه حق رعايتها، حتى أنه في أول يوم يُرشح فيه خليفة لما عاد من سقيفة بني ساعدة قام على المنبر، وقال: "أيها الناس لقد بايعتموني بالأمس وها أنا اليوم عرضتها فيكم، وإنها لكم فاكفونيها لا أريدها، فقالوا بل هي لك هي لك هي لك" أو مثل هذا، إنه لا يريدها، بل يرفضها؛ لأنه يعلم خطر وعظمة المسؤولية الكبرى الملقاة على عاتقه…
- وقل عن عمر رضي الله عنه قُل عن الفاروق رضي الله عنه، الذي لم يكتف برعاية الأرامل، والضعفاء، والفقراء، والمساكين بجواره، بل لم يكتف عمر بالحفاظ على مسؤوليته في البشر، بل يراها تعدت لغيرهم، ولكل المخلوقات التي تقع فوق أرض سلطته، وإمارته، وخلافته، فكان يقول رضي الله عنه:( ويل لعمر إني أخاف الله أن يسألني عن البغلة في أرض العراق لم لم تصلح لها طريقها)، يخاف أن يسأله الله عن بغلة في أرض العراق لِم لم يهيئ الطريق لها؛ لأنها كانت في العراق طريقـًا وعرة لا تستطيع الإبل أن تجتازها، فكان يقول هكذا تخويفا لنفسه، وردعا لها، ومسألة ذاتية قبل أن يسأله الخلق، أو ربهم يوم القيامة، بل كان يقول رضي اللّه عنه: (أيها الناس انثروا القمح على رؤوس الجبال؛ حتى لا تجوع الطيور على أرض المسلمين)…
- واليوم لا نتحدث عن البغلة، ولا عن الطيور، ولا نتحدث عن الحيوانات، بل نتحدث عن الإنسان المكرم، الذي كرمه الله، والذي شرفه الله، والذي منحه الله، ﴿وَلَقَد كَرَّمنا بَني آدَمَ وَحَمَلناهُم فِي البَرِّ وَالبَحرِ وَرَزَقناهُم مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلناهُم عَلى كَثيرٍ مِمَّن خَلَقنا تَفضيلًا﴾، أسجد له ملائكته، ونفخ فيه من روحه، أصبح المدرس، الأستاذ، الدكتور، العفيف، الكريم، الشرطي، الضابط الذي كان في درجة عالية أصبح اليوم في الحضيض في درجة متدنية، بل كم سمعنا ورأينا وقرأنا واطلعنا على أُناس كانوا أساتذة في جامعات كبرى، ومع هذا أصبحوا إما في الشوارع يشحتون يتكففون الناس، أو أصبحوا في أشغال تافهة لا تعطيهم شيئـًا، إما حمالين، أو حرفيين، أو مزارعين، أو في دول أخرى يستفاد منهم هناك، وخيرهم لغيرنا، أو شيء من هذه الأشغال التي لا تليق بأولئك، والسبب أن المسؤولين أضاعوا الأمانة وفي كل يوم هي في ضياع، هي في قتل، هي في نحر، هي في دمار، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد حكم بالنار كما في البخاري ومسلم على المرأة التي حبست هرة فلم تطعمها ولم تتركها لترعى نفسها ودخلت النار، فكيف بمن أجاع المسلمين؟، كيف بمن أفقر المسلمين؟، كيف بمن أفقر شعبـًا كاملًابملايين من فيه، كيف بمن أوصله لهذه المجاعة، أو شبه المجاعة، التي أهلكت الحرث والنسل، وفي كل يوم والأسعار تزيد والدمار يزيد، وبأيديهم الحل، أُقسم بالله أن بأيديهم أن يصنعوا شيئًا، وأن يوقفوا هذه المهلكة، ويرتدعوا من هذا الهلاك للخلق، والقتل المدمر البطيئ للملايين، لقد أصبح ذلك الموظف العادي الذي يستلم أربعين ألفا كانت تكفيه، أما الآن لا تكفيه شيئـًا، مئة ومئتان لا تساوي اليوم حتـى عشر ما كانت تساويه في زمن مضى؛ بسبب الارتفاع الهائل لكل شيء في غمضة عين، بسبب الحرب الاقتصادية الجبارة لهذا الشعب المسكين، الذي لا حول له ولا قوة إلا بالله: ﴿الَّذينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إِنَّ النّاسَ قَد جَمَعوا لَكُم فَاخشَوهُم فَزادَهُم إيمانًا وَقالوا حَسبُنَا اللَّهُ وَنِعمَ الوَكيلُ فَانقَلَبوا بِنِعمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضلٍ لَم يَمسَسهُم سوءٌ وَاتَّبَعوا رِضوانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذو فَضلٍ عَظيمٍ﴾، فليس معنا إلا هذا السلاح الإلهي نواجههم به ليرد ربنا عنا كيدهم ومكرهم وطغيانهم وسلطانهم وجبروتهم: "حَسبُنَا اللَّهُ وَنِعمَ الوَكيلُ"، إن هؤلاء يستمتعون بهلاك الناس، ويسعدون حين يرون الناس في شقاء وتعاسة، وهم يتفرجون عليهم من بعيد، لا يجدون أنسهم إلا بتعاسة غيرهم لمرض فيهم وليس أي مرض بل هو وباء شيطاني قابع في قلوبهم وعقولهم، وإدمان خبيث مستخبث نعوذ بالله منه ومنهم: ﴿وَاذكُرُوا اللَّهَ في أَيّامٍ مَعدوداتٍ فَمَن تَعَجَّلَ في يَومَينِ فَلا إِثمَ عَلَيهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثمَ عَلَيهِ لِمَنِ اتَّقى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعلَموا أَنَّكُم إِلَيهِ تُحشَرونَ وَمِنَ النّاسِ مَن يُعجِبُكَ قَولُهُ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَيُشهِدُ اللَّهَ عَلى ما في قَلبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الخِصامِ وَإِذا تَوَلّى سَعى فِي الأَرضِ لِيُفسِدَ فيها وَيُهلِكَ الحَرثَ وَالنَّسلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الفَسادَ﴾…
- لقد اختلسوا ما بأيدي الناس، ما يكدح الناس، ما تعرق له تحت كل شعرة ليحصلوا عليه، فيشتغل العامل كل النهار ثم يخرج بفتات، اللتر الواحد بـ1200 بألف ومئتين ريالا، والدولار الواحد بأكثر من ألف ومئتين، وأسعار كل شيء تضاعفت ثلاث وخمس مرات على سعر العام الماضي، فمثلا صاحب الباص الذي كان يطلب ألفين وخمسمائة ريال الآن يطلب عشرة آلاف ريال، والكيس الدقيق بأكثر من أربعين ألف ريال بعد أن كان بحدود عشرة آلاف ريال، وقل عن الأرز، والزيت، وكل ضروري، ناهيك عن الحاجيات، ولا تتحدث عن الكماليات، أو الطوارئ كمرض، وسفر، ولباس…
كم الراتب إن استلم وهم أقل من30% في المجتمع، ولا يصل راتبهم المتوسط لخمسين ألف ريال، وكم سيصرف، وكم سيعطي…
- بل حدث عن أكبر عملية إجرامية على الإطلاق في تاريخ الحوالات المصرفية اليمنية إذ تحول مائة ألف ريال فيطلب منك رسوم الحوالة مائة وستين ألف ريال، لمن يعمل هذا الفقير المسكين الشاقي كل النهار تحت حرارة أحر شمس ثم يذهب بأجرته ليعطي 160% للصرافات، وماذا بقي لأهله، لقوته، لمن يشتغل ومن يعيل نفسه، وأسرته، أم محلات الصرافة، أم المجرمين، الفجرة، الأشرار، الذين تسلطوا على رقاب أمتنا وطننا السعيد الذي حوله لأفقر شعب في القرن الواحد والعشرين حسب تقارير منظمات عالمية رسمية منها ما تسمى بالأمم المتحدة.
- إنهم يجروننا إلى الهاوية، نُجر إلى موت حتمي بطيئ، يسوقوننا أن نموت أحياء، أن نتجرع الموت وهم بأيديهم الحل، وليس أي حل بل عاجل آني جذري لكن النيات خبيثة، والإرادرت فاجرة، ولا يستطيعون العيش حلا على هذا…!.
- أيها الناس: إن من عرف الله لن يصل بالناس إلى هذه المهلكة، والمجاعة، والكارثة، من عرف الله وعرف قول الله: (لَقَد جِئتُمونا فُرادى كَما خَلَقناكُم أَوَّلَ مَرَّة)، من عرف قول الله: ﴿يَومَ هُم بارِزونَ لا يَخفى عَلَى اللَّهِ مِنهُم شَيءٌ لِمَنِ المُلكُ اليَومَ لِلَّهِ الواحِدِ القَهّارِ﴾، من عرف: ﴿يَومَ لا يَنفَعُ مالٌ وَلا بَنونَ إِلّا مَن أَتَى اللَّهَ بِقَلبٍ سَليمٍ﴾، من آمن حقا بقول الله: ﴿يُبَصَّرونَهُم يَوَدُّ المُجرِمُ لَو يَفتَدي مِن عَذابِ يَومِئِذٍ بِبَنيهِ وَصاحِبَتِهِ وَأَخيهِ وَفَصيلَتِهِ الَّتي تُؤويهِ وَمَن فِي الأَرضِ جَميعًا ثُمَّ يُنجيهِ كَلّا إِنَّها لَظى نَزّاعَةً لِلشَّوى تَدعو مَن أَدبَرَ وَتَوَلّى وَجَمَعَ فَأَوعى﴾، وقوله تعالى: ﴿وَلَو أَنَّ لِلَّذينَ ظَلَموا ما فِي الأَرضِ جَميعًا وَمِثلَهُ مَعَهُ لَافتَدَوا بِهِ مِن سوءِ العَذابِ يَومَ القِيامَةِ وَبَدا لَهُم مِنَ اللَّهِ ما لَم يَكونوا يَحتَسِبونَ وَبَدا لَهُم سَيِّئَاتُ ما كَسَبوا وَحاقَ بِهِم ما كانوا بِهِ يَستَهزِئونَ﴾… من عرف ذلك، وآمن به، وخلد في ذهنه، وملك شغاف قلبه لن يصل بالناس إلى هذا، والله إن بيت المال في عهد عمر بن عبد العزيز أفقر تريليون مرة مما هو في عهودنا، لكن لما ضاعت الأمانة بأيدي هؤلاء أضاعوا ما بأيديهم في بيت المال، ومسخوه، ونهبوه، ولم يبقوا لا حقير ولا قطمير، إن عمر بن عبدالعزيز لما حفظ الله فيما بين يديه حفظ الله بيت المال فأصبح في سنة من السنوات ينادي: "أيها الناس هل من عازب فنزوجه من بيت المال؛ فقد فاض المال، أيها الناس هل من صاحب دين فنقضي دينه من بيت المال؛ فقد فاض بيت المال"، ما وجد من يقبل هذا المال، لا فقراء، لا مساكين، لا ضعفاء، لا عزاب حتى يزوجهم، ولا صاحب دين حتى يقضى عنه، ثم يقول مخاطبا الناس ثالثة: "أيها الناس هل من عبد رقيق يحتاج إلى حرية فنحرره من بيت المال"، أصبح هكذا ينادي لا يقبل الناس ذلك، وكلهم أغنياء، كلهم ليسوا في حاجة، لإن الأمير عف فعفت الرعية، لأن الأمير اتقى الله فكان بيت المال وكل موظف فيه، وعامل عنده متقي لله، خائفـًا لله، لأن الأيادي المجرمة لم تمتد لذلك المال بالحرام، بالنهب والاختلاس، والسرقة، وقل ما شئت….
- إني أحذرهم، وأذكرهم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في البخاري ومسلم" ما من عبد يسترعية الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته، إلا حرم الله عليه الجنة"، وفي رواية: " لم يرح رائحة الجنة"، حتى الريح لا تصل إليه؛ لأنه غش، لأنه خان، وفي رواية صحيحة: " فلم يحطهم بنصحه، لم ينصح لهم إلا لم يدخل الجنة"، لم يعطهم حقهم، لم يؤد الواجب الذي عليه تجاههم، لم ينصح في مسؤوليته، نام عنها، لم يقدم لهم خدمة، ولم يحفظ لهم حرمة، ولم يعمل لهم مصلحة، ولم ينفعهم بشيء، لم يكن على قدها، ولم يتنازل ويستقيل ويقول لا أستطيع، مع أن بيده الحل وهو يستطيع، لكنه يأبى، ولا هو أيضـًا الذي قال لا أستطيع وبالتالي يجعل من يستطيع يكلف من يستطيع…
- ثم أيها الإخوة أختم خطبتي الأولى فأقول: الولاية عامة لكل أحد بقدره، وعلى حجمه، ودائرته، ومحيطه، الكل مسؤول، أي أحد تحته ولاية سلطة صغرت أو كبرت فليتق الله فيهم، وليحذر من أن تصيبه دعوة النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئـًا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئـًا فرفق بهم فارفق به"، فليحذر كل صاحب مسؤولية أيًا كانت المسؤولية، حتى المسؤوليات التافهة والصغيرة من محلات تجارية، أو من بقالات أو أي شيء كان مما يباع ويشترى، مما هو تحت يدك وسلطتك، من أقل ولاية في البيت، في المدرسة، في الجامعة، في أي إدارة كانت حكومية، أو خاصة فإنه مسؤول عن من تحت ولايته فليتق الله فيهم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم، قد دعا عليه إن شق على الناس، "من ولي من أمر أمتي شيئـًا" وشيئًا نكرة، أي: أي شيء كان: "فشق عليهم فاشقق عليه"، شق عليهم كلفهم...لم يعطهم حقوقهم أخر الحقوق، زاد على ما يجب عليهم، أنقصهم نهبهم أي شيء كان مما لا يحل له فهي مشقة قد دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم خير، خلق الله على الإطلاق، فأي خسارة وقع فيها، وماذا ربح بعد دعاء الحبيب عليه الصلاة والسلام…
أقــــول قولي هــذا وأسـتغـفــر الله.
ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶
ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد:
﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…
- لقد أبان لنا النبي صلى الله عليه وسلم أن من عذب الناس، من أجاع الناس، من أهلك الناس، من أدخل الناس في حرج، فإن الله عز وجل يدخله في حرج، فإن الله يعذبه في الدنيا، ويعذبه في الآخرة: بالضيق بالهم بالحزن بالأرق بكل شيء من الهم الذي يهمه، ويتعبه، ويجهده، لأنه أهم المسلمين بينما من فرّج عن المسلمين فرّج الله عنه، من يسّر على المسلمين يسر الله له، من فكّ كربة من كرب المسلمين فكّ الله كربه، الجزاء من جنس العمل من رحم المسلمين رحمه الله، ندعو كل وال ليرحم الناس ليرحمه الله، ندعو كل وال ليشفق على الناس ليشفق الله عليه، ندعو كل وال ليسهّل على المسلمين ليسهّل الله امره، كل وال ليستجيب للمسلمين نداءهم وصراخهم وما لديهم من أنّات وزفرات ليستجيب لهم ليجيب الله عز وجل نداءه…
- ألا فليتق الله حق التقوى، وليراعِ المسؤولية العظمى الملقاة على عواتقنا، وكلنا مسؤول وإن كانت مسؤوليتنا قليلة ولكن المسؤوليات الأعظم عند الكبار فليتقوا الله جميعـًا الصغير والكبير، وأنه والله إذا صلحت أنا وصلح هذا وذاك وصلح الكل صلح الراعي، وإذا صلحت الرعية صلح الراعي، وإذا فسدت فسدوا: ( كما تكونون يولى عليكم)، فإذا كنا صالحين جاؤونا كذلك، وإذا كنا على عكس هذا جاؤونا كذلك، والله ما فسدوا إلا لأن قلوبنا فسدت، ولأن أعمالنا فسدت، ولأننا أيضـًا نستحق هذا بما لدينا حتى بصمتنا أن نقول للظالم أنت ظالم، ونقول للفاسد أنت فاسد، يا سيدي وما دخلي وما لي علم الأخر ينكر وأنا واحد من المجتمع فإذا كنا كذلك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم; "اذا خافت الأمة أن تقول للظالم يا ظالم فقد تودع منها"، قد تخلى الله عن أمة لا تقول لا يحل لك، لا يجوز لك، اتق الله خاف الله، راع الله فإذا لم يقولوا الناس هذا فإنهم يزدادون جرما وعناء وطغيانا فلنتق الله في أنفسنا جميعـًا أفراد أسرا مجتمعات شعوبـًا الجميع ليتقوا الله، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾…
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
❈- الصفحة العامة فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty2
❈- الحساب الخاص فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty1
❈- القناة يوتيوب:
https://www.youtube.com//Alsoty1
❈- حساب تويتر:
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
❈- المدونة الشخصية:
https://Alsoty1.blogspot.com/
❈- حساب انستقرام:
https://www.instagram.com/alsoty1
❈- حساب سناب شات:
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
❈- إيميل:
[email protected]
❈- قناة الفتاوى تليجرام:
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
❈- رقم الشيخ وتساب:
https://wa.me/967714256199